أصعب مايمكن الحديث عنه هو الدين وخاصة أمام المتشددين أو الذين لا يفقهون بالدين شيء وإنما يناقشون بجهالة والكثير يبتعد عن هذه الموضوعات لما سيلحق بهم من أذى وكلمات
والمعاناة الثانية هي المصادر الموثوقة التي يجب أن نبحث عنها وكيفية المناقشة مع ضعف هذه المصادر
واليوم سأضع هذه القضية أمام الجميع وأتمنى أن أكون قد فتحت باب التدقيق لمن ينقلون الأحاديث من أي مصدر
ويشهرون بإسلامنا ويجهدون أنفسهم بالبحث عن الثغرات لإشعال الفتن
وقضيتي هي حديث من صحيح مسلم وهو
حدثنا عمرو الناقد وبن أبي عمر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفهفقال النبي صلى الله عليه وسلم ارضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد علمت أنه رجل كبير زاد عمرو في حديثه وكان قد شهد بدرا وفي رواية بن أبي عمر فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (صحيح مسلم ج2/ص1076)
هذا حديث من أحاديث صحيح مسلم يتم تداوله كثيرا من البعض ويقومون بنشره ويستفسرون والبعض يطعنون بالراوي وبالصحابة والبعض يشتمون والكثير من الجدال حول الحديث
وكما هي العادة لا أحد يحاول البحث وإنما يدافع بشكل يزيد من اشارات الإستفهام والبعض يريد التصديق بدون جدال
والكثير من الجدال العقيم بين جميع الأطراف
ابدأ معكم من رواة الحديث
حدثنا عمرو الناقد وبالبحث لم اتمكن من الحصول على تاريخ ميلاده ووفاته وهذا ما تم نشره
عنه
. عمرو الناقد ( خ ، م ، د )
هو الإمام الحافظ الحجة ، أبو عثمان ، عمرو بن محمد بن بكير بن سابور البغدادي الناقد نزيل الرقة .
حدث عن : هشيم ، وأبي خالد الأحمر ، وسفيان بن عيينة ،وحفص بن غياث ، ومعتمر بن سليمان ، وأبي معاوية الضرير ، وعبد الرزاق بن همام ، وطبقتهم . وكان من أوعية العلم . [ ص: 148 ] حدث عنه : البخاري ، ومسلم، وأبو داود ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمد بن إبراهيم السراج ، وأبو يعلى الموصلي ، وأبو القاسم البغوي ،وجعفر الفريابي ، وخلق سواهم .
قال أحمد بن حنبل : كان عمرو الناقد يتحرى الصدق .
وقال أبو حاتم : ثقة أمين .
وقال الحسين بن فهم : كان ثقة ، صاحب حديث ، فقيها من الحفاظ المعدودين . مات لأربع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين . ببغداد . وكذا أرخه في الشهر غير واحد . قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا هبة الله بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، حدثنا عيسى بن علي إملاءقال : قرئ على أبي القاسم البغوي ، وأنا أسمع ، حدثكمعمرو الناقد ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، عنعمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم .
المصدر من سير أعلام النبلاء للمؤلف محمد بن أحمد بن عثمان
والراوي الثاني بن أبي عمر
وهذا ما وصلت إليه من سيرته
هي ابن ابي عمر
ابن أبي عمر، عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي، أبو الفرج، شمس الدينتاريخ الوفاة682ترجمة المصنفابن أبي عمر (597 - 682 هـ = 1200 - 1283 م)
عبد الرحمن [ابن الشيخ أبي عُمَر] محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي، أبو الفرج، شمس الدين:
فقيه، من أعيان الحنابلة.
ولد وتوفي في دمشق. وهو أول من ولي قضاء الحنابلة بها، استمر فيه نحو 12 عاما ولم يتناول عليه (معلوما) ثم عزل نفسه.
له تصانيف، منها: (الشافي - ط) وهو الشرح الكبير للمقنع في فقه الحنابلة (1).
__________
(1) المقصد الأرشد - خ. والنجوم الزاهرة 7: 358 وفوات الوفيات 1: 262 والذيل على طبقات الحنابلة، طبعة الفقي 2: 304.
نقلا عن: «الأعلام» للزركلي [مع إضافة يسيرة بين معقوفين]
الراويان يقولا كما ورد في الحديث حدثنا سفيان بن عينيه
يعني أن سفيان هو من قال الحديث لهما وجها لوجه بدليل انهما قالا حدثنا ولم يقولا عن مصدر أخر
وهذه سيرته لسفيان بن عينيه
سفيان بن عينه
. سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي إمام ومحدث شهير وعرف بالزهد والورع. وقد ولد في الكوفة سنة 107 هـ وتوفي 198 هـ. أجمع الناس على صحة حديثه وروايته. طلب العلم وهو غلام وروى الحديث عن الكبار ومنهم: الزهري وأبي اسحق السبيعيوعمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبي الزناد وعاصم بن أبي النجود المقري والأعمش وعبد الملك بن عمير وغيرهم.
و روى عنه عدد كبير من العلماء الأجلاء والأئمة الكبار. منهم:الأعمش، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج - وهؤلاء من شيوخه - وهمام بن يحيى، والحسن بن حي، وزهير بن معاوية، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبو إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، والشافعي، وعبد الرزاق، والحميدي،وسعيد بن منصور، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن راهويهوغيرهم خلق كثير.[1]
وكما هو مذكور فإن سفيان توفي في عام 198هـ
وابن أبي عمر ولد في 597هـ
بين وفاة سفيان وولادة ابن أبي عمر مدة زمنية 319سنة
وهذا يجعل من الحديث ضعيف جدا او تم وضع الحديث
وأنا هنا أضع هذه الأمانة بين يدي علماء الدين والحديث
لنعرف مصداقية مايتم نشره أو وضعه لتشويه ديننا وسيرة الصحابة والأنبياء
ومازال البحث مستمر
ساحة النقاش