مشرف ابوحشيش للانتاج الفنى والتدريب

اضحكي.. تضحك الدنيا معك!

دبي:هاني نورالدين


لم يعد مستغربًا أن تشاهدي الناس في الشوارع، والأماكن العامة يستغرقون في نوبات من الضحك المتواصل، طلبًا للصحة الجسدية، والنفسية، وفي أوروبا، وأمريكا، والهند مثلاً، يلتحق هواة الضحك بنوادٍ متخصصة، ومجانية، «ليس على الضحك رسوم»، وما عليك- لو انضممت للنادي- سوى تعلم مهارات، وفنون الضحك، والإضحاك في جلسات بالهواء الطلق، أو على مقاعد مريحة، وقد تستغرق النوبة ساعة، وكلما توقفت عن الضحك نظرت جارتك في عينيك لتضحكي من جديد، وهذه أفضل أنواع العدوى.

 

 

تحتفل نوادي الضحك –التي يزيد عددها على 6000 نادٍ في 60 دولة- في مايو من كل عام بـ«اليوم العالمي للضحك»، للترويح عن النفس وسط احتفالات في الهواء الطلق، ولو جربتِ الضحك يوميًّا ستشعرين بالسعادة، وبتجديد حياتك، ويرجع للطبيب الهندي «مادان كاتاريا» الفضل في ابتكار نوادي الضحك، وعن تجربته يقول: بعض الناس يذهب إلى المسرح لمشاهدة مسرحية كوميدية، وبعضهم يلجأ إلى النكات للضحك قسرًا، أما في نوادي الضحك، فإننا نضحك بعفوية، ننظر في عيون بعضنا بعضًا ونضحك، وعندما يبدأ الإنسان بالضحك لا يتوقف، وبعد فترة تكتشفين أنك قادرة على الضحك عندما تريدين، وعندما تضحكين تتغيرين فيتغير العالم كله معك.

 

جامعات ضاحكة!

بدأ الطبيب مادان السفر حول العالم للترويج لحركة «يوجا الضحك» في العام 1999م، بدءًا بالولايات المتحدة، إلا أن ألمانيا كانت ثاني دولة ترخص ناديًا متخصصًا في «يوجا الضحك»، بعد الهند، ويخطط د. كاتاريا لإقامة خمس جامعات دولية لهذه اليوجا، ولن تمنح الجامعات درجة علمية بقدر ما تعلّم الناس كيفية السعادة في الحياة، وإضفاء المزيد من المرح، والضحك خلال اليوم.

 

 

 

 

 

30 دقيقة على الأقل!

تعد يوجا الضحك فكرة ثورية، تحثّ الناس على ممارسة الضحك كأسلوب، ومنهج حياة، في مواجهة الضغوط، والإيقاع السريع، وتستغرق التمارين (30-45 دقيقة)، يقودها مدرب، وتتضمن: تمارين التنفس، اليوجا، الإطالة مع ممارسة الضحك، ولا يشترط وجود مبرر يبعث على الضحك، لتسقط مقولة «الضحك من غير سبب قلة أدب»، كما أن الجسم لا يفرق بين الضحك الوهمي، والحقيقي، المهم أن يجني المشارك نتائج إيجابية في مجال الطاقة، وتجنب الاكتئاب، وتحسين الصحة العامة، وبعض المدارس في الهند، وأمريكا تفتتح اليوم الدراسي باستغراق التلاميذ، والمدرسين في الضحك المتواصل مدة 10 دقائق، وبتجربة الضحك على الموظفين في مواقع العمل ارتفعت قدراتهم الإنتاجية، وهذا الأسلوب الأمثل لتقليل مشكلات التقدم في السن، حيثُ أثبتت أبحاث علمية أن الضحك له تأثير على النظام المناعي، مما دفع مستشفيات عالمية إلى اعتماد يوجا الضحك لتحسين حالة المرضى.

وفي السياق ترى د. «ميشيلا شيفنر»، رئيسة الرابطة الألمانية للمعالجين بيوجا الضحك- ميونيخ، أن الضحك التلقائي ليس مرتبطًا بكثرة الضغوط، أو بكثرة التفكير، أو المعاناة، والكبت من شيء ما، وقد يبدو الضحك في البداية مصطنعًا، ولكن التمارين تجعل الناس يضحكون بشكل طبيعي في جلسات ضحك جماعي متعمد.

 

 

العلاج بالضحك!

يعتبر العلاج بالضحك الأقل كلفة، والأكثر فاعلية، فقط اضحكي في بضع دقائق يوميًّا لتتغير حياتك إلى الأفضل، ولا تترددي فلست وحدك تضحكين، بل إن الضحك بات نمطًا عالميًّا، ولم يعد مستغربًا في عيادات أوروبا، وأميركا، أن تبث تسجيلات صوتية لنجوم الكوميديا، والفكاهة، وأن تعرض مشاهد كوميدية بقاعات الانتظار.

 

 

سعادة وإبداع

بالأمل والضحك تتخلصين من أحزانك، وآلامك، وتنعمين بحياة مثالية، لأن الضحك يزيد إفراز مادة «إندروفين» في الدماغ، وهي المادة الباعثة على السعادة، والراحة، والرضا النفسي، وتقلل من هرمونات الضغط النفسي، والجسدي، كالأدرينالين وغيره، وهي التي تسبب الخوف، وثبت أن الضحك لمدة دقيقتين يوميًّا يعادل تأثير 20 دقيقة من ممارسة الرياضة، لأنه ينشط 80 عضلة في الجسم، كما أن دقيقة واحدة من السعادة، والضحك تعادل‏40‏ دقيقة من الاسترخاء، وتحدّ من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأوضحت دراسة قام بها فريق من الباحثين في جامعة «ميريلاند» الأميركية أن مشاهدة الأفلام الكوميدية مفيدة للقلب، لأنها تزيد من تدفق الدم، وتحفز للأعمال الإبداعية.

 

 

 



<!-- <td>عدد القرّاء</td> <td class="readers"> <div>232</div> </td> -->
عدد التعليقات 0

المصدر: مجلة سيدتى العربية
  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 140 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2010 بواسطة farouksulimantv

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

46,944