من كتاب سوء الخلق ، أسبابه وعلاجه

 

         للأستاذ محمد ابراهيم الحمد

 

 

يقول بعض الناس إذا اصطدم في نقاش مع آخر  : أن هذه هي أخلاقي . ولن أتغير

 

ويقول آخر أنا لا أستطيع أن أترك هذا الخلق أبدا فزحزحة جبل من مكانه أيسر من تغيير خلقي هذا

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل ممكن تغييرا لأخلاق الثابتة في الإنسان أم لا؟

 

من الناس من يرى أن الأخلاق ثابتة في الإنسان لا تتغير، لأنها غرائز فطر عليها، وطبائع جبل على التحلي بها ، فلا يمكنه تغييرها  ولا يتصور الفكاك منها

وهناك من يري أ، تغيير الأخلاق وارد ممكن، فليس متعذرا ولا مستحيلا، خلاف لمن رأى غير ذلك

والرأي الثاني هو الصواب المقطوع فيه، ذلك لأن الأخلاق على ضربين، فمنها ما هو غريزي فطري جبلي، ومنها ما هو مكتسب ، يأتي بالدربة والممارسة والرياضة والمجاهد=ة

ولو كانت الأخلاق لا تتغير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبيات

بل كيف تنكر هذا ، وتغيير خلق الحيوان البهيم ممكن؟إذ أن البازي ينقل من الاستيحاش إلى الأنس ، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك عن التخلية ، والفرس الجماح إلى السلاسة والانقياد

وكل ذلك في تغيير الأخلاق

فإذا كان هذا هو الشأن مع الحيوان البهيم فأجدر بالإنسان أن يتغير خلقه ويتبدل طبعه الى حد الاعتدال، وذلك إن أخذ برياضة نفسه وسياستها وحملها على المكارم

 

أما أدلة الشرع على إمكانية تغيير الخلق السيئ فكثيرة جدا، وهى تحث على الفضائل والتخلي عن الرذائل

قال الله تعالى: " قد أفلح من تزكى" الأعلى 14

وقال : " قد أفلح من زكاها" الشمس ، 9

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه"

أما دلالة الواقع فنرى ونسمع أن أناسا يتصفون بالشرة والنزق وسوء الخلق ، فاذا ما راض الواحد منهم نفسه، وساسها وجاهدها ، وأخذ بالأسباب المعنية على محاسن الأخلاق – تبدلت طباعه ، وحسنت أخلاقه

وخير دليل على ذلك ما كان من أمر الصحابة – رضى الله عنهم قبل البعثة فلقد كانوا كسائر كثير من العرب ممن يتصفون بالشدة والقسوة والغلظة ، فلما دخلوا في الاسلام وخالطت بشاشة الايمان قلوبهم رقت طباعهم وحسنت أخلاقهم بل أصبحوا مثلا يحتذى به ونهجا يقتفى في الايمان والسماحة والكرم والحلم ونحو ذلك من مكارم الأخلاق

وفيما يلي أسباب اكتساب حسن الخلق لعلها تكون عونا على من أراد ذلك ، والله الموفق

 

1- سلامة العقيدة

فالعقيدة السليمة تردع صاحبها عن مساؤى الأخلاق من كذب وشح وجهل ونحوه، فمن أخذ بها فسيكون قد احتذي مثل الصالحين وسار منهم بإذن واحد أحد

 

1 – سلامة العقيدة : فالسلوك ثمرة لما يحمله الانسان من فكر ومعتقدات وما يدين به من دين

 

 

2- الدعاء

 

3- المجاهدة للنفس  

4- المحاسبة للنفس

5- التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق

6- النظر في عواقب سوء الخلق

7- الحذر من اليأس من اصلاح النفس

8- علو الهمة 

9- الصبر

10- العفة

11- الشجاعة

12- العدل

13- تكلف البشر والطلاقة وتجنب العبوس والتقطيب

14- التغاضى والتغافل

15- الحلم

16- الاعراض عن الجاهلين

17- الترفع عن السباب

18- الاستهانة بالمسيئ

19- نسيان الأذية

20- العفو والصفح ومقابلة الاساءة بالاحسان

21-  السخاء

22- نسيان المعروف والاحسان الى الناس

23- الرضا بالقليل

24- احتساب الأجر عند الله

25- تجنب الغضب

26 – تجنب الجدال في الباطل

27-  التواصي بحسن الخلق

28- قبول النصح الهادف والنقد البناء

29- قيام المرء بما يسند اليه من أعمال على أتم وجه

30- التسليم الخطأ اذا وقع والحذر من تسويغه

31- لزوم الرفق

32- لزوم التواضع

33- استعمال المداراة

فمن المداراة أن يجمعك بالرجل يضمر لك العداوة فتقابله بوجه طلق وتقضيه حق التحية وترفق به في الخطاب

34-  لزوم الصدق

35- تجنب كثرة اللوم والتعنيف على من أساء

36- تجنب الوقيعة في الناس

37- أن يضع المرء نفسه موضع خصمه

38- أن يتخذ الناس مرآه لنفسه

39- مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة

40- الاختلاف الى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات

41- وبالجملة أن ينتفع الانسان بكل من خالطه وصاحبه

42- توطين النفس على الاعتدال حال السراء والضراء

43- معرفة أحوال الناس ، ومراعاة عقولهم ومعاملتهم بمقتضى ذلك

44- المحافظة على العبادات من صلاة وصيام وذكاة وصلة رحم

45- قرآءة القرآن بتدبر وتعقل

46- لزوم الحياء

47- افشاء السلام

48- دوام القرآءة في السيرة النبوية

49- قرآءة سير الصحابة

emansamy

Emi

  • Currently 173/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
58 تصويتات / 2393 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2005 بواسطة emansamy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,314,747