من الحسن خلقت
رأيتها وكأن الحسن كان ناطق ومتنغمي
فناديتها بصوت مسلوب الإرادة مترنمي
سألتها أمن الحسن رقد خلقت سيدتي
أم من ضياء الشمس خلقت فتنعمي
همست في حياء كأنه صوت الصمت
وقالت يا فتى لم ترى مني غير مبسمي
قلت ويحي أكل هذا الحسن كان ثغر
بالله عليك إرني بواقيك وعلي تكرمي
تركتني بين ضباب رؤياها متيم بروعتها
وهي التي سحرتني بثغرها دون تكلمي
فكيف إذا كشفت لي عن بواقي مفاتنها
فبمن أستغيث و بمن كنت سأحتمي
كأنها ملاك خرجت من غسق الدجى
سلبتني فؤادي وتركتني وحيدآ متمتمي
ما كنت مخمورآ و لا فاقد للب عقلي
ولكني خمرت من ثغرها الفتان المتبرمي
أمضيت ليالي العمر أحلم بضياء ثغرها
وكم آشتقت لشهد ثغرها أن يلامس فمي
أفقدتني صوابي و بت هائم بعذوبتها
و كأني خلقت لها و لجنتها و كنت أنتمي
كيف لعاقل يسلو ذاك الحسن و يفقده
وكيف ينام بلا حضن كان كحضنها ليرتمي
ما عدت أقوى الحديث أبدآ مع غيرها
كي لا أفقد لذة صوتها و متعة توسمي
رأيت الحسان الأف مؤلفة لكنهم دونها
جميعهن لم يحركن شعرة بريشة مرسمي
هي الحسن إن بدا بالكون يومآ حسان
و هي من رسمت شفتاها فوق معصمي
أقبله قبل الغروب و بعد الشروق دومآ
و بالأحايين كثيرة أتحسسه كأنه مرهمي
لم يكن ذاك عشق أو هيام عاشق مجنون
بل شيء لم أعلمه أو أتعلمه في تعلمي
صائغ القوافي
ساحة النقاش