قصيدة : حال المواطن

حال المواطن

إنزعوا عن أعينكم نظارة الأثرياء 
ثم أنظروا بها لتعلموا حال المواطن
حاله ضعف وهوان وفقر وذل وبلاء 
و جلكم و أمثالكم فوق العرش ساكن
تتحدثون عنهم و كأنهم أضحوا وباء 
و كأن طلاقكم أصبح بالمواطن بائن
تهدونهم بجشعكم الجوع ومر الغلاء
تنهبون ماله و هو من ضعفه لكم يداهن 
تعيشون على مرضهم و تقولون سفهاء 
من سفههم أليس طمعكم بجمع المعادن
جمعتم الثروات دون خوف أو أي إتقاء
و تدعون مخافة الله أمام والي المدائن 
تطحنون المواطن في جميع الأرجاء
وكأنكم أصبحتم لرزق المواطن مطاحن 
تعتلون غرورآ بمال الله حاجة الضعفاء
وأنتم من صنع بجشعه تلك المفاتن 
من بنوك ومصانع و مستشفيات عرجاء 
وإدارات أصبحت لرغباتكم تلك مراكن 
دمرتم بأطماعكم وجهلكم جل الأوفياء
وجعلتم المواطن فأر تجارب للحواقن
لن أذكركم بالله فأنتم بوجوده علماء
ولكن أعمتكم ثرواتكم عن ماهو كائن
قسمآ ستحرقون سبة إستغلال البسطاء 
فنار جهنم للبخيل و الغشاش و الخائن 
لن تبلغوا مال قارون يومآ أيها الأغبياء 
فقد خسف الله به ليكون عبرة للفراعن 
أبتلينا اليوم بمثلكم مصاصي دماء 
تعيشون على دم الفقراء وكلكم ملاسن
قبل الحديث بدموع حية رقطاء
أخبرنا في كام عام فقط أتتك الملاين
كم من الربى ربحت لتكون من الأغنياء 
وكم قانون خالفت وكم ممنوع شاحن
من أين للص أن يكون يومآ من النبلاء
وجل ما فيه حرام بمال الله يماجن
يعيش بالوطن ويدفع أقل ضرائب لقاء
يكون أمينآ و رزقه حلال فيه توازن 
لكن الطمع أعماه وجعله من الجهلاء
جعل أرباحه أضعاف أضعاف المراهن 
يا ولي الأمر إن لنا فيك اليوم رجاء
الضرب بيد من حديد للص و للمتضامن
قد تمادوا في غيهم لصوصنا الشرفاء
وخانوا الوطن بظلمهم وخانوا المواطن

صائغ القوافي الشاعر 
فهد بن عبدالله الصويغ