مشرف ابوحشيش للانتاج الفنى والتدريب

و الكلمة الشائعة في الاستديوهات العربية المونتاج مأخوذة من الفعل الفرنسي Monte و هي تعني التجميع ، و التحديد ، و التركيب ، و التنسيق ، و اللصق ، و سلسلة السياق ، و ترابط التتابع في وقت واحد و تسمي في السينما المونتاج الفيلم - Film Editing ، أما في التليفزيون فتسمى مونتاج ما بعد الإنتاج Production Post Editing .

و بالرغم من أن عمليات البناء مختلفة تماما في كلتا الوسيلتين إلا أن الهدف في كليهما واحد ألا و هو إنتاج عمل فني ناجح عن طريق تقديم الأجزاء المختارة بعناية من المواد المتاحة و يعرف أحمد كامل مرسي و مجدي و هبة هذه العملية بأنها :

عملية فنية و حرفية تقوم أساسا على عمليتي القطع و اللصق، و تركيب اللقطات في السياق الطبيعي ليطابق السرد الفيلمي أو التقطيع الفني ، الذي وضعه المخرج مع المؤلف في معظم الأحيان و يرى أحمد زكي بدوي في أن المونتاج أو التوليف المبدع هو :

عملية فنية خلاقة لاختيار و ترتيب و توليف و تسلسل المناظر و الأصوات لإخراج الفيلم في صورته النهائية بشكل إبداعي جديد ، و يتضمن هذا النوع من التوليف تعديلا للواقع و الحقيقة . و يقرر محمد فريد عزت أن المونتاج صورة مركبة تصنع بضم عدد من الصور المستقلة بعضها إلى بعض و يعرف المونتاج في مصر و الوطن العربي عامة بأنه :

تهذيب الفيلم أو الشريط الفيديو باستبعاد لقطات غير صالحة من حيث المضمون أو النوعية أو إضافة لقطات ما أو تبديل ترتيب اللقطات بطريقة مخالفة لترتيب تصويرها ، و يقصد بكملة المونتاج في الولايات المتحدة الأمريكية معنى آخر و هو مجموعة من اللقطات الفيلمية أو المسجلة على فيديو غير مرتب زمنيا لإيجاد فكرة معينة و غالبا ما يكون موضوعها انتقاليا كمرور الزمن أو مرور الحوادث ، و قد ترتبط الصورة فيها بالمزج أو الازدواج أو أي مؤثرات خاصة أو حيل أخرى .

ويرى تايمز وهادسون Thames a Hudson أن المونتاج :

عملية تغطي جميع المراحل ما بين تصوير و تسجيل الفيلم و الانتهاء من إخراجه - مه استبعاد العمل المعملي - و هي عملية تتضمن ترتيب جميع المواد و اختيار القرارات الخاصة بما سيظهر في الشكل النهائي و يؤكد هارمسورز Harmsworth أنه :

أداة تستخدم في خلق صورة ذهنية معينة في عقل الجمهور ؛ و ذلك لخلق إحساس أو جو معين من خلال سلسلة من اللقطات الموجودة ذات انطباع تعرض واحدة تلو الأخرى بسرعة و بدون ترتيب منطقي واضح .

و يسمى البعض المونتاج أو عملية وضع الفيلم معا ، في شكله النهائي بما في ذلك اختيار و ترتيب اللقطات ، و المشاهد ، و الفصول ، و مزج كل شرائط الصوت مع الصورة ، و أحيانا يطلق على هذه العملية كلمة تقطيع ( Cutting) ولكن هذا المصطلح يعبر عن العملية من الناحية الحرفية فقط ، بدون أي نواحي درامية أو فنية ، والتي يتطلبها عمل فيلم مؤثر و مترابط ، و لا يتضمن أيضا عملية مزج شرائط الصوت مع الصورة .

و يقول بون وچونسون Bone a Johnson عن المونتاج أنه :

واحدة من أهم خطوات عمل الفيلم حيث تتضمن اختيار أحسن الزوايا و اللقطات ، التي تم تصويرها و تركيبها في وحدة متكاملة داخل مشاهد ، و فصول ، و سرعة و توقيت مناسبين

و يقرر بوب فوس Bob Foss أن المونتاج :

ليس مجرد لصق لقطتين من الفيلم معا مع مراعاة قواعد التتابع Continuity، و لكن أين و كيف ، و متى القطع يعتمد في المقام الأول على أسلوب الفيلم ككل ، فالقطع الناعم في موقف معين ، قد يعتبر قطعا خشنا في موقف آخر .

و يقول سيجل siegel أن المونتاج - الذي يعد أحد العناصر الأساسية لفن الفيلم - يقصد به:

تركيب جزئيات الفيلم بشكل خلاق من حيث الأفكار و المعاني و الأحاسيس و الإيقاع و الحركة و تحقيق الوحدة الفنية للفيلم ككل - و من ثم ظهر المصطلح الإنجليزي Editing ليكون المقابل الإنجليزي للمصطلح الفرنسي Montage .

و يرى أرنست Ernest أن مسئولية المونتاج تقع على عاتق عدد كبير من الأشخاص حيث تبدأ من كاتب السيناريو و تمر بالمخرج حتى تصل إلى المونتير الذي يقوم بتحويل رؤية المخرج و أفكاره الخاصة بالإيقاع إلى خط سير للفيلم و ترى منى الصبان الأستاذ بمعهد السينما في مصر أن هناك ثلاثة مصطلحات تستعمل مجتمعة لتفسير معنى عملية المونتاج و هي :

( أ ) حرفية المونتاج The Techique of The Editing

و هي التقنية التي يستعملها المونتير في فصل نسخة المواد المصورة بالبوزتيف positive material - المطبوعة من نسخة النيجاتيف الأصلية original negative بعد كل يوم تصوير إلى لقطات ، و إعادة تجميعها في مشاهد . و بعد آخر يوم تصوير ، يكون قد قام بواسطة جهاز التزامن ( السنكرونيزر ) synchronizer ، بتجميع جميع لقطات الفيلم في تزامن مع الصوت الخاص بكل منها ، و الذي سجل أثناء التصوير .

و استعمال جهاز المفيولا Moviola يبدأ في حذف الأجزاء غير المطلوبة من اللقطات ، ليحصل في النهاية على نسخة مبدئية Rough Cut من الفيلم و يستمر المونتير في عملية القص و اللصق بين اللقطات باستعمال جهاز اللصق Splice حتى يحصل في النهاية على نسخة نهائية Fine Cut ، و تتضمن المؤثرات البصرية Optical effects التي تم تنفيذها أثناء التصوير ، أو أي وسائل انتقال Transition يختارها بين اللقطات مثل المزج Dissolve، أو الظهور و الاختفاء التدريجي Fade In-Out.

و تتضمن حرفية المونتاج تركيب شرائط الصوت المختلفة مثل الحوار Dialogue ، و المؤثرات الصوتية Sound effects ، و الموسيقى Music في تزامن مع صورة الفيلم ، و عمل مزج MiX بين هذه الأصوات لتصبح على شريط صوتي نهائي واحد ثم يقوم المونتير بقص و لصق و تركيب نسخة النيجاتيف الأصلية original negative .

مطابقة تماما للنسخة النهائية البوزتيف positive Final ، ليتم في النهاية طبع نسخة واحدة standard copy للعرض ، تتضمن صورة الفيلم ، و الشريط الصوتي النهائي الواحد .

(ب) حرفة المونتاج the Craft of the editing

و هو ما يعبر عن الحرفة في اختيار اللقطات المهمة من الموارد المصورة و استبعاد ما هو غير مهم فيها في حدود كل العناصر التي تتضمنها كل لقطة ، و الغرض منها في توصيل الفكرة الرئيسية للمتفرج ، بل و كيفية تجاوز هذه اللقطات في ترتيب معين يؤثر على الادراك الحسي للمتفرج ، بل و كيفية الانتقال بين كل منها : فتفضيل وسيلة انتقال على أخرى، يعتمد على الانطباع الذي يريد المونتير توصيله إلى المتفرج . و في النهاية كيفية التمكن من عرض سلسلة من الأحداث المتتالية ، بحيث يظهر كل تطور جديد في القصة في اللحظة المناسبة من الناحية الدرامية ، أي المحافظة على توقيت Timing و سرعة pacing ، و إيقاع Rhythm لقطات الفيلم .

(ج) فن المونتاج the Art of the editing

يعبر عن معنى أبعد من حرفة المونتاج ، فهو يعبر عن العملية الإبداعية التي تتم أثناء جمع عدد من اللقطات بهدف خلق تأثير معين على المتفرج . فعن طريق السيطرة الإبداعية على التوقيت Timing ، و السرعة pacing و الإيقاع Rythm، للقطات و المشاهد ، يمكن خلق التوتر Tesion ، أو الفكاهة Humor ، أو الاسترخاء Relaxation ، أو الإثارة arousal أو الغضب anger أو غيرها من المشاعر . و هكذا نرى أن المونتاج ليس حرفية أو حرفة أو فنا، بل هو خليط من الثلاثة ليخلق في النهاية الفيلم السينمائي المؤثر .

أما مونتاج الفيديو فيختلف اختلافا كبيرا عن المونتاج السينمائي و يتم إلكترونيا من خلال جهازي تسجيل فيديو video Cassett Recorders و جهازين للرؤية Monitors ووحدة مراقبة كنترول control Unit و التي تعمل على ضبط توقيت بدايات و نهايات اللقطات و هي أقل نوعية من معدات مونتاج الفيديو تعقيدا و هو ما يسمى off lineEditing، و جميع الانتقالات هي القطع فقط و هي تقوم إما بعمل تجميع للصورة و الصوت و الكنترول تراك Assemble editing أو بعمل إسقاط للصورة أو للصوت فقط أو لهما معا بشكل منفصل Insert Recording و في الفيديو أيضا سجل قرارات المونتاج Edit Decision حيث يقوم المونتير بكتابة أرقام الكود الزمني Time code لبداية كل لقطة و نهايتها ، و يتم هذا إما يدويا أو عن طريق الكمبيوتر ، و هذا السجل هو ما تعتمد عليه مرحلة المونتاج النهائية on line Editing و يتم أثناءها تنفيذ جميع و سائل الانتقالات و المؤثرات التي اتخذ فيها قرار في مرحلة المونتاج الأولى ولكن على شريط عالي الجودة ليكون الشريط الماستر أي النسخة الرئيسية و قد يرى المونتير عدم التقيد بترتيب السيناريو ، حيث لا تمكن اللقطات المصورة من ذلك ، أو أنه قد وجد ترتيبا أفضل اتضح له بعد مشاهة ما تم تصويره .

بعد اكتمال مونتاج مشاهد الفيلم كصورة ، و كذلك الشريط الصوتي الخاص بالحوار، ويتم تكوين الشرائط الصوتية الأخرى - المؤثرات و الموسيقى و فقا لما سبق تفصيله ، و باكتمال كل الشرائط الصوتية يقوم المونتير بضبطها جميعا مع بعضها ثم مع الصورة ، ويضع العلامات اللازمة لعمليات المكساچ للاسترشاد بها في تحقيق التأثيرات الصوتية المطلوبة .

و المونتير و السينارست و المصور و المخرج هم الأعمدة الأربعة لفن الفيلم، و يحتاجون - إلى جانب التأهيل العلمي - إلى الحس الفني و سرعة البديهة و القدرة على العمل في إطار الفريق .
<!-- / message --><!-- controls --> <!-- / controls --><!-- message, attachments, sig --><!-- post 2013 popup menu -->
المصدر: جلال المحلاوى
  • Currently 146/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 1152 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

46,979