السيد احمد عبد اللطيف حسين

خدمة طلاب العلم

جديد البلاغة

edit

كان لابد من دراسة هذا الكتاب لتحديد منهجه ومدى اتصاله بما يسمى بالأسلوبية كمصطلح حديث وكان لابد من العمل الجاد للتوصل إلى نتيجة تؤكد صحة ارتباط الأسلوبية كمصطلح حديث بما يسمى بالبلاغة العربية وهذا ما عكفت على دراسته ومحولة معرفته خلال عرض هذا الكتاب للتحليل و الدراسة الممحصة راجية من الله أن أكون قد وفقت فيما توصلت إليه من نتائج.
عندما طلب منا حضرة الدكتور محمد بركات حمدي أبو علي قراءة مؤلفه كيف نقرأ تراثنا البلاغي وتصنيفه أسلوبيا أحسست في بداية الأمر بأن الفكرة ستكون محاطة بشيء من الصعوبة وأنني لن أستطيع موافاة الكتاب حقه من التصنيف المطلوب لكنني وبعد قراءته لمرات عدة وجدت انه ليس ببعيد عن منحى الأسلوبية بل أنه على اتصال وثيق بها حتى لا يكاد كل فصل فيه يشهد على هذا الاتساق والاتصال المتين.
إن المتأمل لفصول هذا الكتاب يجد من البداية الدلائل القوية على صلته بالأسلوبية كمصطلح بلاغي محدد.فالمؤلف أخذ يثري الكتاب بملامح بلاغية كثيرة ليجعل الباب مشرعا أمام كل من يتساءل عن صلته بالأسلوبية.فمثلا في باب البلاغة العربية وتحديات العصر قام الدكتور الكريم بعرض البلاغة باعتبار أنها نقل ما في نفس المتفنن إلى المتلقي بتأثير وعندها توقفت قليلا لأتأمل أليست عملية نقل ما في نفس المتفنن إلى المتلقي بأسلوب؟.خاصة أنه يتم فيها مراعاة حال المتلقي لتقريب الفكرة لديه وإيصال المضمون وذلك من خلال الوظيفة الدنيوية المتصلة بفن القول والأخرى الدينية المعنية بالكشف عن الإعجاز القرآني والبيان النبوي الشريف .
إضافة إلى مسيرة التتبع البلاغية على مر العصور و التي تمثل تعدد الأساليب مبتدئين بها بالنابغة الذبياني الذي كان شعره بمثابة سياسية أمنية لقبيلته حيث كانت بلاغة كلماته المؤثرة في قومه بمثابة الأسلوب مرورا بالأعشى قيس - صناجة العرب - الذي جعل من آلته و شعره بين القبائل خدمة غنائية وذلك من خلال أسلوبه الذي استخدمه من خلال الصور الشعرية المؤثرة بما تحتويه من إيقاع ووزن إضافة إلى وجود المعلقات وتم إتباعه فيها من أساليب بهدف معالجة القضايا التي لم يتم التطرق إليها من قبل وننتهي بهذه المسيرة البلاغية في الحديث عن أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم وبفصاحته التي لم يصل إلى درجتها أحد وبذلك نلاحظ انه لولا تعدد هذه الأساليب البلاغية لما نجحت فكرة إيصال الفكرة بطريقة مؤثرة .
أما في الحلقة المفقودة في بلاغتنا العربية فإنني عندما أمعنت النظر وفي قراءتها وجدت أن سياسة البلاغة العربية عند الجاحظ إنما هي تمثيل آخر على الأسلوبية وتأكيدا على ارتباطها العميق بالبلاغة العربية وخير ما أتمثل به في هذا الباب هو حديث الجاحظ عن تمام الآلة المتمثلة من تمكن المتلقي من الوسيلة وعندها أيقنت أيضا أن هذه الوسيلة التي يتحدث عنها إنما هي أسلوب من الأساليب التي يتم بها تقديم البلاغة إضافة إلى التركيز على فهم التراكيب اللغوية والنحوية والصرفية للشواهد البلاغية وما في ذلك من اعتماد على أسلوب المتفنن ونجاحه في توصيل الفكرة للمتلقي بتأثير و لا أنسى المرور على طريقة القزويني وأسلوبه في إيصال الفكرة للمتلقين بأثر وخير دليل على ذلك ما قام به من تقديم كتاب السكاكي المفتاح أول مرة من خلال كتاب التلخيص وبعدها عندما راجع نفسه واختبر مستوى المتلقين وتفاوت تأثرهم بالمضمون أعاد شرح بعض الإيجاز في كتابه الإيضاح.وهذا كله حتى يظل الطلع على صلة تامة بالحدث وهذا يدل على تعدد الأساليب .
أما في باب الجديد في التشبيه عند السيوطي فقد عرضه صاحب الكتاب بطريقة لطيفة ميسرة تسهل على القارىء عملية الفهم من خلال القراءة الفاحصة والنظرة المتأملة .وقد استطعت ملاحظة ما يربط بين سمات منهج السيوطي في التشبيه من خلال تركيزه على هذا الوجه باعتباره أفضل أنواع البلاغة إضافة إلى طريقة تصنيفه البلاغة وما هذه الطريقة إلا أسلوب من الأساليب.
وفي باب ترتيب الاستعارة عند عبد القاهر الجرجاني لاحظت أن ما تطرق إليه عبد القاهر الجرجاني من عملية ربط بين الاستعارة و التطبيق تارة وربطه لها مع التشبيه تارة أخرى ما يؤكد على اتصال الأسلوبية بالبلاغة العربية.
أما في سياسة البيان العربي فإن التركيز على اللغة وأهميتها ووصف ما لها من أثر في جماليات الصورة الأدبية فإن هذا خير تأكيد على الأسلوب الناجح في عملية إيصال الفكرة من خلال اللغة وطريقة التحكم بها.إضافة إلى تشكله سياسة البيان من جمالية في الأسلوب وما يعكسه هذا الجمال والترتيب على أداء المؤلفين والذي يؤثر بالتالي على أسلوبهم وطريقة عرضهم لأفكارهم البلاغية المؤثرة.وبالتالي فإنه كلما تنوعت سياسة البيان في اختلاف الأساليب فإن هذا يؤكد لنا النظام التركيبي المصنف أسلوبيا و المعتمد على التأليف في اللغة وعلى طريقة الوصف و العرض.
أما الباب الذي تحدث فيه المؤلف عن الإمام البخاري وفن الاختيار فقد لفت انتباهي كثيرا لأنني سألت نفسي لأكثر من مرة ما شأن الإمام البخاري والأسلوبية والفن البلاغي ؟لكن عندما دققت النظر في القراءة وجدت أن لديه من الأسلوب ما يؤكد اتصال الأسلوبية بالبلاغة العربية والتقائها معها حيث أن عقد النية على العمل الصحيح الهادف بالدرجة الأولى إلى إصلاح المجتمع من خلال التراكيب القرآنية و الأساليب المتصلة بالحديث الشريف إنما هي خير دليل على نجاح أسلوب البخاري في إيصال الفكرة بطريقة سلسة محببة للنفس الإنسانية .
هذا ولا أنسى القائمة الرائعة من المصادر والمراجع التي قام المؤلف بوضعها مشكورا ليتسنى لنا التعرف عليها عن قرب وهذا إن كان يدل على شيء إنما يدل على سعة اطلاعه وخبرته التي لا يستطيع أحد إنكارها........

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 244 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة elsayedahmed

الأسلوبية مصطلح ظهر في العصر الحديث ، يدع ما يحيط بالنص ، ويلج إلى داخل مكنوناته، وعناصره الجوهرية ، وذلك للوصول إلى فهم أعمق لحقيقة النص من خلال دراسة اللغة عبر الإنزياحات اللغوية والبلاغية ، فأمام المتحدث أو الكاتب مادة لغوية ضخمة ومتعددة يتكلم بها ويكتب فيها ، فاختياره للكلمات والتراكيب مما يؤثره عما سواها لأنه يجد فيها أكثر تعبيراً عن أفكاره ورؤاه ، وأعمق تاثيراً في المتلقي ، فالأسلوبية كيفية القول أو الطريقة التي استخدمت فيها اللغة ، ومدى الأثر الذي تركته في المتلقي.

وفي تراثنا تظهر ملامح الأسلوبية ، وبداية من خلال التعريف المتداول للبلاغة بأنها " مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته " فمقتضى الحال يدل على تعدد وتنوع في الأساليب المستخدمة بين المفنن والمتلقي ، بمراعاة وضع المتلقي الثقافي والإجتماعي وحالته الصحية والنفسية وغير ذلك ، مع الأخذ بعين الإعتبار المناسبة التي يقال فيها ، أي مراعاة أدق الجزئيات حتى أن العرب قالت " لكل مقام مقال" . اذاً فالأسلوبية والبلاغة تنظران بأن في اللغة طرقاً متعددة للتعبير والقائل أو الكاتب يختار منها ما يراه مناسباً ومودياً للغرض الذي قيل من أجله.

فالأسلوب في العربية مقترن الصلة بالقرآن الكريم ، فهو يمثل الأسلوب الأمثل ، النموذج الأعلى ، فقد جاء إلى العرب في فترة كانت تفتخر أكثر ما تفتخر بلغتها وبيانها وفصاحتها ، ويتبارون في ذلك ، فوقفوا أمامه منبهرين حائرين عاجزين لا يقدرون على مجاراته بل لا عهد لهم بمثله من قبل ، ويفعل في قلوبهم فعل السحر ، هذا باعتراف أعداء القرآن من أهل الفصاحة والبيان ، فإذا كانت الحروف نفسها والألفاظ نفسها بل كثير منها مما تتداوله الألسن واللغة هي اللغة ، فما الجديد في ذلك ؟
الجديد في النسج والتركيب وطريقة النظم " الأسلوب".
ويلي القرآن الكريم أحاديث النبي " صلىالله عليه وسلم" الذي بلغ الغاية من الفصاحة والبلاغة والبيان ، وكأن البيان العربي قد مخضه الله وألقى زبدته على لسان سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم" الذي أوتي جوامع الكلم ، فيقول " أنا أفصح العرب بيد أني من قريش" ويتجلى فهمه للأسلوبية ، والعلاقة بين المتفنن والمتلقي في قوله:" أومرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" وتطبيقاً من خلال مخاطبته لأصحابه وتوجيههم ، وضرب الأمثلة الواقعية المطابقة لحياتهم بطريقة جديدة سهلة مؤثرة .

ونشأت البلاغة العربية لخدمة القرآن الكريم ، بفهمه وإثبات إعجازه أسلوبياُ ، فالقدماء تحدثوا عن الأسلوب حين عرضوا لقضايا كثيرة في الدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية والشروح الشعرية ، مثل :
"تأويل مشكل القرآن " لابن قتيبة و " الكشاف" للزمخشري ، و" مفتاح العلوم " للسكاكي ، وكذلك الرسائل الثلاث للرماني والخطابي والباقلاني ، بما فيها من موازنات بين القرآن الكريم ، وكلام الحكماء والبلغاء ، وشعر أجل الشعراء ، وبيان قصور ذلك ، بل السخرية والتهكم منه - كما فعل الباقلاني- إذا قيس ذلك بالقرآن الكريم .

وكل ذلك لإثبات إعجاز القرآن في نظمه ، وتميزه في جنسه ، وانفراده في نسجه ، المستقل عن غيره ، من خلال تدقيق في المفردات من تقديم وتأخير ، تعريف وتنكير ، وتكرار وغير ذلك من تتبع لتفاصيل التركيب اللغوي " الأسلوب" . وما قام به القدماء من موازنات بين الشعراء مثل ، " الوساطة بين المتنبي وخصومه" للقاضي الجرجاني ، " والموازنة بين أبي تمام والبحتري " للآمدي ، وكذلك شروح الدواوين الشعرية، بل شرح الديوان الواحد من عدد من الشارحين مع اختلاف في المنهج، إضافة إلى المعارضات والنقائض والمختصرات الكثيرة في تراثنا ، وهذا كله قراءات أسلوبية .

ومما يكاد يتصل بالأسلوبية الحديثة في تراثنا البلاغي نظرية النظم ، التي فصل الحديث فيها الإمام عبد القاهر الحرجاني ، وذلك من خلال دراسته للنحو دراسة جديدة ، لا تقوم على الإعراب كما يفعل الآخرين ، بل نظرة إليه نظرة جديدة من حيث التقديم والتاخير، التعريف والتنكير ، وغير ذلك من تغيير في التركيب يتبعه طريقة جديدة في التعبير، أي أسلوب جديد " فالجملة الواحدة تنتقل من ضرب إلى ضرب" . من إنشاء إلى خبر أو العكس ومن استفهام إلى تعجب وغير ذلك .

فتراثنا فيه من الإشارت والنظرات وبعض الدراسات مما يشكل نواة لأسلوبية عربية ، وبذلك فالذهنية العربية متشبعة بروح التطبيق ، والنص عندهم مصدر حركة في التحليل والتأويل لا ينقطع ومعين لا ينضب ، فأهل العربية أصحاب تطبيق لا تنظير فالإطار التطبيقي في الأسلوبية العربية واسع رحب ثري خصب .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة elsayedahmed

كثر الحديث في الأسلوب والأسلوبية من منظور حداثي عن المفهوم، والاتجاهات، والأصول، والفروع، والأعلام، والأبحاث، والدراسات، والنقد، ونقد النقد، مع طرح بعض الموروث البلاغي العربي ضمن سياسات الأسلوبية الحداثية المعاصرة. لتكون المنهجية الغربية هي الميزان العدل الذي لا ينبغي التحيز عنه. وأقوال " سوسير" و "رولان بارت" تتصدر المقدمات والفصول الأولى من الأبحاث والمطبوعات العربية.
فعلم الأسلوب الحديث – في رأي شكري محمد عياد – هو جسر بين الأدب وعلم اللغة، أو بعبارة أخرى بين اللغة الطبيعية التي تؤخذ من أفواه أهلها وتضبط بالنحو والمعجم، وبين اللغة الفنية التي تتحكم فيها الثوابت والمتغيرات فيما نسميه الشعور الفني أو الشعور بالجمال.
ويتناول علم الأسلوب أنواع الأقوال إذا أخذنا اصطلاح "سوسير"، فهو بذلك يتحرك على مستوى بين اللغة كنظام عام ومجرد، وبين الأقوال كوقائع جزئية خاضعة لشتى العوامل المحيطة بالاستعمال اللغوي، فهو لا يرتبط فقط بالعلوم اللغوية الخالصة كالأصوات ونظم الجملة ودلالات الألفاظ فحسب بل يتناول العلامات المشتركة بين مرسلٍ ومستقبل (السيميوطيقا) حيث تندرج تحتها الأعراف اللغوية والأعمال الفنية وسائر النظم الرمزية، و (البراجماطيقا) حيث تتناول الفعل اللغوي ذاته باعتباره نوعاً من السلوك البشري المشترك بين المرسل والمستقبل. وتتميز الـ (البراجماطيقا) عن العلوم اللغوية الخالصة بأنها تتناول اللغة من زاوية الحدث وتبحث عن قوانين الحركة التي تحكم هذا الحدث لا عن النظام اللغوي في حد ذاته، فهي كالسيميوطيقا تشمل الأقوال من أبسط صورها ككلمة يقصد بها تأثير معين في تعبير جارٍ أو جملةٍ تقال في حديث عادي إلى عمل أدبي كامل. 
وكل من السيميوطيقا والبراجماطيقا يتشابك مع علم الاجتماع وعلم النفس، ويدفعان علم الأسلوب إلى توسيع مجاله من تحليل الأساليب اللغوية أو الأدبية إلى تفسير النصوص . وعلم الأسلوب يدرس اللغة الأدبية كما يدرس ظاهرة الانحراف أو الانزياح، أي مخالفة الطريقة العادية أو المتوقعة في التعبير.

