كوهر شاه
هي ( كوهر شاه ) زوجة السلطان ( شاه رخ ) التي بنت " مسجد وجامع كوهر شاه " ويعد أعظم مسجد بالمدينة المقدسة، وأجملها بناء وزخرفة، وقد تبرعت ببنائه، ويشابه هذا المسجد القديم صحن المشهد المقدس الرضوي، فهو تحده من الشمال إلى الجنوب بطول مائة ياردة تقريبا، وعرض تسعين ياردة، ويتعرض كل ضلع من أضلاعه الأربعة إيوان جميل، وأكبره وأجمل الأواووين الأربعة الموجودة في هذا الجامع هو إيوان المقصورة الواقع في الضلع الجنوبي، ويستعمل لصلاة الجماعة، وتقوم بجانبها منارتان، ومساحته بما فيه الصحن تبلغ مائة وواحد وثمانين في مائة وأربع وستون قدما، ويوجد قريب سبعمائة وخمسون مسجدا في خراسان .
وقد استخدمت ( كوهر شاد ) المهندس المعماري ( قوام الدين ) في بناء هذا المسجد الذي يحمل أسمها وكان ذلك في عام 1418 م، وهو أروع نتاج الهندسة الإسلامية الفارسية وأغناه بالألوان، وفيه تحيط المآذن بالفوانيس الرائعة بالضريح وكأنها تحرسه، وله أربع أواووين من أربع جهات، وفي الإيوان اثنا عشر ذراعا ونصف، وارتفاعه خمسة وعشرين ذراعا ونصف، وتؤدي أربع مداخل فخمة إلى فناء رئيسي، كسيت كل واجهة منها بآجر من الخزف المزخرف، لا مثيل لها من قبل ومن بعد، تحفة الزمان تتحدى اللون في مائة شكل من الزخرفة العربية " الأرابيسك " والرسوم الهندسية والحركات الزهرية والخط الكوفي الفخم ، وأضفت شمس فارس على هذا مزيد من البريق و التألق، و فوق الجزء الجنوبي من الرواق ذي الأعمدة المؤدي إلى حرم المسجد ارتفعت مئذنة من الآجر الأزرق تناطح السماء، وكذلك منارتيه المزخرفتين بأشكال معقدة دقيقة بحيث يتكون منها تناسق مبهج من الألوان، وعلى القبة الجسيمة المكسوة بالقاشاني الأزرق، الذي تتغير صبغته بتبدل النور على ما يبدو، تلاحظ كتابة " لاإله إلا الله محمد رسول الله " وقد نقشت في قاعدة القبة الكبيرة أول ( 39 ) آية من سورة ياسين التي يعيرها الشيعة أهمية خاصة، وفي وسط صحن المسجد توجد منصة مرتفعة مساحتها 37 قدما مربعا، وهي محاطة ببركة من الماء في كل جانب من جوانبها، وعلى الباب بحروف بيضاء على أرضية زرقاء نقش إهداء الملكة وهو إهداء يفيض فخرا وتقى " إن عظمتها العريقة في المجد، شمس سماء الطهارة والعفة .... جوهر شاد، خلد الله عظمتها، وأدام طهارتها، من مالها الخاص، ولخبر آخرتها، ومن أجل اليوم الذي يحاسب فيه المرء على ما قدمت يداه، تقربا إلى الله وشكرا له سبحانه، شيدت هذا المسجد الجامع العظيم، هذا البيت المقدس، في عهد السلطان المعظم، سيد الحكام، والد نائب الملك، شاه رخ، أدام الله ملك إمبراطوريته، وزاد على الأرض صلاحه وعدله وكرمه "، ولهذا المسجد أوقاف جليلة باقية إلى اليوم ، وله ناظر مستقل عن المشهد الرضوي.
المصادر والمراجع:
خليل البدوي: موسوعة شهيرات النساء.
السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني : جولة في الأماكن المقدسة.
جعفر الخليلي : موسوعة العتبات المقدسة ، ج 11.
حسين خانجي: إيران الصفوية "كيف صار الإيرانيون شيعة صفويين؟".
السيد أحمد عبد اللطيف: الحياة السياسية والحضارية للدولة الصفوية.
ول ديورانت : قصة الحضارة ، ج 26.
كتبه: د. السيد أحمد عبد اللطيف الباحث بكلية دار العلوم جامعة المنيا.
ساحة النقاش