سنقدم لكم ملخصاً مختصراً لدراسة قامت بها جامعة البلمند مستندة إلى مراجع مقدمة من جامعة اكسفورد البريطانية :
إن اقتناء رب العمل لعماله كل مستلزمات السلامة المهنية يحقق للمنشأة ريعية تجارية أعلى بأضعاف مضاعفة عن قيمة ما ينفقه رب العمل ثمناً لمستلزمات السلامة المهنية للأسباب التالية :
(ولعل الكمامة الغبارية من أهم هذه المستلزمات كوقاية كما أنها من أرخصها ثمناً)
- أولاً : إن العامل في الساعة الثانية من عمله سينخفض إنتاجه بانخفاض نشاطه الفيزيولوجي بمعدل (30%) ، وذلك بسبب النقص في عمليات الاحتراق و الأكسجة في خلايا جسمه ، فيشعر بالكسل والخمول .
- ثانياً: إن الغبار الكيميائي - كغبار الإسمنت و الإمينت مثلاً وبعض الأبخرة - تسبب ضعف التركيز الذهني عند العامل ، مما يؤدي إلى رداءة إنتاجية العامل ، أو قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء كارثية أحياناً .
- ثالثاً : كثرة إجازات العمال المرضية نتيجة ضعف مقاومة العمال للأمراض .
- رابعاً: خسارة المنشأة لليد المنتجة الخبيرة ، نتيجة ترك العمال العمل في المنشأة بسبب إصابات العمل المرضية .
- خامساً : دفع رب العمل للعمال تكاليف العطل والضرر الناجم عن إصابة العمل ، وكذلك دفع التعويض للعامل في التأمينات الاجتماعية .
- سادساً : شعور العامل بإهمال رب العمل لسلامته المهنية ، مما يؤدي به إلى عدم الاهتمام بجودة المنتج ، كما يؤدي به إلى عدم اهتمامه بصالح المنشأة بشكل عام .
وهذه طائفة عن بعض أنواع الغبار الكيماوي الذي يصيب العمال في بيئة العمل :
1- الجسيمات الغبارية للمواد البولميرية التي تنجم في أماكن العمل ( مثل التفلون والتيفال الذي يستخدم في صناعة الأدوات المنزلية و الإسفنج وغيرها ... ) خطرة جداً على الصحة ، و تعتبر من أهم أنواع المسرطنات على الإطلاق ، كونها تستطيع الارتباط مع المادة البروتينية الحية نتيجة التأثير المتبادل بين الزمر الوظيفية التي تحويها وبين الزمر الوظيفية في البروتين .
ومن أهم هذه المواد: البولي أميدات ، والبولي أورتيان وهو غبار الإمينت والتفلون .
وتدخل للجسم بعدة طرق :
أولاً: عن طريق التنفس ، وعندما تصل إلى الرئة تتشكل حولها أكياس مائية كونها لا تنحل فيها ، فتسبب مشاكل تنفسية كبيرة مثل : التهاب الشعب التنفسية وتقرحات للجهاز التنفسي ، وذلك وفق ما ورد في مرجع هيراشي للمواد الكيماوية الخطرة .
( Heirachy of Chemicals Risks )
ثانياً : عن طريق الجلد : فعندما تلامس هذه الأغبرة الدقيقة الجلد فإنها تستطيع النفوذ من خلال مسامات الجلد إلى الداخل مسببة حكة وتقرحات والتهابات جلدية ومن الممكن أن تكون عوامل مسرطنة للجلد وذلك لما ورد في نفس المرجع السابق
ثالثاً : عن طريق الفم :وعندما تصل للمعدة وكونها غير قابلة للانحلال فإنها تطرح للخارج عن طريق البراز والبول لكنها تسبب في الجهاز البولي أمراض مختلفة كسرطان المثانة وضعف حركة الحيوانات المنوية وضعف إخصابها
2- جسيمات المواد العازلة : ولعل من أهمها الصوف الزجاجي الذي يستخدم في العزل الحراري بشكل عام ( وحدات التبريد والتدفئة الصناعية ) . ويدخل الجسم عن طريق التنفس مسبباً أكياس مائية في الرئة والتهاب شعب تنفسية و التهابات طرق تنفسية عليا ، كما يسبب حكة واحمرار والتهابات جلدية في الجلد عندما يلامسه .
أما الإمينت الذي يستخدم في 3000 صناعة تنتجه وتطبقه من أهمها : الأسقف والعزل الحراري والكهربائي والأنابيب والصفائح الإسمنتية والأرضيات ومواد الحك والطلاء والبلاستيك والورق وغيرها . ويدخل الجسم عن طريق التنفس مسبباً نفس المشاكل السابقة لكن الأهم أنه مسبب حتمي لسرطان الرئة والحنجرة ومرض Mesotheliomas وفق لما ورد في مرجع IARC-198-1987) ) . ولقد أدى حقن فئران التجارب و الخنازير ببعض مركباته لظهور أورام خبيثة لديها . هذا و تعتبر كل أنواع الإمينت وكل الأشكال التجارية له مواد مسرطنة .
3- الجسيمات التي تتواجد في معامل الإسمنت والمناجم ( الفوسفات ، الملح ، وغيرها ) تنطلق في الهواء نتيجة عمليات التفجير أو الطحن أو المزج وطرق أخرى ، وتدخل الجسم عن طريق التنفس والجلد ، وتسبب أمراض مختلفة حسب الأعضاء المتأثرة .
4- جسيمات أخرى : مثل جسيمات المعادن ( الصناعات المعدنية ) ، وجسيمات الألياف القطنية ( الصناعات النسيجية ) ، والجسيمات الصادرة عن التبغ ( صناعة التبغ ) ... وغيرها .
إن هذه الجسيمات عند دخولها للجسم عن طريق التنفس والجلد تسبب مشاكل تنفسية ( ربو- التهاب طرق تنفسية عليا و سفلى ) .
في حين تعتبر الجسيمات الصادرة عن صناعة التبغ مسرطنات .
أما جسيمات المعادن مثل الرصاص فتعتبر مسببة لأمراض عديدة منها : قلة الإخصاب ، وضعف الحيوية الإنجابية عند الرجل والمرأة ، الإجهاض التلقائي ، مولود ذو وزن صغير ، زيادة معدل الوفيات في المواليد .
في حين تسبب جسيمات الألمنيوم أمراض الخرف المبكر ( فقدان الذاكرة ) . وهي تتجمع في الجسم بشكل تراكمي .
وهذا كله ما ورد في مرجع هيراشي للمواد الكيماوية الخطرة .
( Heirachy of Chemicals Risks )