لكننا لا نعدم وجود الأبحاث والدراسات والمؤلفات والأعلام والاتجاهات في الأسلوبية العربية، إذ حري بنا أن تكون لنا شخصيتنا النقدية والبلاغية؛ فتراثنا يزخر بمبادئ نظريات فنون الأدب واتجاهاته ونقده وبلاغته، والتي تصلح أن تكون تنظيراً للأسلوبية العربية.
لقد تحدث بلاغيونا ونقادنا العرب المتقدمون عن الأسلوب والأسلوبية، فورد – على سبيل المثال – عند السكاكي في مفتاح العلوم تحت باب الأسلوب الحكيم هو أن " يلقى المخاطب بغير ما يترقب ... أو السائل بغير ما يتطلب " ، وهو عنده سحر البيان ومن أرقى الأساليب البلاغية، "فالأسلوب الحكيم لربما صادف المقام فحرك من نشاط السامع"، وأثر فيه فعمل بمقتضى الحال، فرغب فيه أو عنه.
وأدرك عبد القاهر الجرجاني تعدد الأساليب في العربية في دلائل الإعجاز، فترك للمبدع الحرية في اختيار الأسلوب الذي يناسب موضوعه، فالأسلوب يجيء على وجوه شتى وأنحاءٍ مختلفة. فالنظم يقتضي الدقة في الاختيار الأسلوبي الذي يوازن بين عناصر العمل الفني في ضوء المعنى الذي يريد المبدع التعبير عنه.
إن نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني في جوهرها صورة مبكرة لما قدمه المنهج الجمالي لاحقاً بتحدثه عن شبكة العلاقات بين العلامات على المحور الأفقي، وهو ما أسماه من قبل بعلاقات المجاورة، وعن شبكة العلاقات التي تربط بين العلامات على المستوى الاستبدالي، وهو علاقات الاختيار، ومدار الجمال يظهر في الكلام بالنظم على طريقة مخصوصة تتكئ على المبدع في اختيار كلامه وإجادة سبكه وحوكه، الذي به تظهر المزية ليست إلا الإبدال الذي تختص به الكلمات، أو التقديم والتأخير الذي يختص به الموقع أو الحركات التي تختص الإعراب.
فالنظم انسجام وتلاحم في صورة جميلة تناسب الذوق في غاية إبداعها، ويتم النظم بأن تأخذ الكلمة مكانها المناسب مع السياق في إحكامٍ تتداعى له الظلال النفسية، مما يُحدثُ تناسباً بين مفردات الجملة يفضي إلى تسلسل المعنى، وتوظيف القيم التعبيرية المناسبة في تناسق دلالي يبنى على تتابع الألفاظ، ويألف هذا الانسجام تجاوباً عميقاً تبعاً لمضمون العبارة، فيضع اللفظ الموضع الذي يجب أن يكون فيه، ويأتي المعنى متدرجاً وفق الحالة النفسية.
وإذا كانت اللغة مجموعة من العلاقات تقوم على صحة التركيب وقوة العلائق ومتانة الربط، فإن منهج الجرجاني هو المنهج المعتبر اليوم في العالم الغربي، وما أصّله الجرجاني للنقاد اللغويين يكاد يظهر في كتاب " معنى المعنى" لـ "ريتشاردز"، كما يقرر ذلك محمد مندور.
فالجمال في نظرية النظم عند الجرجاني يكون في تعالق الألفاظ والجمل وملاءمتها للمعاني. ولا فضل للفظ وحده من حيث هو لفظ إلا في السياق أو في التركيب اللغوي وصياغته، ومن ثم في النص كلاً متكاملاً.
وقبل الجرجاني كان الجاحظ يرى في الصياغة مقوماً حقيقياً في الأدب، لتكون في صحة الطبع وجودة السبك، لأن الشعر في رأيه صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير.
وتعد ظاهرة الاختيار من مكونات النظم عند الجاحظ لما تقدمه من تناسبٍ دلاليٍ بين اللفظ والموقف المناسب. فكل كلمة تحمل دلالة تناسب المقام الذي تقال فيه تحقيقاً لمبدأ الاختيار الذي يضع الكلمة في مكانها اللائق بها، وهذا يدخل في سياق مراعاة حال المنظوم بعضه ببعض.
وابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة يوضح أهمية الاختيار عند تعريفه للبلاغة بأنها "اختيار الكلام وتصحيح الأقسام". ولحازم القرطاجني في منهاج البلغاء آراء قد تعد أساساً لنظرية التلقي في الأدب والنقد والبلاغة وفنون القول عامة؛ فثمة رسالة ومرسل ومرسل إليه. والرسالة إنما تكون في سياق، وهذا السياق إن أحسن سبكه وصياغته بما يلائم نفسية المتلقي كان له الأثر والتأثير المرجوان من قيمة الأدب الخاصة أو فنون القول عامة. وفي قمة هرم هذه الفنون القرآن الكريم المعجز ثم الحديث الشريف ثم كلام البلغاء والفصحاء والأبيناء.
وإنما اختلاف الأساليب تكون في عملية الصياغة الأدبية، وتندرج ضمنها الفنون البلاغية المتنوعة، من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز، ... . 
والمجاز هو كل لفظ نقل عن موضوعه، أي أنه حدث انزياح أو انحراف عن المعنى الحقيقي للفظة أو الجملة أو التركيب. وكان المبرد في كامله يقول عن العرب "التشبيه أكثر كلامهم"، والعسكري في الصناعتين كان يقول "الاستعارة أبلغ من الحقيقة"، والسكاكي في مفتاح العلوم يذكر مثل هذا، فكلما كان الكلام خافياً في الدلالة كان أبلغ، فالمجاز أبلغ من الحقيقة، والاستعارة أقوى من التصريح بالتشبيه، والكناية أوقع من الإفصاح بالذكر.
فماذا تختلف أقوال هؤلاء المتقدمين عن قول رولان بارت – مثلاً – في الأسلوب بأنه " ليس أبداً أي شيء سوى الاستعارة ". مع ملاحظة أن الاستعارة عنده قد تضم فنوناً بلاغية عديدة.
فلماذا نستشهد بكلام بارت في الاستعارة ولا نعتد بكلام علماء تراثنا العربي، فالكلام هو هو، بل الأجدر بنا أن نشير إلى أن بارت قد أخذ فلسفته النقدية في الأسلوبية من تراثنا، وطبقه على أدب قومه، أو لنقل على الأقل هي التقاء الآراء والفلسفات والتعريفات والخبرات وتوارد الخواطر.
والدراسات النفسية التي قام بها علماؤنا المتقدمون كثيرة، فكلام ابن قتيبة مشهور ومشهود له بالصحة والثبات في علاقة الأدب بالمجتمع والدراسات النفسية عندما علل النسيب في مقدمات القصائد.
فدراسة فنون القول والقيمة الجمالية والفنية والخلقية والنفسية لهذه الفنون، وملاحظة الانزياح أو الانحراف في النصوص، وفن الاختيار، والتأثر والتأثير، وحدود التلقي، ودراسة الأساليب الأدبية والنحوية والنقدية والبلاغية قد تصلح عناوين تكون مداخل نظرية للأسلوبية العربية بشكل تنظم فيه العلاقات بينها وتطبق على النص القرآني والحديثي والشعري والنثري. ولسنا بحاجة إلى استيراد مصطلحات جديدة قد لا تكون إلا معاداً ومكرراً لما ألفناه ولم نألفه عند البلاغيين والنقاد عرباً وعجماً.
إن دراسات الأستاذ الدكتور محمد بركات أبو علي دليل واضح على ما ذكرناه من إمكانية التنظير والتطبيق للأسلوبية العربية، ولهذه العناوين التي أعطاها فضيلته موضعها اللائق بها في تراثنا البلاغي والنقدي مع توافر الخبرة في قراءة القرآن وعلومه المتنوعة، وقراءة الحديث وعلومه.
فتهدف مادة الأسلوبية العربية إلى الوقوف على الأسس المشتركة بين مناهج البحث في أسلوبية النص، وتعالج النظريات التطبيقية لقراءة النصوص انطلاقاً من البحث البلاغي والنقدي العربيين، ولفت الانتباه إلى الأهمية الجمالية واللغوية والصوتية والصرفية وتراكيب الجمل ودلالاتها وما فيها من روابط.
إن آراء الأستاذ الدكتور أبو علي لها أهميتها؛ إذ يدعو إلى إعادة النظر في التراث البلاغي، والإفادة من النافع، والانتفاع بالجيد من طرائق الدرس الحديثة ومناهج الدرس اللساني والصوتي واللغوي والنقدي، وإبراز وظيفة البلاغة في إظهار جماليات فن القول العربي، وبلاغة الحديث الشريف. فكانت البلاغة العربية معبرة عن الإنسان وهمومه وآماله وثقافته وحضارته، فالبلاغة بتعريفها " مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال " تعني نقل الكلام المعبر عما في نفس المتفنن إلى المتلقي بتأثير. والحال الإنسانية ثلاثة أقسام: حال المتفنن، وحال المتلقي، وحال الاثنين معاً. وهناك حال واحدة من كلام الله تعالى "القرآن الكريم"، وهي سعادة المتلقي في الدارين.
كما يدعو فضيلته إلى التقليل من تفريع المصطلحات البلاغية، والإفادة من شواهد الأدب الحديث بفنونه المتنوعة بشرط السلامة اللغوية والصحة النحوية وعفة المضمون، داعياً إلى ربط المادة البلاغية بعضها ببعض ومتابعة الأفكار عند البلاغيين لتكون حلقةً متصلة، فاللاحق يفيد من السابق، ولابد من اكتمال العدة للناقد البلاغي، والناقد الأدبي والمفسر والفقيه، من معرفة وجوه إعجاز البيان القرآني والحديثي. ولابد من تربية الذوق البلاغي في أعلى طبقة من مجالات فن القول العربي.
ويفصح الأستاذ عن أسلوب تدريس البلاغة العربية عبر نفقين متصلين متداخلين:
البلاغة القاعدية والبلاغة القيمية ليحصل التذوق الجمالي من خلال المادة وأسلوب العرض. فالبلاغية القيمية تتحدث عن المعنى العام للشاهد البلاغي، والأثر النفسي والاجتماعي والحضاري والبيئي لدى المتلقي. وهذه هي القيمة الخاصة التي تتولد عنها قيمة القيمة.
من هنا يدعو فضيلته إلى أن يكون الحديث الشريف – الذي سنثبت نصه – بأن يكون عنواناً للأسلوبية العربية، وربطه بآراء فقهاء الدين عن اليقين وعين اليقين وحقيقة اليقين، لتتحقق نظرية دراسة الأسلوبية العربية في دوائر ثلاث.
قال صلى الله عليه وسلم : "مثل ما بعثني به الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكانت طائفةٌ منها طيبةً قبلت الماء فأنبتت الكلأ، والعشبَ الكثير، وكان منها طائفة أخّاذات أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وكان منها طائفة أخرى قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفَعَهُ ما بعثني الله به فعَلِمَ وعَلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
رواه البخاري ومسلم.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1604 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة elsayedahmed

  • اتفاق المباني وافتراق المعاني

    ّّّّّّ

    مقدمة المؤلف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ّّّّّ

    الحمد لله ولي الحمد والثناء وأهل الكرم والنعماء حمد مستمتع بدوام نعمه ومستوزع للشكر على جليل قسمه ومؤد فرض محامده وآلائه ومستمد من فوائد كرمه ونعمائه وصلى الله على سيدنا محمد نبيه المكين ورسوله الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين وسلم وعظم ومجد وكرم وبعد فإنني لما أعنت على تصنيف كتابي المسمى أحدهما بإغراب العمل في إعراب أبيات الجمل والآخر المسمى الوضاح في شرح أبيات الإيضاح أردت أن أعززهما بثالث يجري في مسارهما ويحسن في تتبع آثارهما ذكر ت من عجائب اللغة التي شرف الله قدر منزلتها وجعل علم الدين والدنيا منوطا بفهمها ومعرفتها ما بينت فيه ما أتفقت مبانيه واختلفت ألفاظه ومعانيه ودعاني ذلك إلى أن أشفعه بما أتشفع به إلى مجلس المولى الأجل الأشرف الأمين بهاء الدين أبي العباس أحمد بن القاضي الأجل الفاضل أبي علي عبد الرحيم بن القاضي الأجل الأشرف بهاء الدين أبي الحسن علي لأنه أعزه الله فريد دهره ووحيد عصره يرى بالعلم ما لا يراه الظمئان بزلال قد عذب أو المحب بوصال من أحب فهو كما قال الشاعر ولنعم سوق العلم أنت لمن كسدت عليه بضاعة العلم قاض أدق الناس معرفة يرمي ويعلم موقع السهم جمل الله وجود الجود ببقائه وارتقائه وثبت سعود الصعود بإدامة مجده

    وعلائه وذب عن مسالك الممالك بحراسة حوبائه وبذل حبائه فحملت هذا المؤلف إلى خزائنه المعمورة بدائم عزه وبقائه المبرورة بصالح ادخار ه واقتنائه تيمنا بانضمامه إلى حاشية مالكها وانتظامه في سلك عقود ممالكها فإن وافق إصابة الغرض أعين على أداء المفترض وإن وقع دون المرمى وكنى عن غير ما أسمى فما أولى المولى أيده الله لإقالة الكبوة وتغمد الهفوة وسد الخلل ورد الزلل والله أسأل الإعانة على تنفيذ خدمه ومراسمه ومشاهدة أعياد الزمان بدوام أيامه ومواسمه ليكون من ذخائر آدابها ونفائس جواهر علومها وألبابها ولله أرغب في إتمام ذلك بلطف السؤال ودرجه في صحف العمل المقبول إنه ولي الإجابة وأهل الرغبة والإنابة وهذا حين ابتدئ الكتاب والله الموفق للصواب فمن ذلك ما أخبرني به الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد ابن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي قراءة عليه وأنا أسمع قال أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي وقال أخبرنا أبو اسحق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال قال أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن خرذاد النجيرمي قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن شاذلي القمي قال أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد قال حدثنا أبو العباس محمد ابن يزيد المبرد بجميع ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن قال أبو العباس

    هذه حروف ألفناها من كتاب الله عز وجل متفقة الألفاظ مختلفة المعاني متقاربة في القول مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لأن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظ والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين قال المبرد فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين نحو ذهب وجاء وقام وقعد ويد ورجل وفرس وحمار وأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فكقولك ظننت وحسبت وقعدت وجلست وذراع وساعد وأنف ومرسن وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فنحو قولك وجدت شيئا إذا أردت وجدان الضالة ووجدت على الرجل من الموجدة ووجدت زيدا كريما أي علمت ثم قال بعد ذلك فمما اتفق لفظه واختلف معناه قول الله عز وجل إلا أماني وإن هم إلا يظنون هذا لمن يشك ثم قال الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم فهذا يقين

    الباب الأول ما اختلف لفظه واختلف معناه

    الفصل الأول العشرات قال المؤلف قال أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي النحوي وقد اتصل بي ما ذكره الشيخ الرئيس محمد بن أبي العرب الكاتب من كتاب العشرات لأبي عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بالزاهد فرغبت فيما رغب فيه وملت إلى النظر فيما مال إليه رغبة أن أؤلف كتابا في معناه أؤدي به بعض ما يلزمني من حقه راجيا أن يقع في التأليف بموافقته فرأيت أبا عمر الزاهد قد أخذ في باب من العلم متسع وسلك طريقا من التأليف غير ممتنع يجد المؤلف فيه من المئات مما وجد أبو عمر من العشرات ولست أقصر به في وجود ما ذكرناه من المئات في أبواب ما صنفه من العشرات غير إنا لا ندري ما السبب المانع من تكثيره أو ما العائق القاصر على يسيره فأردنا أن نأتي في أبوابه على حد ما رسم في كتابه من المئات بأضعاف ما جاء به من العشرات ثم إذا علمنا مع ذلك أنا لو تكلفناه وجئنا به على ما ذكرناه لما كان غريبا في التأليف ولا مستطرفا من التصنيف إذ كان الكلام كله لا يخرج عن ثلاثة أقسام هي معان مفترقات يعبر عنها بألفاظ مختلفات كقول أبي عمر المثع مشية قبيحة والمنع السرطان والمتع الطول وأشباه ذلك وليس جمع

    المثال لها بمخرجها عما ذكرناه فيها ومعان متفقات يعبر عنها بألفاظ متباينات كقولهم ذهب وانطلق وسار وأشباه ذلك ومعان مفترقات يعبر عنها بألفاظ متفقات وهذا الباب قليل وتأليف مثله غريب فألفنا ما وجدنا فيه من العشرات إلى ما يزيد عليها وسميناه بما رسمناه منها وخشينا أن يتوهم علينا تقصير فيما ضمناه من المئات مما أتى به أبو عمر من العشرات فقدمنا أمام ما قصدناه بابا ندل به على القدرة على ما ضمناه وجعلناه مبوبا على باب من كتاب أبي عمر موجود ليعلم قدر الزيادة عليه ويوجد ما ضمناه فيه فمن ذلك قول أبي عمر المثع مشية قبيحة والردع المقبرة والمنع السرطان والسفع الأخذ والكبع النقد والقلع الكتف والمتع الطول والسلع الشق القنع أن يطأطئ الرجل رأسه والرقع الطريق في الجبل فهذه عشرة أبي عمر قال وقلنا موصولا بذلك والبخع قتل النفس أسفا والبدع اختراع الشيء والبكع استقبال الرجل ما يكره والبلع الكثير الصمت والبصع ضيق مخرج الماء والبضع قطع اللحم والتلع ارتفاع النهار والتسع أخذ تسع الشيء والجدع قطع الأنف والجدع الحبس والجدع الدلك

    والجرع حسو الدواء والجزع قطع الوادي والجزع صنف من الخرز والجلع قلة الحياء والجمع خلاف التفريق والجمع صنف من النخل والدلع إخراج اللسان والدمع سمة في مجرى العين والدفع الحاجة والدسع القيء والذرع الطاقة الربع منزل القوم والربع الرفع والربع قوم الرجل والرتع مرج الماشية في المرعى والرجع الغدير والرجع نبات الربيع والرجع المطر والرجع رد الجواب والروع التضميخ بالزعفران والروع الكف عن الشر والروع الدم والردع مقاديم الإنسان والرطع الجماع والرطع تطأطؤ الرأس والرصع الطعن بالرمح والرصع فراخ النحل والرفع خلاف الوضع والرفع الهجاء والرفع إصلاح خرق الثوب والرسع شد الخرز في يد الصبي والروع الفزع والريع الزيادة والريع الرجوع

    والريع فضل كم الذراع على أطراف الأنامل والزرع معروف والزرع النسل والزلع استلاب الشيء ختلا والزلع القطع والطبع ما جبل عليه الإنسان والطبع الختم والطبع ملء السقاء والطلع جمار النخل والظلع خوض الماء والكسع ضرب الدبر بالرجل والكسع ترك بقية اللبن في الخلف والكشع افتراق الملحمة عن قتيل واللذع حر النار واللطع ضرب من الشرب واللمع بريق الشيء واللفع الإشتمال واللقع الحذف بالحصاة واللقع الإصابة بالعين واللسع ذكر العقرب والمجع أكل التمر باللبن والمذع الخبر ببعض الحديث والمزع سرعة الفرس والمزع نفش

    الصوف والمطع الذهاب في الأرض والمظع ترك العود في لحائه ليشرب ماءه والملع السرعة والمنع الحؤل دون الشيء والمصع تحريك الذنب والمصع اضطراب القلب من الفرق والمضع تناول العرض والمشع الكسب والمشع نفش القطن والمشع ضرب من الأكل والنبع شجر معروف والنتع خروج النار من الزناد والنخع قطع نخاع الشاة والنزع مد وتر القوس والنزع النزاع والنصع بياض الثوب والنقع خلاف الضر والنفع الغبار والنقع اختلاط الأصوات والنقع جمع الريق تحت اللسان والنقع كثرة الموت والنقع الري من الماء والنشع الوجود والنشع انتزاع الشيء بعنف والنشع السعط والصبع إراقة الماء بين الأصابع والصبع الإشارة بالأصابع والصبع الدلالة على الرجل والصدع الشق والصرع الإلقاء في الأرض والصفع

    في القفا والصقع في الرأس والصقع صياح الديك والضبع مد الضبع في السير والضبع رأس المنكب والضبع لغة في الضبع والضجع إلقاء الجنب للنوم والضجع نبت يغسل به والضرع من الشاة معروف والضلع الميل والجور والضفع نجو الفيل والضفع قضاء الحاجة والفجع وجع المصيبة والفرع أعلى كل شيء والفرع الغصن والقلع شق الرأس والفصع دلك الشيء بالأصبع والفصع هشم العود والفقع الكمأة والقبع إدخال الرأس في الثوب والقدع الكف والقذع الشتم باللسان والقدع الضرب باليد والقرع الضرب بالعصا والقرع الدبا المأكول والقطع معروف

    والقطع الخنق والقلع إزالة الشي من موضعه والقمع القهر والقمع الإنصات للحديث والقصع ضرب الرأس والقصع ابتلاع الماء القفع ضرب من النبت والقشع النطع والقشع الفرو والسبع لغة في السبع والسبع السعاية عند السلطان والسبع من العدد والسدع موالاة الكلام على روي واحد والسجع ترجيع صوت الحمام والسجع صدم الشي بالشيء والسلع من قولهم ما أدري أين سكع أين أن حل والسمع مدخل الصوت والسفع لفح النار والسقع الضرب بالشيء الصلب والسقع صياح الديك والشرع شق الإهاب والكرع تناول الماء بالفم والشمع لغة في الشمع والشفع الزوج والشفع الخلق والهتع السرعة والهزع اضطراب السهم والهطع الإسراع مع خوف والهكع السعال والهمع سيلان الدمع من العين والودع ضرب من

    الصدف والوزع الكف عن الشيء والولع الكذب والولع العدو السهل والوضع ترك الشيء على الأرض والوقع سقوط الشيء والوقع الأثر والوسع الطاقة لغة في الوسع قال أبو عبد الله قد اتينا في هذا الباب على مائة وسبعين لفظة ولو جهدنا في جمعه لبلغناه مائتين وهذا الذي ذكرناه وإن لم يبلغ نفاسة التأليف فهو أنفع للقارئ والحافظ وأكثر نفعه للشاعر المقصد لوجوده ما يركب من الروي وقلة تعبه في طلب الحرف اللغوي ولكنا رأينا أن ما قصدناه أغرب في التأليف وأحسن في الحفظ مما قدمناه

    الفصل الثاني قال المؤلف وقد يفرقون بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين بالإعراب وبحركة البناء وبتغيير حرف الكلمة كما أخبرني به الشيخ الإمام جمال العلماء وتاج الأدباء أبو محمد عبد الله بن بري النحوي رحمه الله بقراءتي عليه في التاسع عشر من شعبان سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة قال أخبرني الشريف القاضي أبو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن العثماني الديباجي عن أبي الحسن علي بن المشرف وأخبرني أيضا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بقراءتي عليه يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة خمس وثمانين وخمسمائة قال أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي قالا أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد المفروء عن أبي حفص عمر بن محمد بن عراك المقرئ عن أبي بكر أحمد بن مروان المالكي عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري رضي الله عنهم قال وللعرب الاعراب الذي جعله الله وشيا لكلامها وحلية لنظامها وفارقا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين كالفاعل والمفعول به ولا يفرق بينهما إذا تساوت حالتهما في إمكان الفعل أن يكون لكل واحد منهما إلا بالإعراب ولو أن قائلا قال هذا قاتل أخي بالتنوين دل على أنه لم يقتله ودل حذف التنوين على أنه قد قتله ولو أن قارئا قرأ فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما

    يعلنون ونزل طريق الإبتداء بإنا وأعمل القول فيها بالنصب على مذهب من ينصب إن بالقول كما ينصبها بالظن لقلب المعنى عن جهته وأزاله عن طريقه وجعل النبي محزونا لقولهم إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون وهذا كفر ممن تعمده وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به ولا يجوز للمأمومين أن يتجوزوا فيه وقال رسول الله لا يقتل قرشي صبرا بعد اليوم ولا يقتص منه فمن رواه مجزوما على جهة النهي أوجب ظاهر الكلام للقرشي ألا يقتل وإن ارتد ولا يقتص منه إن قتل ومن رواه رفعا انصرف التأويل إلى الخبر عن قريش أنه لا يرتد منها أحد عن الإسلام فيستحق القتل أفما ترى الاعراب كيف فرق بين هذين المعنيين وقد يفرقون بحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين فيقولون رجل لعنة إذا كان يلعنه الناس فإذا كان هو يلعن الناس قيل رجل لعنة فحركوا العين بالفتح ورجل سبة إذا سبه الناس فإذا كان هو الذي يسب الناس قالوا رجل سببة وكذلك هزءة وهزأة وسخرة وسخرة وضحكه وضحكة وخدعة وخدعة قد يفرقون بين المعنيين المتقاربين بتغير حرف الكلمة حتى لا يكون تقارب ما بين اللفظين كتقارب ما بين المعنيين كقولهم للماء الملح الذي لا يشرب إلا عند الضرورة شروب ولما كان دونه مما يتجوز به شريب وكقولهم لما ارفض على

    الثوب من البول إذا كان مثل رؤوس الإبر نضح ورش الماء عليه من الغسل عند بعض أهل العلم فإذا زاد على ذلك قيل له نضخ ولم يجزئ منه إلا الغسل وكقولهم للقبض بأطراف الأصابع قبص ولأخذ الكف كلها قبض وللأكل بأطراف الأسنان قضم وبالفم خضم ولما ارتفع من الأرض حزن فإن زاد قليلا قيل حزم وللذي يجد البرد خصر فإذا كان مع ذلك جوع قيل خرص وللنار إذا طفيت هامدة فإذا سكن اللهب وبقي من جمرها شيء قيل خامدة وللقائم من الخيل صائم فإذا كان ذلك من حفى أو وجى قيل صائن وللعطاء إذا كان مبتدأ شكد فإذا كان مكافأة قيل شكم وللخطأ من غير تعمد غلط فإذا كان في الحساب قيل غلت وللضيق في العين خوض فإذا كان ذلك في مؤخرها قيل حوص وقيل الخوص الغؤور والحوص الضيق كانت غائرة أو ظاهرة إذا كانت صغيرة وتقول رأيت الناس وتراءيت في المرآة ورميت الصيد وارتميت في الغرض ورجل فيه إذا كان كثير الأكل وأفوه إذا كان كبير الفم ومفوه إذا كان منطيقا وتكول هي المروحة التي يتروح بها والمروحة بالفتح الأرض الكثيرة الريح ويوم ريح إذا كان طيب الريح وراح إذا كان شديد الريح ورجل حاف بغير حذاء وحف تعبت رجلاه من المشي وبدن الرجل إذا سمن وبدن إذا كبر والهون العذاب والهون الرفق والنزل الربع والنزل ما قيم من الطعام وفقه الرجل الكلام إذا حفظه وفقه إذا أبصر الفقه ويقال من أحيا نفسا ومن حايا بهيمة وسفه الرجل إذا جاء منه سفه وسفه إذا كانت تلك سجيته وكبر الرجل إذا أسن وكبر إذا عظم أمره والمغتسل الموضع والمغتسل

    الرجل وامرأة رزان وشيء رزين وقيل ميل علينا وفي الحائط ميل وفاظت نفسه إذا خرجت وفاض الدمع وقحط الناس أصابهم القحط وقحط المطر وقد تمضمض الرجل بالفم كله وتمضمض بطرف لسانه وعيرت فلانا بما صنع وعايرت الميزان ويقال للولد إذا كانوا لأب وأم أعياف وإذا كان أبوهم واحدا وأمهاتهم شتى فهم علات وإذا كانت الأم واحدة والآباء شتى فهم أخياف وأخلاف ويقال رجل متلثم إذا غطى فاه بالعمامة فإذا رفعها في المحجر فهو منتقب وذلك النقاب فإن رفعها حتى لا يرى من وجهه إلا عيناه فتلك الوصوصة والرجل متوصوص والمحصنات ذوات الأزواج والحاصنات العفيفات والميل على ما تدركه العين والميل ما كان خلقة يرى والذل ضد العز والذل ضد الصعوبة وقد يكتنف الشيء معاني يشتق لكل معنى منها اسم من اسم ذلك الشيء كاشتقاقهم من البطن الخمص مبطنا وللعظيم البطن إذا كان خلقة بطينا فإذا كان ذلك من كثرة الأكل قيل مبطان وللمنهوم بطنا وللعليل البطن مبطونا

