جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
متى يتنحى أنصاف الموهوبين عن مسارحنا؟
الى متى سيظل المسرح المصرى مسرح تجارب فاشلة؟
الى متى سيظل بدون دعائم راسخة تؤهله للوقوف ضد التيار التى تكره تقدمه لمصالحها الشخصية ؟
الى متى سيظل انصاف الموهوبين متحكمين فى المسرح المصرىللرجوع به الى الخلف ونفاذ ما عندهم ولا يوجد لديهم المزيد ليقدمونه ؟
فبعد نهضة المسرح فى الستينيات تلك الفترة المزدهرة بائمة الكتاب والمسرحيات الخالدة وفى اعقاب النكسة وكان وقتها يعم الحزن العام فى كل مكان انتهز انصاف الموهوبين هذه الفترة الحرجة وتسللوا الى خشبة المسرح دون اى رقيب عليهم نظرا لحالة البلاد وقتها فمنهم من اتخذ منهج قسطنطين استانسلافسكى وهو منهج للاندماج الكامل على المسرح ومنهم من اتخذ المسرح الملحمى لبرتولد بريخت وهو منهج يعتمد على عدم اندماج الممثل ومشاركة جمهور المسرح باحداث العرض ومنهم من اتخذ الفكر الماركسى للعمل به فى حياته اليومية وادخال نظرياته باى عرض مسرحى
وكان هذا الفكر شائعا فى هذا الوقت نظرا لوجود الروس فى مصر وبدات التجارب الفاشلة منذ هذا الوقت فى غيبة الرقابة نظرا لحالة البلاد السيئة والحزن المخيم عليها الا من بعض العروض القليلة التى كان يقدمها مسرح الدولة او من بعض الفرق الخاصة والتى كانت تعمل بالجهود الذاتية والتى كانت تؤمن ايضا بلانتماء والوطنية وحالة البلاد وقتئذ ومما زاد الطين بلة ان فرق القطاع الخاص وبعد الهدوء النسبى لحالة البلاد واثناء حرب الاستنزاف لم يفكروا فى عرض يتماشى مع الاوضاع الراهنة فى هذا الوقت ولكنها جعلت كل امكانياتها فى خدمة المنصرف والايراد والعروض الهابطة والافيهات الفاضحة والاسقاطات الجنسية والتى كن يخجل منها اى رب اسرة اثناء مشاهدة العرض
ومن المؤسف ايضا ان انصاف الموهوبين كانوا يتكالبون على هذه الفرق للعمل معهم فى الادوار الثانوية او فى المجاميع مقابل حفنة جنيهات قليلة لا تسمن ولا تغنى من جوع ولكن تذهب ايضا بكرامتهم لتسلط ابطال العرض عليهم وتنفيذ مصالحهم من خلالهم ومضت فترة على هذه الاحداث المتهتكة حتى جاءت حرب اكتوبر وبدات الموازين بعد النصر تاخذ شكلا اخر فى كل المجالات الا مجال الفن والفن المسرحى بصفة خاصة
حيث ان انصاف الموهوبين جعلوا لهم نمط خاص لا يحيد عنهم وهو نمط التجارب المستمرة وادخال كل وسائل الفشل بحجة التغيير والتجديد فى المسرح المصرى وعدم دعم المسرح بوسائله المتعارف عليها فى لغة المسرح الراقى وذلك خوفا من افتضاح امرهم لانهم ليس لديهم المزيد لعمل عروض راقية فوق المستوى وجاءت الطامة الكبرى وبدانا نسمع ونشاهد الفرق التجريبية والتى كانت تحضر الى القاهرة باستضافة وزير الثقافة السابق
وكانت هذه الفرق يصرف عليها الملايين بحجة الاستفادة من تجارب الغرب والتعرف على افكارهم وخاصى ان المناخ مفتوح امامهم لعمل اى شئ بدون اى رقابة عليهم وفى الحقيقة ان هذه الفرق التخريبية جاءت بعروض عكس ما كان يتخيله المهيمنون على المسرح فقد جاؤا باهداف اخرى وهى نشر العولمة واضعاف العقائد والديانات ونشر الفجور من خلال عروضهم وبدات العدوى تنتقل الى مسارحنا وبدا انصاف الموهوبين يهللون بهذه العدوى فرحين بها لان هذه العدوى هى الوحيدة التى تنقذهم من المطالبة بمسرح راقى ذو دعائم قوية واساليب معروفة فى لغة المسرح وتحليل شخصيات العرض المسرحى بصورة مقنعة لكل المستويات الموجودة بصالة العرض واندماج المتفرج مع احداث العرض المسرحى حيث انه بعد انتهاء العرض يجد نفسه كانه فى عالم اخر
فقد جاء الوقت لتنحى انصاف الوهوبين عن مسارحنا واللذين جعلوا هذا المسرح مسرح تجارب مستمرة للاستفادة من هذا الوضع وهؤلاء هم الفئة اللذين يفضلونها متأرجحة!
حلمــــي خالــــــد
المصدر: مقالات المخرج المسرحي الكبير / حلمي خالد - الأسكندرية
الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين
ساحة النقاش