د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )

فى الماضى كان الانسان يتمتع بصحة جيدة سليم العقل والبدن ونادرا مايصاب بالامراض الا فى سن الشيخوخة اما الآن نلاحظ تدهور فى اغلب الاحيان تدهور الحالة الصحية العامة للمصريين وكثرة انتشار الامراض والاورام والاوبئه حتى بين الشباب والاطفال , وكثيرا من الاحصائيات تشير الى ان نسبة الاصابة بالامراض والاوبئة ترتفع بشكل ملحوظ .

وبخلاف تلك الامراض والمشاكل الصحية التى تواجه المواطن المصرى انتشرت مؤخرا ظاهرة تؤثر بلاشك على صحة المصريين وهى بيع المنتجات الورقية المقلدة والرخيصة الثمن مثل "المناديل الورقية وحفاضات الاطفال وبلاسترات الجروح" التى تباع بسعر رخيص على الارصفة فى الشوارع وفى عربات مترو الانفاق وفى بعض المحال التجارية , وذلك بأسعار زهيدة جدا حيث أن ثمن العبوة التى تحتوى على 500 منديل واحد ـ حسبما هو مدون عليها ـ جنيه فقط! , وعلى الرغم مما يتردد حول هذه المنتجات وانها غير صحية حيث يتم اعاده تصنيعها واعادة تدويرها من مخلفات المستشفيات ويضاف اليها كميات معينة من الكلور والمنظفات التى تساعد على تبيضها الا ان هناك اقبالا شديدا على شراء تلك المنتجات .

الاطباء يحذرون

يؤكد الدكتور عبدالهادى مصباح استشارى المناعه والتحاليل الطبية وزميل الكليه الامريكيه للمناعة ان تلك المنتجات هى كارثة صحية وبيئية وذلك لما تسببه من اضرار للفرد فهى تنقل العدوى لمسخدميها ومصنعيها ايضا وتسبب امراض كثيرا كالنزلات المعوية والالتهاب الكبدى الوبائى وشلل الاطفال والايدز والتيفود .

وتسائل اين الجهات الرقابية التى تسمح للمستشفيات والمراكز الطبية ببيع مخلفاتها لورش تصنيع هذه المنتجات بدلا من التخلص منها بالطريقة السليمة بالقائها فى مايسمى " بالمحرقة" او دفنها بمناطق بعيدة .

والقى مسؤلية تتبع هذه السلع على عاتق وزارتى الصحة والبيئة وجهاز حماية المستهلك .

وحذر مصباح المواطنين من شراء تلك المنتجات مجهولة المصدر لما تسببه من امراض عديدة وقال ان للمواطن دورا كبيرا فى الارشاد عن تلك المخالفات لكى تتصدى لها الجهات الرقابيه بالدولة.

صحة الاطفال فى خطر !

كما حذر الدكتور صبحى كمال اخصائى الامراض الجلدية والتانسلية والعقم , من الحفاضات الرخيصة الثمن سواء من الباعه الجائلين او فى عربات المترو او بعض المحال التجاريه المتخصصة فى تجارة المنتجات الورقية ، وقال " يأتى الى الكثير من الاطفال مصابون بالتهابات جلدية حادة وهذا يرجع لاستخدام تلك الحفاضات مجهولة المصدر الغير مطابقة للمواصفات لا المعايير الصحية مما يسبب اضرارا جسيمة على جلد الطفل حيث تتسبب له فى حدوث التهابات فى البشرة وكذلك الامر ينطبق على المناديل الورقية لانها تحتوى على عطور وتلك العطور تكون عاملا مباشرا فى حدوث الاكزيما الجلدية .

بلاسترات الجروح كارثة حقيقية

واتفق الدكتورحافظ غراب مدير احدى الصيدليات مع ما يتردد حول تلك المنتجات من انها ملوثة مؤكدا انها تؤدى الى حساسية مفرطة بالجلد وخاصة لدى الاطفال حيث تفوق حساسية بشرتهم حساسية بشره الكبار فيمكن لاى ميكروب اختراق الجلد بسرعة .

اما عن بلاسترات الجروح فقال انها كارثة حقيقية لانها بالطبع لاتخضع للمواصفات الصحية المطلوبة وتوضع على الجرح المفتوح وتختلط بالدم مباشرة بعكس البلاسترات الصحية الموجودة فى الصيدليات والتى تكون مغلفة جيدا.

والمسئولون يردون

انتقلنا الى وزارة الصحة والتقينا باحد المسئولين الذى رفض ذكر اسمه ، وقال ان الامر لا يخص الوزارة بالمرة فهى مسئولة فقط عن اعطاء تصريحات للمصانع ومراقبتها بشكل دائم ومستمر ، اما عن مصانع "بير السلم" على حد قوله فالوزارة غير مسئولة بالتفتيش عنها ولكن الامر يخص كل من وزارة البيئه وجهاز حماية المستهلك الذى من دوره مراقبة تلك المنتجات غير معلومة المصدر التى يتم تداولها فى السوق .

وعلى الجانب الاخر نفى مصطفى عبدالستار مدير الشئون القانونية بجهاز حمايه المستهلك علاقة الجهاز بالامر فمسؤلياته المراقبة على المنتجات المرخصة والقيام بالعديد من الحملات ومعرفة اذا كانت مطابقة للمواصفات القياسية ام لا ، واضاف ان الجهاز يبذل قصارى جهده للتصدى لمثل هذه الظواهر ولكن فى ظل الظروف الراهنة يصعب السيطرة على تداول تلك المنتجات.

كما نفى ايضا احمد عبدالهادى بالعلاقات العامة بجهاز مترو الانفاق علاقه الجهاز بمكافحة الظاهرة ، قائلا" ان الجهاز فقط مسئول عن تشغيل المحطات وبيع التذاكر وصيانة القطارات حيث يطلق على الجهاز ادارة وتشغيل وصيانة مترو الانفاق .

وقال ان المسئول عن تتبع باعة تلك المنتجات هى شرطه النقل والمواصلات والاجهزة الرقابية فى الدولة مثل البلدية والتى يجب عليها ان تمنع الباعة من الدخول للمحطات وبيع تلك المنتجات للركاب ، مؤكدا على ضرورة تمتع المواطن المصرى بالوعى الكامل لمواجه هذه الظواهر.

اقبال من المواطنين

ولاحظنا وجود اقبال شديد على شراء تلك المنتجات فى اوساط المواطنين ، حيث كانت تقف ليلى محمد موظفة الى جانب البائع فى عربة السيدات بالمترو حامله فى يدها 6 عبوات مناديل وعندما سألتها عن سبب شرائها المناديل بهذه الكمية وهل تعتقد انها تسبب أمراضا أم لا قالت انها تشترى المناديل بشكل دائم ومستمر وبكميات كبيرة لتكفى جميع افراد اسرتها وانها لاتسبب اى مشكلة الا انها غير ناصعه البياض ولكن هذا السبب لن يجعلها تتوقف عن الشراء .

وفى محل "ابو عمار" للمنتجات الورقية كانت تقف ام زياد تشترى حفاضات لرضيعها وتفاصل فى ثمنها مع البائع وعندما سألتها عن سبب شرائها حفاضات مجهولة المصدر وهل تسبب التهابات لطفلها ام لا قالت "انا بشتريها لكل ولادى وجيرانى كمان بيشتروها عشان رخيصة الحفاضة دى الاتنين بجنيه اما بتاعت الصيدليه الواحده بجنيه ونص والحفاضة دى كويسة هى اه ساعات بتعمل لابنى التهابات بس بروح اشتريله مرهم من الصيدلية عادى يعنى" !.

والبعض يحجم عنها !

وهنا اختلفت معها امنية عصام طالبه فقالت ان المناديل غير صحية بالمرة ويتضح عليها ذلك من خلال سعرها الرخيص جدا وقالت : "لماذا اعرض حياتى للخطر ولو عشان التوفير اشترى منديل قماش وبعد ما استخدمه اغسله واغليه على الاقل هايكون معقم بدلا من الامراض والعدوى ".

والبائعون يدافعون

وفى كشك "الصعيدى" يقف محمد منصور والى جانبه منضدة وضع عليها الكثير من عبوات المناديل الرخيصة وعندما سألته عن سبب الاقبال عليها وهل هى صحية أم لا قال" ناس كتير بتشتريها ومفيش أى حد اشتكى منها خالص ومالهاش اى اضرار يعنى دى مناديل هاتعملنا ايه يعنى ؟ والناس بتشتريها لانها رخيصة العلبة دى بجنيه لكن العلب التانية غالية سعرها بيوصل 7 جنيه" .

ولم تعثر "محيط" على احد يعترف بمسؤليته تجاه الامر ويقوم بدوره فى حماية المستهلك كما هو المفترض ونتسائل اين دور جهاز حماية المستهلك , واين الرقابة فى عربات المترو, واين متابعة وزارة الصحة , ووزارة البيئة من اجل حماية المواطن المصرى.

المصدر: بواسطه د.حافظ زينهم حافظ مدير عياده اسلام البيطريه عن شبكة الاعلام العربية
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2013 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

477,874