<!--<!--<!--<!--بقلم: أشرف التعلبي

"إن الوطني الحقيقي هو من يرى بلدته في كل قسم من أرض الوطن، وكل سكان الوطن لديه أهل وجيران وخلان".. هذا ما قاله بالضبط المفكر اللبناني فيليكس فارس.

فبناء الأوطان ليس بالشعارات وحسن النوايا لكنه بالأفعال والأعمال، وأنا لا أتحدث هنا عن دعم أو تبرع لصالح مشروع قومي، لكنني أتحدث عن دعم يحتاج له الوطن لصد فيروس كورونا اللعين، فمواجهة هذا اللعين ليست رفاهية بل واجب وعلينا القيام به، ومسئولية على كل فرد في هذا الوطن كلا حسب مجاله وتخصصه وقدراته.

وعلينا أن نشيد بمبادرات كريمة أطلقها البعض لمساعدة عمال اليومية وجمع التبرعات، وهذه مبادرات محمودة نشكرهم عليها، لكن في الحقيقة هذا ليس كافيا والوطن ينتظر الدور المجتمعي لكل رجال الأعمال، فكل الخير الذي هم فيه من خير هذا البلد وعليهم أن يردوا الجميل لهذا البلد، وإذا لم نر دعم من هؤلاء الآن في ظل هذه الأزمة، فمتى نرى دعمهم.

نحن نواجه حربا مع عدو لعين لا نعرفه ولا نفهمه، وعليكم بالنظر حولكم لرؤية ماذا فعل هذا الخفي في دول عظمى ولديها منظومة صحية على أعلى مستوى، ورغم تقدم هذه الدول لم تستطع مجابهة هذا اللعين، لذلك عندما نقول إن دعم الوطن واجب فهو كذلك.

ولذلك أطرح على 596 عضوا في مجلس النواب مبادرة "مصر تستحق"، وأقترح أن يتبرع كل اعضاء مجلس النواب بجزء من مكافأتهم الشهرية التي يتقاضونها من المجلس عن شهر مارس وأبريل لصالح صندوق تحيا مصر للمساهمة مع الحكومة في مواجهة فيروس كورونا.

وأتمنى أن يستجيب أبناء الوطن ممثلو الشعب إلى تلك المبادرة، فالمسألة ليست قاصرة على الحكومة وحدها في مواجهة الوباء، بل ضرورة على أبناء الوطن في دعم وطنهم، لمواجهة التبعات الاقتصادية السلبية لانتشار فيروس كورونا.

فقطاع الصحة في أشد الحاجة إلى مزيد من المساهمات من أجل توفير كل ما نحتاجه في المنظومة الصحية لتكون قادرة على مواجهة خطر كورونا، بالإضافة إلى أن ملايين من عمال اليومية أصبحوا بدون عمل ونضيف عليهم ملايين يعملون بقطاع السياحة، كل هؤلاء يستحقون الدعم والمساندة من أجل أسرهم.

وهناك آليات حددها مجلس الوزراء فيما يخص التبرع لمواجهة فيروس كورونا المستجد، عبر حساب خاص بمواجهة الكوارث والأزمات، يتبع صندوق "تحيا مصر"، يتلقى كل المساهمات والتبرعات، ومن يرغب عليه التبرع لصالح حساب الكوارث بالجنيه المصري، بكل البنوك المصرية.

لقد حان وقت التكاتف والوحدة للعبور بمصرنا الحبيبة إلي بر الأمان قبل أن تأتي لحظات قاسية نفقد فيه الأهل والأحباب، وأتمني ألا تأتي هذه اللحظة.