البرلمان يتحدث عن النزاهة 
لم تعرف مصر الحياة النيابية في العصر الحديث الاعندما جاءت الحملة الفرنسية لمصر فشعر المصريين بالفرق بين سياسة مصر وفرنسا ؛ فرغب المصريين في التغيير؛وشكل محمدعلي باشا أول مجلس نيابي يتكون من كبار الشخصيات من كبار الملاك والتجار وكبار الفلاحين في الدولة للمشورة فقط فظلت الاحداث تتوالي حتي جاءت ثورة 1919م للاعتراض علي سياسة بريطانيا فشعرت بريطانيا بالزعر فاصدرت قرار باصدار دستور1923 ليكون اول دستور يتم تفعيلة في مصر في التاريخ الحديث ويعتبر أول خطوة نحو الديمقراطية وبذلك بدأ اول مجلس نيابي حقيقي منتخب يعبر عن ارادة الشعب المصري عام 1924م وفاز الوفد باغلبية ساحقة وشكل سعدزغلول الوزاة وسميت بوزارة الشعب ؛ولكن سرعان ما زور الملك الانتخابات التالية لابعاد سعد زغلول المعارض والمناهض لسياسته
أما الانتخابات الثانية 1650م فجاءت في ظروف مختلفة لان بريطانيا كانت لها مصالح في بقاء الملك ولكي تضمن هذا البقاء عملت علي ارضاء الشعب المصري حتي يرضي عن الملك فابعدت يدها عن تزوير الانتخابات ففازايضا الوفد أغلبية ساحقة وشكل النحاس باشا الوزارة
اما عن الانتخابات الثالثة 1976م فكانت في عهد السادات الذي أعاد التعددية الحزبية فقامت الانتخابات وكانت نزيهة؛ فجاءت بشخصيات معارضة لسياسة السادات ولكن أنتهي الامر بحل هذا المجلس عام 1979م ؛واقام انتخابات اخري جري فيها التزوير
ولكن اليوم جاءت الانتخابات علي غير المعتاد؛ والمعتاد هو فوز الحزب الوطني باغلبية ساحقة بالتزوير المتناهي وأثبت الشعب المصري بانه قادر علي التحول الديمقراطي ؛ رغم ان أحمد نظيف ذكر في خطاب له أن مصر غير مؤهله للديقراطية وعاد التاريخ مرة اخري ليذكر ويثبت للعالم أن شعب مصر شعب حضاري بمعني الكلمة وأن مصر هي التي صنعت التاريخ والامجاد ؛وأن مصر أصبحت مصر جديدة مختلفة فهي الان تسير بخطه ثابتة نحو الديمقراطية الحقيقية بارادة الشعب المصري الحر وليس بارادة الحاكم الظالم والحزب الوطني الفاسد ؛فما شهدته الانتخابات من تكدس وزحام ونزاهة سوف يحول مصر الي دولة عريقة بين الشعوب ؛ فما اعظم هذا الشعب الذي ظل يجري ويتزاحم من اجل المشاركة في التغيير الحقيقي لتشكيل برلمان الثورة الذي سوف يحقق مطالب الثورة ويرضي طموح الشعب المصري من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية بكل فخر واعتزاز انا مصري فخور بهذا البلدالعريق صاحب التاريخ المزدهر بين صفحات الشعوب والحضارات .
بقلم / أشرف التعلبي
[email protected]
