قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسارعون في بناء مسجد قباء ويرتجلون شعراً ينشطون به همهم؛ روى ابن شبّه أن عبد الله بن رواحة كان يقول، وهم يبنون مسجد قباء: أفلح من يعالج المساجدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المساجدا. فقال عبد الله : ويقرأ القرآن قائماً وقاعدا. فقال عليه السلام: وقاعدا. فقال عبد الله: ولا يبيت الليل عنه راقدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: راقدا.
امتدح الله سبحانه وتعالى هذا المسجد وأهله والقيام فيه وشهد له بأنه مسجد أسس على التقوى والإيمان لا الرياء والمفاخرة أو الإضرار. قال الله تعالى: "لمسجدٌ أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على زيارته كل سبت، وكان يحض أصحابه على قصده بعد التطهر في البيوت لأجل صلاة ركعتين فيه تعدلان أجر ومثوبة عمرة إلى البيت الحرام. قال صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة" رواه أحمد النسائي، وفي الصحيحين عن ابن عمر: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشياً".