المــــوقـــع الــرســـــمى الـخـــــــاص ب " البــــاحــــثـــــة / إســــــــــــراء زيــــــــــدان"

موقع متخصص فى " تكنولوجيا التعليم " " العلوم التربوية " " الدراسات الإجتماعية " " الدراسات العليا "

حرفة الزراعـــــــــة

الزراعة من الحرف البدائية التي استخدمها الإنسان منذ القدم، إذ ليس من السهل تحديد متى كيف وأين عرف الإنسان الزراعة. لكن يمكن القول أن وجودها عودت على الاستقرار، وبسببها قامت الحضارات القديمة.

ومن أنسب التعريفات التعريف الذي وضعته جمعية الاقتصاد الزراعي الفرنسي عام 1949 وهو عمل غرضه أن يسوس قوى الطبيعة من أجل إنتاج محاصيل نباتية حيوانية  تسد حاجة الإنسان. (محمد محمود إبراهيم الديب، ص 104.)

ثم تطورت المحاصيل الزراعية مع تطور الإنسان – أصبحت اليوم مقياسا بين الدول المتقدمة والمتخلفة.

أهمية الزراعة:

تهدف الزراعة مد الإنسان بالمواد الغذائية, وتوفير الخامات النباتية والحيوانية لمصانعه. وتتميز الزراعة بأنها حرفة عالمية وواسعة الانتشار الجغرافي.ويمكن الاستدلال علي أهمية الزراعة بعدة معايير مثل عدد العاملين فيها, كمالإنتاج منها, ومدي مساهمتها في التجارة الدولية وفي الدخل القومي. فقدبلغ عدد سكان العالم سنة 2002 نحو 6,2 بليون نسمة, وصعب معرفة عددالعاملين في الزراعة بالعالم ,في حين انه يعتمد علي الزراعة وتربيةالحيوان نحو 52% من سكان العالم ,ولكون عمال الزراعة 44% من جملة العمل في العالم فإنها تعد من أهم الحرف في العالم علي الإطلاق. ويتركز نحو 73% منسكان العالم الزراعيين في الشرق الأقصى, وحوالي 16% في أفريقيا, وتختلف نسبة الزراعيين من دولة لآخري فهي 57% في مصر و2%في المملكة المتحدة. ولا تتوقف كمية الإنتاج الزراعي علي عدد العاملين في الزراعة فالولايات المتحدة تساهم بنحو سدس الإنتاج الزراعي في العالم.وتتناقص باستمرار نسبة العمالة الزراعية بالنسبة لجملة السكان في معظم دول العالم.فعلي سبيل المثال نقصت نسبتها في مصر من 70 % سنة 1947 إلي 31 سنة 1991 من جملة العاملين.ومازالت الزراعة تعاني في اغلب البلاد من ظاهرتي: البطالة,وعدم كفاءة كاملة ثم الهجرة من الريف للمدن.وهنا يثور تساؤل ما هو الحد الأمثل للسكان الزراعيين؟ ليست هناك إجابة سهلة لهذا السؤال فقد ترتفع
النسبة إلي 76% كما في السودان وربما تنخفض إلي 2% كما هو الحال في الملكةالمتحدة. وفي ظل الإطار الحضاري الحالي يستدل من نسبة السكان الزراعيين في الدولة عليمدي تقدمها, فلو كانت النسبة منخفضة مثل ما في الدول الصناعية دلت عليالتقدم. ولو كانت مرتفعة مثل من في الشرق الأقصى ومصر دلت علي التخلف.وتعتمد نسبة السكان الزراعيين في أي دولة علي الموارد الطبيعية والمناخوغيرها من الأشياء. ويؤثر عدد العمل الزراعيين ونسبتهم من جملة قوى العملعلي الحالة الاقتصادية وعلي الزراعة في الدولة. ويحدد العمال الزراعيون نصيب الفلاح من الأرض الزراعية وبالتالي حجم الزراعة. وتؤثر العمالة الزراعية وحجم المزرعة ومدي اعتماد اقتصاد الدولة علي الزراعة في اختيارانسب المحاصيل.وتساهم الزراعة بكميات عظيمة في الإنتاج العالمي. فقد بلغ إنتاج الحبوب سنة 2003 نحو 2,75 مليون طن, والألبان 600 مليون طن, واللحوم 253 مليون طن, وتدل هذه الأرقام علي أهمية الزراعة في اقتصاديات العالم. كما تساهم الزراعة بكمية كبيرة من إنتاج الخامات النباتية كالقطن وبقية الألياف والمطاط والمحاصيل الزيتية. وتدخل المنتجات الزراعية والحيوانية التجارة الدولية بكميات كبيرة. ولذلك يتزايد الاهتمام بالزراعة في كل دول العالم فتوضح خطط لتنميتها, ويتزايد باستمرار إنتاجها من المواد الغذائية والخامات.

 

 

العوامل المؤثرة في قيام الزراعة:

أولا: العوامل الطبيعية:

تشكل العوامل الطبيعية نظاما بيئيا يؤثر في النظام الزراعي، وهذا ما يؤيده الحتميون الجدد أصحاب نظرية الإمكانات البيئية Environmental Possibism من أن البيئة هي التي تحدد النشاط الاقتصادي في العالم. ( محمد محمود الديب، ص 131.) وأهم هذه العوامل:

1- الموقع: يؤثر الموقع في الإنتاج بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال تقع استراليا ونيوزيلندا في أقصى الشرق، وتبعد حوالي 18000كيلومتر  عن الأسواق التي تستورد منتجاتها في غرب أوروبا، لهذا تخصصتا في إنتاج سلع لا تتلف أثناء نقلها عبر مسافات طويلة، كما أن هذه السلع لابد وأن تكون خفيفة الوزن، صغيرة الحجم حتى تتفادى تحمل التكلفة العالية للنقل عبر هذه المسافات الطويلة. كما يجب أن تكون هذه السلع ذات قيمة مرتفعة حتى تستطيع تحمل تكلفة النقل. لهذا تخصصتا في إنتاج الصوف الذي تنطبق عليه الخصائص السابقة. وبالتقدم التكنولوجي واختراع المبردات الكبيرة أضافت الدولتان تصدير اللحوم المتجمدة تحت حرارة 12ْ مئوية. وقد ساعد هذا التقدم التكنولوجي الأرجنتين الدخول إلى التجارة الدولية للمجمدات أيضا.

 

2- المناخ: يعتبر المناخ أحد العوامل الهامة التي تؤثر في الإنتاج الزراعي مباشرة، لما له من عناصر متعدد تتفاعل مع بعضها في علاقات تؤدي إلى تسير عملية الإنتاج، وأهم هذه العناصر الضوء والحرارة والمطر والرطوبة والندى والثلوج والتبخر والضغط الجوي والرياح. ولكل عنصر من هذه العناصر له تأثيره الخاص بشكل يفوق عناصر المناخ الأخرى فعلى سبيل المثال يؤثر الضوء بشكل مباشر على الإنتاج لأنه ضروري لإتمام عملية التمثيل الضوئي للنبات، فإذا كان الضوء كافيا أسرع النبات في عملية النمو وأعطي إنتاجا جيدا والعكس. مثال على ذلك القطن المصري والسوداني طويل التيلة لأنه يحصل في فصل النمو على كمية ضوء كافية تتراوح مابين 2400-2500 ساعة، في حين القطن الهندي لا يحصل إلا على 1500 ساعة ضوء لهذا هو من القطن قصير التيلة.( خطاب العاني ’’ الجغرافية الاقتصادية‘‘جامعة بغداد ، بغداد، 1981،ص70.)

وتؤثر الحرارة في نمو المحاصيل الزراعية ونضجها، وذلك لأنها تسهم في النشاط الحيوي للتربة، ويحتاج كل محصول إلى درجة حرارة عظمى ودرجة حرارة دنيا ( صفر النمو ) ينمو من خلالها. فمثلا هناك محاصيل تذبل وتموت إذا ارتفعت الحرارة عن المعدل العام لها كالقمح مثلا. لأن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى التبخر وانخفاضها يؤدي إلى التجمد.

أما الرياح فتؤثر في المحاصيل الزراعية من شقين اثنين: الأول أنها تمثل لواقح للأزهار، أما الثانية فتكسر السيقان إذا كانت عاتية،و تجفف الرطوبة إذا كانت ساخنة كرياح الخماسين بمصر، أو متربة فتقتل الخلايا النباتية.

أما الأمطار فتؤثر على الإنتاج من حيث كميتها ووفرتها وموسمها ومواعيدها، مثال على ذلك أمطار البحر المتوسط غي الثابتة والمستقرة، طبعا تؤثر الأمطار على الزراعة المطرية…..

هذا ويرتبط بالتساقط كل من الندي والثلج والجفاف……………. وجميعها تسبب التصحر.

3- التربة: التربة هي العنصر الأساسي في النظام البيئي، فهي الطبقة الرقيقة التي تغلف سطح القشرة الأرضية بغلاف يستطيع النبات غرس جذوره فيه. وتتلخص الخصائص العامة للتربة في: -

1- الخصائص الطبيعية أو الميكانيكية للتربة: يقصد بذلك نسيج التربة Soil Texture  هل هي تربة صلصالية غير مسامية حبيباتها دقيقة منخفضة النفاذية رديئة التهوية ثقيلة القوام فهي  تصلح للزراعة الأرز وقصب السكر، أما إذا كانت طمية بفعل عوامل التعرية فأنها تصلح لكثير من الزراعات مثل القمح والقطن،  أما إذا كانت التربة رملية مسامية فإنها تصلح لزراعة الخضروات والفول السوداني والسمسم والبطيخ.

 أما لون التربة Soil culor فيحدده المعدن السائد في التربة، فهناك تربة حمراء وتربة بيضاء وتربة صفراء …..إلخ

2- الخصائص الكيمائية للتربة : يقصد بذلك نسبة المعادن التي تحتويها التربة والتي تكون نسبتها ما بين 40- 60% من حجم التربة. ( محمد محمود الديب، ص 144.)  مثل كلوريدات الكالسيوم- الصوديوم – المغنيسيوم –  والسلكا،  ويؤثر ارتفاع نسبها في التربة إلى سوء حال التربة، مثال ذلك ارتفاع نسبة كلوريد الصوديوم في التربة تصبح تربة قلوية أي مالحة، عندها تحتاج إلى مياه عذبة لغسيلها كما هي في تربة شمال الدلتا بمصر. أما ارتفاع نسبة السلكا في التربة تصبح تربة رملية.  

 

1-  أنواع التربة: إن تصنيف التربة لأمر صعب وعملية معقدة، لهذا اتبع نظام النطاقات للتصنيف في العالم.

أ‌-                 السوداء: (التشرنوزم) وتنتشر في مناطق الاستبس في وسط USA وإقليم أوكرانيا شمال البحر الأسود، وهي عظيمة الخصوبة لما تحتويه من مواد عضوية، وهي من أصلح التربات لزراعة القمح، واعتدال مناخها.

    ب- تربة البدزول: كلمة روسية تعني هش، توجد في نطاق الغابات المخروطية والنفضية، وهي غنية بالمواد العضوية، إلا إنها فقيرة بالزراعة بسبب حموضيتها التي جاءت من عدم تبخر الرطوبة بها، وعدم تحلل المواد العضوية بها.

ج‌-  تربة اللاتيرايت: وتنتشر هذه التربة في المناطق الاستوائية في العالم، وهي فقيرة في المواد العضوية بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة التساقط الذي يعمل على سرعة ذوبان المواد المكونة للتربة وغسيلها، والسبب لآخر ارتفاع نسبة الحديد غير القابل للذوبان مما يجعل لونها يميل إلى الاحمرار.

د‌-    تربة البراري: في العروض المدارية والمعتدلة (الحشائش ) وهي متوسطة الخصوبة بسبب وجود فصل جفاف قد يطول ويقصر ترتفع فيها نسبة المواد العضوية (حيوانية نباتية ).

ه‌- تربة الصحراء: فقيرة بالمواد العضوية بسبب فقرها بالغطاء النباتي والحيواني، إلا أن الاسكندر استطاع قهر هذه التربة، وزراعتها بالطرق الآتية:

1- الري بالتنقيط أو الري المحوري أو الري بعد الظهيرة.

2- إزاحة الطبقة السطحية ووضع زفته أو نايلون خميل حتى لا تتسرب المياه إلى أسفل.

3- زراعة خضروات أو نباتات غير معمرة.

4- إضافة التربة الطينية لها لتصبح تربة مختلطة.

و‌-   تربة التندرا: تنتشر في المناطق القطبية، وهي قليلة الفائدة بسبب قصر فصل النمو وتجمد السطح معظم شهور السنة، لهذا تنمو حشائش قصيرة سريعة النمو يعيش عليها حيوان الرنة والكاريبو.

 

المشاكل التي تعاني منها التربة (فى الوطن العربى):

الانجراف
الإنجراف هو تخريب للتربة وإتلافها وتشويهها بالأخاديد ونقلها أو تحريكها من مكان تهيئتها إلى مكان آخر يختلف بعدا، وإفقادها لتطورها وخصوبتها. وهناك عوامل عديدة تتحكم في الإنجراف أو التعرية أو كما يسميها البعض بالسحل. ومن أهم هذه العوامل نذكر المناخ والإنحدار أو التضاريس ونوع الصخر عامة ثم الغطاء النباتي.

دور المناخ في التعرية :

التساقط : يعد التساقط من أهم العوامل المناخية للتعرية لها اعتمد عليه بعض الباحثين في تقويم وتقدير كمية الأتربة التي تجرفها المياه سنويا. ولا يتحكم التساقط في هذه الكمية فقط ولكن أيضا في سرعة حدوثها. فهناك إرتباط وثيق بين نظام التساقط ودته من جهة وسرعة التعرية من جهة أخرى.
فمعظم التساقط في البلدان العربية من نوع الأمطار، ولاتنزل الثلوج إلا نادرا أو فيمساحات محدودة كالجبال الشاهقة مثلا، ولمدة محدودة من الزمن ، لا تدوم أكثر من أسبوع في الغالب وبذلك فإن ما تقوم به من تعرية فهي محدودة للغاية.
ثم أن نظام الأمطار في البلدان العربية يتصف بالفصلية، فالسنة تقسم الى فصلين أحدهما مطير والآخر جاف. والفصل المطير تنزل أمطاره في أيام معدودة من شهور قليلة قد لاتتجاوز الأربعة أو الخمسةشهور التي تتلقى في بعض الإحيان ثلاثة أرباع المجموع السنوى للتساقط ثم أن هي نزلت قد لا تدوم إلا بعض الساعات من اليوم وقد يكون في شكل سيول جارفة تتعدى 30 مم في اليوم، وربما بلغت هذه الكمية في الساعة الواحدة، وقد دلت الإحصائيات للأمطار السيلية أن خمس الكمية النازلة في الفصل الممطر تنزل في شكل أمطار سيلية، أي يربو معدلها اليومي عن 30 مم . وتقل الأمطار كما، وتختلف كيفا كلما توغلنا داخل البلدان العربية.
أما فصل الصيف فيعمل الجفاف وما يرتبط به من حرارة ورياح ساخنة على تشقق الصخور وتفككها وتهيئة الرواسب وتجفيف التربة وتحضيرها حتي تصبح سهلة النقل في فصل الشتاء.
كما تساعد الشقوق والشروخ التي يحدثها الجفاف الصيفي على توجيه وتسهيل الجريان السطحي والداخلي، وتبليل الآفاق، ومساعدة الإنزلاقات والإنجرافات أو التعرية المائية بصفة عامة، سواء كانت تناثرية أو غطائية أو جدولية أو خدودية.
وقد أدى إختلاف كميات التساقط وذبذباتها الى ذبذبة الجريان والإنصباب اليومي والشهري والسنوي . فمثلا الإنصباب السنوى لوادي الحمام بالجزائر عند سد بوحنيفية قد سجل سنة 1948 ما يقرب من 166 هكتو متر مكعب وهو ضعف ما سجله سنة 1947 الذي حسب فيه الإنصباب بما يقرب من 83 هكتومتر مكعب . أما الإنصباب الأقصى الذي لوحظ لسنة 1948 فقد بلغ 1500 م3 وهو أكب بأربعين مرة مما سجله في سنة 1947. وبصفة عامة ودون أن ندخل في التفاصيل يمكننا القول أن جريان الأودية في البلدان العربية شديد الذبذبة كما وكيفا، وزمنا، إذا علمنا هذا أدركنا مدى فعالية الأمطار والجريان على التعرية في الوطن العربي، فمياه الأودية قلما كانت صافية، وتسجل لها فيضانات عديدة أثناء الفصل المطير، وقد لا تدوم هذه الفيضلتلت إلا لحظات معدودة. لكن أخطارها كبيرة، حيث تجرف الآف الأمتار المكعبة من الأتربة لتلقى بها في المنخفضات، أو تملأ بها قاع السدود، أو تنقلها الى البحر.وقد دلت القياسات أن سد فرجوج بالجزائر ينقل إليه وادي الحمام معدلا سنويا يقرب من 500 ألف متر مكعب من الأتربة لتلقى بها في المنخفضات، أو تملأ بها قاع السدود أو تنقلها الى البحر.وقد دلت القياسات أن سد فرجوج بالجزائر ينقل اليه وادي الحمام معدلا سنويا يقرب من 500 ألف متر مكعب من الأتربة أو الوحل الذي يتشكل من طين وطمي ورمال. وحسب الدراسات التي قام بها العديد من الخبراء على التعرية في الجزائر فقد قدرت التبة المنقولة سنويا بحوالي40 ألف هكتار تفقدها الأراضي الفلاحية

4- أشكال السطح:

لو نظرت إلى خريطة السطح ستجد المعالم التضاريسية التالية: الجبال – السهول – الهضاب – الوديان ـ والكثبان الرمليةـ والأحواض. فلو درسنا جبل كلمنجارو الكيني ماذا نجد عليه من نباتات، أو هضبة الحبشة، أو المرتفعات في المناطق المعتدلة فماذا تلاحظ؟

كذلك تؤثر المرتفعات على الزراعة من حيث الامتداد كجبال أطلس في الجزائر، أو فلسطين، وهو ما نطلق عليه ظل المطر. أو جبال الألب في أوروبا مابين مواجهه للشمس ومعاكسة لها.   وأخيرا نستخلص أن المناطق الوعرة مناطق طاردة للسكان.

5- المياه : هي المحدد الأساسي لانتشار الزراعة، ورغم قلتها في الطبيعة 3% من مجموع مياه الأرض صالحة الاستخدام الحياتي، إلا إنها كافية لجميع أشكال الحياة على الأرض، ويتجدد مواردها باستمرار بفعل الدورة المائية. وتكون المياه على سطح الأرض كتالي: 

أمطار وأنهار ومياه جوفية وندى وثلج ……..إلخ ، بل أن نوعية وكمية المياه تحدد نوعية وكمية الزراعة. ونظرا للتغير المناخي الحاصل في هذه الأيام أبح العالم يعاني من نقص في كميات الأمطار الساقطة والمغذي الرئيسي للدورة المائية على سطح الأرض، لهذا يبحث العالم اليوم عن حلول لمشكلة نقص المياه.

ثانيا : العوامل البشرية :

تشكل العوامل البشرية نظاما متكاملا يؤثر في النظام الزراعي من خلال تفاعل العناصر مع بعضها البعض، واهم هذه العوامل:

أولا: العوامل الاجتماعية :

1-  دراسة السكان: يبلغ عدد سكان العالم اليوم أكثر من ستة مليارات نسمة، وهذا زاد من تحمل الطبيعة لسد احتياجاتهم الغذائية، الأمر الذي أجهد التربة بشكل كبير، ولو استمرت الزيادة العالمية على ما هي عليه ستحل المجاعة في العالم ما لم يجد العالم الحلول المناسبة لذلك. ولو نظرنا إلى القوى العاملة في هؤلاء السكان نجدهم فريقين دول متقدمة تبلغ نسبة العمالة بها أكثر من 50% من مجموع السكان، بينما في الدول النامية تبلغ النسبة 25% من مجموع السكان.

  2- التوزيع الجغرافي للسكان وكثافاتهم: ينتشر الستة ملايين نسمة على بقاع المعمورة، والغريب أنهم يقطنون فوق الأراضي الخصبة، فكل منا يلمس ما يدور حوله من اعتداء على الراضي الخصبة مثال ذلك الهند التي يهدد الامتداد العمراني بها كثير من الأراضي الزراعية الخصبة، كذلك الحال باكستان حيث تهدد الضواحي الجديدة للمدن الأراضي الخصبة التي تزرع أربع مرات في السنة. وينسحب هذا الحديث على معظم مدن العالم كالقاهرة ودمشق ودكار وعمان التي ابتلعت جميع الأراضي الصالحة للزراعة بسبب التوسع الأفقي للمباني. وإن لم يتوقف هذا الزحف فإن نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة سينخفض إلى 0.20هكتار عام 2010، أي أقل من 2000مترا. وتكمن المشكلة في صعوبة زيادة المساحات الزراعية أفقيا.  

3- التقدم التكنولوجي: يلعب التقدم التكنولوجي دورا كبيرا في استغلال الموارد، فأوروبا لا تغطي الغابات فيها سوى 1% مساحتها، ولكن يوجد بها أعلى مستوى لإنتاج الأخشاب بالنسبة للفرد في العالم نظرا لنشاط وتقدم السكان. ( محمد محمود الديب، ص150.) كذلك ما ازدهرت جانبي الأطلسي في أوروبا وأمريكيا إلا بالتقدم التكنولوجي.

4- ومستواهم الحضاري والمادي: مرتبط هذا بلا شك في العادات والتقاليد والتعليم والقدرة على إجراء البحوث العلمية لتطوير وتنمية الزراعة، على سبيل المثال لم تتغير تقاليد الفلاح الهندي والأفريقي منذ آلاف السنين، فقد ورثو فنهم الزراعي من أسلافهم، ولم يدخلوا عليه أي تعديل، بل حافظو علية دون أي تطوير، على العكس من ذلك نجد الفلاح في الدول المتقدمة نجده يستخدم التكنولوجيا والأساليب العلمية في الزراعة، لهذا نجد أن غلة الفدان من الإنتاج تفوق عدة أضعاف ما ينتجه الفدان في الدول المتخلفة.

 فكل هذه العوامل تؤثر في النشاط الاقتصادي. كما أن هذه العوامل تتأثر بالنظام السياسي السائد والنظام الاقتصادي المعمول به (اشتراكي – رأس مالي ) .

 

ثانيا: رأس المال: بدون مال لا يمكن إتمام أي مشروع اقتصادي لدخوله في كثير من المعاملات الاقتصادية – حساب التكاليف – البيع – البنوك – الاستيراد – التصدير – فجميع المراحل التي يقوم بها الفلاح تحتاج إلى رأس مال – ورأس المال يلزم الفلاح في: –

1- شراء واستصلاح الأراضي الزراعية وخاصة إذا كانت المساحة قليلة.

2- المواصلات وخاصة إذا كانت المزرعة بعيدة.

3- شراء المعدات ومستلزمات الإنتاج، جميع المداخلات.

4- إقامة المباني والحظائر في المزرعة لإتمام دوره الإنتاج.

5- المال التعليم الزراعي الجامعي … أو الصناعي غذائية.

 

ثالثا: الأيدي العاملة – رغم التقدم التكنولوجي المستخدم في الزراعة إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن الأيدي العاملة وهذه تكون على شكل:

أيدي عاملة محلية: مثل مصر والمكسيك والهند والصين.

أيدي عاملة مستوردة: مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ودول الخليج العربي.

وتتأثر الأعمال الزراعية في العالم ب:

1- موسم الحصاد (عمال موسمية) مثل جني القطن والقصب والحمضيات وزراعة الأرز كلها تحتاج إلى عماله وفيرة ولفترات متقطعة.

2- استخدام التكنولوجيا: وهذا يؤثر على الأيدي العاملة كدولة مثل الهند التي يعمل فيها 70% من الهنود بالزراعة و 20% خدمات و 10% صناعة، ومصر 50% من القوى العاملة تعمل بالزراعة، في حين بريطانيا وألمانيا 2% من الأيدي العاملة يعملون بالزراعة.

3- التركيب العمري : فمعظم العمال المهاجرين يتوسط أعمارهم ما بين 20-40 سنة للعمل في الزراعة الخارجية، بينما في الدول المحلية والفقيرة معظم صغار السن من الجنسين يشاركون أهلهم بالزراعة، وخاصة إذا لم يتوفر في الريف التعليم الإلزامي والأساسي . لان الذي يزيد من الجهل والتخلف وانتشار الأمراض مثل البلهارسيا بمصر، والتي تؤدي إلى ضعف الفلاح، وتشير الدراسات أن الأمراض تقلل من إنتاجية الفلاح المصري مقدار الربع.

 

رابعا: الأسواق: تختلف أهمية الأسواق في المنظومة الزراعية من إقليم إلى آخر، ومن نمط زراعي إلى آخر، فدور السوق يتناقص مع نمط الزراعة المعيشية، حيث معظم الإنتاج يكون بهدف الاكتفاء الذاتي. لذلك المزارع لا يهتم بدور المستهلك، ولا بنوعية الإنتاج، ولا حجمه ولا مدى ملاءمتة للسوق، بينما يزداد أهمية السوق في المزارع التجارية ألتي تسعى إلى تلبية رغبة المستهلكين، ونوع المنتج وحجمه، وغالبا ما يكون ذلك في طور المنافسة.

أنواع الأسواق :

1- محلي: في مدينة أو قرية وهنا يختلف من مكان إلى آخر ومن مدينة لأخرى.

2- إقليمي: أي يغطي جميع مناطق الإقليم.

3- دولية: البورصة مثلا.

أما الأسواق من ناحية التخصص فهي:

أسواق عامة: يتم فيها تداول جميع أنواع البضائع وقد تكون محلية أو إقليميه .

أسواق متخصصة: أي تبيع سلعة واحدة أو صنف واحد، مثل أسواق النفط العالمية و أسواق الذهب في دول الخليج .

 

خامسا: الميكنة والتقنيات الحديثة:

تعتبر التقنية أحد الاعتبارات الأساسية المؤثرة في النشاط الاقتصادي، ومنذ الثورة الصناعية واختراع الميكنة واللعنة حلت على العمالة الجاهلة، والمتخلفة والنامية، ورغم ذلك فالفوائد التي حدثت من استخدام التكنولوجيا لا تحصى كماً وكيفاً، إلا أن هذه التقنية تواجه بعض الصعوبات:

1-  المستوى التعليمي : بمصر ودول أوروبا.

2-  مساحة المزرعة : مساحتها بمصر عكس الولايات المتحدة .

3-  التطور التكنولوجي ميكنة متعددة الأغراض.

4-  المستوى الاقتصادي : هل يستطيع شراءها أم لا …

5-  توفر العمالة : فمصر لا تستطيع استخدامها ..كذلك الهند.

 

سادسا: السياسات الحكومية: هل هذه السياسية موجهة نحو الاكتفاء الذاتي أم التصدير. أم الاستيراد والتصدير معا مثل مصر كذلك النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي.

 

أنماط الزراعة في العالم:

تتعدد أنماط الزراعة في العالم حسب موقعها الجغرافي واهم هذه الأنماط هي:

1- الزراعة البدائية المتنقلة:

توجد هذه الزراعة في المناطق الاستوائية والمدارية الحارة بين القبائل البدائية التي تزرع باستخدام الطرق البدائية معتمدين على خصائص المنطقة الحارة من ارتفاع في الحرارة الذي تسرع في نضج المحاصيل، واستمرار سقوط المطر، وتتسم هذه الزراعة بالتنقل باستمرار بسبب فقدان التربة لخصوبتها، فالمزارعون يزيلون الغطاء النباتي بالحرق ليحل محله زراعة. وهذه الأعمال غالبا ما تقوم بها المرأة … وتستمر الدورة الزراعية ما بين 15-25 سنة، ثم تنقل الزراعة إلى منطقة أخري يعمل بها كسابقتها. وتنتشر هذه الزراعة في تلك المناطق للأسباب التالية(   ): حسن عبد القادر صالح ’’ الجغرافيا الاقتصادية‘‘ جامعة القدس المفتوحة، 1999، ص104)

1- الإقامة في أقاليم معزولة عن العالم مثال ذلك منطقة الأقزام في أفريقيا ومنطقة الأمازون في أمريكيا الجنوبية أو في الواحات بالصحاري.  

2- العزلة الثقافية والاجتماعية حيث ترفض هذه الجماعات الاختلاط مع غيرها من المجتمعات المجاورة.

3- صعوبة النقل منها وإليها.

4- كثرة الترحال وعدم الاستقرار في المكان.

 

2- الزراعة الكشفية:  

تنتشر هذه في جنوب شرق آسيا، وفي أمريكيا الوسطى والجنوبية، وفي هولندا وبلجيكا والدنمرك، وتتميز الزراعة الكثيفة بتنوع حاصلاتها، ويشيع هذا النظام بالمناطق المزدحمة بالسكان، حيث يكون نصيب الفرد من الأراضي الزراعية قليل بالمقارنة مع المناطق الأخرى قليلة السكان،  والتي يكون نصيب الفرد فيها من الأرض الزراعية كبير، ومعظم المحاصيل للإغاثة كالخضروات والأرز. وتتم معظم الأعمال الزراعية بواسطة أفراد الأسرة وغالبا ما تستخدم الحيوانات فيها. وتمارس هذه الزراعة من أجل زيادة الإنتاج عن طريق (  ): محمد محمود الديب، ص 119)

*- العناية بالتربة والحفاظ عليها.

*- استخدام الأسمدة الكيميائية والطبيعية.

*- إتباع الدورة الزراعية كما هي في مصر.

*- الاستغلال الأمثل لكل الراضي الصالحة للزراعة.

*- انتقاء سلالات زراعية تعطي إنتاجا وفيرا.

*- الأيدي العاملة المدربة.

*= الاستعانة بالوسائل التكنولوجية في التخزين والحرث ..إلخ

وجدير ذكره أن إنتاجية الفدان من القمح في هولندا والدنمارك وبلجيكا أكثر من ضعف ما ينتجه الفدان في كندا والولايات المتحدة.

 

3- الزراعة الواسعة :  

تتميز باستخدام مكثف للميكنة ولأساليب العلمية من أجل الحصول على أكبر إنتاجية للعامل الواحد، وتنتشر هذه الزراعة في نطاق تربة البراري وتربة التشرنوزم في العالم الجديد، ومناطق التنمية الزراعية الحديثة في العالم القديم في روسيا والهند وأوكرانيا، وتزرع محصول واحد كالقمح في براري كندا والولايات المتحدة والأرجنتين، والطباق في جنوب شرق أسيا، وغيرها … ومن الملاحظ أن هذه الزراعة لا تحتاج إلى أيدي عاملة وفيرة لاستخدام الميكنة. ويعاني هذا النوع من الزراعة من تذبذب المطر، واستمرار فترات الجفاف الأمر الذي يقلل معه لإنتاج أو توسيع الرقعة الزراعية في المناطق الحدية (   ) محمد خميس الزوكة ’’ دراسات في الجغرافيا الاقتصادية‘‘ دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1990، ص275.، ويتميز هذا النوع بتوفير المستلزمات سواء التخزين أو التصنيع مثل …

 

4- الزراعة المختلطة:

هي نمط إنتاجي يجمع بين زراعة محاصيل مختلفة بعضها غذائي والآخر علف للحيوان الذي يربى من أجل اللحوم والألبان. وتمارس هذه الزراعة في جميع دول العالم ذات الكثافة السكانية العالية، والمساحات الزراعية القزمية، حيث يزرع أكثر من محصول في آن واحد مثل محاصيل نقدية للبيع والمخلفات تذهب للحيوانات كعلف، وتتميز هذا النوع عن سابقه بتنوع الإنتاج زراعي – حيواني – سمكي أحيانا فالدورة الإنتاجية لكليمها تعتمد على الآخر .

 

5- مزارع الألبان :

تنتشر في جميع أنحاء العالم بقصد الحصول على الألبان سواء الصناعية منها أم الطازجة، وهذه المزارع تتوطن بالقرب من الأسواق لأنها سريعة التلف، والتي لا تتحمل النقل لمسافات طويلة بدون استخدام وسائل تبريد، كما أنها ضخمة الحجم في النقل مما يرفع من تكلفة الإنتاج.

 

6- الزراعة المحمية :

إن الهدف منها هو التغلب على الظروف الصعبة المناخية غير المناسبة لنمو النبات، وكانت بدايته في انجلترا عام 1684م ثم الولايات المتحدة 1800م . ويستخدم هذا النمط عن طريق التوسع الرأسمالي في الإنتاج. ويطبق هذا النمط في المناطق التي ترتفع أو تنخفض فيها درجات الحرارة عن الحد الذي يسمح بنمو بعض المحاصيل الزراعية في جهات كبتت من الع وهي تستخدم في إنتاج محاصيل في غير موسمها …. كإنتاج محاصيل صيغية في المناطق الباردة ومحاصيل شتوية في المناطق الصحراوية في فصل الصيف وذلك باستخدام أجهزة التبريد.

ويحتاج هذا النمط إلى أيدي عاملة مدربة ورأس مال وفير وخاصة للتبريد والتدت ويوجد هذا النوع بالقرب من المدن الكبرى مثل القاهرة وطوكيو وأمستردام .. وقد حقق استخدام هذا النوع شهرة عالمية ساعدته على الانتشار في جميع العالم.

 

7- زراعة البحر المتوسط :

تنتشر هذه الزراعة بين دائرتي عرض 30 -40 ش جنوبا وهي أنسب مناطق العالم للزراعة مثل القمح والحبوب المعتمدة على الأمطار في الصيف تعتمد على مياه الري مثل الذرة والأرز والخضروات كما تشتهر بزراعة الموالح وأشجار الفاكهة ويصدر جزء كبير منها إلى الخارج .

 

8- الزراعة التجارية للحبوب الغذائية:

يمارس هذا النمط في المناطق الواسعة مثل وسط أمريكيا الشمالية والجنوبية وجنوب الشرق استراليا وتزرع الأراضي بالحبوب الزراعية الغذائية بقصد التجارة من هناء جاء تفوق هذه المناطق إنتاج القمح مثلا …

 

9- الزراعة العلمية المدارية :

وهي مزارع الأوروبيون في العالم القديم (أسيا وأفريقيا )  في العالم القديم (آسيا وأفريقيا) وأمريكيا اللاتينية، من أهم المحاصيل المزروعة قصب السكر والمطاط والأناناس والموز والمنبهات وقد استفاد الأوروبيون من رخص الأيدي العاملة مع وفرة رأس المال لديهم أسهم إسهاما كبير في إنجاح الزراعة العلمية واستخدام الأساليب العلمية لتطوير الإنتاج كماً ونوعا وكيفا حتى غدت هذه المناطق ومحاصيلها تساهم بنصيب كبير في إنتاجها الزراعي في الأسواق العالمية.

وعلى الرغم من الصعوبات البيئية مثل انتشار الأمراض والمناخ الحار وتدهور التربة والغطاء النباتي إلا أن الربح واستخدام الميكنة عملاء التغلب على هذه الصعوبات بالإضافة إلى التنظيم الإداري وزيادة الطلب على تلك السلع عالميا .

 

أهم الأقاليم الزراعية في العالم:

تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة حوالي 10% من مجموع أراضي العالم وتغطي الغابات حوالي 31% والمراعي 24% أما الأرض التي تزرع بالمحاصيل الزراعية فهي تمثل 1% من مجموع مساحة الأرض الزراعية في العالم .

وقد تطور إنتاج العالم من الحاصلات الزراعية في العقود الأربع الأخيرة بدرجة فاقت الطلب العالمي، ونتيجة لذلك تراجعت أسعارها على المستوى العالمي، إلا أن الدول المصدرة للغذاء أخذت تطبق سياسة جديدة عالميا ارتفعت بموجبها أسعار السلع الاستراتيجية منها كالقمح والأرز..إلخ.  وأهم الأقاليم الزراعية في العالم هي:

1- الإنتاج الزراعي في الأقاليم المدارية :

تمتد هذه الأقاليم بين دائرتي عرض 5-30ْ ش وجنوبا، ويعتبر المطاط والسكر والبن والشاي والكاكاو من أهم المحاصيل المزروعة، وقد استغل الأوروبيون هذه الأراضي لزراعتها لسد حاجاتهم من تلك الغلات.

2- الإنتاج الزراعي في الأقاليم شبه المدارية الرطبة:

تقع بين دائرتي عرض 25-35 ْ ش وجنوبا وتمثل هذه الأقاليم في شرق القارات ويزرع القطن والأرز والشاي بكميات تجارية.

3- الإنتاج الزراعي في الأقاليم المعتدلة:

يعيش في هذه المناطق أكثر من نص سكان العالم بل ومعظم الدول المتقدمة والمستهلكة للغلات الزراعية تقع هذه المناطق بين دائرتي عرض 25-35 شْ  جنوبا. وتشتهر هذه الأقاليم بزراعة القمح والذرة والتبغ .

 

دراسة لبعض المحاصيل الزراعية:

أولا: القمح :

 يعد القمح من أقدم الحبوب الغذائية التي عرفها الإنسان، بل وهو من أهم المحاصيل الزراعية المعروفة للإنسان لاعتماده عليها كغذاء له.

الظروف الطبيعية لنمو القمح :

1- درجة الحرارة:  يحتاج القمح إلى 15 درجة حرارة فأكثر لمدة 90 يوما، وإذا انخفضت عن هذا الحد كان الإنتاج غير مربح. لهذا يزرع القمح في المناطق الحارة شتاء، وفي المناطق الباردة في  فصل الربيع. وتعد المناطق المعتدلة الدافئة من أكثر مناطق مواءمة لزراعته خلال فصل الشتاء الذي يجب أن يخلو من الصقيع لمدة لا تقل عن 100 يوم (   ). إبراهيم المشهداني ’’ مبادئ وأسس الجغرافية الزراعية‘‘ مطبعة دار السلام ، ط2، بغداد، 1972،ص125.)

2- التربة: لا يحتاج القمح إلى نوع معين من التربة، إذ يجود في أغلب التربات ما دامت تحتفظ بقدر كبير من الرطوبة لمدة طويلة، لذلك كانت التربة أقل المعوقات تحكما في زراعة القمح، إلا أن أعظم مناطقه هي تربة التشرنوزم في وسط روسيا، وتربة اللويس في الصين، ومنطقة البراري في أمريكيا، ويعود ذلك لخصوبتها بالمواد العضوية حتى أنه يمكن زراعتها لمدة تفوق العشرين سنة دون أن تنخفض الإنتاجية في الفدان(   ) . محمد محمود الديب، مرجع سابق، ص 180.  

  3- المطر: يزرع القمح في معظم أنحاء العالم على المطر، فهو  يحتاج القمح إلى 600ملم سنويا في المناطق الدافئة، وإلى 250ملم سنويا في المناطق الباردة. أما في المناطق الجافة فيروى بالري الصناعي، وعند النضج لا يحتاج القمح إلى ري لكي ينضج، والحصول على نوعية جيدة من القمح. 

الظروف البشرية:

1-   رأس المال:

2– الميكنة الزراعية:

3- الإنسان ذو الخبرة:  

أنواع القمح : محمد محمود الديب، مرجع سابق، ص 179.  

القمح الشتوي : Winter wheat  : يزرع نهاية فصل الخريف ويبقى طوال الشتاء ويحصد في بداية الصيف. ويشغل هذا النوع 75% من المساحة المزروعة قمحا في العالم،

القمح الربيعي : Spring Wheat يزرع في أواخر الشتاء أو بداية الربيع في العروض المعتدلة الباردة، لأن حرارة الشتاء تصل إلى ما دون الصفر، وبتالي يصبح هذا الفصل غير ملائم لزراعة القمح، ويظل طوال الربيع والصيف ليحصد في آخره أو أوائل الخريف.

حسب خصائصه :

قمح لين: وهو القمح الشتوي الذي تنخفض فيه نسبة الجلوتين إلى 3%، ويصلح لصناعة الخبز والفطائر. ويزرع في الأقاليم كثيرة المطر ومعتدلة الحرارة.

قمح صلب: وهو القمح الربيعي الذي ترتفع فيه نسبة الجلوتين به إلى 9%، ويصلح لعمل المكرونة والحلويات. ويزرع في الأقاليم قليلة المطر ومرتفعة الحرارة.

 

إنتاج القمح: يتذبذب الإنتاج العالمي من القمح من عام لآخر، فهو في المتوسط 660 مليون طن متري. في مساحة تقدر 222 مليون هكتار.

وتصدر قارة أسيا الإنتاج العالمي منه، حيث أنتجت  نحو 250مليون طن متري. 44% منه ينتج في الصين. واحتلت قارة أوروبا المرتبة الثانية من حيث الإنتاج، حيث بلغ إنتاجها 115 مليون طن متري، وجاءت أمريكيا الشمالية والوسطي في المرتبة الثالثة حيث أنتجت نحو 97 مليون طن متري، وجاءت الإقيانوسية في المرتبة الرابعة وأنتجت نحو 18 مليون طن متري، أما أمريكيا الجنوبية فتأتي في المرتبة الخامسة حيث أنتجت نحو 14 مليون طن متري،  

وتتأخر أفريقيا الإنتاج العالمي منه حيث أنتجت نحو 13مليون طن متري، ويعود ذلك إلى التخلف ونقص إنتاجية التربة منه وانتشار الآفات الزراعية وقلة استخدام الأساليب العلمية.

 

أما عن تجارة القمح العالمية:   

لم يدخل القمح في التجارة الدولية إلا بعد عام 1870 عندما حدثت الثورة الصناعية وزادت المساحات المزروعة منه وبخاصة في العالم الجديد وواكب ذلك زيادة في عدد السكان بشكل كبير المر الذي زاد معه الطلب على القمح. وهذه المناطق الحديثة في زراعته هي التي تحتكر الآن تجارته الدولية، حتى غدا القمح من أوسع الغلات انتشارا في التجارة الدولية، إذ يدخل منه 20% من الإنتاج، بل يفوق ما يدخل من الأرز والشعير والشيلم والشوفان والذرة في التجارة العالمية.

أ‌-     تتصدر الأمريكتين والأتيانوسيه 70% من تجارة القمح العالمية. ولا تساهم الدول المتخلفة بشيء يذكر في صادرات القمح الدولية. وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم في تجارة القمح حيث تساهم بنحو 43%، وكندا 15%، وفرنسا 14%، واستراليا 10%، وهذا يعني أن  الأربع دول السابقة تساهم بحوالي 80% من تجارة القمح الدولية.

ب‌-  و تتصدر أسيا الواردات من القمح نحو 40% طن متري تستورد، ثم تأتي أوروبا بنحو 19%، والإتحاد السوفيتي سابقا 18%، وأفريقيا 17%، وأمريكيا الجنوبية والوسطى 11%.

أما عن مستوى الدول المنتجة: –

الصين 110مليون طن متري، الولايات المتحدة 65 مليون طن متري، الهند 57 مليون طن متري،  روسيا 28 مليون طن متري، فرنسا 29 مليون طن متري، كندا 28 مليون طن متري، أوكرانيا 22 مليون طن متري، بريطانيا 15 مليون طن متري، قازاخستان 15 مليون طن متري، إيران 11 مليون طن متري، الأرجنتين9 مليون طن متري، إيطاليا وبولندا كل منهم 8 مليون طن متري، مصر 6.5 مليون طن متري.  

 

ثانيا : الأرز

يأتي الأرز بعد القمح في الأهمية الغذائية، وقد عرف الأرز في الهند والصين كغذاء قبل 3000 قبل الميلاد(   ) على أحمد هارون، مرجع سابق،ص 201. ثم انتقل إلى جميع أنحاء المعمورة في مواعيد مختلفة، انتهت بنقله إلى العالم الجديد على يد الأسبان إبان الكشوف الجغرافية، والتي نقل المسلمون إليها الأرز في الفتح الإسلامي لها. ويمتاز الرز بسهولة إعداده للغذاء عكس القمح، ويوجد نوعان من الأرز:

1-      أرز السهول أو المنخفضات ويسمى باسم أرز بادي، ويزرع في السهول أو المنخفضات أو على ضفاف أو دالات الأنهار، وهذا النوع يغطي 90% من إنتاج الأرز في العالم.

2-       أما النوع الثاني فهو رز الجاف، ويعرف باسم أرز المرتفعات حيث يزرع على المدرجات،  والتي يزيد ارتفاعها عن 1800 متر فوق سطح البحر والتي تكفي أمطارها لزراعته كما هي في اليابان.

 

الظروف الطبيعية والبشرية المناسبة للأرز :

1-    حرارة : يحتاج الأرز إلى درجة حرارة عالية تزيد عن 20 درجة مئوية، لهذا تتركز زراعته في المناطق المدارية مرتفعة الحرارة ووفيرة المياه، من هنا تندر زراعته خارج دائرة عرض 40 شمالا وجنوبا، ( لماذا ) وبزرع في حوض المتوسط صيفا كما هو في مصر وإيطاليا.

2-     الماء: الأرز من أكثر المحاصيل شهوة للمياه حيث تتطلب زراعته أن يغمر بالمياه طوال فصل النمو حتي بداية النضج يرفع عنه الماء، وتتراوح كمية المياه اللازمة له 45-80 بوصة سنويا.

3-     تربة: ينمو الأرز على أي تربة حتى في التربة الملحية كما هي في شمال دلتا نهر النيل بمصر( لماذا ). لكن  أفضل التربات هي التربة صماء قليلة المسامية، لتحتفظ بالمياه مدة طويلة دون أن تتسرب إلى باطن الأرض، من هنا كانت التربة الفيضية من أنسب التربات لزراعة الأرز، كذلك تجود زراعته

4-    أيدي عاملة: يحتاج الأرز إلى أيدي عاملة وفيرة للقيام بالعمليات الزراعية المتعددة، خاصة زراعته بطريقة الشتل، لذلك تركزت زراعته في المناطق كثيفة السكان مثل جنوب شرق آسيا. …

 

إنتاج الأرز واستهلاكه :

يعد الأرز سعلة بيتية من الطراز الأول، أي لا يدخل منه في التجارة الدولية سوى 5% فقط، والباقي يستهلك معظمه في الدول المنتجة له.

