لن أنعيك يا حلب
عذرآ لك منك نعتذر أيتها الشهباء
أعدائك اليوم غير جميع الأعداء
أعدائك عاشوا بقلبك وهم غادرين
سرقوا خيراتك و دمروا الأمنين
نهبوا قتلوا غيروا وصفك البهي
جعلوك مقبرة جماعية للهمجي
كيف ننساك يا شهباء يا أرض العجب
و جل الجمال و الكمال كان بحلب
قالوا لي قد دمروك أبنائك
قلت محال بل هم يقينآ أعدائك
هم من قتلوا الأبرياء و شردوا الناس
هم من حرقوا زرعك بدون إحساس
بأقدامهم داسوا أشجار الزيتون
نهبوا فستقك الحلبي وأهدوه لملعون
ملئوا نهر الحور بدماء وجثامين
دمروا حضارتك من آلاف السنين
سيسجل التاريخ من الأن من خانك
ومن غيب ومن تجاهل مكانك
سيشهد ثلج رباك على جل الطغاة
ستنطق أشجارك من هم الجناة
أبدآ لن أنعيك يا شهباء العرب
ستدور الدوائر على القاتل المغتصب
قتل من وهبتي لأجلهم حياتك
قتل الضعفاء قتل فلذات أكبادك
طاغية وثقتي به ووليته أمرك
هلك الحرث والنسل من على أرضك
عذرآ أيها التاريخ حلب الأن تحترق
سجل بأوراقك أننا عنها لن نفترق
سجل حروفك بدمع أعيننا عنها
سجل بدماء شهدائها أننا ما سكنا
لكل ليل إشراقة شمس تجلي الظلام
ولكل حرب سيف يغني عن الكلام
لا أعلم أأنعيك أم أواسيك بمصابك
فطاغية سوريا اليوم يحرق شبابك
أأنعيك يا حلب أم أنعي النخوة فينا
أأنعيك أم أسأل الرحمن أن يحيينا
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش