المشكاة للتعريف بالموروث الحضاري الاسلامي


باب المقطوع والموصول

-بسم الله-

المقطوع هو ما قطع عما بعده رسما، ويقابله الموصول، ولا بد للقارئ من معرفة هذا الباب؛ ليقف على المقطوع في محل قطعه عند انقطاع نفسه، أو امتحانه، وعلى الموصول عند انقضائه.
فثمرة معرفة كل من المقطوع والموصول جواز الوقف على إحدى الكلمتين المقطوعتين باتفاق، ووجوبه على الأخيرة من الموصولتين باتفاق أيضا.
وأما ما اختلف في قطعه ووصله فيجوز فيه الوقف على إحدى الكلمتين نظرا إلى قطعهما، ومن نظر إلى وصلهما وقف على الكلمة الأخيرة.
وينحصر الكلام على المقطوع والموصول في ثلاث وعشرين مسألة:
المسألة الأولى: "أن" المفتوحة الهمزة الساكنة النون مع "لا":
قطعت "أن" عن "لا" باتفاق في عشرة مواضع: وهي:
حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ .
و أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ كلاهما في الأعراف.
أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ في التوبة.
وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ بهود.
أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ الثاني فيها، وهو الذي بعده إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ .
أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا . بالحج.
و أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ في يس.
وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ في الدخان.
أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا بالممتحنة.
أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ في ن.
واختلف في موضع الأنبياء، وهو أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ فكتب في بعض المصاحف بالوصل، وفي بعضها بالقطع، وعليه العمل.
ورسمت بالوصل فيما عدا ذلك مثل: أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ بهود، و أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ في النجم.
المسألة الثانية: "أن" المذكورة مع "لم":
رسمت بالقطع في كل القرآن مثل: ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ بالأنعام، أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بالبلد.
المسألة الثالثة: هي أيضا مع "لو":
وقطعت في ثلاثة مواضع:
أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بالأعراف.
أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ بالرعد.
أَنْ لَوْ كَانُوا بسبأ.
واختلف في موضع الجن وهو وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا والعمل على الوصل.
المسألة الرابعة: هي أيضا مع "لن":
رسمت بالوصل اتفاقا في موضعين:
وهما قوله: أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا بالكهف.
وقوله: أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بالقيامة.
وعلى أحد القولين في أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ بالمزمل، والمشهور قطعه.
ورسمت بالقطع اتفاقا في غير ما ذكر مثل: أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ .
المسألة الخامسة: "أن" بفتح الهمزة، وتشديد النون مع "ما":
قطعت بلا خلاف في موضعين وهما:
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ بالحج.
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ بلقمان.
واختلف في وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ بالأنفال والعمل على الوصل.
وما عدا ذلك فموصول باتفاق نحو: فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ .
المسألة السادسة: "إن" بكسر الهمزة وتشديد النون مع "ما": قطعت باتفاق في إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ بالأنعام.
وعلى قول في إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ بالنحل، والأشهر الوصل، وعليه العمل.
ووصلت اتفاقا فيما عداهما نحو: إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ .
المسألة السابعة: "إن" الشرطية مع "ما":
رسمت مقطوعة في وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بالرعد فقط.
وموصولة فيما عدا هذا الموضع مثل: وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بيونس، وَإِمَّا تَخَافَنَّ بالأنفال.
المسألة الثامنة: هي أيضا مع "لم":
رسمت بالوصل في فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ بهود فقط.
وبالقطع فيما عداه نحو: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا بالبقرة.
المسألة التاسعة: هي أيضا مع "لا".
مثل: إِلا تَنْصُرُوهُ وَإِلا تَغْفِرْ لِي . رسمت بالوصل في جميع القرآن.
المسألة العاشرة: "من" الجارة مع "ما" الموصولة:
قطعت في فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ بالنساء اتفاقا.
وبالخلاف في هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ بالروم، وكذا وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ بالمنافقين والعمل على القطع.
ووصلت فيما عدا ذلك مثل: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ بالبقرة.
المسألة الحادية عشرة: "عن" مع "ما":
قطعت في قوله: عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ بالأعراف.
ووصلت فيما عداه نحو: عَمَّا تَعْمَلُونَ عَمَّا سَلَفَ .
المسألة الثانية عشرة: "عن" مع "من":
قطعت في عَن مَّن يَشَاءُ بالنور، و عَن مَّنْ تَوَلَّى بالنجم. وليس في القرآن غيرهما.
المسألة الثالثة عشرة: "أم" مع "من":
قطعت "أم" عن "من" في أربعة مواضع:
أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا بالنساء.
أَمْ مَنْ أَسَّسَ بالتوبة.
أَمْ مَنْ خَلَقْنَا في "والصافات".
أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا بفصلت.
ووصلت في غير ذلك مثل: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ .
المسألة الرابعة عشرة: "أم" مع "ما":
رسمت بالوصل في كل القرآن مثل: أَمَّا اشْتَمَلَتْ .
المسألة الخامسة عشرة: "كل" مع "ما":
قطعت "كل" عن "ما" اتفاقا في وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ . ووقع الخلاف في أربعة مواضع وهي:
كُلَّمَا رُدُّوا بالنساء.
كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً بالمؤمنين.
كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ بالأعراف.
كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ بالملك.
والعمل على قطع الأوليين ووصل الأخيرين.
وما عدا ذلك فموصول اتفاقا مثل: كُلَّمَا رُزِقُوا
المسألة السادسة عشرة: "في" مع "ما":
رسمت بالوصل مثل: فِيمَا أَخَذْتُمْ إلا أحد عشر موضعا، وهي: فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ ثاني البقرة.
فِي مَا آتَاكُمْ بالمائدة، والأنعام .
فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ بها.
فِي مَا اشْتَهَتْ بالأنبياء.
فِي مَا أَفَضْتُمْ بالنور.
فِي مَا هَاهُنَا بالشعراء.
فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ بالروم.
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر.
فِي مَا لا تَعْلَمُونَ بالواقعة.
فقد وقع الخلاف في هذه المواضع الأحد عشر، والعمل فيها على القطع، واقتصر ابن الجزري عليه.
المسألة السابعة عشرة: لام الجر:
قطعت عن مجرورها في أربعة مواضع، وهي:
فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ بالنساء.
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا بالمعارج.
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ بالكهف.
مَالِ هَذَا الرَّسُولِ بالفرقان.
ووصلت بمجرورها فيما عدا ذلك مثل: وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ
المسألة الثامنة عشرة: "أين" مع "ما":
رسمت بالوصل اتفاقا في فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ بالبقرة.
أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ بالنحل.
وجاء الخلاف في ثلاثة مواضع وهي:
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ بالنساء.
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ بالشعراء.
أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا بالأحزاب.
ورسمت بالقطع اتفاقا في غير ما ذكر مثل أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا بالبقرة.
المسألة التاسعة عشرة: كلمة "بئس" مع "ما":
وصلت اتفاقا في بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ بالبقرة.
وبالخلاف في قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بها –أيضا-.
وفي بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي بالأعراف، والعمل على وصلهما.
وقطعت اتفاقا في غير ذلك مثل : فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ بآل عمران.
المسألة العشرون: "كي" مع "لا":
رسمت بالوصل اتفاقا في ثلاثة مواضع وهي:
لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا بالحج.
لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ الثاني بالأحزاب.
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا بالحديد.
وبالخلاف في موضع آل عمران وهو لِكَيْلا تَحْزَنُوا .
وقطعت اتفاقا فيما عدا ذلك، مثل كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بالحشر.

المسألة الحادية والعشرون: "حيث" مع "ما":
رسمت بالقطع ، وهي في موضعين بالبقرة وهما:
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ .
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا .
المسألة الثانية والعشرون: "يوم" مع "هم":
قطعت "يوم" عن "هم" في موضعين وهما:
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ بغافر.
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ بالذاريات.
ووصلت في غيرهما مثل: يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ
المسألة الثالثة والعشرون: كلمات متفرقة.
اتفقت المصاحف على رسم الكلمات الآتية بالوصل، وهي:
يَبْنَؤُمَّ بطه، نِعِمَّا رُبَمَا كَأَنَّمَا وَيْكَأَنَّ وَيْكَأَنَّهُ مَهْمَا يَوْمَئِذٍ حِينَئِذٍ كَالُوهُمْ وَزَنُوهُمْ وكذلك أل المعرفة، وياء النداء، وهاء التنبيه، فإن هذه الثلاثة توصل بما دخلت عليه.
وقوله تعالى: إِلْ يَاسِينَ بالصافات رسم بالقطع ليحتمل القراءتين، ولا يصح الوقف على إل دون ياسين عند من قرأ بكسر الهمزة وسكون اللام، أما من قرأ آل بفتح الهمزة والمد مع كسر اللام، فإنه يجوز الوقف عنده على آل دون ياسين؛ لأن آل على هذه القراءة كلمة مستقلة، وهي مضاف وياسين مضاف إليه، قال صاحب لآلئ البيان: وجـــاء إل ياســـين بانفصــال

وصــح وقــف مــن تلاهــا آل


وقوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ بص، رسم بالقطع، فقوله "ولات" كلمة، وحين كلمة أخرى، فلا نافية زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ.
وقيل بأن التاء موصولة بكلمة حين هكذا "ولا تحين" والراجح القطع

  • Currently 68/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2010 بواسطة elmichkete

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

37,287