جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تَسامى ضِياءُ الصَّبحِ
تَسامى ضِياءُ الصَّبحِ حتّى تَبَسَّمَتْ
رُبى القلبِ إذ لامَسْنَ رُوحَكَ بالنَّسَمْ
وجاءكَ فجرٌ لا يُماريكَ بُرهةً
كأنّكَ فيهِ أوّلُ السِّرِّ قد رُسِمْ
إذا ضِقْتَ بالدنيا فمِسْ رَبْوَةَ الرّجَا
تُجِبْكَ رؤى الألطافِ: "قُمْ، إنَّها نِعَمْ"
فكم ضاقتِ الآفاقُ حتى إذا انفرجتْ
بدتْ للصبورِ حدائقٌ تندى بالكرَمْ
وما اليأسُ إلا غيمةً سوفَ تَنْجَلي
وما القلبُ إلا بَذرةٌ تورِقُ الحُلُم
إذا مرَّ فيكَ الحزنُ فامنَحْهُ حكمةً
فإنَّ الدُّجى يُهدي صفاءً بلا سَقَم
ولا تَخشَ دربًا صَعَّبَتهُ صروفُهُ
فإنّكَ ماضٍ حيثُ يَنهارُ منكَ العَدَمْ
تذكَّر بأنَّ اللهَ يمْحو كآبةً
إذا قالَ للروحِ المعنّاةِ: "لا تَهِمْ"
وما الخيرُ إلا ما يُقيمُك شامخًا
ولو جرَّدتْكَ الأرضُ من زادِها القَلِمْ
فهَبْ فيكَ قلبًا لا يُبدِّدهُ الأسى
ولا ينحني إلا لِمَنْ خَلَقَ القِيَمْ
وسِرْ بثباتٍ، إنَّ خلفَ مشقَّةٍ
سلامًا يُضيء الدربَ كالمزنِ إذْ تَسِمْ
وقُلْ للمواجعِ حينَ تَعبُرُ: رِفقَةً
ففي جَوفِها نورٌ يُربّي لك العِصَمْ
وخُذْ من غُبارِ الصبرِ تاجًا مُضيئًا
يُكمِّلُ ما فيكَ من الفضلِ والهِمَمْ
فأنتَ إذا جَالَ الزمانُ بظُلمِهِ
تَبِيبُ جراحٍ، والقلوبُ بكَ تَلْتَئِمْ
وتَرجِعُ للروحِ الضيّاءُ مُبَشِّرًا
بأنّ غدًا أحلى… وأنّ الفرجَ اقترمْ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل