<!--
<!--<!--<!--
كلمــة السيـد الرئيس بشارالأسد خلال إفطار ليلة القدر
شهر رمضان ليس شهر احتفال، بل هو شهر للعبادة وتطهير النفس من الشوائب فالحزن دخل لكل بيت
رمضان هو شهر للمغفرة والرحمة والتوصل، للتضحية والفداء، شهر للجهاد، الجهاد بالمعنى الصحيح، جهاد العمل والإنجاز والمحبة
شهر نلخصة بأنه شهر لإصلاح الإنسان، نفساً وجسداً وهما كالفرد والمجتمع لا يمكن أن يصلح أحدهما دون الآخر .
شهر للتضحية والفداء وللجهاد بالمعنى الصحيح .. جهاد العمل، جهاد الانجاز، جهاد البناء، جهاد المحبة
نحن في شهر الخير .. والخير لن يأتينا من أصحاب الفكر الظلامي بل من السوريين المنتمين لوطنهم والملتزمين بدينهم مسلمين ومسيحيين
الخير يأتينا من أولئك الأبطال الذين يذودون عن وطنهم ويدافعون عن شعبهم، من عائلاتهم الصابرة على غيابهم في ساحات القتال
الخير يأتينا من كل الشرفاء الذين وقفوا معنا في أماكن مختلفة من العالم
ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻔﻴﺪﺍً ﻭﻣﺜﻤﺮﺍً ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻮﺍﺭﺍً ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻭﺷﻔﺎﻓﺎً
ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﺻﺮﻳﺢ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ
لا ألوم المجتمع وأنفي المسؤولية عن الدولة .. ولكننا جميعاً نتحمل المسؤولية بحسب مواقعنا
لا توجد دولة كبرى تمكنت من هزيمة دولة صغرى عندما كانت هذه الدولة الصغرى موحدة
العوامل الخارجية قوية ومؤثرة ..
ولكن دور الخارج مهما اشتد هو دور مساعد وهذا الدور الخارجي يعتمد على الثغرات الموجودة
لا أحد قادر على إنهاء هذه الأزمة إلا أبناء الوطن بأنفسهم وأيديهم مهما كان حجم التدخل الخارجي
عندما نضع كل العوامل الخارجية جانباً، ونقول إن هناك إرهابي ومرتزق ولص سوري، فهذا من ثغرات المجتمع السوري، ولولاهم لما أتى الآخرون
حول نموذج الرمادية الوطنية ..
في الوطن لا يوجد إلا أبيض مع الوطن، أو أسود ضد الوطن
بعضهم لم يكن لديه الوعي الكافي فاختار الرمادية، التي تحتضن الفوضى والإرهاب وهذه الحاضنات أطلقت الوحوش
ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ
ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻴﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﻔﺎﻭﺿﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﻭﺗﻤﻮﻟﻬﻢ
ﺭﻳﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ
إن المرونة السورية ساعدت أصدقاء سورية في مختلف أنحاء العالم سواء كانوا أفراداً أم دول .. بالمحصلة مع كل هذا الأداء السوري لم أقل للسوريين خداعاً على أن هناك فرص للنجاح، لأن الطرف المعادي لا يريد أي حل سياسي فكلما استجبنا لطرح، كانت الأطراف الأخرى تصاب بالإحباط والهستيريا
لدينا في سورية معارضة وطنية زجت نفسها منذ البداية في العمل السياسي ومنهم من معنا الآن في هذه الجلسة
وهناك معارضة لا وطنية لا يهمها سوى المال حاولت ابتزازنا
البعض منهم قبض بشكل مباشر من دول في الجامعة العربية
وتغيرت مواقف تلك المعارضة بحسب تغير الأوضاع على الأرض وبعضهم يريد الحوار، أو لا يريد الحوار وهي معارضة ساقطة لا تجري سوى وراء المكاسب
ﻣﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺪﻯ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﺞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ
لا بد أن نعطي المواطن السوري كل المعطيات بالمحصلة، لم تتحسن الأمور على الإطلاق فمع كل المرونة والبراغماتية السورية كانت الأمور في حالة تصاعد مستمر وكل سوري دفع الثمن، بغض النظر عن انتماءاته، الكل دفع الثمن
كانت القضية في الحقيقة بحسب ما اتضحت، هي أن تكون سورية أو لا تكون ..
إما أن تكون سورية حرة مستقلة، أو مطية للآخرين
إما أن تكون دولة قانون، أو دولة لصوص
لم نعد في وارد أن نجامل أي كان، لو جاملناهم، سنكون قد دمرنا النسيج السوري إلى الأبد وهذه ليست مبالغة
لم يبق سوى خيار الدفاع عن بلدنـا بأيدينا
نتطلع بشكل طبيعي، إلى القوات المسلحة والكل يبني آمالاً عريضة عليها ويتمنى لو تستطيع حسم الأمر الليلة قبل الغد.
