<!--<!--<!--<!--
تقرير: أشرف التعلبي
من بلاد الدهب وتحديدا من مدينة «دراو» خرجت لنا ورشة «المصطبة» لتثرى حركة الإبداع الأدبى فى محافظة أسوان، وهى مبادرة تستحق التقدير والاحتفاء، فبجهود ذاتية من القائمين عليها والمؤمنين بفن القصة القصيرة- من مبدعى دراو ونصر النوبة- نجحوا فى تقديم عدد من المواهب الأدبية والتفاعل معهم، ومساعدتهم فى نشر أعمالهم وتقديمها للجمهور.
يحسب لـ«مصطبة» أنها استطاعت منذ أن تأسست عام 2017 على يد القاص الأسوانى ياسر سليمان، فى إحداث حراك وثراء ثقافى فى محافظة أسوان دون النظر لأى مكاسب أو تطلعات مادية، بل كان همّ أعضائها خلق مساحة لشباب المبدعين وفرصة لتطوير مهارتهم الإبداعية بعيدا عن روتين المؤسسات الثقافية الرسمية.
عن ورشة «المصطبة» يقول الكاتب القاص ياسر سليمان التى يديرها ويشرف عليها، إنها مبادرة قامت بجهود ذاتية تطوعية لدعم المبدعين بمحافظة أسوان، والتى انطلقت بالتعاون بين مجموعة من مبدعى القصة القصيرة بمدينة دراو ونصر النوبة منذ 6 سنوات، وتم اختيار مركز شباب مدينة دراو بمحافظة أسوان ليكون مقرا للاجتماع الأسبوعى للورشة والذى تقرر أن يكون الثلاثاء من كل أسبوع، وبعد فترة تم إنشاء فرع آخر للورشة مقره بيت ثقافة كلابشة، ولكنه توقف بعد فترة وأصبح المقر الرئيسى للورشة هو مكتبة الطفل والشباب بدراو ليكون الاجتماع هو يوم الخميس بدلا من الثلاثاء من كل أسبوع، وبعدها تم تدشين صالون المصطبة الثقافى عام 2018.
يوضح «سليمان» أن الورشة نجحت فى إقامة عدد من المؤتمرات بشكل سنوى لتناول القضايا الأدبية التى تشغل فكر المبدعين بشكل عام وأدباء أسوان بشكل خاص، وأقيم المؤتمر الأول عام 2017 فى مدينة «كوم امبو» بعنوان «التجريب وكسر الإطار»، على نفقة أعضاء الورشة وتمت دعوة عدد من الأدباء والنقاد والمثقفين، وتضمن المؤتمر جلستين حواريتين الأولى بعنوان «معوقات التجريب فى السرد العربي»، والثانية بعنوان» التجريب فى الجنوب- القصة القصيرة نموذجا»، وأصدرت الورشة كتابا يحوى عددا من قصص الأعضاء كمجوعة قصصية مجمعة لهم، وفى هذا المؤتمر تم تكريم الأديب الأسوانى الكبير يوسف فاخورى.
كان المؤتمر الثانى عام 2018 فى بيت ثقافة «كلابشة» بمحافظة أسوان، بعنوان «السرد الفرعوني» وتضمن جلستين، الأولى بعنوان» السرد الفرعونى ثقب فى ذاكرة تاريخ الأدب»، والثانية بعنوان «المقدس وتأطير الإبداع»، وتم تكريم القاصة والروائية الدكتورة هيام عبد الهادي، وحضره عدد كبير من أدباء أسوان وقنا والأقصر، إضافة إلى بعض النقاد والإعلاميين.
ثم كان المؤتمر السنوى الثالث فى عام 2019 والذى نظمته «المصطبة» تحت عنوان «القصة القصيرة وإشكاليات النوع»، وتضمن المؤتمر جلستين، الأولى بعنوان «حدود النوع فى القصة القصيرة»، والثانية بعنوان «تداخل الأنواع وأثره على القصة القصيرة»، كما تضمن «مائدة مستديرة عن الثابت والمتغير وعلاقته بالنقد فى القصة القصيرة»، وكرّم المؤتمر الأديب عصام راسم. ثم توقفت المصطبة عن عقد مؤتمرها السنوى بسبب وباء «كورونا»، إلى أن نجحت الورشة فى عقد المؤتمر العام الرابع منذ أسابيع قليلة، بمكتبة الطفل بمدينة دراو فى أسوان، تحت عنوان «السرد الإفريقى حكايات الغابة والصحراء» بحضور الكاتب الأسوانى الكبير أحمد أبو خنيجر والكاتبة علية طلحة والكاتب الصحفى أسامة الرحيمي، والدكتور الناقد محمد السيد إسماعيل وكوكبة من المبدعين والمبدعات من أندية الأدب بمحافظات أسوان والأقصر والبحر الأحمر.
وكان المحور الأول للمؤتمر بعنوان «السرد الإفريقى من الشفاهية لنوبل»، والمحور الثانى بعنوان «مصطلح الأدب الإفريقي.. أزمات استعمارية»، بينما ناقشت المائدة المستديرة قضية «اللغة الأم واللغات الدخيلة.. صراع الهوية»، وكرم المؤتمر الأديب الدكتور طارق الطيب والأديب أحمد أبو خنيجر.
نظمت «المصطبة»- منذ أن تأسست عام 2017 وحتى الآن- عددا كبيرا من الفعاليات والأنشطة الثقافية المختلفة، ومنها أنها استضافت الكثير من كتاب الجنوب خلال اجتماعها الأسبوعي، وتضمنت هذه اللقاءات حديث الكاتب عن تجربته الأدبية والحديث عن القصة القصيرة، ومن ضمن هؤلاء القاص والروائى محمد صالح البحر، والقاص أحمد ربيع، والكاتب الكبير أشرف البولاقي.
كما عقدت الورشة العشرات من ورش الكتابة لمساعدة المبدعين الشباب فى تطوير مهارتهم الكتابية، منها ورشة خاصة بالنحو لتقوية أعضاء الورشة فى النحو والصرف، بالإضافة إلى ورشة حكى عن فتنة الصور والمشهدية فى الكتابة، وورش كثيرة فى أوقات مختلفة عن كتابة القصة القصيرة، وكتابة قصص الأطفال، وكتابة السيناريو. كما قام أعضاء الورشة بزيارة نادى القصة بأسيوط والتعرف على تجربتهم، وأيضا زيارة صالون أدندان الثقافى بأسوان، ونادى أدب إدفو، ونادى أدب نصر النوبة، وغيرها من الزيارات لنوادى الأدب والقصة، للتعرف على أذواق وتجارب جديدة فى الكتابة، كما عقدت «المصطبة» العشرات من الأمسيات لمناقشة مجموعات قصصية والاحتفاء بالكتاب المبدعين، وآخر الإنجازات التى حققتها «المصطبة» أن بعض أعضائها نجحوا فى الفوز فى مسابقة إقليم جنوب الصعيد الثقافى التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، فرع القصة القصيرة.