جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تَطُوفُ بِيَ الذِّكْرَى
تَطُوفُ بِيَ الذِّكْرَى وَأَنْتَ مُغَيَّبٌ
فَتُوقِدُ فِي صَدْرِي جُمُرَ اشْتِيَاقِي
وَأَتْبَعُ صَوْتَكَ الخَفِيَّ بِمَسْمَعِي
فَيَضِيعُ فِي أَعْمَاقِ صَمْتِي نِدَاقِي
أُرَتِّبُ وَجْهَكَ فِي خَيَالِ مَسَائِي
كَأَنَّكَ بَدْرُ لَيْلِي وَاشْتِرَاقِي
وَأَلْتَقِطُ الظِّلَالَ عَلَى جُدُرَاتِنَا
فَأَرَاكَ بَيْنَ الْبَوْحِ وَالإِطْبَاقِ
وَأَسْأَلُ نَبْضَ قَلْبِي أَيْنَ سَاكِنُهُ
فَيَبْكِي وَيَلْقَى حَيْرَتِي وَانْسِحَاقِي
هَلِ البُعْدُ كَانَ لُغْزَ أَيَّامِنَا
أَمِ انْكَسَرَتْ خُطَانَا فِي انْشِقَاقِي؟
مُنَادَاتُ خُطْوَاتِكَ لا تَزَالُ بِدَارِنَا
وَتَنْتَظِرُ النَّوَافِذُ ارْتِجَافَ لِقَاكِ
تُرَتِّلُ زَوَايَا الْبَيْتِ لَحْنَ غِيَابِكَ
وَتَحْفَظُ ظِلَّكَ الْمَمْدُودَ فِي أَرْوَاقِي
يَمُرُّ النَّسِيمُ فَأَسْأَلُهُ: أَرَأَيْتَهُ؟
فَيَقْشَعِرُّ ثُمَّ يَهْمِسُ فِي عُنَاقِي
فَأَكْتُبُ اسْمَكَ فَوْقَ صَدْرِ غَمَامَةٍ
لَعَلَّ السَّمَاءَ تُعِيدُهُ بِالْعِرَاقِي
أُنَادِيكَ لَيْلًا بَيْنَ صَمْتِ نُجُومِنَا
فَيَرْجِعُ صَوْتِي مَثْقَلًا بِفِرَاقِي
أَمُرُّ عَلَى أَثَرِ الْخُطَى فَأَقَبِّلُهُ
كَأَنَّ التُّرَابَ احْتَفَلَ بِمُلتَقَاكِ
أَتُرَى سَتَعْرِفُ أَنَّنِي فِي غِيَابِكَ
أُرَتِّلُ أَحْلَامِي عَلَى نَبْضِ رُؤْيَاكِ
يُحَاوِلُ صَبْرِي أَنْ يُرَتِّقَ دَمْعَتِي
فَتَنْهَارُ فِي عَيْنَيَّ كالأَمْلاَكِ
أُسَمِّي لَيَالِيَّ الطِّوَالَ بِاسْمِكَ
وَأَجْعَلُ لِجُرْحِي مَكَانًا بِمَغْنَاكِ
إِذَا ضَاقَ هَذَا الْكَوْنُ عَنِّي بِلَحْظَتِي
وَجَدْتُكَ وَسْطَ الرُّوحِ أَفْسَحَ آفاقِي
مَتَى تَعُودُ؟ وَالسَّاعَاتُ تَحْتَ يَدِي
تَذُوبُ كَشَمْعٍ فِي خَطَى الإِحْرَاقِ
أُرَتِّبُ عُمْرِي حِينَ يَمُرُّ طَيْفُكَ
فَيَخْضَرُّ فِي صَدْرِي مَدَى الإِشْرَاقِ
فَلا تَتَأَخَّرْ عَنْ حُضُورِ مُحِبِّنَا
فَإِنَّ الغِيَابَ يُشَيِّدُ الآمَاقِي
أُحِبُّكَ وَالأَيَّامُ تَشْهَدُ صِدْقَنَا
وَتَعْلَمُ أَنَّ الشَّوْقَ سِرُّ تَلَاقِي
فَإِنْ عُدْتَ يَوْمًا — وَأَعْرِفُ أَنَّكَ —
سَتَجِدُنِي كَمَا كُنْتُ فِي اشْتِيَاقِي
قَلْبًا عَلَى بَابِ الرِّجَاءِ مُعَلَّقًا
يَرُدُّ الغِيَابَ بِقُبْلَةِ الإِشْرَاقِ
فَتَعَالَ… فَإِنَّ الْعُمْرَ بَعْدَكَ لَا يُرَى
وَكُلَّ الطُّرُوقِ تَهْتَفِي بِلِقَاكِ
فَبِقُرْبِكَ الأَيَّامُ تَزْهُو نَضَارَةً
وَبِبُعْدِكَ الأرْوَاحُ تَغْفُو عَلَى أَشْوَاكِي
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش