نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر

 

أفلاطون

 

 

  لكل كيان دورة حياتية تختلف في شكلها وأسلوبها، فلا يوجد كيان ثابت في العالم، لأن الشيء الوحيد في هذا العالم الثابت هو التغيير، لابد أن يحدث تغيير ما، بالطبع أستثني الله من هذه الفكرة، فالله هو المغيّر الذي لا يتغير، ليس هذا موضوعنا، ولكننا نتكلم الآن عن كل كيان سواء كان هذا الكيان شخصًا أم مجتمعًا أو مجموعة من المجتمعات المتحدة مع بعضها البعض!!! فنجد كيان يتسم بالانغلاق على نفسه، ولكن فجأة نجده ينفتح بطريقة ما على الآخر، عدو يصبح صديقًا بقدرة قادر، والعكس بالعكس، التغيير هي سمة هذا العالم الذي نعيش فيه.

أيضًا كل كيان يحدث داخله كل فترة ثورة لتغيير شيء ما تغلغل واستفحل في الكيان. إذا نجحت هذه الثورة تُحدث تغييرًا شاملًا وعاصفًا، وإذا فشلت لابد أن تترك أثراً دامغاً في هذا المجتمع. ومجتمعنا المصري، بل والعربي بات في هذه اللحظة على فوهة بركان، يسعى بكل طاقته للتغيير و هذا واضح بكل الصور و الأشكال، وأقرب مثل لذلك، هو ما حدث في 25 يناير 2011 الثورة التي عاصرناها.

نحن عشنا ثورة 2011، وسمعنا عن ثورة 1952، ودرسنا ثورة 1919، "وهوجة" عرابي، وإصلاحات إسماعيل و الانقلاب الكلي الذي أحدثه محمد علي الذي غيّر المجتمع المصري كثيرًا. فما المعنى؟

المعنى أنه كل حوالي نصف قرن يحدث تغيير ما نتيجة فوران بركاني للمجتمع.

وإذا كان الكيان الافتراضي كالدولة يحتاج كل فترة إلى ثورة، فالكيان الإنساني البشري بالأولى يحتاج إلى مثل هذه التغييرات، ونحن لدينا فرصة لا ينبغي أن نفوتها، إذا تأملنا في كل أحداث الصورة التي لا زلنا نعيشها، و تعلمنا منها نستطيع أن نخرج بدروس تنقلب بها حياتنا رأسًا على عقب.ما نحتاجه هو فقط أن تكون لدينا الأذهان القابلة للتعلم، وعيون ترى ما بين السطور، قدرة على مضاهاة و تطبيق كل هذا ومقارنته بكلمة الله، فتعلمنا كلمة الله من تلك الأحداث التي تمر بنا، وهذا ينتج بالتأكيد ثورة.

إذا فكتابنا هذا مستوحى من ثورة نراها ونعيشها، ونتابعها يومًا فيومًا، بل عشنا كل مشاعر الثورة وتناقضاتها ومحاولات دفنها، وكل هذا يمكن أن يمر بنا ونحن نحاول أن نغير من أنفسنا للأفضل. لنتابع إذا باهتمام.

لا أدعي أني ممن اشتركوا بجزء من الثورة في بلدنا الحبيبة مصر، فلا تصدق صورة الغلاف، لم أرتدِ ملابس الصاعقة في أي يوم في حياتي، ولم أركب دبابة، ولكني أمام الكمبيوتر أسجل انطباعاتي أول بأول، ومعي أيضًا كلمة الله المعلم الرئيسي لي ونتيجة كل هذا ولد هذا الكتاب.

لقد رأيت نقاطًا كثيرة تسترعي الانتباه إذا طبقناها على المستوى الإنساني الفردي أو على مجموعة من البشر لحدثت طفرة في الحياة، بل لتغيرت الحياة بالكامل.

 لذلك في هذا الكتاب أنا أدعوك للثورة، فقط اقرأ كل فصل بعناية، الترتيب ليس مهم فأنا لم أقصد أن أكون مرتباً بطريقة تصاعدية لأنه ببساطة يمكن أن تحتاج إلى بعض هذه الأفكار وليس كلها – حسب  الضرورة و حسب الوضع الذي أنت عليه – و لكن لنعرف أن هذا الذي حدث في أيامنا القليلة الماضية، و المستمر إلى الآن نافع جداً لتعليمنا، كيف نثور على أوضاعنا وعلى أنفسنا وعلى كل الجوانب الضعيفة التي فسدت وتعفنت في حياتنا.

قلت لك إني لم أركب دبابة في أي يوم في حياتي، ولكني مارست العديد من الأمور الدفاعية والهجومية أيضاً في الأيام الماضية، لكي تتغير حياتي، وسأتكلم عنها أثناء حديثي عن موضوعي الرئيسي. و موضوعي هو "الثورة"

اقرأ .. انظر إلى نفسك و طبق .. لا تنسَ وأنت تقرأ كل مقال من مقالاتي كوبًا من الشاي أو فنجانًا من القهوة و جلسة صحيحة وصحية في مكان مضيء، و أن تكون مستعدًا للاستيعاب والتفكير .. و التغيير  واضعًا في اعتبارك إن الله هو المغير! 

عماد حنا

الأسكندرية في 25 فبراير 2011   

 

 

المصدر: تأليف: عماد حنا
  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 448 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2011 بواسطة emadhanna

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,021