الثعلب والكلب
شكى الثعلب للكلب يومآ قائلآ :
ما بال صحبك يا صاح دومآ حسان
يمتدحون فعلك بقولهم و ربتهم
وعند حضوري تتغير بهم الألوان
لما يعشقون همسك و مداعبتك
و كلما قدمت لهم هرب الولدان
إني والله أشد منك مكرآ ودهاء
وكل مافيك فقط أنف رطب وأذنان
قال له الكلب يا صاح إنصت لي
سأجيبك ما تسأل عبرة لا إفتتان
أنا الوفاء إن أردتني لك وفيآ
فصفاتي أيها الثعلب جلها لهم أمان
أحنوا على الصغير و أرفق دومآ به
ولا أغدر يومآ بكبير كائن من كان
لم أكن مغرورآ أو متعاليآ يومآ
أو متشدقآ بذكائي بكل حين وأوان
لم أهجر خلآ قد عاهدني الوفاء
فالغدر والوفاء بطريقان مختلفان
ذاك عهدهم بي أيها الثعلب الذكي
رغم أني أرى ذكاءك كذب و بهتان
لو كنت ذكيآ ما خنت صاحب عهد
فخائن العهد يا صاح أصله جبان
إن الوفاء مكرمة لن ينالها ثعلب
عاش بلا عهد وهو سيد للنكران
درب الوفاء ليس صعب مناله
لمن أراد العيش بسلام وبلا أحزان
لكن مثلك لم يعتد الوفاء يومآ
فأعتاد البعد عنه كل من كان إنسان
ذاك قولي لك فأعقله أن كنت تعقل
فالخير والشر أبدآ أبدآ لا يستويان
فأنت ثعلب ماكر غادر لعهودك
والكلب والثعلب بعقلهما لا يلتقيان
صائغ القوافي
ساحة النقاش