    فصل قال أبو الفوائد محمد بن علي الغزنزي في كتاب غرائب اللغة ثم مع جلالة منزلة الفصحاء وعلو مرتبتهم سألت بعضهم ما الفرق بين المعلي والمعلى والمخير والمخير والمذرع والمذرع والمبرقعة والمبرقعة فأفحم ولم يأت بالجواب كما يجب وظن أن ظاهر هذه المساءلات يقتضي أن يكون أحدهما فاعلا والآخر مفعولا والأمر بخلاف ذلك فلما وجدته مقصرا زدت في السؤال طلبا لإصابته فقلت وما الفرق بين الرمي والرمية والنصي والنصية والبلي والبلية والولي والولية والبغي والبغية فظن أن أحدهما مذكر والآخر مؤنث والأمر بخلاف ذلك فلما زاد في التقصير زدت في السؤال فقلت وما الفرق بين الدني والدنيء والموجد والمؤجد فظن أنهما لغتان يهمز ولا يهمز ولا يهمز والأمر بخلاف ذلك فلما زاد في التقصير زدت في السؤال فقلت وما الفرق بين قول الرجل للرجل أنا صاحب الثناء وأنت صاحب الثناء فظن أن الحالتين واحدة والأمر بخلاف ذلك تفسير هذه المسائل المعلى السابع من سهام الميسر والمعلي بالكسر الذي يأتي الحلوبة من قبل يمينها المخير تصغير المختار المذرع بالكسر المطر الذي يرسخ في الأرض قدر ذراع والمذرع بالفتح الذي أمه أشرف من أبيه والمبرقعة بكسر القاف غرة الفرس إذا أخذت جميع وجهه غير أنه ينظر في سواد يقال غرة مبرقعة والمبرقعة بالفتح الشاة البيضاء الرأس الرمي السحابة العظيمة القطر والجمع أرمية والرمية الصيد يرمى يقال بئس الرمية

    الأرنب النصي نبت ما دام رطبا فإذا ابيض فهو الطريقة وإذا يبس فهو الحلي والنصية الخيار من الناس والإبل وغيرهما يقال انتصيت الشيء أي اخترته وهذه نصيتي أي خيرتي وانتصى الشعر أي طال وهذه فلاة تناصي فلاة أخرى وهذه حرب تناصي حربا أخرى أي تتصل بفلاة أخرى وبحرب أخرى والبلي قبيلة من قضاعة والنسبة لها بلوي والبلية الناقة التي كانت تعقل في الجاهلية عند قبر صاحبها فلا تعلف ولا تسقى حتى تموت يقال أبليت وبليت ومنه قولهم مبليات فلان ينحن عليه والولي المطر بعد الوسمي والولية البرذعة أو هي التي تكون تحت البرذعة وجمعها الولايا ومنه قولهم رأيت البلايا رؤوسها في الولايا يعني الناقة التي تعكس على قبر صاحبها ثم تطرح الولية على رأسها إلى أن تموت والبغي الأمة الفاجرة والبغية طليعة العسكر والجمع البغايا الدنيء مهموز الخسيس والدني غير مهموز القريب مأخوذ من الدنو وقولهم أوجد الله

    فلانا من الفقر فهو موجد بغير همز وأجده الله من الضعف فهو مؤجد بالهمز أي أغناه الله بعد الفقر وقواه بعد الضعف ومنه بناء مؤجد مهموز الثناء عقال البعير وغيره والثناء أيضا جمع الثني من البهائم وكذلك الثنيان فهذا ما اختلف لفظه ومعناه

    الباب الثاني ما اتفق لفظه واختلف معناه

    فصل العين قال المؤلف وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فمما أنبأني به الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا المقدسي رحمه الله قال أخبرنا الشيخ أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري وقال أخبرنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي والفقيه بصور قال أنشدني الشيخ الإمام أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي مصنف المجمل لنفسه يا دار سعدى بذات الخال من إضم سقاك صوب حيا من واكف العين بسيط العين هنا سحاب ينشأ من قبل القبلة

    إني لأذكر أياما بها ولنا في كل إصباح يوم قرة العين العين هنا عين الإنسان وغيره تدني معشقة منا معتقة تشجها عذبة من نابع العين العين هنا ما ينبع منها الماء إذا تمززها شيخ به طرق سرت بقوتها في الساق والعين العين هنا عين الركبة والطرق ضعف الركبتين والزق ملآن من ماء السرورفلا تخشى توله ما فيه من العين العين هنا ثقب يكون في المزادة وتوله الماء أن يتسرب وغاب عدالنا عنا ولا كدر في عيشنا من رقيب السوء والعين والعين هنا الواشي يقسم الود فيما بيننا قسما ميزان حق بلا بخس ولا عين العين هنا العين في الميزان وفائض المال يغنينا بحاضره فنكتفي من ثقيل الدين يالعين العين هنا المال الحاضر الناض والمجمل المجتبى تغني فوائده حفاظه عن كتاب الجيم والعين والعين هنا الحرف وقال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في كتاب شجر الدر هذا كتاب مداخلة الكلام بالمعاني المختلفة سميناه كتاب شجر الدر لأنا ترجمنا كل باب فيه بشجرة وجعلنا لها فروعا وكل شجرة مائة كلمة أصلها كلمة واحدة

    شجرة العين العين عين الوجه والوجه القصد والقصد الكسر والكسر جانب الخباء والخباء مصدرها خابأت الرجل إذا خبأت له خبأ وخبأ لك مثله والخبء السحاب من قوله تعالى يخرج الخبء في السموات والأرض والسحاب اسم عمامة كانت للنبي والنبي التل العالي والتل هو مصدر التليل المصروع على وجهه والتليل صفع العنق قال الراجز العجاج جابا ترى تليله مسحجا العجاج والعنق الرجل من الجراد والرجل العهد يقال كان ذلك على رجل الحجاج أي عهده والعهد المطر المعاود والمعاود الذي يعودك في مرضك وتعوده في مرضه و المريض الشاك والمرض في القلب الشك وفي التنزيل في قلوبهم مرض والشاك الطاعن يقال شكه إذا طعنه والطاعن الداخل في السن والسن قرن من كلاء أي قطعة والقرن الأمة من الناس والأمة الحين من الدهر قال الشاعر عمروا أمة من الدهر فيها أهلات أعز قوم جنابا خفيف

    والحين حلب الناقة من الوقت إلى الوقت والحلب ماء السماء والسماء سقف البيت والبيت زوج الرجل والزوج النمط من فرش الديباج والفرش أفتأ الإبل من قوله تعالى ومن الأنعام حمولة وفرشا والإبل قال المفسرون في قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت قالوا الغيم والغيم الصدى من العطش والصدى ما تحتوي عليه الهامة من الدماغ والهامة جمع هائم وهو العطشان وكذلك الأهيم والأنثى هيماء وفي التنزيل فشاربون شرب الهيم قال الشاعر ذو الرمة فأصبحت كالهيماء لا الماء قاطع صداها ولا يقضي عليها هيامها طويل والهائم المائج في الأرض والسائح الصائم في قوله تعالى السائحون الراكعون والصائم القائم والقائم صومعة الراهب والراهب المتخوف والمتخوف الذي يقتطع مال غيره فينتقصه ومنه قوله تعالى أو يأخذهم على تخوف أي على تنقص والمال الرجل ذو العز والثراء والثراء كثرة الأهل والأهل الخليق يقال فلان أهل لكذا أي خليق به والخليق المخلوق أي المقدر يقال خلقت الشيء إذا قدرته وينشد لزهير بن أبي سلمى

    كامل أحذ مضر وأراك تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري والمخلوق الكلام الزور والزورة القوة والقوة الطاقة من طاقات الحبل والطاقة المقدرة والمقدرة اليسار واليسار خلاف اليمين واليمين الألية والألية التقصير والتقصير قص الشعر خلاف الحلق والحلق الذبح ويروى هذا البيت لأبي ذؤيب الهذلي يرى ناصحا فيما بدا فإذا خلا فذلك سكين على الحلق حالق طويل أي ذابح ويروى حاذق والحاذق القاطع والحالق الذابح والذبح الشق والشق شدة الأمر على الإنسان والشدة الجلد والجلد الحزم من الأرض والحزم شد حزام الفرس والحزام مصدر تحازم الرجلان إذا تباريا أيهما أحزم للخيل أي أحذق بحزمها والأحزم الأحكم في الأمور والأحكم الأمنع يقال الحد أحكم للزاني أي أمنع له من المعاودة والأمنع الجانب المنيع والمنيع الشيء الممنوع ممن طلب قال الشاعر فلاقوا دونه طودا منيعا وافر

    والطلب القوم الطالبون والقوم الرجل القائم والقائم المصلي والمصلي من الخيل الذي يجيء بعد السابق في الجري والجري الإفاضة في الأخبار والإفاضة الإنكفاء من قوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس والإنكفاء انكباب الإناء والإنكباب دنو الصدر من الأرض والصدر الرئيس والرئيس المصاب في رأسه بسهم وغيره قال الشاعر زهير بن حرام الداخل ويقتل نفسه إن لم ينلها فحق له رئيس أو بعيج وافر والسهم القسط من الشيء والقسط العدل والعدل الميل والميل الحب والحب آنية من الجر والجر سفح الجبل والسفح الصب والصب الدنف من عشق به والدنف العلة والعلة السبب قال الشاعر أنخت بها الوجناء من غير علة لثنتين بين اثنين آت وذاهب طويل والسبب الحبل والحبل صيد العصفور بالحبالة يقال حبلت العصفور حبلا والعصفور غرة دقيقة في جبين الفرس والغرة أول ليلة يرى فيها الهلال والهلال الرحى المثلومة والرحى سيد القبيلة والقبيلة واحد شئون الرأس

    والشئون الأحوال والأحوال جمع حالة والحالة الكارة قال الراجز قد أركب الآلة بعد الآله وأحمل الحالة بعد الحالة وأترك العاجز بالجداله منعفرا ليست له محالة والكارة جمع كاير وهو الذي يكور عمامته على رأسه والرأس فارس القوم والفارس الكاسر فرسه السبع وافترسه أي كسره والكاسر العقاب والعقاب راية الجيش والجيش جيشان النفس والنفس ملء كف من دباغ والكف خياطة كفة الثوب والثوب نفس الإنسان والإنسان الناس كلهم قال الراجز وعصبة تنميهم من عدنان بها هدى الله جميع الإنسان من الضلال وهم كالعميان أي جمع الناس فرع والعين عين الشمس والشمس شماس الخيل والخيل الوهم والوهم الجمل الكبير قال الشاعر

    ويأوي إلى أوطانه الجمل الوهم طويل والجمل دابة من دواب البحر والبحر الماء الملح والملح الحرمة والحرمة ما كان للإنسان حراما على غيره وحرام حي من العرب والحي ضد الميت قال الشاعر عبد الرحمن بن الحكم لقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي وافر فرع والعين النقد والنقد ضربك أذن الرجل أو أنفه بإصبعك والأذن الرجل القابل لما يسمع والقابل الذي يأخذ الدلو من الماتح والدلو السير الرفيق قال الراجز لا تقلواها وادلواها دلوا إن مع اليوم أخاه غدوا

    والرفيق الصاحب والصاحب السيف مصدر ساف ماله إذا أودى وأودى الرجل إذا خرج من إحليله الودي والودي الفسيل قال الشاعر جلندى الذي أعطى الودي بحملها مسخرة من بين فرض وبلعق طويل فرع والعين موضع انفجار الماء والانفجار انشقاق عمود الصبح والصبح جمع أصبح وهو لون من الألوان واللون الضرب من الضروب والضرب الرجل المهزول قال الشاعر طرفة بن العبد أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد طويل والمهزول الفقير والفقير المكسور فقر الظهر والفقر النوادر والنوادر أنوف الجبال والأنوف الأوائل من كل شيء والواحد أنف بضم الهمزة قال

    الشاعر امرؤ القيس قد غدا يحملني في أنفه لاحق الإطلين محبوك ممر رمل أي في أول جريه وهو الأنف بضمتين أيضا فرع والعين عين الميزان والميزان برج في السماء والسماء أعلى متن الفرس والمتن الصلب من الأرض والأرض قوائم الدابة قال الشاعر خفاف بن ندبة إذا ما استحمت أرضه من سمائه جرى وهو مودوع وواعد مصدق طويل والقوائم جمع قائمة وهي السارية والسارية المزنة تنشأ ليلا والليل فرخ الكروان والفرخ ما اشتملت عليه قبائل الرأس من الدماغ والقبائل من العرب

    دون الأحياء فرع والعين مطر لا يقلع أياما ومطر حي من أحياء العرب والأحياء جمع حياء الناقة والحياء الاستحياء والاستبقاء من قوله تعالى ويستحيون نساءكم قال الشاعر الحصين بن الحمام تباطأت أستحيي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما طويل ويروى تأخرت والاستبقاء التماس النظرة والالتماس الجماع يقال لمس المرأة والتمسها كناية عن الجماع والجماع ضد الفراق والفراق جمع فرق وهو ظرف يسع ستين رطلا والفرق جمع فارق والفارق من النوق والأتن التي تذهب على وجهها عند الولادة فلا يدرى أين تلد قال الراجز ومنجنون كالأتان الفارق من أتن بين العرض والتضايق

    فرع والعين رئيس القوم والرئيس المصاب في رأسه بعصا أو غيرها والرأس زعيم القبيلة أي سيدها والزعيم الصبير والصبير السحاب المتراكب أعناقا في الهواء قال الراجز أبو محمد الفقعسي يا سلم أسقاك الصبير الوامض هل لك والعارض منك عائض في هجمة يعذر منها القابض والأعناق جمع عنق والعنق الرجل من الجراد والرجل العهد والعهد المطر الأول في السنة والأول يوم الأحد لغة أهل الجاهلية وأنشدونا أؤمل أن أعيش وإن يومي بأول أو بأهون أو جبار وافر أو التالي دبار أو فيومي بمؤنس أو عروبة أو شيار

    روى ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد كلهم قالوا حدثنا يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قال كانت العرب في الجاهلية تسمي الأحد أول والاثنين أهون وبعضهم أهود والثلاثاء جبارا والأربعاء دبارا والخميس مؤنسا والجمعة العروبة وبعضهم يقول عروبة ولا يصرفها والسبت شيارا وكان قوم من العرب يسمون العيد العروبة وبه سميت الجمعة العروبة وأنشد للقطامي نفسي الفداء لأقوام همو خلطوا يوم العروبة أورادا بأوراد بسيط فرع والعين نفس الشيء والنفس ملء كف من دباغ والكف الذب والذب الثور الوحشي والثور قشور القصب يعلو على وجه الماء وأنشدوا لنهشل بن حري

    كذاك الثور يضرب بالهراوي إذا ما عافت البقر الظماء وافر والقصب رهان الخيل والرهان المراهنة من الرهون والمراهنة المقاومة فلان يراهن فلانا أي يقاومه والمقاومة مع الرجل أن تذكر قومك ويذكر قومه تتفاخران بذلك والقوم القيام قال الراجز لقيط بن زرارة يا قوم قد أحرقتموني باللوم وبالقعود تارة وبالقوم شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدوم أي الدائم فرع والعين الذهب والذهب زوال العقل يقال ذهب الرجل ذهبا إذا تحير وزال عقله والعقل الشد عقلت الناقة إذا شددت يدها والشد الإحكام والإحكام الكف والمنع قال الأصمعي قرأت في كتب بعض الخلفاء الأول فأحكم بني فلان أي امنعهم وكفهم وأنشد لجرير

    أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكمو أن أغضبا كامل والكف قدم الطائر والقدم الثبوت والثبوت جمع ثبت من الرجال وهو الشجاع والشجاع الحية والحية شجاع القبيلة يقال فلان حية ذكر إذا كان شجاعا جريئا وأنشد لعبيد بن الأبرص وإن رأيت بواد حية ذكرا فاذهب ودعني أمارس حية الوادي بسيط فصل الحال شعر قاله الأقليشي فجمع فيه تصرف الحال ووجوهها يا ليت شعري هل أكسى ثياب تقى والشعر يبيض حالا بعدما حال بسيط أي شيئا بعد شيء فكلما أبيض شعري فالسواد إلى نفسي يميل فنفسي بالهوى حال بسيط حال من الحلية يقال حليت المرأة حليا وهي حال وحالية ليست تسود غدا سود النفوس فكم أغدو مضيع نور عامر الحال بسيط الحال التراب هنا تدور الدنا بالنفس تنقلها عن حالها كصبي راكب الحال بسيط

    فالمرء يبعث يوم الحشر من جدث بما جنى وعلى ما مات من حال أي هيئة خير أو شر لو كنت أعقل حالي عقل ذي نظر لكنت مشتغلا بالوقت والحال أي الساعة التي أنت فيها لكنني بلذيذ العيش مغتبط كأنما هو شهد شيب بالحال الحال ها هنا اللبن حكاها كراع فيما حكى عن ابن سيده ماذا المحال الذي ما زلت أعشقه ضيعت عقلي فلم أصلح به حالي حال الرجل امرأته وهي عبارة عن النفس وهي لغة هذلية ركبت للذنب طرفا ما له طرف فيا لراكب طرف سيء الحال حال الفرس طرائق ظهره وقيل متنه وقد ذكره امرؤ القيس في شعره يزل الغلام الخف عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل يا رب غفرا يهد الذنب أجمعه حتى يخر من الآراب كالحال الحال هنا ورق الشجر يخبط فيسقط

    فصل الخال وأنشد أحمد بن يحيى ثعلب في الخال أتعرف أطلالا شجونك بالخال وعيش زمان كان في العصر الخالي طويل أي الماضي لبالي ريعان الشباب مسلط علي بعصيان الإمارة والخال أي اللواء وإذ أنا خدن للغوي أخي الصبا وللغزل المريح ذي اللهو والخال أي الخيلاء وللخود تصطاد الرجال بفاحم وخد أسيل كالوذيلة ذي الخال أي الشامة إذا رئمت ربعا رئمت رباعها كما رئم الميثاء ذو الرثية الخالي أي العزب ويقتادني منها رخيم دلاله كما اقتاد مهرا حين يألفه الخالي أي الخلاء زمان أفدي من يراح الى الصبا بغمي من فرط الصبابة والخال أخو الأم وقد علمت سلمى وإن ملت للصبا إذا القوم كعوا لست بالرعش الخالي أي الظالع ولا أرتدي إلا المروءة خلة إذا ضن بعض القوم بالعصب والخال ضرب من الثياب

