مع قدوم الصيف وتزايد نمو البكتيريا الملوثة للأطعمة مع ارتفاع درجات الحرارة, تحذر الدراسات العلمية من خطورة تلوث بعض أنواع الخضروات واللحوم بأحد فصائل البكيتريا المعوية ويسمي إي كولاي ويوجد منها العديد من السلالات التي تسبب مشاكل صحية تتفاوت من أعراض بسيطة مثل آلام وتقلصات البطن والإسهال والقئ,
إلي أعراض مميتة تصل خطورتها إلي الإصابة بالتحلل الدموي والفشل الكلوي الحاد, خاصة للأطفال أقل من خمس سنوات أو كبار السن.
تعيش هذه البكتيريا داخل أمعاء الحيوانات, خصوصا الماشية, وتنتقل العدوي بها من خلال لحم البقر الملوث, وخصوصا اللحوم المحفوظة والهامبورجر غير المطهو, وأيضا من خلال الحليب غير المبستر والخضراوات والفواكه الملوثة بسماد براز البقر, وتبدأ الإصابة بهذه البكتريا ـ كما يشير الدكتور أيمن سامي باحث بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بالمركز القومي للبحوث ـ عن طريق تناول أطعمة ملوثة مثل الخضراوات أو الفواكه, ثم تتكاثر هذه البكيتريا داخل أمعاء الإنسان مسببة قيئا, مغصا في اسفل البطن وإسهالا شديدا, وقد يتحول إلي إسهال مدمم, ثم تلتصق هذه البكيتريا بجدار الأمعاء وتبدأ في إفراز أحد أخطر أنواع السموم فتكا بالإنسان وهو شيجا توكسين والتي تمتص إلي الدورة الدموية مسببة تكسيرا في كرات الدم الحمراء, وهوما يعرف بالتحلل الدموي وتحدث أنيميا شديدة, ثم تتوجه هذه السموم إلي الكلي فتسبب جلطات دموية في الشعيرات الدموية الصغيرة داخلها مسببة الفشل الكلوي الحاد, وقد تمتد خطورة هذه السموم إلي الطحال والبنكرياس أو المخ.
وتكمن خطورة هذه الإصابة في صعوبة تشخيصها, حيث إن الأعراض الأولية من قئ ومغص وإسهال تتشابه مع العديد من الأمراض, كما أن العلاج بالمضادات الحيوية خاصة مع بدء إفراز سموم شيجا لا يستجيب لها المريض, لذا يجب أن نتبع كل سبل الوقاية حتي نتجنب الكثير من المشكلات الصحية, والحالات المصابة بهذا التسمم تتطلب العلاج السريع ويتضمن الغسيل الكلوي ونقل دم, وكذلك إمداد المريض ببعض السوائل والأملاح عن طريق الحقن الوريدي.
وللوقاية من الإصابة بهذه البكيتريا ينصح الدكتور أيمن سامي بضروة اتباع بعض الإجراءات الصحية البسيطة ومن أهمها: غسل اليدين جيدا بعدالتعامل مع أي مصدر محتمل للتلوث مثل تقطيع اللحوم النيئة, وكذلك غسلها بعد التعامل مع أي حيوانات في البيئة المحيطة أو بعد دخول الحمام أو غيار الأطفال, وغسل الخضراوات والفواكه بشكل جيد قبل الأكل ويفضل النقع في الماء والخل بعد الغسل, وتطهير أماكن وأدوات تقطيع اللحوم قبل استخدامها للخضراوات, ومنع الأطفال المصابين بإسهال من نزول حمام السباحة ومنع الأشخاص المصابين به من تجهيز الأطعمة بالمطاعم, مع التأكيد علي غسل أيديهم باستمرار لتقليل فرص نقل العدوي, وتجنب أكل الأطعمة غير المطهوة بشكل جيد خاصة لحوم البقر والضأن مع ضرورة حفظ الأطعمة دائما داخل الثلاجة لأن البكيتريا تنمومع ارتفاع الحرارة, وعدم خلط اللحوم بأنواعها مع الخضراوات أثناء عملية التسوق, وعدم شرب اللبن غير المبستر أوغير المغلي بشكل جيد.
ساحة النقاش