تتفشي العصبية القبلية في الصعيد بشكل لآفت للنظر؛ولا يزال كثير من الناس تدور بينهم المفاخرة بالآباء والاجداد والتغني بمأثرهم وأمجادهم وأصالة أنسابهم أو عظم أحسابهم والتعالي علي من يعدونهم أقل منهم نسب وحسب ؛كما لايزال الأباء يزرعون العصبية القبلية في أبنائهم وأحفادهم منذ نعومة أظافرهم فيكبرون ويورثوها كما ورثوها من قبل ؛فهم لايبالوا بقول الله سبحانه وتعالي :
كما لايوجد أي أساس للعصبيةالقبلية في كل الآديان السماوية لآن مقياس الكرامة وميزان التفاضل عندالله سبحانه وتعالي هوالتقوي وليس الحسب أوالنسب ؛وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
(ألا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، ولا لعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، ولا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأِسْوَدَ عَلَى أَحْمَر، إلاّ بِالتَّقْوَى) اذا لاعبرة للون أو حسب أو نسب
كما جاء في الانجيل "بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي؛ يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ" (سفر المزامير 34: 2) وأيضا "ماذا نفعتنا الكبرياء؛ وماذا أفادنا افتخارنا بالأموال" (سفر الحكمة 5: 8)
فمن أجل غرس مبدأ المساواة في نفوس الناس جاء التصريح القرآني المباشر بأن الله سبحانه وتعالي خلق الناس جميعا من نفس واحدة فقال تعالي:
فللعصبية القبلية مصائب بالغة الخطورة من أهمها الثأر الذي أصبح من ابشع الجرائم واشنعها ؛فانتشر الثأر في كل أركان الصعيد فهومن بقايا العادات السيئة للعصر الجاهلي . وتعد هذه المشكلة من أسوأ المشاكل التي يعاني منها الصعيد لانتشارها بين أوساط المجتمع بشكل مخيف ؛ويترتب عليها ترميل النساء وفقدان الابناء لأبائهم وحرمانهم من الرعاية ؛بل أن الكثير من الاطفال يولد فيجد نفسه عليه ثأر ؛ فلماذا حصد كل هذه الارواح بدون رحمه أو شفقة ؟فلاتتعجب أن قلت أن السلاح الموجود بالصعيد يكفي لتحريرالقدس ؛ رغم أن كل الاديان السماوية نبذت القتل وتحذر منه بشدة وقال سبحانه وتعالي } ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) { النساء 93) وعن البراء رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) لزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمن بغير حق، ولو أنَّ أهلَ سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار). وذكر أيضا في
ونجد أيضا أن للعصبية القبلية مصائب آخري غير الثأر وهي تدهور الحياة السياسية بشكل عام في الصعيد ؛فكلما أقترب موعد أنتخابات البرلمان تدق أجراس الخطر ويصبح الدم هو الشعار الاساسي ؛ويتبدل العرس الي سرادق عزاء في أنتظار ضحايا جدد. الي متي سيستمرشلال الدماء في الصعيد؟ ومتي ينتهي ألتفاف أبناء القبيلة حول من يمثلها مهما كانت أنتمائاته السياسية والحزبية دون النظر لأي أعتبارات آخري من قدراته وكفاءته السياسية ؛فهم يقولوا بالعمية (حتي وأن لم يفقه شئ في السياسة فهو ابن القبيلة). بل وتتعدد الآثار السلبية للعصبية القبلية ونجدها من الاسباب الرئيسية لارتفاع معدلات العنوسة في المجتمع الصعيدي ؛ فما أصعب أن تحرم الفتاة من حق منحها الله اياها ؛وهو الزواج اجبارا وليس خيارا ؛فتري سنوات عمرها تمضي أمام عينيها دون أن تحقق حلمها بالزواج ؛فكيف أهل العصبية القبلية لاينظرون لقول الله تعالي }أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله { (النور-22). وما أسباب تشدد الأهل واشتراطهم في المتقدم أن يكون من ذات القبيلة بصرف النظر عن كفاءته للفتاة في الدين والخلق والفكر ولماذا لايفعلون كما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم حين زوج زينب بنت جحش وهي ابنه عمته ومن سادات قريش وأعلاهم نسب ؛زوجها من زيد بن حارثه وهو مولي معتق لكنه علي خلق ودين .
ويتبلور علاج المشكلة في الآتي :
- أن تتكاتف كل المنظمات الحكومية والأهلية من أجل القضاء علي هذه المشكلة
- أن تقوم وزارة التربية والتعليم بنبذ روح العصبية القبلية في المناهج الدراسية
- عقد دورات ومحاضرات وندوات توعية للتخلص من المشكلة
- أصدار الفتاوي الشرعية التي تعالج هذه الظاهرة
- أظهار تسامح الآديان السماوية
- التفكير في حال الأمة وما وصلت الية ونحن منشغلون بهذه العادات السيئة التي ترجع للعصر الجاهلي
- أن يكون العلماء والمختصين قدوة في المعالجة التربوية للابناء من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد .