مشرف ابوحشيش للانتاج الفنى والتدريب

تعريف سيناريو الفيلم التسجيلي

- نوعيات السيناريو في الفيلم

خطوات إعداد سيناريو الفيلم والتي تتمثل في :

- إعداد المعالجة

- البحث و الدراسة

- كتابة السيناريو التنفيذي

أهم وظائف السيناريو في الفيلم التسجيلي:

- الإعتبارات التي لابد منها لإنتاج فيلم تسجيلي مؤثر

- الهدف السلوكي والجمهور المستهدف

مصطلحات لابد منها لصناع الفيلم التسجيلي :

- اللقطة وأنواعها

- دور المصور وبعض مهامه

- الصوت و المكساج ( مزج الأصوات )

المونتاج:

- حرفية المونتاج

- حرفة المونتاج

- فن المونتاج

- مونتاج الفيديو

سيناريو الفيلم التسجيلي

يتفق الفيلم التسجيلي كثيرا مع البحث العلمي في كثير من الخطوات حيث يقوم على فكرة محدودة أو ما يمكن أن نطلق عليه مشكلة يحدد لها المخرج عنوانا يمثل اسم الفيلم و يخاطب العقل أساسا ، و يعتمد في ذلك على تقديم المعلومات و البراهين و الأدلة ، و قد ينفذ بعد ذلك إلى العاطفة و يتسم بالوضوح و التوجه إلى جمهور مستهدف لتحقيق هدف محدد له بداية و له نهاية و التي قد تتمثل في طرح مزيد من الاستفسارات لأفلام أخرى .

السيناريو : هو وصف الحركة السينمائية على الورق ، فهو و ثيقة مكتوبة بدقة تصف المناظر منظرا منظرا مع تفاصيل الصوت المصاحب للفيلم ، و يشتمل السيناريو على قسمين هما:

( أ ) القسم الأول : الحركة و المشاهد .

( ب) القسم الثاني : الكلام المصاحب للحركة و المشاهد .

وفي الفيلم التسجيلي نتعامل مع العالم الحقيقي الذي حولنا ؛ و لذلك لا يستطيع كاتب السيناريو أن يكون دقيقا في كتابته ، حيث إن هناك بعض الأفلام التي يضطر فيها المخرج إلى التخلي عن السيناريو بشكله التفصيلي و يستبدله بسيناريو نظري مبدئي يحوي مجرد خطة للتصوير منظمة و مرتبة .

و في هذا الصدد يقول هوف بادلي HUGH Baddeley :

(( إن السيناريو في الفيلم التسجيلي لا يمكن أن يكون - دائما - دقيقا تفصيليا ، لأنه يجب أن يسمح للمخرج و للمصور بقدر من حرية العمل للتعامل مع الأشياء غير المتوقعة و التي لا يمكن التحكم فيها )) .

من أفضل الأمثله على ذلك ما فعله بارلورنتز Pare Lorentz في فيلمه النهر ، فيقال أنه عندما رأى نهر المسيسبي ألقى بالسيناريو الذي كان قد كتبه ، فقد بدا له النهر كئيبا لا طرافة فيه ، مجرد مجرى كبير من المياه الداكنة يجري بينه شطئان رتيبة خالية مما يلفت النظر ، و حينئذ تبين أن موضوع الفيلم لا ينبغي أن يكون النهر ذاته ، بل الناس الذين يعيشون على جانبيه و ما فعلوه بالنهر و ما فعله بهم .

و من هنا يتضح أن الفيلم التسجيلي ليس له سيناريو دقيق و محكم - في أغلب الأحيان - لأنه في تعامله مع الواقع تظهر و تستجد أشياء غير متوقعة و لا يمكن التحكم فيها ، لذلك قد يضطر صانع الفيلم التسجيلي إلى التخلي عن السيناريو بشكله التفصيلي و استبداله بسيناريو نظري يحوي مجرد خطة للتصوير .

و في الأفلام التسجيلية في أغلب الأحيان نجد عن بداية كتابة السيناريو بعض الاحتمالات التي تترك بدون تحديد نهائي حتى وقت التصوير، و هذا الأسلوب لا يظهر انخفاض مستوى المخرج و الذي هو في الغالب كاتب السيناريو أو صاحب الفكرة و لكنه مرتبط بخصائص المجال الفني للعمل التسجيلي و أهدافه و فلسفته. و لا يعني ذلك التخلي النهائي عن السيناريو المبدئي أو ما يمكن أن نطلق عليه التصوير المقترح لسير العمل في ضوء الهدف المطلوب حيث إنه إذا تخلي المخرج في الفيلم التسجيلي عن السيناريو تماما و عن التفكير و التحديد النسبي المسبق حيث يجد نفسه هو و الكاميرا أمام كل العناصر منشقة و غير منظمة لأن الحياة الواقعية الحقيقية أكثر اتساعا بحيث لا يمكن أن يختار منها صور بدون ترتيب سابق و اختيار منظم . و في نفس الوقت لا يمكن أن تحدد بدقة شديدة كل لقطة يقوم بها المخرج أو المصور بتسجيلها مثلما يحدث في الفيلم الروائي .