كلنا نحلم ولكن، الحلم لا يقفز فوق الواقع لو أردنا أن نقيم ما قام به الجيش حتى الآن فهو أقرب إلى المستحيل فهذه المؤسسة بنيت منذ الاستقلال على جبهة محددة قدرتها القتالية وإستراتيجيتها من أجل معركة من نوع محدد
فجأة، وحدت نفسها في وضع مختلف عما تعرفه ومختلف تماماً عما واجه أي جيش في عصرنا الحديث فكان عليها أن تقوم بعملية تأقلم سريعة وقد تمكنت من ذلك ببراعة كبيرة ونجاح باهر وكان لها إنجازات كبيرة
نحن نقرأ عن البطولات في التاريخ والروايات والحديث عن البطولات يظهر حالة خاصة، ولكن دوماً هي حالة نادرة ولكن الحقيقة، أن نسبة الأعمال البطولية التي تمت في الجيش السوري هي نسبة من الصعب أن تصدق مقاتلون أصيبوا مرة، وبعد فترة النقاهة، عادوا مرتين وثلاثة ومنهم مازالوا في القتال
البطولة حالة رمزية، ولكن في حالتنا هذه، لا يمكننا تحديد رمز وهذه النسبة تعكس نسبة البطولة في الشعب السوري
إما أن نربح معاً كسوريين أو نخسر معاً
القوات المسلحة أنجزت المستحيل
وعلى الخارطة سنرى أن هناك تفاوتاً بين منطقة وأخرى وذلك بسبب عدة عوامل، مثل العامل البشري، والبيئي، والجغرافي
ومن البديهي أن تتفاوت هذه العوامل، ومعها الإنجازات ولكن العالم الأهم، هو العامل الشعبي
كان يقال أن المقاومة في لبنان انتصرت وكنت أقول لهم، أن المقاومة انتصرت بشعب المقاومة
وها نحن نرى هذا الأمر في سورية ورأيناه منذ الأيام الأولى وهذا الدعم الشعبي يتزايد مع تزايد الوعي
لا شك بأن الحرب التي يواجهها الجيش السوري هي حرب عصابات، وهي من أصعب وأخطر الحروب هناك حرب وحيدة تتفوق على حرب العصابات، وهي الحرب الشعبية أي الشعب، مع الجيش وهذا ما نجحنا فيه
الدول وصلت أن الحسم الذي تريده لن يحصل والبديل هو حرب استنزاف
الحل هنا هو الحرب الشعبية
صحيح أن المعركة تخاض في الإعلام والمواقع الاجتماعية ولكن الحسم لن يكون إلا في الميدان
المعاناة الاقتصادية مرتبطة بالوضع الأمني ولا حل لها سوى بضرب الإرهاب
إذا نجحنا في الحرب الشعبية .. وكان هناك مساهمة أكبر، سنكون قادرين على الخروج من الأزمة خلال أشهر
التسامح مع من غرر به وليس لمن ارتكب جرائم إرهابية
الكثيرون لم يكونوا مع هذا الموضوع ولكن أستطيع أن أقول أن التسامح اعطى نتائج جيدة وفي الإعلام، تسمعون أن هناك أشخاص قاموا بتسليم أنفسهم للسلطات
وهذه النسبة بتزايد مستمر بسبب تثبيت مصداقية الدولة التي شكك بها في البداية
مع تراجع الحاضنة مؤخراً، أصبحنا أمام حالات تعطي المزيد من البياض على هذه اللوحة السوداء ففي عدد من المناطق لم يكتفي أولئك الشباب بتسليم أنفسهم لا بل قاموا بالقتال ضد الإرهابيين إلى جانب الوطن
الفرق كبير أن يسقط الإنسان قتيلاً أو شهيداً لأجل الوطن
قمنا بأكثر من عفو، الجزء الأكبر منه غير معلن
وكنا نربط العفو والتسامح مع المبادرات التي تقوم بها الفعاليات المجتمعية
نحن نخسر، والرابح الوحيد هو العدو الإسرائيي وفي شهر الخير، لا بد أن نسعى إلى الخير ويبجب إن نعرف أين وكيف
الخير لن يأتينا من الدول العربية والإقليمية القلقة جداً على كل قرية أو مدينة في سورية ولكنها لا تعبأ بالقدس
لن يأتينا الخير من الدول الداعية إلى الديمقراطية في سورية، وتحرم شعوبها من أقل الحقوق، بل تجعلها تعيش في عصور الجاهلية
هذه الدول ستدخل التاريخ بكل تأكيد، ولكن التاريخ سيفرد لها باباً اسمه القتل والتدمير والتخلف والجهل
لن يأتينا الخير من أصحاب الفكر الظلامي الذي اسس له الوهابيون بالدم والقتل وسيسه الاخوانين بالكذب والخداع
أولئك الذين استخدموا قناع الاسلام لأجل الاسلام
هذا الفكر هو الذي دق الاسفين بين العروبة والاسلام في الوقت الذي جمعهم القرآن والرسول الكريمين
وثالث اسفين بين المسلم والمسيحي حول اطروحات بغيضة وفتانة في الوقت الذي حرمت فيه الديانات السماوية الفتنة
وحولوا الصراع من عربي اسرائيلي إلى عربي عربي
وهاجموا الجيوش العربية لصالح الاسرائيلي فقط من أجل الكرسي
إنهم الإسلاميون الجدد حيث استخدم الغرب المسيحيون الجدد لخدمة إسرائيل ولا يصح أن نقول عنهم إسلاميون بل هم جاهليون جدد
الخير سيأتينا من السوريين المنتمين لوطنهم الملتزمين بوطنهم الواعين بأن الأديان وجدت لتجعل حياتنا أفضل
الخير سيأتي من الأبطال الذين يذودون عن الوطن والشعب ..
من عائلاتهم الصابرة على غيابهم، ومن دماء الشهداء
من عائلاتهم التي زغردت عندما عرفت باستشهاد الأبن الأول ، وأرسلت الابن الثاني ليكمل المهمة
أتمنى أن يأتي رمضان المقبل وسورية قد استعادت عافيتها