تقرير يكتبه: أشرف التعلبى


طفرة جديدة نراها أمام أعيننا فى إدارة ملف الموارد المائية والرى من خلال المشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع، وهو أحد أهم مكونات المشروع القومى لتطوير الريف المصرى الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتغيير شكل الريف جذرياً، والارتقاء بحياة ٥٨ مليون نسمة ، فمشروع تبطين الترع يساهم فى تحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وتوصيل المياه لنهايات الترع المتعبة، وحثّ المواطنين على الحفاظ على المجارى المائية وحمايتها من التلوث، بخلاف المردود الاقتصادى والاجتماعى والحضارى والبيئى الملموس فى المناطق التى تم تنفيذ المشروع فيها.
الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، يعتبر أن مشروع تبطين الترع هدفه تحسين إدارة المياه وتوصيلها لنهايات الترع المتعبة، بالإضافة لما يحققه من نقلة حضارية فى المناطق التى يتم التنفيذ فيها، والمساهمة فى تحسين البيئة وتشجيع المواطنين على الحفاظ على المجارى المائية وحمايتها من التلوث، ورفع مستوى معيشة المواطنين من خلال توفير فرص العمل باعتباره من المشروعات كثيفة العمالة، فهناك 300 شركة ومقاول تعمل فى تنفيذ المشروع بمختلف محافظات الجمهورية، الأمر الذى وفر آلافا من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
متابعة الموقف المائى بالترع التى تم تأهيلها وحالة الرى بزمامات الأراضى الواقعة على هذه الترع تكشف حدوث تحسين كبير لعملية إدارة وتوزيع المياه، وتقليل الزمن اللازم للرى على طول الترعة، وحسم مشاكل نقص المياه بنهايات الترع، وحصول كافة المزارعين على حصتهم من المياه فى الوقت المناسب، وتحسين نوعية المياه بالترع مع إزالة الحشائش والأهم تغيير ثقافة المواطنين وامتناعهم بشكل واضح عن إلقاء المخلفات بالترع المؤهلة، إضافة إلى رفع القيمة السوقية للأرض الزراعية بزمام الترعة بعد عملية التأهيل.المهندس محمود السعدى، مستشار وزير الرى لمشروع تبطين الترع،والمكلف بمتابعة إنجازه فى كافة المحافظات يؤكد أنه من أهم المشروعات التى تنفذها الدولة حاليا حيث إن حجم التحديات التى تواجه قطاع المياه فى مصر كبير جدا وعلى رأس هذه التحديات الزيادة السكانية الشديدة مع ثبات حصة مصر من مياه النيل منذ سنة 1959 والمحددة بـ 55.5 مليار متر مكعب فى العام.لذلك كانت توجيهات القيادة السياسية توفير الاعتمادات المالية اللازمة للتوسع فى تأهيل وتبطين الترع المتعبة والتى يوجد بها مشاكل فى وصول المياه للنهايات مما كان يتسبب فى زيادة مدة أدوار العمالة واستهلاك كميات مياه زيادة نتيجة كميات مياه إضافية لضمان وصولها إلى نهايات الترع.السعدى يرى فوائد كثيرة للمشروع أولها تحقيق العدالة فى توزيع المياه وحسم شكاوى المزارعين، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة من خلال ترشيد الاستخدامات المائية المتاحة والحد من الفواقد فى شبكة الترع من خلال تقليل فواقد النقل أو التسرب أو البخر بالإضافة للشكل الحضاري.أيضا تقليل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع والتى كان يتم تنفيذها ثلاث أو أربع مرات فى السنة الواحدة.