ويبلغ متوسط الإنتاج العالمي منه 600 مليون طن متري وتعود الزيادة من الإنتاج إلى:

1-  استخدام أساليب علمية متطورة سواء في الدول النامية وغيرها.

2-   زيادة المساحة المزروعة منه من 146 مليون هكتار إلى 150 م هكتار .

3-  منافسة الأرز القمح كغذاء رئيسي.

4-   غذاء سريع الإعداد سهل الهضم عكس القمح.

وتصدر أسيا الإنتاج العالمي 91 % وأمريكيا الجنوبية 3.5% وأفريقيا 3% و أمريكيا الشمالية 2% …

أما عن إنتاج الدول فتتصدر الصين الإنتاج العالمي حيث تنتج ما يقارب 40% من الإنتاج العالم، ثم تأتي الهند في المرتبة الثانية 17%، ثم أندونيسيا 8%، ثم بنجلاديش 5%، وتايلاند 4%، وبورما واليابان 3% لكل منهما.

 

تجارة الأرز الدولية:

يدخل في التجارة الدولية للأرز 5% فقط من الإنتاج العالمي، وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند قائمة الدول المصدرة للأرز 24% من الأرز الداخل في التجارة العالمية لكل منهما، ثم تأتي باكستان 9% ، والهند 7%، واليابان 6% . والباقي موزع على باقي الدول. وعليه تصدر أسيا الصادرات العالمية للأرز 21 مليون طن يدخل التجارة العالمية . أما أكبر الدول مستورد له فهي الصين حيث تصدر النوعية الجيدة وتستورد الأقل جودة.

و كوريا الجنوبية 19% من الداخل في التجارة الدولية، ثم أندونيسيا 4%، ثم إيران 4% ، ثم السعودية 2.5% ، ثم دول أخرى.

 

ثالثا : السكر:

يستخرج السكر من قصب السكر والبنجر (الشمندر) الأول مداري حار والثاني معتدل.

أولا القصب :

عرفه الاسكندر الأكبر في رحلته إلى الهند قائلا هناك نبات ينتج العسل، ثم انتقل عن طريق الكشوف الجغرافية لجزر أمريكيا الوسطى، ومنها إلى مناطق عدة في العالم.

ظروف زراعته الطبيعية والبشرية:

 القصب غلة مدارية، يحتاج القصب إلى درجة حرارة تفوق 22 درجة مئوية، بل تزيد في الصيف عن 27 درجة مئوية، وانسب مناطقه المناطق الموسمية التي تتسم بفصل مطير طيفا يساعد على النمو السريع وشتاء جاف دافئ يساعده على تركز السكر فيه، وتتراوح كمية مطر التي يحتاجها تزيد عن 100- 200سم، أو ما يعادلها من مياه الري، ونسيم البحر مفيد جدا القصب، لذلك تتركز زراعته في المناطق الساحلية أو في الجزر. وهو من المحاصيل التي تترك مخلفات كثيرة عند التصنيع، لذلك تقام مصانع عصيرها بالمزارع.

ويعد قصب السكر من المحاصيل الزراعية المجهدة للتربة لذلك تترك الأرض بعد حصد المحصول للراحة، وتستخدم كمراع مؤقتة للحيوانات لتعويض التربة ما فقدته من عناصر كيمياوية وطبيعية. ويحتاج القصب إلى أيدي عاملة وفيرة وغير مدربة لأنها موسمية العمل فقط وقت الحصاد، لأنه يتطلب نقله بسرعة إلى المصانع ليعصر بسرعة قبل التلف. لهذا السبب تتمتع مزارع قصب السكر بشبكة من السكك الحديدية الضيقة في قلب المزارع.  

ويزرع القصب في سبتمبر ويستمر قرابة 15 شهرا، بعدها يقطع، ويمكث القصب في الأرض أربع سنوات، بل في كوبا من 6 – 8 سنوات،  لهذا هو مجهد للتربة.

الإنتاج العالمي:

يبلغ الإنتاج العالمي منه 1.3 مليار طن متري، وتعد الهند والبرازيل وكوبا والصين أهم دول العالم إنتاجا له حيث تساهم الدول الأربع بنصف الإنتاج العالمي، أما دول الكومنولث فتساهم بثلث الإنتاج أيضا. ونظرا لزيادة الحاجة إليه تزيد سنويا المساحة المزروعة حتى وصلت إلى 20 مليون هك�

المصدر: اعداد / اسراء زيدان
esraakhamies

أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة ، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .." إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 670 مشاهدة
نشرت فى 25 أغسطس 2014 بواسطة esraakhamies

الباحثة / إسراء خميس زيدان

esraakhamies
الباحثة فى مجال تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الإسكندرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

144,659

الطموح والأمل عنوانى

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته


سُئل الإمام أحمد :

متى يجد العبد طعم الراحة ؟

فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة !!


قال مالك إبن دينار :

اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الارباح من غير بضاعة ..


قال وهيب بن الورد:

إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل


قال عمر بن عبد العزيز :

إن الليل والنهار يعملان فيك

فاعمل أنت فيهما .


قال الزهري رحمه الله :

مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم


قال لقمان لابنه:يابني!....اياك وكثرة النوم والكسل والضجر,فأنك اذا كسلت لم تؤد حقاً,واذا ضجرت لم تصبر على حق. 


كن على حذر: 
من الكريم اذا اهنته,ومن العاقل اذا احرجته,ومن اللئيم اذا اكرمته,ومن الاحمق اذا مازحته. 


 قال علي رضي الله عنه((البر ثلاثه:المنطق والنظر والصمت,فمن كان منطقه في غير ذكرٍ فقد لغا,ومن كان نظره في غير اعتبارٍ فقد سهاً,ومن كان
صمته في غير تفكر فقد لها)) 


ﻟِﻜُﻞّ ﺇﻧْﺴَﺎﻥ ﻧَﺎﺟِﺢ ﻗِﺼَّﺔ ﻣُﺆْﻟِﻤَﺔ ؛ ﻭَﻟﻜُﻞّ ﻗِﺼَّﺔ ﻣُﺆْﻟِﻤَﺔ ﻧِﻬَﺎﻳَﺔ ﻧَﺎﺟِﺤَﺔ 
ﻟِﺬﺍ ﺗَﻘَﺒَّﻞ ﺍﻷ‌ﻟﻢْ ﻭﺍﺳْﺘَﻌِﺪْ ﻟﻠﻨّﺠَﺎﺡ""