الصدمة الكهربائية
الكثير منا يشعر بالخوف من الاقتراب من الكهرباء أو العمل بها أو حتى سماع الحديث عنها وذلك ناتج عن جهلنا بطبيعة الكهرباء . ومن خلال خبرتي في هذا المجال كوني اعمل مدرسا ومدربا للكهرباء استطيع أن أقدم لكم فكرة بسيطة عن الصدمة الكهربائية في المنازل ولن أتطرق للصدمة التي تحدث في المصانع أو في أثناء العمل على الجهود المرتفعة والضغط العالي في شركات نقل وتوزيع وتحويل الطاقة الكهربائية وهي على الأغلب قاتلة ومميتة .
الصدمة الكهربائية هي سريان التيار الكهربائي عبر جسم الإنسان منتقلا من نقطة جهد عالي إلى نقطة جهد أخرى ذات جهد منخفض .وسأذكر حالات محتملة من هذه الحالات يمكن أن تحدث لنا أثناء إصلاح الأجهزة المنزلية أو عمل صيانة للتمديدات الكهربائية في المنزل أو من خلال استعمالنا للأجهزة المنزلية المستخدمة في المنازل وأكثرها خطورة المستعملة في المطابخ أو الحمامات والتمديدات الخارجية المكشوفة.
الحالة الأولى : وهي ابسط الصدمات المحتملة هو أن نلامس سلكا كهربائيا حاملا للتيار راجعا من مصباح أو جهاز كهربائي مستعمل . وهناك احتمالين واردين في هذه الحالة, إما أن نكون في حالة غير متصلين بالأرض مباشرة من خلال جوارب نرتديها , أو يفصل بيننا وبين ملامسة الأرض نوع من أنواع العازل قليل العالية, وهنا يمر جزء من التيار الكهربائي من خلال أجسامنا من الخط الحامل للتيار ونسميه الخط الحامي, إلى الأرض وهي نقطة متعادلة الشحنة, وجهدها مماثل للخط المتعادل, ونسميه الخط البارد. فنشعر برعشة حادة وتنتفض عضلاتنا الإرادية وغير الإرادية , في معظم الحالات نستطيع إفلات أو التخلص من الصدمة بسهولة وهذه الحالة هي الأكثر حدوثا في حياتنا العملية .
أما إذا كنا نرتدي حذاء عازلا أو بمعنى معزولين عن ملامسة الأرض واقصد (البلاط) فأن إمكانية الصدمة الكهربائية غير محتملة في هذه الحالة وكثيرا ما يقوم الكهربائي بعمل الصيانة الكهربائية ولا يقوم بفصل التيار لأنه يحتاط بارتداء حذاء واقي وبشرط أن يكون حذرا من ملامسة جسمه للحائط أثناء العمل .
وإما إذا كنا متصلين بالأرض من غير عازل يفصلنا عن ملامسة الأرض وهي اشد من الحالة السابقة بحيث يمر التيار كاملا خلال أجسامنا إلى الأرض وكونه كما قلنا سلك كهربائي راجع فأن الجهد الكهربائي في هذا الحالة لا يكون الجهد كاملا لان الحمل أو الجهاز الذي رجع منه السلك الكهربائي قد اخذ جزءا كبيرا من هذا الجهد ونتأثر بالجهد الباقي ونشعر برعشة اكبر من سابقتها لكنها مؤثرة وأيضا نستطيع الإفلات من قبضتها ونبقى متأثرين بهذه الصدمة لدقائق قليلة بعد حدوثها .
في كلا الحالتين إذا كانت الأرض من تحتنا مبتلة أو أن أيدينا مبتلة أو أجسامنا مبتلة فأن قوة الصدمة تتضاعف عما كانت علية كون الماء يسهل مرور التيار الكهربائي للأرض عبر أجسامنا تاركة أثرا بالغا فينا وتدخل في حالة الخطورة
الحالة الثانية : وهي ملامسة أجسامنا للخط الحامي الحامل للتيار الكهربائي مباشرة من خلال الإبريز أو القابس أو مصدر الجهد أو وصلات الكهرباء المستعملة للتوصيل للأجهزة الكهربائية أو التمديدات الداخلية والخارجية في المنزل وأيضا هناك نفس الاحتمالين السابقين إما أن نكون معزولين تماما عن الأرض فلا تحدث الصدمة وإما أن نكون متصلين بالأرض وهنا تحدث الصدمة التي نستطيع أن نقول أنها وصلت مرحلة الخطورة نشعر برعشة شديدة تهزنا وتنقبض عضلاتنا بغير إرادتنا ولا نستطيع إفلات أنفسنا من قبضتها إلا بتدخل الآخرين من حولنا وتزداد خطورة في حالة البلل ووجود الماء أو المطر ويكون تدخل الآخرين أكثر حرصا عند الاقتراب ومحاولة انقاذانا
بهذا القدر اكتفي إلى أن نلتقي في مقال اخر نكتب فيه نصائح للتعامل مع الكهرباء في منازلنا
مع تحياتي لكم وتمنياتي لكم بالسلامة : بقلم / فادي مرعي حداد الاردن
ساحة النقاش