جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سَلوتُ الكونَ
سَلوتُ الكونَ حين مررتِ فيَّ
فذابَ الصمتُ وانبعثَ النهارُ
وما كانتْ طيورُ الحُبِّ تُدري
بأنكِ موطنٌ فيه القرارُ
تعثّرتِ الخطى حتّى رأتْكِ
فعادتْ وهي تحملُها النضارُ
كأنكِ دعوةٌ في قلبِ عبدٍ
إذا ناجى السماءَ بهِ اختصارُ
أأكتبُ فيكِ أم أكتفي صمتًا؟
ففي عينيكِ يتّسعُ المدارُ
تمدّينَ الحياةَ لنبضِ صدري
فيورقُ بعد جدبٍ وانكسارُ
وإن غِبتِ ازدادَ الشوقُ نارًا
وفي غيابكِ يحترقُ المدارُ
ومَن مثلي إذا ناداكِ اسمٌ
سيختنقُ الحروفُ بهِ انبهارُ
أحبكِ لا كما يُحبّ الهوى
ولكن كما تُهمس الاشجارُ
كأنكِ في الضلوعِ صلاةُ شكرٍ
إذا ما خبتْ مشاعرُها تُثارُ
رأيتُ الكون في عينيكِ لطفًا
وفي صوتِكِ تسامى لي قرارُ
وما عدتُ الغريبَ وأنتِ بيتي
ولا ضاقتْ مسافاتي الكِبارُ
إذا حدّثتُ عنكِ أضاءَ ليلٌ
كأنّ القمرَ استحيا فغارُ
مشى ظهري إلى الدنيا مُثقلًا
فلما ضمّكِ استلقى وطارُ
أحبكِ كم يحبُّ الغيثُ أرضًا
إذا جفَّتْ وأدركها القفارُ
وكم تهفو المراكبُ عندَ ليلٍ
لشاطئِهِ الذي فيهِ المنارُ
فكنتِ السفنَ والبحرَ الذي
إذا ما متُّ بين يديه دارُ
سأبقى ما حييتُ على وفاءٍ
لأنكِ وحدكِ المعنى بإختصارُ
وإن متُّ افتحي قبري بنورٍ
وقولي: هاهُنا عاشَ العذارُ
فما خُلِقَ الفؤادُ ليحيا يومًا
إذا لم يكن فيهِ حب وآكبار
فأنتِ اختصارُ عمري في هواكِ
وأنتِ البدايةُ و الختامُ والدارُ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الوافر
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش