بديل للبروتين الحيواني له نفس القيمة الغذائية وبأقل من ربع سعر اللحوم.. إنه عيش الغراب أو "المشروم".. لفت أنظار الكثيرين في دولنا النامية تحت وطأة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي نمر بها.

يحتوي "المشروم" على كل الأحماض الأمينية الضرورية، والموجودة في اللحوم بأنواعها، كما أن به نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات والأملاح المعدنية، والفيتامينات، بالإضافة إلى مواد تحفز وتنشط جهاز المناعة بالجسم، كما يميز عيش الغراب عن غيره من البروتيناتكونه منتجا عضويا تماما خاليا من أي إضافات كيميائية؛ حيث إنه لا يضاف له مسمدات كيميائية، أو مبيدات لآفات، فهو لا يحتاج ذلك.

وفي حوارعلى شبكة "إسلام أون لاين.نت" مع د.فتحي رجب، الأستاذ المساعد بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمصر، والمتخصص في إعداد الدورات التدريبية لزراعة "المشروم"، أكد أن "المشروم" مشروع اقتصادي غير مكلف يستطيع الشباب من خلاله مكافحة البطالة، حيث لا يحتاج تكاليف باهظة، وفي المقابل يدر ربحا جيدا.

مشروع مربح للعاطلين

تبلغ تكلفة الإنتاج للصنف المحاري، حسب د. رجب، من 200 جنيه مصري حتى 10 آلاف جنيه، (الدولار = 5.3 جنيهات)؛ لذا يسهل إنتاجه على نطاق صغير وبتكلفة محدودة تناسب معظم فئات المجتمع من الشباب وربات البيوت، ومن الممكن أن يُستخدم كمشروع لزيادة الدخل، بجانب العمل الأساسي.

المطلوب لإقامة المشروع: توافر المعرفة - توافر التقاوي - توافر مكان الإنتاج، إلى جانب أي مخلف من مخلفات الزراعة، مثل: قش الأرز، تبن القمح، مصاصة القصب.

وعن الجدوى الاقتصادية لمشروع زراعة "المشروم" يذكر د.رجب أن سعر كيلو التقاوي للصنف المحاري يتراوح بين 8 و 10 جنيهات، ويلزمه كمية من البيئة أو المخلفات الزراعية التي تنمو عليها التقاوي 25 كيلوجراما، سعرها 12 جنيها تقريبا، الإنتاج المتوقع له في حدود 4 إلى 6 كيلوجرامات ثمار، سعر كيلو الثمار من 8 إلى 12 جنيها.

هناك بعض أصناف "المشروم" المكلفة كالشامبنيون، ويحتاج إلى خبرة عالية لزراعته، معظم التكلفة تعود إلى البنية التحتية الخاصة بالمشروع، حيث يحتاج إلى وحدات تبريد، وتدفئة، وطرق إعداد، وتعقيم خاص للبيئة، إلى جانب أن مكان المزرعة لابد أن يكون خارج الكتلة السكنية تمامًا، لانبعاث روائح أثناء عملية التخمر غير مقبولة، وبالتالي فتكلفة هذا الصنف مرتفعة، ولكن عائده المادي مجزٍ جدا.

تتراوح أسعار "المشروم" ما بين 8 جنيهات مصرية للمحاري حتى 40 جنيها مصريا للشامبنيون، كما أن هناك بعض الأصناف يرتفع سعرها عن ذلك كثيرا، مثل: الشتاكي، الجانودرما، وهي أصناف طبية.

وعن الشروط الواجب توافرها في مكان زراعة عيش الغراب يقول د. فتحي: هناك شروط يجب توافرها هي:

1- المكان يجب أن يكون مغلقا، له باب وشباك يسمح بالتهوية.

2- الأرضيات يجب أن تكون صلبة (على الأقل بالأسمنت).

3- الحوائط يجب أن تكون صلبة.

4- يجب أن يكون المكان نظيفا جدا.

5- تفضل الأدوار السفلية عنالعلوية.

أي مكان تتوافر فيه هذه الشروط يصلح لتنمية "المشروم"، وبالتالي سواء كان هذا المكان شقة، أو بدروما، أو عنبر دواجن، أو أي مبنى يصلح للتنمية، مع الأخذ في الاعتبار البعد عن الأماكن التي نعيش فيها، حيث إن بعض الأفراد لديهم حساسية من جراثيم "المشروم"، وهو ما يسبب لهم حساسية في الجهاز التنفسي.

احذر النصب

ويؤكد د. رجب ضرورة اللجوء للمتخصصين الثقات عند البدء في المشروع، حيث يواجه الشباب في زراعة "المشروم" مشكلة نقص المعرفة، خاصة في الفترة الأخيرة مع انتشار عدد من المواقع التي تدعي قدرتها على تعليم زراعة عيش الغراب، وبيع التقاوي، وشراء المحصول الناتج كاملا، وفقا للتعاقد مع الشباب.

وهي في الأساس تفعل ذلك فقط بغرض النصب؛ وبالتالي يغامر هؤلاء الشباب بإنفاق أموال لإقامة مشروعات على معلومات غير دقيقة، وغير كاملة في كثير من الأحيان، كما أن معظم مدخلات الإنتاج من تقاوٍٍ وبيئات تكون منخفضة في مستوى جودتها، إن لم تكن فاسدة.

لذا ينصح د. رجب هؤلاء الشباب باللجوء إلى المتخصصين في الحصول على المعلومات السليمة والخبرات المناسبة لإقامة هذه المشروعات، مثل: معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية المصري التابع لمركز البحوث الزراعية، فهو أول مكان أدخل هذا النشاط إلى مصر، ولديه متخصصون على أعلى مستوى في هذا المجال.

وأكد د. فتحي أن معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يقوم بتقديم دورات تدريبية شهرية على إنتاج وحفظ "المشروم"، ومدة الدورة أسبوع من الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة مساء، برسم اشتراك قدره 90 جنيها مصريا، حيث يتم تقديم كافة المعلومات النظرية والعملية من المتخصصين بالمعهد.

ضفه لكل أكلة

ويضيف د. رجب أن "المشروم" يحتوي على نسبة مرتفعة من الرطوبة، مثل اللحوم والألبان، وبالتالي فهو سريع التلف، وفترة حفظه طازجا ثمانية أيام في درجة 4 مئوية (درجة حرارة الثلاجة)، ولإطالة فترة الحفظ إما أن يجفف أو يجمد.

وللتجفيف: يتم فرد أو وضع ثمار المشروم في طبقة واحدة على قطعة من الشاش أو مصفاة في الشمس أو في مكان جيد التهوية، لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، وبالتالي يمكن أن يستمر 6 أشهر على هذا المنوال، ويستخدم إما بعد استرجاعه بغمره في الماء، أو أن يطحن، ويستخدم في عمل "الشربة" أو كأحد التوابل.

وأما للتجميد: فلا بد من سلقه في الماء (مدة 5 دقائق)، ويضاف للماء عصير ليمون، للمحافظة على اللون، وقليل من الملح، ثم يوضع في أكياس ويجمد في الفريزر، وفترة صلاحيته 6 أشهر.

ويمكن طهي عيش الغراب بعدة طرق، كشربة عيش الغراب، حيث يقطع ويسلق مثل باقي الخضار،يمكن أن يسلق ويضرب في الخلاط ويضاف لعجة البيض، ويمكن طهيه مع اللحم والبصل، كما أنه يضاف للفلافل بإضافة مفروم الفطر إلى عجينة الفلافل، ويضاف لأطباق الفول، ويضاف للبيتزا ضمن مكونات عجينة "البيتزا".

 

محرر بقسم نماء، بشبكة إسلام أون لاين.نت، ويمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني [email protected]

المصدر: mdarik.islamonline.net
  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 1061 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2009 بواسطة eng-mohamedsamy

ساحة النقاش

a-foto
<p>العنوان مستفز</p>
frasha-egy
<p>ناقص صور</p>

عدد زيارات الموقع

13,864