اسكندرية ليه

تقاس كل دولة بمدى حضارتها وثقافتها وبالتالى تنعكس هذه الاشياء على فنونها المختلفة فتكون بمثابة الفكر المستنير الذى ينعكس ايضا على سياستها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 

والاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط ومهد الحضارات وهى التى انجبت سيد درويش وبيرم التونسى وغيرهم من ائمة الفن اللذين كان لهم اكبر تاثير على الفنون بصفة عامة والمسرح السكندرى بصفة خاصة علما بان جمهور الاسكندرية لا مثيل له فى التذوق وعند نجاح اى عرض بالاسكندرية فمؤكد نجاحها فى جميع المحافظات وبالعكس فى حالة فشلها

ويبدأ غزو الاسكندرية بفرق القطاع الخاص فى اشهر الصيف لعرض مسرحياتهم والتى تعتمد على الافيهات الخارجة والمنافية للاداب العامة وتكون بروفات هذه الفرق بالقاهرةبنجومها فقط معتمدين على فنانين الاسكندرية لسد فراغ الادوار الثانوية ...

وهنا تقع المهزلة الكبرى حيث ان فنانين الاسكندرية عندما يقدمون عملا مسرحيا يتفانون فى هذا العمل وتكون لهم بصماتهم المشرفة وبمجرد وصول هذه الفرق فان هؤلاء الفنانين السكندريين يهرولون وراء هذه الفرق للعمل بها معتقدين انهم سيصلون الى شئ الى ان يكتشفا فى النهاية انهم فقدوا كل شئ

  فمنهم من يحلق شعره على الزيرو ليستخدمها النجم فى جلب افيهاته ومنهم من يستغل تكوينه الجسمانى لهذا الغرض ومنهم من يقوم باستجار الشقق وفرشها على احسن وجه لنزو ل النجوم فيها لينالوا رضاهم ويلتحقون بالعمل معهم اما هؤلاء النجوم فيعلمون هذه الحقائق جيدا وتعرف متى تعطى ومتى تفرض خط احمر لا يمكن اجتيازه ليبقى هؤلاء السكندريين فى موضع محدد لا يمكن تخطيه 

وينتهى موسم الصيف وتعود هذه الفرق بنجومها الاسا سيين الى القاهرة تاركة وراءها فنانين سكندريين محبطين ليس لهم اى طموحات كما كانوا من قبل وكل الدوافع لديهم لمعرفة المزيد قد زالت بعد ان فقدوا الكثير من عزة النفس والكرامة

اما من تخطى هذا الوضع واصبح يحظى ببعض النجومية فانه يبدا فى جمع ما فقد منه وعندئذ يكتشف فى النهاية انه لا يستطيع جمع كل ما فقد منه لانه يوجد بعض اشلاء فقت لا يمكن جمعها بسهولة 

اما اختيار هذه الفرق للمخرج فلها وقفة اخرى فالمخرج هنا ليس له الكلمة الاولى والاخيرة كما فى اى عرض مسرحى فالكلمة الاولى والاخيرة لدى النجم الاوحد الذى يقوم ببطولة العرض المسرحى 

اما بعد عرض المسرحية لمدة اسبوع يفاجا المخرج بمسرحية اخرى غير الذى قام باخراجها وذلك لتعرف الممثلون على مواضع الافيهات حسب تنوع الجمهور سواء الخارجة او غير الخارجة فهى لا تعنى بالنسبة لهم اى شئ وكل يوم عرض يتم اكتشاف افيهات اخرى وذلك لطبيعة تغيير الجمهور 

وهذه الاسباب ضمن اسباب اخرى هى التى جعلت مسرحنا المصرى عموما والسكندرى بصفة خاصة قد وصل الى هذه الدرجة من الانحطاط ومما يقدم من بعض اشياء تثير الغثيان

 

المصدر: مقالات المخرج المسرحي السكندري : حلمى خالد
elmaystro2014

الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2018 بواسطة elmaystro2014

ساحة النقاش

ASHRAF BAHAAUDDIN

elmaystro2014
جريدة أحداث الساعة : الصوت الحر من الشعب و الى الشعب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

247,285