    وإن أنا أبصرت المحول ببلدة تنكبتها واشتمت خالا على خال أي سحابا فحالف بخلقي كل حلف مهذب وإلا تحالفني فخال إذن خال أي المخالاة وإني حليف للسماحة والندى كما احتلفت عبس وذبيان بالخال أي موضع وثالثنا في الحلف كل مهند لما رم من صم العظام به خال أي قاطع فصل صالح وقال آخر رجز لقد قدمت من دمشق صالحا يريد سالما وقد تجهزت جهازا صالحا يريد حسنا وكان زاد القوم زادا صالحا يريد كثيرا لأجذبن النسع جذبا صالحا يريد شديدا أو ألقين بالعراق صالحا يريد رجلا إني وجدت صالحا لي صالحا يريد نافعا يفعل بي فعلا كريما صالحا أي حسينا

    فصل اللحن ومن الأضداد اللحن يقال للخطأ لحن وللصواب لحن فأما كون اللحن على معنى الخطأ فلا يحتاج فيه إلى شاهد وأما كونه على معنى الصواب فشاهده قوله تعالى ولتعرفنهم في لحن القول معناه صواب القول وصحته وقال ابن الأعرابي يقال لحن الرجل يلحن لحنا إذا أخطأ ولحن يلحن إذا أصاب وقال غيره يقال للصواب اللحن واللحن وقال معاوية للناس كيف ابن زياد فيكم قالوا ظريف على أنه يلحن قال فذاك أظرف له ذهب معاوية إلى أن معنى يلحن يفطن ويصيب وعن أبي بن كعب أنه قال تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه قال أبو بكر فيجوز أن يكون اللحن في الحديث الصواب ويجوز أن يكون الخطأ لأنه إذا عرف القارئ الخطأ عرف الصواب وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال تعلموا الفرائض والسنة واللحن كما تتعلمون القرآن فيجوز أن يكون اللحن الصواب ويجوز أن يكون الخطأ يعرف فيتجنب وحدث يزيد بن هارون بهذا الحديث فقيل له ما اللحن فقال النحو وقال عمر بن عبد العزيز عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم

    أراد ب لاحن فاطن فقال أبو العالية كان ابن عباس يعلمنا لحن الكلام وقال لبيد متعوذ لحن يعيد بكفه قلما علىعسب ذبلن وبان كامل فاللحن المصيب الفطن يقال رجل لحن ولاحن من الفطنة والصواب ورجل لاحن من الخطأ لا غير وقال القتال ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا ووحيت وحيا ليس بالمرتاب وقال ابن أحمر يصف صحيفة كتبها وتعرف في عنوانها بعض لحنها وفي جوفها صمعاء تبلي النواصيا الصمعاء الداهية واللحن ايضا يكون بمعنى اللغة قال شريك عن ابي اسحق عن أبي ميسرة في قول الله عز وجل سيل العرم العرم المسناة بلحن اليمن أي لغتهم

    وقال بعض الأعراب علي بن عميرة الجرمي وما هاج هذا الشوق إلا حمامة تبكت على سمراء خضر قيودها طويل هتوف الضحى معروفة اللحن لم تزل تقود الهوى من مسعد ويقودها طويل وقال الآخر يذكر حمامتين باتا على غصن بان في ذرى فنن يرددان لحونا ذات ألوان وأنشد أبو العباس لمالك بن أسماء بن خارجة في جارية له وحديث ألذه هو مما تشتهيه النفوس يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيانا وخير الكلام ما كان لحنا وقال أراد ب تلحن تصيب وتفطن وأراد بقوله ما كان لحنا ما كان صوابا وقال ابن قتيبة اللحن في هذا البيت معناه الخطأ وهذا الشاعر استملح من هذه المرأة ما يقع في كلامها من الخطأ وقال أبو بكر وقوله عندنا محال لأن العرب لم تزل تستقبح اللحن من النساء كما تستقبحه من الرجال ويستملحون البارع من كلام النساء كما يستملحونه من الرجال والدليل على هذا قول ذي الرمة يصف امرأة

    لها بشر مثل الحريرومنطق رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر فوصفها بحسن الكلام واللحن لا يكون عند العرب حسنا إذا كان بتأويل الخطأ لأنه يقلب المعنى ويفسد التأويل الذي يقصد له المتكلم وقال قيس بن الخطيم يذكر امرأة أيضا ولا يغث الحديث ما نطقت وهو بفيها ذو لذة طرف منسرح تخزنه وهو مشتهى حسن وهو إذا تكلمت أنف فلو كانت هذه المرأة تلحن وتفسد ألفاظها لكانت عند هذا الشاعر الفصيح غثة الكلام ولم تستحق عنده وصفا بجودة المنطق وحلاوة الكلام وقال كثير وكنت إذا ما زرت ليلى بأرضها أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها من الخفرات البيض ود جليسها إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها فخبر هذا بصحة ألفاظها ولم تزل العرب تصف النساء بحسن المنطق وتستملح منهن قرض الشعر والقدرة

    عليه فمن ذلك عمات النبي وأشعارهن في رثاء عبد المطلب ومنهن قتيلة بنت النضر قتل رسول الله أباها صبرا يوم بدر ولما انصرف من بدر كتبت إليه في أبيها قبل إسلامها يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق كامل ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق النضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم إن كان عتق يعتق أمحمد ياضنء كل نجيبة في قومها والفحل فحل معرق فلما بلغ رسول الله بكى حتى أخضل الدموع لحيته وقال لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه ومنهن تماضر أخت ذي الرمة ومنهن جنوب بنت العجلان ومنهن

    عمرة أختها ومنهن حليلة بنت مرة ومنهن بنت أياس بن مصاب العجلي ومنهن الوافدة ومنهن هند ابنة الأوقص ومنهن ضباعة بنت عامر ابن قرط ومنهن صفية بنت ابي مسافع وأختها ومنهن الفارعة بنت معاوية بن قشير ومنهن عمرة بنت عمرو بن قيس ومنهن جداية بنت خالد بن جعفر ومنهن أم الهيثم ومنهن سعاد بنت شداد ومنهن ربيعة بنت حميضة العذرية ومنهن أمينة الطائية ومنهن نعمة بنت عتاب بن سعد ومنهن أم طريف ومنهن أم حنبل ومنهن سعيدة أخت الأحزم بن قارب ومنهن حية امرأة من بني ثعل ومنهن ام حسان ومنهن أم حكيم ومنهن عفراء ابنة مالك العذرية ومنهن محبوبة بنت مطر بن الأخشن ومنهن عنبة

    بنت عفيف بن عمرو بن أمرئ القيس ومنهن كبيشة أخت عمرو بن معد يكرب ومنهن أم ثواب ومنهن فاطمة الخزاعية ومنهن السلكة أم السليك ومنهن أم قيس الضبية ومنهن الخرنق بنت هفان القيسية ومنهن هند ابنة النعمان بن بشير الأنصاري ومنهن ميسون بنت بحدل الكلابية ومنهن بثينة ومنهن ليلى الأخيلية ومنهن عفراء بنت مهاصر

    وأما الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية فقدمت على النبي مع قومها فأسلمت معهم وذكروا أن رسول الله كان يستنشدها ويعجب بشعرها فكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس ويوميء بيده ولما قدم عدي بن حاتم على رسول الله أسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس قال سمهم قال أما أشعر الناس فامرئ القيس بن حجر وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب فقال رسول الله ليس كما قلت يا عدي أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي في كتاب التراقيص كل امرأة من العرب رقصت ابنها وهو صغير بشعرها وذكر الصولي أشعار خلفاء بني العباس وبعض نسائهم وقد عمل ابن المغربي أيضا مثل ذلك ولأبي الفرج الأصبهاني كتاب جمع فيه ما للإماء والشواعر وقال ابن المعتز في كتاب طبقات الشعراء أسامي الجواري ممن نسبن إلى الشعر وشهرن به وعرفن منهن عريب جارية المأمون وكانت ماجنة ظريفة فائقة الجمال

    صبيحة مليحة لم يكن في عصرها أحد آدب منها ولا أشعر ولا أعلم بأخبار الناس وأيامهم ولا أحفظ للسير والنوادر والملح منها وكانت راوية لأشعار الجاهلية الجهلاء وأشعار المخضرمين والإسلاميين وأشعار المحدثين تهذها هذا وتفسرها بغرائبها ومعانيها وكانت مطبوعة ظريفة حافظة لفنون الآداب وكان المأمون قد شغف بحبها لبراعتها في الأدب وغيره فكان لا يصبر عنها ومنهن خنساء جارية هشام المكفوف وكانت بارعة الأدب فصيحة مفوهة شاعرة مفلقة ماجنة ظريفة عالمة بالأخبار والأسمار ظريفة نبيلة في نفسها كثيرة النوادر ولم يقاومها أحد في الكلام كانت من أعلم الناس بالكلام تضع لسانها حيث شاءت وتقطع جميع من يكلمها وكانت مشهورة معروفة وأعطي هشام بها الرغائب فامتنع من بيعها لحسن أدبها وفصاحتها وبيانها وحسن شعرها ولطفها وكان أصحاب الكلام يجتمعون عندها ويتناظرون فلا يختلفون في شيء إلا تحاكموا فيه �

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 282 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة elsayedahmed

السيد احمد عبد اللطيف حسين

elsayedahmed
اهتم بالكتب والمقالات والروابط وكل مايخص طالب العلم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,034