نوعيات السيناريو في الفيلم التسجيلي :

ينقسم السيناريو في الفيلم التسجيلي :

1- السيناريو النظري :

و هو الذي يعرض في سلاسة الأحداث و الحقائق التي يجب أن تصور لكي تعطي المعنى الذي يعبر عن الفكرة الأساسية و في هذا النوع من السيناريو نجد الخطوط العامة للفيلم بدون تحديد دقيق لأحجام اللقطات أو زوايا الكاميرا أو الحركة التي سوف تسجلها الكاميرا ، و لكن يترك صانع الفيلم هذه التفاصيل لوقت التصوير حتى يستطيع أن يساير أية تغييرات يمكن أن تطرأ على المكان الذي يصور فيه الفيلم . فالسيناريو النظري عليه أن يعبر عن الفكرة الفنية للعمل من خلال بعض الصور الوصفية البسيطة .

2- السيناريو التفصيلي :

في هذه الحالة يكون السيناريو عبارة عن نموذج مصغر للفيلم ، و يحدد مكان و زمان الأحداث ، و أحيانا أطوال اللقطات حتى يستطيع صانع الفيلم أن يشعر مقدما بالرتم و الإيقاع اللذين سوف يحصل عليهما بعد اتمام عملية المونتاج ، كذلك يستطيع تحديد نوعية الموسيقي ( او المؤثرات الصوتية - المعد - ) و زوايا اللقطات و أحجامها فهو يعطي تخيلا تاما عن الفيلم التسجيلي بالكامل على مستوى عنصري الصورة و الصوت .

خطوات إعداد سيناريو الفيلم التسجيلي :

و يمر سيناريو الفيلم التسجيلي بعدة خطوات على النحو التالي :

- إعداد المعالجة the preparation of treatment

- البحث و الدراسة carrying out of research

- كتابة السيناريو التنفيذي the writing of the shooting script

ونعرض فيما يلي لكل خطوة تفصيلا:

أولا : إعداد المعالجة :

هذه المرحلة أو الخطوة الأولى عبارة عن شرح و توضيح للفكرة الأساسية التي يدور حولها الفيلم . و الفكرة الأساسية في الفيلم هي خاطر فني، و من الناحية النظرية يمكن استخدام أي خاطر من الخواطر الإنسانية كفكرة أساسية لأي فيلم .

و الفكرة الأساسية لابد أن تتسم بالوضوح التام ، لأنه إذا كانت الفكرة محور السيناريو غامضة أو غير محددة ، فإن ذلك يؤدي إلى فشل السيناريو ، و عندما يتحول السيناريو الغامض إلى صور تعرض على الشاشة فإن الأمر يختلط على المتفرج مما يثير ضيقه الشديد

و في مرحلة الإعداد للمعالجة لابد أن يضع صانع الفيلم عدة نقاط في الاعتبار مثل أسلوب تقديم الفيلم ، و هل يحتوي على ديالوج منطوق أو على تعليق أو على كليهما . و هل الموسيقى ( او المؤثرات الصوتية - المعد - ) ستكون مكونا أساسيا في الفيلم ، و هل سيستخدم في تقديم الفيلم أسلوب الحقيقة أم ستعالج المادة في قالب درامي .

و في هذه المرحلة لابد من الإجابة على عدة أسئلة :

1- ما هو الهدف من الفيلم ؟

2- من هو الجمهور المستهدف ؟

3- ما خصائص الجمهور المستهدف و ما موقفه من الموضوع المطروح ؟

ثانيا : البحث و الدراسة :

بعد تحديد الفكرة الأساسية و الرئيسية للفيلم ، تظهر الحاجة إلى بحث مفصل في الموضوع ، حيث يجب تجميع المعلومات التي سيقدمها الفيلم و بجب مراجعتها مراعاة للدقة و في هذه المرحلة لابد من زيارة الأماكن التي سيدور فيها التصوير و الأحداث ، و يجب عمل الاتصالات اللازمة مع الشخصيات التي لها صلة بموضوع الفيلم .

و لا يجب إهمال أي مصدر للمعلومات مهما كانت مساهمته بسيطة ، و لابد كذلك من الاستعانة بالخبراء في الموضوعات المتخصصة . و يمكن الحصول على المعلومات من عدة مصادر مثل الكتب و المجلات و الجرائد و الأرشيف الفيلمي و الموسوعات و شبكات المعلومات .

