وفيما قام الأطفال بتوزيع الحلوي علي المحتفلين, توجه عدد كبير من الشباب الي رجال القوات المسلحة يصافحونهم مرددين شعار الشعب والجيش.. إيد واحدة وهو الشعار الذي رفعه المتظاهرون منذ يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي.
وعبر المشاركون في الاحتفالات التي جابت شوارع العاصمة عن أملهم في أن تكون الأيام المقبلة عهدا جديدا من الحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة الشعب وإرساء دستور جديد يكفل ذلك.
وزحفت حشود الجماهير الي ميدان التحرير للاحتفال الي جوار المتظاهرين بالميدان الذي امتلأ عن آخره وانطلقت الأغاني الوطنية والهتافات تتردد في أرجائه الي جانب دقات الطبول والرقص بالعصا احتفالا بإسقاط النظام.
قضي مواطنو القاهرة ليلة أمس وسط أجواء من الفرح غمرت شوارع العاصمة حيث خرج المواطنون بحشود لم تشهدها القاهرة من قبل معبرين عن فرحتهم بانتصار ثورة الشباب وهو ماوصفوه بأنه انتصار للحرية والديمقراطية, وانطلق الناس الذين ملأوا مختلف الشوارع والميادين كل يعبر عن فرحته فهذا يستخدم كلاكس سيارته لإثارة البهجة وسط الشارع وهؤلاء يحملون رجال الجيش فوق أكتافهم.
يأتي ذلك فيما عبر آخرون عن فرحتهم بطريقتهم الخاصة فمنهم من قام برفع الأعلام مرددا النشيد الوطني ومنهم من خرج بأسرته الي الشارع ليشارك الشعب في فرحته ومن يطوف بسيارته وسط شوارع القاهرة, كما خرجت النساء الي الميادين والشوارع وسط زغاريد كثيفة منهن بينما خرج البعض معلنين عن فرحتهم باطلاق النيران في عنان السماء تأكيدا لانتصار ثورة الشباب المصري.
وتواصلت هتافات المواطنين واحتفالاتهم حتي ساعات الصباح الاولي من اليوم مؤكدين تفاؤلهم بالمرحلة المقبلة في تاريخ مصر الجديد موضحين ان ماحدث هو خطوة فاعلة نحو ارساء دعائم الديمقراطية والقضاء علي الفساد ومحاسبة الفاسدين.
وقال علي محمد السيد ان ماحدث يعد انتصارا لارادة الشعب المصري مشيرا الي ان المواطنين في الشارع ينشدون الاغاني الوطنية ويرددون النشيد الوطني للبلاد.
مؤكدا تقديره للرئيس مبارك لاتخاذه مثل هذا القرار الذي يعد تاريخيا سيغير وجه مصر مستقبليا
فيما أضاف سعيد مصطفي انه يجب استغلال هذا النصر الشعبي في احداث التغيير الذي يبحث عنه الشعب سواء من ناحية الحياة الديمقراطية او العمل علي التطوير الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار الي ضرورة ان نبحث عن حكومة وطنية ودستور مصري يضمن تفعيل الحياة الديمقراطية في مصر لافتا الي ان الشارع المصري تغمره فرحة عارمة كما ان البعض طالب بان يتم اعتبار هذا اليوم بمثابة عيد وطني لمصر.
وتوقع محمد جمعة أن يسود الهدوء مرة أخري الشارع المصري الآن وانتهاء الاعتصامات والتظاهرات خاصة بعد تحقيق هذا النصر.
وقال ان الجيش قادر علي احداث التوازن والاستقرار داخل المجتمع المصري, كما هو قادر أيضا علي حماية أمنها وحدودها, مؤكدا ضرورة أن يعود الشباب إلي منازلهم لاتاحة الفرصة للعمل.
وأضاف نشأت فوزي أن الشباب سيعملون بكل جد وجهد لتحقيق النهضة لمصر لاثبات أن الشعب المصري ليس كغيره من الشعوب لذا فهو قادر علي إعادة الهدوء مرة أخري للشارع المصري.
وأوضح ان نجاح الثورة يؤكد الحقوق الأصيلة للشباب وأنهم علي حق قائلا: لن يضيع حق وراؤه مطالب موضحا ان هذا اليوم لن ينسي من ذاكرة الأمة وسيكون عبرة لجميع دول العالم.
فيما أكد محمود عطية شلبي أن ما حدث من انتصار للشعب يؤكد ان المصريين عبارة عن بركان يستطيع ان يتحمل جميع الضغوط التي تلاحقه ولكن لايمكن الوقوف أمامه وقت ثورته.
واضاف ان مصر الآن تأخذ منحني لم نشاهده من بعد لذا فإن الشعب حصل علي حريته وسيربح الديمقراطية والتنمية, مشيرا إلي أن ما حدث يعد مثالا وعبرة أمام الرئيس القادم لذا يجب علي رئيس مصر القادم ان يراعي حقوق المواطنين ومحاربة الفساد.
فيما وصف علاء فتحي طالب ان ما جري بارقة الأمل لكل المصريين والشباب بصفة خاصة, موضحا ان الشباب قاموا بعمل عظيم لم ولن يحدث علي الاطلاق مرة أخري.
وأكد انه تظاهر في الميدان منذ28 يناير الماضي, وخاصة بهد استشهاد احد اصدقائه بطلقة نارية من بعض رجال الشرطة بالزاوية الحمراء بدون أي ذنب, لذا عزم هو واصحابه علي الإقامة في ميدان التحرير قائلا: أخيرا تحقق حلم الملايين.
وقال أيمن عبدالوهاب صاحب شركة استيراد وتصدير أطالب بعودة العلماء والخبراء من الخارج وتوفير مراكز البحوث لهم وتزويدها بالامكانيات والأجهزة العلمية الحديثة حتي نستطيع مسايرة العالم في التقدم.
واضاف هاني حسين كهربائي سيارات أنه يتمني أن تأتي حكومة جديدة تراعي مصالح الشعب والشباب وتقضي علي البطالة.
قرار متوقع
واضاف المهندس سمير أبوالمجد أنه يأتي يوميا من الإسماعيلية إلي ميدان التحرير لمشاركة الشباب في ثورتهم العظيمة ويعود مساء إلي منزله, قائلا: انه توقع هذا القرار في أي لحظة وخاصة بعد رؤية الاصرار العظيم لشباب مصر علي رحيل النظام.
رفع الرواتب
أما عاطف محمد موظف بهيئة الكتاب فيتمني تغيير السلطة والحكومة وشارك في المظاهرات من أجل رفع المرتبات والقضاء علي الفساد, ونصح الحكومة المقبلة بضرورة التعلم من اخطاء الغير وخاصة ان الشعب لن يتحمل أي ظلم أو قهر.
الفيس بوك
أما آية حجازي, التي تدرس القانون في إحدي الكليات الأمريكية, قالت إنها علمت عن الثورة من الفيس بوك, فقررت النزول إلي مصر ومشاركة شباب بلدها في أعظم ثورة عرفها التاريخ ـ علي حد وصفها.
انجاز للشباب
وأضافت أن الشباب حقق انجازا لم يستطع أي جيل تحقيقه, ولكن المهم من ذلك تحقيق نماء البلد بشكل علمي مبني علي الأساليب الحديثة يتفق مع التكنولوجيا.
جاء متأخرا
وتري هدي عمر ربة منزل أن قرار الرئيس جاء متأخرا, ولكن تحقيق ذلك يعد انجازا عظيما للشباب وبداية أمل وخير لكل المصريين.
ومن جانبه, قال أحمد الشبيني إن قرار التنحي شيء محزن ومفرح في الوقت نفسه, والمحزن هو انتقال السلطة بهذا الشكل, لذا كنت أتمني أن تنتقل السلطة من رئيس إلي آخر بشكل حضاري يشهده العالم أجمع, وكان لابد من إعطاء الحكومة الجديدة الفرصة في تحقيق العدل والمساواة ومزيد من الديمقراطية.
وأضاف: والشيء المفرح هو انتصار ثورة الشباب الذين استطاعوا أن يحدثوا زلزالا في الحياة السياسية.
إعادة بناء
وطالب الشبيني شباب الثورة بأن يسيروا في الاتجاه الصحيح نحو الإنتاج والعمل الجاد وتبني المشاريع القومية الكبيرة لضمان المستقبل وسلامة الوطن, وأن نعيد إصلاح كل ما أفسدناه خلال أيام الثورة الماضية.
وقال إسماعيل حسين طالب بكلية الفنون التطبيقية إنه سعيد بقرار التنحي, وإن الجيش قادر علي إحداث التوازن وإعادة الاستقرار في البلد.
العمل والجهد
وأضاف حسين قائلا: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. فعلينا أن نسعي في استرداد حقوقنا المهدورة بالعمل والجهد, وأن نكون يدا واحدة للتصدي لأي مواجهات.
وأكد أن مصر في الفترة المقبلة ستشهد نموا وتقدما ومزيدا من الديمقراطية بجهد الشباب الذين قاموا بالثورة وبمساعدة أجهزة الدولة.
سعادة غامرة
وقال محمد فوزي مهندس الكترونيات إنه سعيد بقرار التنحي, وإنه كان لابد أن يأخذ هذا القرار في الأيام السابقة, وإنه سعيد بتكليف القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.
وأضاف فوزي: مثلما سجل التاريخ لحظات الثورة للإطاحة بالنظام, عليه أيضا أن يسجل خطوات العمل والتنمية في الوطن, وذلك أمام العالم.
|
ساحة النقاش