د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )


تفاقمت مشكلة انتشار القمامة في شوارع وميادين مصر في الآونة الأخيرة‏,‏ وهذه المشكلة تؤرق الجميع‏,‏ فأطنان القمامة تحتل مساحات واسعة من شوارعنا وقد تخفي وتشوه العديد من معالم بلدنا‏.‏

 

لذلك فإن استخدام الأسلوب العلمي للتخلص من تلك المشكلة ومعالجتها, بل والاستفادة منها أوجد قنوات عدة لابد من اللجوء إليها لحماية البيئة, فقد توصلت الدراسات والأبحاث بالمركز القومي للبحوث إلي إمكانية الحصول علي سماد عضوي من القمامة يمكن إضافته للأراضي المستصلحة, مما يسهم في تحفيز الأرض علي زياة خصوبتها وتحسين خواصها الطبيعية والكيميائية, حيث تشير الدكتورة إلهام عبدالمنعم, الباحثة بالمركز, إلي أن القمامة هي عبارة عن خليط من المخلفات النباتية والحيوانية وبعض المحتويات الصناعية, فإذا استخلصت المواد غير العضوية بواسطة عمليات الفرز, كان الناتج مشابها للسماد العضوي الطبيعي.
وتضيف أن القمامة هي مكونات متباينة من مخلفات المنازل تمثل أكثر من30% من جملة المخلفات بخلاف مخلفات المباني, وقد نجد طرقا عدة للتخلص من القمامة بعضها قد يضر بالبيئة كالطرق الحرارية التي بها يتم تجميع القمامة في مقالب مكشوفة ويتم حرقها, وهي طرق بدائية ينتج عنها أضرار جسيمة نتيجة تصاعد الأدخنة والغازات الضارة.. لذلك فعملية تحويل القمامة لسماد عضوي مع استرجاع بعض المواد النافعة يعظم من الاستفادة, لأن القمامة تتميز بارتفاع نسبة المادة العضوية, مما يرفع من قيمتها الحرارية ويجعلها مادة قابلة للتخمر ومناسبة لتحويلها لسماد عضوي.
وعملية التحويل هذه يتم فيها إجراء عملية فرز أولي للقمامة للتخلص من الأجسام الكبيرة مثل الأحجار وقطع الحديد والإطارات, ثم تسحب القمامة علي سير تدخل من خلاله لمرحلة الفرز اليدوي لاستبقاء المواد المسترجعة مثل الزجاج والورق والقماش والبلاستيك, وبعدها تدخل كميات القمامة إلي اسطوانة دوارة يضاف لها كميات من المياه اللازمة للحصول علي الرطوبة المناسبة لنشاط الكائنات الحية التي ستقوم بعملية التخمر, ويتم تقليبها لكي تتجانس علي فترات ما بين3 إلي7 أيام للتهوية.
وتستمر هذه العملية لمدة شهر بعدها تستخدم كسماد علي نطاق واسع لتسميد الخضر والفاكهة, وهذا السماد يمتاز بنعومة مكوناته ومحتواه الرطوبي يمنع تطايره بالرياح, كذلك خلوه من بذور الحشائش والجراثيم, وأن ارتفاع المواد العضوية فيه يسهم في زيادة قدرة الأراضي الجديدة علي الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية, مما يساعد علي تنشيط جذور النباتات.
وتضيف د. إلهام عبدالمنعم أنه تم تطبيق استخدام القمامة بعد تحويلها لسماد عضوي علي زراعات البنجر كتجربة بحثية وكانت النتائج أن أعطي هذا السماد وزنا أعلي لجذور نبات البنجر, وبالتالي أعطي إنتاجية أعلي للفدان بنسبة تصل إلي07% زيادة من السماد الكيماوي, كما قامت الباحثة بالمركز الدكتورة أمال محيي الدين والي بإجراء تجارب بحثية علي السماد العضوي المستخرج من القمامة في مزرعة أبيس بالإسكندرية, وهي مزرعة بحثية خاصة بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية] علي محصول القمح, وكانت نتائج التجارب أن أعطي هذا السماد إنتاجية أعلي لنبات القمح وزيادة في وزن الحبوب وعدد السنابل, حيث أعطي وفرة إنتاجية للفدان المنزرع بالقمح بنسبة وصلت إلي06%.
لذلك يعتبر السماد العضوي المستخرج من القمامة آمنا خاليا من الكيماويات, بل ويسهم بفاعلية في حل مشكلة أكوام القمامة المنتشرة والآخذة في التزايد.

المصدر: بواسطه د.حافظ زينهم عيادة اسلام البيطرية عن جريده الاهرام المصريه
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 12/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
4 تصويتات / 201 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2011 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

477,878