ثالثا : كتابة السيناريو التنفيذي :

و تعتبر كتابة السيناريو التنفيذي المرحلة السابقة مباشرة على التنفيذ و بداية التصوير ، و يتم اللجوء إلى هذا النوع من السيناريوهات في بعض الحالات و الموضوعات ، و لابد أن يصف المرئيات لقطة بلقطة و يزودنا بالمعلومات التالية :

- عدد اللقطات سواء كانت داخلية أم خارجية .

- الأماكن و وقت التصوير سواء كان نهارا أم ليلا .

- المناطق التي سنراها عن طريق الكاميرا .

- حركات الكاميرا المختلفة .

و السيناريو في الفيلم التسجيلي له عدة وظائف من أهمها :

- يعطي المخرج الاتجاه الرئيسي الذي يسير فيه .

- يعطي المخرج الفرصة للتعرف على الأماكن التي من الممكن أن يختار مادته منها .

- يساعد المخرج على أن يقوم بعملية تركيز مبدئي للمادة المراد تصويرها .

و يرى روي بول مادسن ROY Paul Madsen :

أن هناك عدة اعتبارات لابد أن يضعها صانعو الأفلام التسجيلية في اعتبارهم إذا أرادوا أن ينتجوا فيلما له أثر فعال و هي:

- الهدف السلوكي

- الجمهور المستهدف

- الموضوع

- الشكل السينمائي الملائم

- التطابق

و نعرض فيما يلي لكل من هذه الاعتبارات الخمسة :

1- الهدف السلوكي Behavioral Goals

و يقصد به ما الذي سيفعله المشاهد نتيجة لما شاهده و تعلمه من الفيلم ، و تحديد الهدف من الفيلم خطوة هامة لأنه على أساس هذا الهدف يتم تحديد الموضوع و كيفية رد فعل المشاهدين بعد رؤية الفيلم ، و عليه أن يتأكد من أن محتوى الفيلم يساهم في تحقيق هذا الهدف .

و إذا لم يحدد صانع الفيلم هدفه بوضوح ، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل فعالية الفيلم و يقلل تركيز المشاهد على الجوانب الهامة فيه . و في النهاية يؤثر على جني رد الفعل المنشود .

2- الجمهور المستهدف Target Audience

لابد أن يتعرف صانع الفيلم على جمهوره المستهدف قبل أن يصنع فيلمه ؛ و ذلك كي يستطيع أن يختار الطريقة الفعالة لمخاطبتهم و للتأثير فيهم . و هناك عدة عوامل تؤثر في علاقة الجمهور المشاهد بالفيلم ، و على صانع الفيلم التسجيلي أن يضع هذه العوامل في اعتباره و هي :

أ- التعرض الانتقائي Selective Exposure

فالشخص العادي يبحث عن الأفلام التي تتفق مع ميوله و اتجاهاته و يتعرض لها ، و يتجب الأفلام التي لا تتفق مع هذه الميول و الاتجاهات .

ب- الإدراك الانتقائي selective perception

إذا اضطر المشاهد إلى رؤية فيلم معين ، و محتوى هذا الفيلم يحبذ آراء و اتجاهات معينة فإن المشاهد العادى سوف يتقبل الآراء و الأفكار التي تدعم و تؤيد اتجاهاته الأصلية ، و نجده يتجاهل أو يتجنب - إن لم ينفعل ضد - الاتجاهات و الآراء المضادة لاتجاهاته و آرائه ، في هذه الحالة نجد أن الشخص يحاول أن يدرك و يفسر أحداث الفيلم بالطريقة التي تتفق مع ميوله و اتجاهاته .

ج - التذكر الانتقائي Selective Retention

الشخص العادي يتذكر الأفكار و الاتجاهات التي يشاهدها في الفيلم و التي يعتبرها ذات قيمة بالنسبة له و في نفس الوقت تتفق مع ميوله و تدعم اتجاهاته. كذلك على صانع الفيلم التسجيلي أن يضع في إعتباره أن هناك خصائص للجمهور المشاهد ، و هذه الخصائص تؤثر في إدراك الجمهور و في استجابته للفيلم . و من أهم هذه الخصائص :

- العمر

- الذكاء

- مستوى التعليم

- حيز الحياة و الذاتية

و نعرض فيما يلي لهذه الخصائص :

أ- العمر Age

تنمو قابلية الجمهور المشاهد للسينما في نمو الفرد منذ عمر مبكر و تستمر في التطور كلما تقدم الفرد في العمر . و لكن من العصب إدراك ردود الفعل على المشاهد في عمر 12 سنة أو أقل ، بينما يبدأ المشاهد في إدراك الأفلام و مستواها من سن 12 إلى 15 سنة ، و تستمر هذه القابلية للمشاهدة كلما تقدم الفرد في السن . و إدراك رد الفعل 15 سنة ، و تستمر هذه القابلية للمشاهدة كلما تقدم الفرد في السن . و إدراك رد الفعل يصل لذروته في سن 16-19 سنة .

و يرى روي بول :

أن العروض التعليمية المقدمة للأطفال في الصفوف الثلاثة الابتدائية الأولى يكون طول الفيلم فيها من 5 إلى 10 دقائق . و أن الصغار في الصفوف المتوسطة يستطيعون أن يستوعبوا المضمون من أفلام مدتها من 11 إلى 14 دقيقة ، أما طلاب المدارس الثانوية فيتعلمون من الأفلام التي يمكن أن تكون مضمونها على مستوى عال و مدتها 22 دقيقة .

و يقول روي : أنه في البرامج التي تستغرق مدتها أكثر من 22 دقيقة نجد أن الطلاب حتى الأذكياء جدا - ربما ينسون ما قدم لهم في البداية ؛ و لذلك لابد أن يأخذ القائمون على إعداد الفيلم التسجيلي في اعتبارهم هذا العامل خاصة إذا كانت الأفلام المقدمة من نوعية الأفلام التعليمية .

ب - الذكاء Intelligence

يرتبط الذكاء كعامل يؤثر في إدراك الجمهور للفيلم و استجابته له أساسا بالأفلام التعليمية ، فإدراك المشاهد للفيلم و استجابته له تختلف من شخص لآخر حسب مستوى الذكاء لكل منهما

ج - مستوى التعليم Level of Education

يوجد ارتباط بين عامل الذكاء و بين مستوى التعليم ، فهما عاملان مرتبطان ببعضهما البعض و الأفلام التعليمية - مثلا - توجه إلى جمهور على درجة معينة من التعليم ، كذلك الأفلام التي تقدم أفكارا فلسفية يرتبط الإقبال عليها بدرجة التعليم .

د- حيز الحياة و الذاتية Life space and subjectivity

يقصد بحيز الحياة الموضوعات التي تقدم بطريقة مباشرة و حميمة و شخصية للإنسان ، فالإنسان يخاف و يأمل و يود الأمن و هو يبحث في الفيلم الذي يشاهده عن شيء يفيده أو يمتعه أو يثقفه هو شخصيا؛ لأن الفرد يبحث عن الاثراء الذاتي في الفيلم ، و هنا يجب على منتج الفيلم أن يضع في اعتباره - عند الاتصال - خصائص الجمهور المستهدف و سنه ، و ذكاءه و تعليمه ، بالإضافة إلى كل ذلك وجهة النظر الشخصية للفرد المشاهد .

فحيز الحياة يعني التوحد مع الحاجات و الرغبات الخاصة بالمشاهد الفرد و ارتباط هذه الأشياء بموضوع الفيلم ، بحيث إن ما يقدمه الفيلم يلائم و يكسب رضاء الفرد المتفرج . و سنعطي مثلا بسيطا على حيز الحياة و الذاتية ، فإذا كانت هناك سيدة في مقتبل العمر تستعمل حبوب منع الحمل ، نادرا ما تستمتع هذه السيدة بالموضوعات العلمية ، ولكنها ربما تشاهد بشوق شديد فيلما عن الآثار الجانبية للحبوب إذا قدمها الفيلم على أساس آثار هذه الحبوب على السيدات اللاتي هن في مقتبل العمر ؛ لأن هذا الموضوع يؤثر على حيز حياتها

و الإعلانات - في الحقيقة - تخلق حيز الحياة هذا ؛ فمثلا في المجتمع الأمريكي نجد أن الإعلانات تخلق حيز الحياة عن طريق تحديد حاجات لم يكن المشاهد على علم أو معرفة بها ثم تعمل هذه الإعلانات على الاحتفاظ بهذه الحاجات و الرغبات .

3- الموضوع subject Matter

يرى روي بول أن اختيار المضمون يأتي في المرتبة الثالثة ، و السبب في ذلك أنه ما دام صانع الفيلم حدد الهدف السلوكي الذي يريده من الجمهور ، و أن خصائص الجمهور المستهدف تم تحديدها ، يصبح من السهل أن يختار صانع الفيلم المحتوى الفعال .

4- الشكل السينمائي cinematic form

يأتي الشكل السينمائي في المرتبة الرابعة ؛ لأن قرار تحديد شكل الفيلم - سواء كان الشكل الدرامي أو التسجيلي الخالص أو الرسوم المتحركة - يعتمد أساسا على هدف الفيلم ، و الجمهور المستهدف و طبيعة الموضوع ، و يجب أن يتم اختيار الشكل السينمائي بعد أن يتم التعرف و الانتهاء من كل الخطوات السابقة .
المصدر: الكاتب جلال المحلاوى
  • Currently 198/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
63 تصويتات / 750 مشاهدة
نشرت فى 18 يناير 2010 بواسطة farouksulimantv

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

46,979