ويوضح مستشار وزير الرى أن طول شبكة الترع العمومية فى مصر تبلغ حوالى 33 ألف كيلومتر طولى، وتم حصر جميع الترع «المتعبة» والتى يوجد فيها مشاكل فى وصول المياه إلى النهايات أو انهيار فى الجسور وبلغ طول هذه الترع كمرحلة أولى 7000 كيلو متر طولى، ويجرى العمل حاليا لتأهيل وتبطين الترع فى 20 محافظة، بينما تم الانتهاء من تنفيذ مجموعة من الترع بأطوال تزيد على 2000 كيلو متر طولى، ومن المتوقع أن تصل التكلفة بنهاية 30 يونيو 2022 إلى 18 مليار جنيه للمرحلة الأولى فقط.أجهزة وزارة الرى تبذل مجهودات ضخمة لتنفيذ المشروع القومى لتأهيل الترع، تحت رقابة وإشراف مهندسى ولجان التفتيش بالوزارة والكوادر العلمية بالجامعات المصرية بالمحافظات، مع عمل الاختبارات الحقلية اللازمة والتأكد من جودة المواد المستخدمة فى التنفيذ، للانتهاء من تأهيل ترع بأطوال تزيد على 2000 كيلومتر بمختلف محافظات الجمهورية، بينما يجرى العمل فى تنفيذ 5363 كيلومترا أخرى، بالإضافة إلى تدبير اعتمادات مالية لتأهيل ترع بأطوال تصل إلى 1000 كيلومتر تمهيداً لطرحها على المقاولين، ليصل بذلك إجمالى أطوال الترع التى شملها المشروع 8233 كيلومترا حتى الآن.أهمية المشروع
الدكتور أسامة سلام، أستاذ المياه بالمركز القومى لبحوث المياه، يرى أن مشروع تبطين الترع مهم للغاية، خاصة فى إعادة بناء وتطوير الترع التى تسمى بالترع المجهدة أو المتعبة، وقد حصل عليها اعتداءات كثيرة وتسريبات كثيرة وبالتالى يستحسن أن يتم نقل المياه مباشرة من المصدر الرئيسى إلى نهاية الترع والزمام بصورة مباشرة بدون فقد فى المياه نتيجة التلوث والقطاع غير المهذب.
وأوضح أن المشروع جزء من تطوير الرى بصفة عامة ولا يجب أن يتوقف عند تبطين الترع، ولابد من تطوير أساليب الرى فى كل الأراضى المصرية حتى تكون نسبة توفير المياه كبيرة، وبالتالى يكون مشروع تبطين الترع فى إطار مشروع متكامل لتطوير الرى المصرى.
خدمة للفلاحينالفلاح هو المستفيد الأول من المشروع، هذا ما أكده عادل الشريف نقيب الفلاحين بمحافظة سوهاج الذى يرى أن مشروع تبطين الترع مفيد وعظيم جدا للفلاح بشكل خاص ولكل المواطنين بشكل عام لأنه يحافظ على البيئة من خلال المحافظة على الموارد المائية وعدم تلويث الترع وإلقاء القمامة والمواشى النافقة بها.
فالمشروع خدمة كبيرة تقدمها الدولة للفلاح الذى كان يعانى فى بعض الأحيان من نقص المياه، لأن المشروع يساهم فى تقليل فاقد المياه، لتصل إلى نهايات الترع دون أى نقص فى الكميات المراد توصيلها للفلاحين، حتى إن شكل المياه تغير وأصبحت المياه نظيفة ونقية، حسبما يؤكد نقيب فلاحى سوهاج.مطالبا كل الفلاحين بمساعدة وزارتى الرى والزراعة فى التحول إلى نظم الرى الحديثة، والتوقف عن الرى بالغمر والعمل بالرى بالتنقيط أو الرش، للمساهمة فى الحفاظ على كل نقطة مياه خاصة فى ظل الزيادة السكانية.
elsayda

بوابة الصعايدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2021 بواسطة elsayda

رئيس التحرير: أشرف التعلبي

elsayda
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »

تسجيل الدخول

بالعقل

ليس كافيا أن تمتلك عقلا جيدا، فالمهم أن تستخدمه جيدا