ملـيـكة كــل العصــــور
تعثرت ظبية قرب سور روضتي
فكشفت عن حسن يشع منه نور
نظرت لذاك الحسن الذي لا ينتهي
وكأنني لم أخلق قبل منذ دهور
الحسن منها و إليها دومآ يبتدي
فجعلني بحسنها وقوامها مبهور
شككت أنها لحسان الأرض تنتمي
فلم أشعر يومآ كهذا الشعور
هي فتنة بذاك الثوب الذي ترتدي
كأنها خلقت مليكة لكل العصور
فتنت القلب و إزدادت بفتنتي
حين تبسمت فزاد بالقلب الحبور
أضحت من ضياء محياها درتي
فساقت الفؤاد لعطرها كأنه البخور
راقية بتأسفها فإستوطنت مهجتي
حورية بنطقها مليكة على الحور
نظرتي لها لم تعد تلك نظرتي
فالعشق لحظة بها الكون يدور
تمنيتها أن تكون ختامآ لقصتي
فمثلها يبعث القلب على السرور
سألتها هل أنت قادمة من جنتي
فتبسمت وقالت من أرض الزهور
قلت أعربية يا سارقة مقلتي
قالت أجل أرض الحضارة والصقور
قلت لكم ياعزوتي مكانة بمخيلتي
فأنتم كرام القوم و حبكم دستور
فلا عجب أنني أغرمت بك سيدتي
وأنني قدست موقعة هذا السور
قالت تحشم فمثلك لا يبلغ هيبتي
فما أنت إلا غريب بنظره مقصور
هناك تحت العريشة يقعد سلوتي
هو حليلي وعشقي وأسد جسور
فإحذر من حديث به ملاطفتي
فغيرته نار تجعل الضلع مكسور
قلت أعتذر أن أسأت في محادثتي
لكنني أعلن أنني بعشقك مأسور
قالت ذاك شأنك فلن تغير إرادتي
فأنا حرة وغرامك لي كأنه قشور
تركتني من حينها وتركت روضتي
ومن حينها والفؤاد صخر بلا شعور
إلا من ذكراها حين تعود حيرتي
فأصيح من شدة الشوق و القصور
من رأها منكم فليقدم لها تحيتي
وليسألها أمازال عشقي لها محظور
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش