عبدالله الصبيحى الأهرام المسائى

مقالات وأخباروتحقيقات وحقائق علمية على أرض الواقع

المبيدات ضيف قاتل على المائدة
تحقيق‏:‏ عبد الله الصبيحي 
   

وزارة الزراعة تحذرك من خطورة الطعام الذي أمامك‏..‏ الطعام فيه سم قاتل‏..‏ لم يعد مستبعدا في ظل التحذيرات المتواصلة من خطورة الأفراط في استخدام المبيدات الزراعية أن نسمع أو نقرأ مثل هذا التحذير عبر وسائل الاعلام يوميا‏.‏

الاحصاءات تقول إن انتشار الأمراض السرطانية في مصر الي‏150‏ لكل‏100‏ ألف نسمة بسبب تناول أطعمة بالمبيدات‏..‏ الرقم مفزع ومثير بلا شك‏..‏ لكن الأكثر فزعا وإثارة ما فجره خبراء الزراعة الذين أكدوا أن الأسراف في تناول المبيدات أدي إلي اكتساب‏250‏ آفة وحشرة للمناعة ضدها وتوقعوا زيادة هذا الرقم في القريب العاجل ووقتها ستقع الكارثة وسيكون من المستحيل السيطرة عليها أو احتواؤها وأرجع الخبراء زيادة الاسراف في استخدام المبيدات الي عدة أسباب منها غياب الإرشاد الزراعي وعدم تفعيل القوانين وسعي التجار الي الربح المادي فقط دون النظر إلي المصلحة العامة‏.‏
مؤكدين أن غياب المتابعة وعملية الارشاد كان سببا في دخول مبيدات زراعية من جنوب آسيا والصين ضارة بالبيئة والانسان والحيوان والنبات والتربة‏..‏ الأمر الذي ينذر بكارثة وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية إذا استمر الوضع علي ما هو عليه ورغم ذلك يبقي السؤال تري هل تمتلك مصر من البدائل ما يجعلها قادرة علي الاستغناء عن المبيدات أو علي الأقل التقليل منها ضمانا لصحة الانسان وسلامة البيئة معا؟
الدكتور أحمد غنيم رحال استاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية يقول إننا لن نستطيع الاستغناء عن أطنان المبيدات التي تصاحب العملية الزراعية علي الأقل في غضون العشرين عاما القادمة لحين اكتشاف مبيدات حيوية بديلة للمبيد الكيماوي خاصة مع ضراوة الآفات وزيادتها فمحصول القطن وحده يصاب في موسم زراعته بأكثر من‏30‏ آفة ما بين الآفات الحشرية والفطرية والبكتيرية وغيرها‏..‏ وأضاف أنه يتم استخدام المبيدات الكيماوية مع المحاصيل الغذائية لضمان حماية الأمن القومي الغذائي حيث إن استخدام المبيدات مرتبط بالعملية الزراعية منذ وضع البذرة في الأرض حتي جني المحصول ومثال علي ذلك فإنه بعد جمع ثمار البرتقال أبو سره يتم رشه بالمبيد لعدم اصابته بفطر سرة البرتقال وأيضا يتم رش ثمرة المانجو بمطهرات لعدم إصابتها بفطر عنق الثمرة وتابع قائلا‏:‏ إنه حتي المحاصيل العضوية التي من المفترض ألا يستخدم فيها أي نوع من الكيماويات سواء مبيدات أو سماد فأنا أشك في عدم استخدام كيماويات معها‏.‏
وأوضح أن تأثير المبيدات يزداد مع الزارعات المحمية لان وجود النبات داخل الصوب يساعد علي نمو الآفات الفطرية نتيجة لارتفاع الحرارة والرطوبة الجوية العالية فبيئة الصوب تشجع علي نمو الفطريات مما يضطر الفلاح الي رش المبيدات علي فترات قصيرة ففرصة تلوث التربة والنبات بالمبيد في جو الصوبة المغلق أكبر من الجو المفتوح مثل زراعة خيار الصوب والطماطم والكوسة والفراولة والكانتلوب فهي تجمع علي فترات متقاربة وترش علي فترات متقاربة وتجمع عي فترات قصيرة من الرش فبالتالي يزداد تلوث التربة والمحصول بالمبيد المرشوش‏..‏
وأكد أنه لا يمكن التخلص من أثر المبيد عند غسيل الخضار أو الفاكهة نظرا لأن الأنسجة الخارجية تكون قد امتصت جزءا من هذا المبيد الكيماوي‏.‏
وأكد أنه لا يزال يتم استخدام مركبات شديدة السمية مثل المبيدات الكارباماتية ومبيدات القوارض كالفئران ولكن أيضا هناك مبيدات تم حظر تداولها لشدة سميتها مثل المبيدات الهيدروكربونية المكلورة وزرنيخات الرصاص وزرنيخات الكالسيوم وأكاسيد النحاس لأنها جميعها مركبات شديدة السمية‏.‏
وأوضح الرحال أن هناك عوامل تتوقف عليهاخطورة المبيد مثل نوعه وفترة بقائه في التربة وتركيبته ودرجة ذوبانه فهناك مبيدات قليلة الذوبان في الماء وتميل للبقاء في التربة فترة أطول من المبيدات كثيرة الذوبات مثل مبيد‏D.D.T‏ فهو يبقي في الأرض‏30‏ سنة بسبب قلة درجة ذوبانه في الماء في حين يمكن لمبيد آخر أن يبقي لمدة أسبوع واحد فقط لأن درجة ذوبانه في الماء عالية مثل مبيد الكاربوفوران وأيضا فإن تلوث التربة والنبات بالمبيد الكيماوي يتوقف علي كمية المبيد وأسلوب استخدامه سواء كان في حالة سائلة أو في حالة صلبة وحرث التربة جيدا يساعد علي زيادة سرعة اختفاء المبيد منها فمثلا مبيد الـ‏D.D.T‏ تكون نسبته في الأرض غير المحروثة حوالي‏74%‏ بينما تنخفض هذه النسبة في الأرض المحروثة إلي‏55%.‏
وأضاف أن استخدام المبيدات الكيماوية عنصر أساسي في مكافحة الآفات إلا أن عدم ترشيد الاستخدام والإسراف فيها يؤدي إلي آثار جانبية ضارة بالبيئة والصحة فهي تؤدي إلي قتل الأعداء الطبيعية النافعة كما أنها تشوه عناصر التربة الزراعية وتحدث أخطارا صحية علي الانسان سواء المزارع الذي يتعامل مع المبيد الكيماوي أو المستهلك الذي يتناول المحصول الغذائي فالمبيد الكيماوي يستطيع أن ينفذ خلال الجلد الي البشرة ومنها إلي الدم ويحدث هذا غالبا نتيجة لعدم التزام المزارع بارتداء ملابس خاصة بالرش أو ارتداء قفازات ويزداد خطر المبيد مع ارتفاع الحرارة ووجود الجروح‏.‏
وقال إن المبيد يتسلل للفلاح أو المزارع عن طريق الجهاز التنفسي فيمر إلي الدم وإلي جميع أنحاء الجسم ويحدث التسمم الرئوي أثناء تحضير المبيدات للرش أو أثناء العملية نفسها ولكن للأسف لا يتبع المزارع الأساليب الارشادية ونراه يقوم بعملية الرش دون وعي ودون أن يبالي ما إذا كان الرش مع اتجاه الهواء أو عكسه‏.‏
وأضاف الرحال أنه من ضمن المخاطر الناجمة عن عشوائية التصرف مع المبيدات الكيماوية هو التعامل مع الفوارغ أو العبوات فطبيعتنا كمصريين أننا نتعامل مع العبوات السليمة ببساطة باحثين عن طريقة للاستفادة منها دون أدني اهتمام بمدي السمية المرتبطة بالعبوة الفارغة أو نلقيها في الترع والمصارف وبالتالي نعمل علي تلويث المياه بمتبقيات المبيد الكيماوي‏.‏
وقال إن الفلاح يعتمد علي وسائل تقليدية جيدة للتخلص من الآفة بعيدا عن استخدام المبيدات مثل استبدال نوع المحصول علي الأرض نظرا لعدم تمكين الآفة من العائل الجديد وأيضا الأساليب الطبيعية مثل التشميس والحرث وتعقيم الذكور لعدم انجاب آفات جديدة أو استخدام المركبات الهرمونية التي تمنع إناث الآفات من التكاثر فاستخدام جميع هذه الأساليب معاحسب جدول زمني متتابع يقلل بالفعل من استخدام المبيد الكيماوي‏..‏
من جانبه يشير استاذ مبيدات بمركز البحوث الزراعية رافضا ذكر اسمه إلي أن المشكلة الأساسية للمبيدات الزراعية في مصر تكمن في أساليب تداول هذه المبيدات فهناك مبيدات محرمة دوليا تدخل عن طريق التهريب‏.‏ بجانب مصانع بير السلم التي تنتج مبيدات مغشوشة تغرق السوق بأنواع رديئة من المبيدات التي تضر بالتربة الزراعية والمحاصيل والبيئة لأنها ليست بنفس جودة المبيد الأصلي موضحا أنه لا توجد احصاءات عن كميات هذه المبيدات المغشوشة لأنها تنتج عن عمليات غير شرعية وغير مسجلة‏.‏
وأكد أن أكثر من‏90%‏ من المبيدات الكيماوية الموجودة في مصر مبيدات مستوردة وان الشركات الموجودة عندنا تعمل فقط في التعبئة مع العلم بأن نسبة من الكميات المستوردة غير صالحة للاستخدام في الزراعة حيث تم الاستغناء عنها في الدول الخارجية للتخلص من اثارها الجانبية وتم تصديرها الينا بعد ان تم استبدالها بمبيدات أكثر أمانا لديهم وقال إن هذه المبيدات من أسوأ الخامات رغم ذلك يتم وضع غلاف عيها مدونة عليه مطابقة للمواصفات القياسية العالمية‏!‏
ومن جانبه يؤكد الدكتور اسامة رضوان استاذ تكنولوجيا الأغذية وبيوتكنولوجيا البيئة بمعهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس ان الاستخدام المتكرر للمبيدات ضد آفة أو آفات معينة لأجيال عديدة يؤدي الي ظهور مقاومة لهذه المبيدات لأنه يكسب الآفة مناعة ضد المبيد وهناك أكثر من‏250‏ آفة علي مستوي العالم اكتسبت مناعة بالفعل ضد المبيدات وهذا يدفع العاملين في مجال سمية المبيدات إلي استخدام مبيدات أكثر فعالية في برامج مكافحة الآفات وبالتالي تدخل علي البيئة مبيدات اكثر سمية وبكميات متزايدة عاما بعد عام‏.‏
وأكد أن المبيدات أصبحت مصادر للتلوث الكيميائي للبيئة بل إننا نطلق علي مبيدات الآفات انها ملوثات بيئية مشيرا إلي أن اخطر اضرارها أنها تؤدي الي حدوث الطفرة الوراثية التي تشوه الكائنات الحية وأولها الانسان‏.‏
نفسه‏..‏
وقال إن أكثر من‏90%‏ من المركبات ذات المقدرة الطفرية التغيير الوراثي لها أيضا تأثير كمسببات للسرطان‏.‏
ويؤكد رضوان ان خطورة المبيدات تزداد مع رواج تجارتها عالميا فالبلدان مثل الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا واليابان وغيرها من البلدان الصناعية الكبري تضع قوانين صارمة لاستخدام وتوزيع هذه المبيدات في اراضيها بينما لا تراعي ضوابط في التصدير ولا يمكن للدول النامية في العالم الثالث متابعة انواع الكيماويات وتحديد خطورتها وخاصة اذا علمنا ان الاحصاءات تشير الي ان عدد انواع المبيدات التي استخدمت تجاريا علي مستوي العالم وصل الي‏450‏ مبيدا معظمها تم استخدامه في الدول النامية وهو ما يعتبر خطرا كبيرا علي البيئة كما تشير الاحصاءات الي أن ملايين الأطنان من المبيدات تستخدم في العالم سنويا لوقاية المزروعات ومكافحة الحشرات والأمراض والطفيليات وبذلك اصبحت بعض المناطق في العالم شديدة التلوث بالمبيدات كما تقول التقارير العالمية ان هناك‏500‏ الف حالة من البشر في العالم الثالث يصابون بالتسمم جراء هذه الكيماويات كل عام وعشرة الاف منهم علي الأقل اصابتهم خطيرة بل ومميتة‏..‏
من جانبه يشير الدكتور سمير عبد الظاهر الجندي رئيس بحوث بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة الي أن هناك واجبات علي مصنعي المبيدات وعلي الموزعين والقائمين بالإرشاد الزراعي وتطبيق هذه الواجبات يساعد علي تفادي الآثار الجانبية للمبيدات الزراعية فمراكز البحوث وصانعو المبيدات يجب ان يعملوا علي إيجاد مبيدات حيوية بديلة للمبيد الكيماوي او علي الأقل ايجاد مبيدات كيماوية ولكن اقل سمية وايضا تجب كتابة جميع البيانات علي عبوات المبيدات لتحقيق الأمان المتعلق بالصحة العامة فهذه البيانات تعمل علي توجيه المستخدم الي كيفية الاستخدام وكيفية العلاج في حالة التعرض للمبيد وايضا فإن موزع المبيدات لابد وان يكون مهندسا زراعيا مختصا حتي يتسني الالتزام بتعليمات التوجيهات المختصة بالتخزين والبيع والتداول موضحا ان مهندس الارشاد والوقاية عليه دور كبير يتعلق بإرشاد المزارع الي نوعية المبيد اللازم وتوقيت الاستخدام الذي يعطي افضل النتائج موضحا ان مستخدم المبيدات لابد وان يعلم ان هناك حدا حرجا للاصابة بالآفة وانه لا يستعمل المبيد اذا تعدت الإصابة الحد الحرج لذلك يجب منع الرش الدوري وخلافه وان نحافظ علي الاعداء الحيوية التي خلقها الله لتفترس او تتطفل علي الآفة وتقلل من أعدادها‏.‏
وأرجع الدكتور عبد اللطيف رمضان رئيس قسم وقاية النبات بكلية الزراعة جامعة الأزهر سبب زيادة الأمراض المسرطنة الناتجة عن المبيدات الي سوء استخدام المبيدات الزراعية بشكل غير جيد وصحيح كما هو متعارف عليه عالميا‏..‏ موضحا أن الفلاح يفتقد الطرق والوسائل التي يجب اتباعها عند استخدام المبيدات ولا توجد اي رقابة علي الفلاحين من ناحية وزارة الزراعة حيث يكتفي دور الوزارة بتوفير المبيدات فقط دون التوعية بكيفية استخدامها‏.‏
وأكد أن سوء استخدام المبيدات سيؤدي الي تكوين سلالات من الآفات والحشرات الزراعية مع الوقت تقاوم المبيدات ولا تموت ووصل عدد هذه السلالات خلال الفترة الأخيرة الي ما يقرب من‏250‏ آفة وحشرة‏.‏
وقال إن اتهام المبيدات بأنها سبب انتشار كل الأمراض المسرطنة كلام ليس له أساس من الصحة والأبحاث العلمية تؤكد ذلك ولكن المشكلة الأكبر هي عدم خبرة الفلاح بكيفية استخدام المبيدات‏.‏
وفجر عبد اللطيف مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن نسبة كبيرة من المبيدات الموجودة في السوق مغشوشة ويتم استيرادها من جنوب شرق آسيا والصين‏,‏ وقال إن هذه المبيدات بها نسبة شوائب كبيرة وضارة بالبيئة وصحة الإنسان والحيوان والتربة لذا لابد من مقاومتها والتأكد من أنواع المبيدات المستوردة الغير ضارة مثل الدولة المتقدمة التي تهتم بالدرجة الأولي بتصنيع مبيدات خالية من الشوائب حتي تقلل الضرر الذي يمكن أن يصيب النبات أو الانسان أو الحيوان أو البيئة بشكل عام‏.‏
في غضون ذلك قال الدكتور مهدي السيد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب إن المبيدات شر لابد منه‏..‏ وتابع أنه لابد من استخدام المبيدات الزراعية في عملية الزراعة لضمان زيادة الانتاج أو المحافظة علي معدل الانتاج في أسوأ الظروف‏,‏ حيث إن الآفات الزراعية تستطيع تدمير محاصيل زراعية بأكملها وتدمير الوضع الاقتصادي لأي دولة أيضا‏.‏
وأوضح أن العالم كله مشغول بمكافحة الآفات والحشرات الزراعية من أجل الوصول الي أنسب طريقة بدون ضرر أو علي الأقل تخفيض نسبة الضرر‏.‏
وقال اذا كانت المبيدات ضررا لابد منه يجب اتباع عدة وسائل وطرق لتخفيض هذا الضرر وتتمثل في استخدام أقل المبيدات خطرا حيث يوجد أكثر من‏300‏ نوع من المبيدات منها أنواع شديدة الخطورة وأنواع أخري خطرها ضعيف‏,‏ بالإضافة الي ضرورة تغطية عين ويد المستخدم جيدا بحيث لا تصل المبيدات الي جسم الإنسان‏.‏
وتجب أيضا زيادة الاهتمام من ناحية منظمة الصحة العالمية لتقليل نسبة تهريب المبيدات المحظورة دوليا وعدم استخدامها لتقليل نسبة ضرر البيئة‏,‏ بالإضافة الي ضرورة غسل الفاكهة قبل استخدامها وازالة المبيدات من علي سطح الفاكهة بعد الغسيل الجيد حتي لا تنتقل الي الانسان‏.‏
وقال‏..‏ للأسف يجب ألاتباع الفاكهة أو الخضار إلا بعد مرور‏15‏ يوما علي تعرضها لعملية الرش بالمبيدات ولكن هذا لا يحدث حيث يقوم الفلاح ببيع الفاكهة والخضار بعد عملية الرش بفترة لا تتعدي‏24‏ ساعة مع العلم بأن هذا النظام يؤدي الي إصابة الانسان بأمراض خطيرة منها السرطان ومخالف للقانون أيضا‏..‏ لذا يجب تحذير الفلاح من هذه العادة السيئة‏.‏
أما الدكتور عبد الله الحسين عبد المنعم استاذ وقاية المبيدات بكلية الزراعة جامعة الأزهر فقال إن المبيدات الزراعية ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها مثل الأدوية والكيماويات وعدم استخدامها في مكافحة الآفات والحشرات الزراعية يؤدي الي فقد ما يقرب من‏30‏ الي‏40%‏ من إنتاج المحاصيل الزراعية حيث إن الآفات والحشرات الزراعية قادرة علي تدمير أي محصول‏.‏
وأوضح أنه يمكن مكافحة الآفات والحشرات الزراعية بطرق مختلفة بعيدا عن المبيدات مثل عملية المكافحة المتكاملة أو بالطريقة البيولوجية عن طريق استخدام الطفيليات والمفترسات وأمراض البكتريا‏..‏ ولكن للأسف كل هذه الطرق ضعيفة ولا تؤدي نفس الغرض مثل استخدام المبيدات حيث إنها سريعة جدا وفي أقل وقت ممكن بعكس الطرق الأخري‏.‏
وأكد أن استخدام المبيدات الزراعية زاد بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية دون اي حاجة لتلك الزيادة وأرجع ذلك إلي عدم خبرة الفلاح بكيفية استخدام المبيدات ونقص المرشدين الزراعيين‏,‏ وقال‏:‏ لابد من مكافحة هذه الزيادة بحيث يتم استخدام المبيدات بطرق صحيحة حتي لا تؤثر علي البيئة بشكل كبير حيث تلعب دورا كبيرا في تلوث البيئة وتهدد صحة الانسان والحيوان والنبات والتربة‏.‏
ومن جانبه اتهم عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب وزارة الزراعة بالتقصير في عملية الاشراف علي الفلاحين وارشادهم بالطرق الصحيحة خاصة عند استخدام المبيدات‏.‏
وقال الغول‏..‏ للأسف أن المسئولين يتهربون من المسئولية ولا يتم عرض المشاكل التي تحدث علي وزير الزراعة ويتم التعتيم عليها‏,‏ وخاصة في مشكلة المبيدات‏.‏
وأكد أن استخدام المبيدات أصبح لا يهدف إلا للربح المادي فقط وخاصة في غياب الارشاد الزراعي حيث يقوم التجار باستيراد أنواع كثيرة من المبيدات منها الجيد الصالح لإبادة الحشرات ومنها الضار بالبيئة والانسان لذا لابد من معاقبة التجار وخاصة الذين يستوردون مبيدات مغشوشة‏..‏ موضحا أن القوانين رادعة في مجال الزراعة ولكن تحتاج الي تفعيل‏.‏

المصدر: الأهرام المسائى
elsobihy

الصبيحى الأهرام المسائى

  • Currently 195/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 778 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2010 بواسطة elsobihy

ساحة النقاش

عبدالله الصبيحى

elsobihy
عبدالله الصبيحى صحفى جريدة الأهرام المسائى [email protected] 002_0109010134 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

85,299