تقرير: منار عصام
فى أمسية ثقافية حاشدة وسط تواجد مكثف من الأدباء والصحفيين، تحول النقاش حول رواية «أبى سروال» إلى حكايات صعيدية ورصد لما شهدته مدن وقرى النوبة من تغيير نحو التطور دون أن تمس أصول قيمها وتقاليدها، فتحت «أبى سروال» الباب أمام جميع المشاركين، مناقشين وحضوراً للعودة مجدداً إلى الجذور، وتذكر ما رسخه جيل الآباء من ثوابت رصدها أبطال الرواية فى بساطة تميز به سرد الراوئى أشرف التعلبى الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة، والذى نجح فى تحويل أبطال روايته إلى حكايات ملهمة تجسد المجتمع الصحراوى الذى تناوله «أبى سروال» ولأنه نجح فى أن يجعل كلمات روايته صورة حية متحركة بقرائها فقد نال احترام كل الحاضرين وتقديرهم.
وشارك فى مناقشة «أبى سروال»، الرواية الفائزة بجائزة (المواهب الأدبية) التابعة للمجلس الأعلى للثقافة (دورة خيرى شلبى 2021)، الكاتب والناقد الأدبي، سيد الوكيل، والكاتب والناقد السيد نجم، والأديبة ريم خيرى شلبي، والدكتور أسعد جواد يوسف، الأستاذ بجامعة القادسية بالعراق، وأدارت الجلسة الإعلامية نشوى بكري.
فى البداية، قال الكاتب السيد نجم: كنت من ضمن لجنة التحكيم التى ناقشت الرواية، لكن «أبى سروال» لفتت نظري، ولهذا كان من الطبيعى أن تكون الرواية الفائزة لأنها كانت إثباتًا على أن العمل الثرى أدبيًا يمكن الدخول إليه من أكثر من باب وأكثر من روح، وقد استفدت على المستوى الشخصى؛ لأن الرواية دفعتنى للبحث فى علاقة الصحراء بالسرد الروائي؛ لأنه نادرًا ما تكون الصحراء هى الفضاء السردى فى الرواية، والأدب الجزائرى يعتبر هو الأكثر استخدامًا للصحراء فى السرد، نظرًا لتأثر معظم الأدباء الجزائريين بها.
وحول «أبى سروال» قال «نجم»: الجميل فى رواية «التعلبي» أنه عاش مع الصحراء كتجربة وفضاء وحياة، هذا فضلا عن تمسكه من أول سطر إلى نهاية الرواية بالسرد فى الفضاء الصحراوي، ولهذا يمكننى القول إن رحلة «أبى سروال» هى رحلة حياة، حيث شملت الحياة والموت والعلاقة التى تربط بين البشر وبعضهم بعضا، وعلاقة البشر بالحيوانات، ولهذا فإنها تعتبر إضافة لمسألة الصحراء فى فن الرواية.
وأكد «نجم» أنه من «ضمن الصفات التى جعلته يقع فى غرام الرواية، كيفية الاستعداد للرحلة فى الصحراء (الخيمة، الأدوات، والمعدات)، هذا إلى جانب الطريقة التى اعتمدها الروائى فى إلقاء وتقديم المعلومات التاريخية، وكذلك مسألة المياه والتى تكررت فى أكثر من موضع، وتأكيد الأب للابن بأهميتها وقيمتها غير العادية، هذا فضلا عن إصرار الكاتب على الحديث عن العادات والتقاليد، من بينها وصية الأب لابنه بعدم قتل أى حيوانات وحشرات الصحراء، وأن يتركها تعيش مثلما تتركهم هى يكملون رحلتهم فى الصحراء دون أذى، فهذه القيمة جميلة ولافتة للنظر وجديدة من نوعها فى هذه الرواية».
من جهتها قالت الأديبة ريم خيرى شلبي: تجربة الروائى أشرف التعلبى تذكرنى بتجربة والدى، وتحديدًا فى حرصه وشغفه وحبه للكتابة، فهو شخصية مكافحة ودؤوبة، هذا إضافة إلى أنه واحد من أبناء محافظة قنا، وأذكر أن والدى كان يقول لى دائما «أهل قنا هم الأقرب فى لهجتهم إلى اللغة العربية الفصحى، هذا إلى جانب تميزهم فى الأدب والشعر»، وهناك موروثات مهمة يقدمها «التعلبي» فى روايته «أبى سروال»، هذا فضلا عن الارتباط الواضح بين الكاتب وبيئته.
بدوره.. قال الكاتب والناقد سيد الوكيل: رواية «أبى سروال» من نوعية الروايات التى نقول عنها «تظل باقية فى الذاكرة»، بسبب الصدق الفنى الموجود فى الرواية، ففى «أبى سروال» يتضح جليًا أثر البيئة النفسية والمكانية للكاتب، فبيئة الصحراء والجبال لم تعد هى تلك البيئة الغامضة التى لا نعلم عنها شيئا، كما أنها تستحق أن توصف بـ«الرواية التاريخية».
«الوكيل» أضاف: أما فيما يتعلق بالبيئة النفسية التى نشأ فيها الكاتب، فمن المعروف أنها تؤثر عليه بشكل واضح، وهذا ما حدث مع الروائى أشرف التعلبى فى روايته «أبى سروال»، فالمسألة هنا لم تكن مسألة الصحراء فقط، لكن المسألة هنا الترحال والبحث عن الدليل النفسي، ولهذا فإن النهاية توضح أن الابن هو الدليل النفسي، وهو دليل ذاتى أيضا، لذلك تعد رحلة للبحث عن الذات، كما أن وقوف الرواية على مشاهد متعددة بين التاريخ والبيئة والبعد النفسى للشخصية وكذلك الزوجة ودورها فى تشكيل الحياة اليومية لأى أسرة فى الصحراء، كل هذا تم توظيفه بشكل جيد جدا طوال أحداث «أبى سروال».
<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:8.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:107%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
