كيف تؤدى مادة الأسبستوس إلى الإصابة بالسرطان
=============================
30 – حزيران – 2010 – تمكن فريق من الباحثين، بقيادة د. هانينج يانج ود. ميشيل كاربون، من مركز البحوث السرطانية بجامعة هاواي الأمريكية، من الكشف عن لغز علاقة الأسبستوس
بالإصابة بالسرطان.فوفقا للإحصاءات، يواجه أكثر من 20 مليون شخص في الولايات المتحدة، وعدد أكبر في جميع أنحاء العالم، ممن يتعرضون لمادة الأسبستوس، خطر الإصابة بورم المتوسطة الخبيث، وهو ورم معند لا يستجيب للعلاجات الدوائية المختلفة يصيب الأغشية التي تغطي الرئتين والبطن. كما وُجد أن استنشاق مادة الأسبستوس يزيد من مخاطرة الإصابة بسرطان الرئة بين المدخنين.
حاول الفريق، الذي يضم مشاركين من جامعات نيويورك، وشيكاغو، وبترسبرج، وسان رافائيل بميلانو، وامبريال كوليدج بلندن، البحث عن إجابة للسؤال الذي حير العلماء على مدى الأربعين عاما الماضية: كيف يمكن أن تؤدي ألياف الأسبستوس، التي تقتل الخلايا، إلى الإصابة بالسرطان؟
فكما هو معروف للجميع الخلية الميتة لا يمكن أن تنمو أو تكون ورم.
وقد وجدوا أن الأسبستوس يقتل الخلايا من خلال تحفيز عملية يطلق عليها "النخر الخلوي المبرمج" التي من آثارها تحرر مادة (HMGB1) التي بدورها تحفز الورم على النمو عن طريق نوع من الالتهاب يتسبب في إطلاق بعض المطفرات. كما لوحظ ارتفاع مستويات بروتين HMGB1 في مصل دم المرضى الذين تعرضوا لمادة الأسبستوس. وبالتالي، خلص الباحثون إلى أن بإمكانهم استهداف بروتين HMGB1 للوقاية من / وعلاج ورم المتوسطة الخبيث من خلال بعض الاختبارات المصلية التي تكشف عن آثار الأسبستوس في الدم. فمن خلال التدخل في آلية الالتهاب التي يتسبب فيها الأسبستوس وبروتين HMGB1 ، يمكن التقليل من مخاطرة الإصابة بالسرطان لدى الأفراد المعرضين للأسبستوس وتقليل معدل نمو الورم لدى المصابين بورم المتوسطة الخبيث.
وفي محاولة لاختبار تلك الفرضية، يخطط الفريق لإجراء تجربة سريرية في إحدى المناطق المنعزلة بمقاطعة " كابادوتشيا" التركية التي يموت أكثر من 50% من سكانها بسبب ورم المتوسطة الخبيث. وفي حال جاءت النتائج ايجابية، من المرجح أن يتم توسيع التجربة وتطبيقها في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الواقع، يؤكد هذا البحث على دور الالتهاب في الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، كما أنه يقترح بعض الأدوات السريرية الجديدة للتعرف على الأفراد المعرضين لهذا الخطر والحد من نمو الورم. يُشار إلى أن الباحثين يخططون لاختبار فرضية جديدة حول أساليب الوقاية من ورم المتوسطة الخبيث، كما هو الحال مع سرطان الكولون، من خلال تعاطي الأسبرين أو بعض الأدوية التي توقف الالتهاب.