<!--<!--<!--<!--

 

تقرير: أشرف التعلبى

بعيدا عن صالونات القاهرة تأسست «روضة عبدالرحيم العلمية للثقافة والفنون» فى مركز دشنا بقنا، لتخدم الباحثين عن القراءة والثقافة، حتى أضحت المكتبة شمعة ثقافية مضيئة فى الصعيد الجوانى، تنافس المؤسسات الثقافية من خلال الندوات والورش والمعارض التى تقيمها، إضافة لاستضافتها لكبار الكتاب والمبدعين، ورغم ضعف مواردها إلا أن نشاطها تكلل بالفوز فى مسابقة المشروع الوطنى للقراءة، ومازال القائمون عليها يحلمون باتساع دورها فى ربوع الوجه القبلى.

يقول الكاتب صابر حسين منسق «روضة عبدالرحيم العلمية بدشنا»: إن الروضة تأسست عام 2013.

وهى عبارة عن مكتبة ثقافية، قائمة على القراءة فى المقام الأول والأنشطة الثقافية فى المقام الثانى، من خلال عقد ندوات ومحاضرات وكورال أطفال وفنون تشكيلية، ويتم تقديم كل هذه الأنشطة بالمجان، لأن كل العاملين بالمكتبة متطوعون.

«حسين» أضاف أن الروضة تستضف ندوات للكبار والصغار، فالمسألة ليست قاصرة على أنشطة الأطفال فقط، كما تستقبل معرضين للكتاب كل عام، الأول فى شهر يناير مواكبا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب والآخر فى أشهر الصيف، وعلى هامش المعرض تقام بعض الأنشطة والفعاليات لجذب الجمهور.

وأشار إلى أن المكتبة تضم عدداً كبيراً من الكتب، تزيد عن 5 آلاف كتاب وقصة أطفال، حيث بدأت المكتبة بألف كتاب، وعندما فازت الروضة بجائزة المشروع الوطنى للكتاب تلقينا منهم 4 آلاف كتاب كإهداء، فأصبح لدينا أكثر من 5 آلاف كتاب وقصة، إضافة إلى ما نستقبله من إهداءات من دور النشر وبعض الكتاب والمثقفين، وغالبية الكتب المتوفرة بالمكتبة هى قصص للأطفال لخلق جيل جديد واعٍ ومثقف، كما تضم المكتبة قاعة كبيرة تتسع لأكثر من 70 شخصاً لإقامة الندوات والورش، وهى مجهزة بأجهزة كمبيوتر وشاشة عرض، ويصل عدد المترددين على المكتبة شهرياً نحو ألف طفل وشاب فى فترة الصيف، وما يقرب من 300 طفل وشاب شهريا أثناء فترة الدراسة.

ويشير «حسين» إلى أن هناك عددا كبيرا من الموهوبين فى مجالات مختلفة من رسم وفنون تشكيلية يقومون بأنشطة بشكل تطوعى فى الروضة، إضافة إلى ما نقوم به من أنشطة بالتعاون مع قصر ثقافة دشنا، ومكتبة مصر العامة، وتستهدف الروضة مَن هُم فى المرحلة الإعدادية والثانوية من خلال عقد ندوات وورش خاصة بالابتكار والفكر الإبداعى وإعادة التدوير وتاريخ الفنون.

أما سحر محمود منسق بالروضة، فتقول: إن الروضة أصبحت مائدة للمثقفين، رغم بساطة الإمكانيات، من خلال إقامة العديد من المحاضرات والندوات التى يحضرها المثقفون والمبدعون من جميع أرجاء محافظة قنا لتوعية الشباب والأطفال من مختلف الأعمار، كما يتم تنظيم أمسيات دينية فى المناسبات المختلفة، وتنفيذ ورش مختلفة من تعليم الرسم والموسيقى وورش لتعليم كتابة القصة للطفل وفنون الإلقاء.

وتوضح «سحر» أن من أهدافنا فى الروضة توفير الكتب والمواد المعرفية المختلفة بما يتناسب مع ميول الأطفال والشباب، إضافة إلى اكتشاف المواهب المختلفة وصقلها من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية، وتنمية روح الابتكار والتفكير، وأيضا تنمية ثقافة امتلاك الكتاب ومطالعته من خلال أنشطة ومعارض مبادرة «أزبكية دشنا» التابعة للروضة.

ويشهد على نشاط «الروضة» الدكتور محمد أبو الفضل بدران،الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، والذى سبق أن عُقدت له ندوة بالمكتبة، وأشار إلى أهمية المبادرات الثقافية الأهلية، موضحا أن هناك دورا ثقافيا على رجال الأعمال، ويجب أن يكونوا على وعى به.

والقطاع الأهلى والجمعيات الأهلية تقوم بدور اجتماعى واقتصادى لكن تهمل الجانب التثقيفى، فهو لا يقل عن الجانب الاقتصادى، فمعظم شبابنا فى حاجة للتثقيف، وفى حاجة إلى محاورة لا إلى محاضرة، وهذا ما يقوم به المثقفون الفاعلون، الذين يعرفون دورهم فى المجتمع، فليس دورهم نشر الأعمال الإبداعية فقط، إنما عليهم التواصل مع الجمهور حتى يقوموا بهذا الدور المنشود منهم.

وفيما يخص «روضة عبدالرحيم بدشنا» قال «بدران» إن ما تقوم به فى مجتمع الصعيد يعد دورا كبيرا وفاعلا فى تغيير مفاهيم المجتمع الصعيدى تجاه العادات السيئة مثل الثأر، وإضفاء روح التذوق الجمالى والبصرى والسمعى من خلال المعارض الفنية والندوات والأمسيات الشعرية، بجانب الورش التى تقام مجانا فى هذه الروضة، وأتمنى أن تحذو المؤسسات الأهلية والمدنية حذو الروضة فى الاهتمام بالثقافة.

 

elsayda

بوابة الصعايدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2024 بواسطة elsayda

رئيس التحرير: أشرف التعلبي

elsayda
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »

تسجيل الدخول

بالعقل

ليس كافيا أن تمتلك عقلا جيدا، فالمهم أن تستخدمه جيدا