مهرة الحسن
رأيتها بأحضان الطبيعة تتباهى بحسنها
تبارز الأزهار حسنآ و النصر لطلتها
تسير وفوق رأسها ضياء الملوك متأنية
وسحابة الأفق تنتشي من ضياء وهجتها
كأنها البدر تسير في مدار أنجم عزة
لتروي الكائنات بشيئ من حسن نعومتها
أتيتها و صحيبي ليشهد على عاشق
فتلعثم لساني من شدة ضياء هيبتها
مليكة إذا نظرت بعين فخر و كبرياء
ملاك إذا نطقت ببعض محاسن رقتها
وقفت عاجز عن النطق حتى قد غدت
قال صحيبي ما بك قد خرست بحضرتها
قلت ألا ترى الحسن الذي كنت بحماه
فقال حسبك تالله مارأيت يومآ مثيلاتها
قلت نعم هي ضياء الفجر حين أتت
فأخرست لساني وكأن ذاك كان مشيئتها
لايبوح المرء عشقه دومآ للأقمار إن بدت
وإن كانت ستسعد حين تمتدح روعتها
مابالك إن كانت معشوقتي ضياء للبدر
فكيف لمثلي أن يصف شيئآ في براعتها
عجزت عن النطق وكل من مثلي عاجز
فكل وصف للحسن كان من فضيلتها
قد رأيت الف الف إمرأة كلهن حسنوات
لكنها تفوق بروعة الحسن جل قريناتها
كم كنت متمنيآ أن أفصح عن غرامي لها
لكن لساني يعجز عن النطق لشدة فتنتها
تعلم يا صحيبي أني لا أهاب الموت
لكنها أشد منه بساحة النزال بجبروتها
عليمة هي بعشقي و غرامي و حبي
فقد فضحتني عيناي منذ نظرت بعينها
تعلم أني لا أبوح يومآ سرآ في الهوى
لكن عيني تفضح ما تخفي من سعادتها
هكذا هي الفاتنة يا صحيبي إن تمكنت
فالويل حينها لقلبك من رماح نظرتها
قد أصابتني بسهم قاتل مدبب مسنون
و كأن رموش عيناها كانت بقبضتها
ويلي يا صحيبي من عشق أدمى فؤادي
فكيف لعاشق مثلي أن يطمع في نجدتها
صائغ القوافي
ساحة النقاش