تعتبر ظاهرة الفساد والفساد الاداري والمالى بصورة خاصة ظاهرة عالمية شديدة الانتشار ذات جذور عميقة وتأخذ أبعاداً واسعة تتداخل فيها عوامل محتلفة ويصعب التمييز بينها وتختلف درجة احتمالها من مجتمع لآخر . وظاهرة الفساد فى الآونة الأخيرة حظت باهتمام الباحثين من مختلف الاختصاصات كالاقتصاد والاحتماع وعلم السياسة والقانون كذلك تم تعريفه وفقاً لبعض المنظمات العالمية حتى أصبحت ظاهرة لا يخلو مجتمع او نظام  سياسي  منها الى حد ما .

ومفهوم  الفساد عموماً يستند الى قول الله تعالى : ( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) -آية 41 من سورة الروم -

وكما فى قول الله تعالى : ( الذين لايريدون علوَّاً فى الأرض ولا فسادا ) - آية 83 من سورة القصص-

ومن المفسدين او الفاسدين الذين تربوا على العصيان لطاعة الله   -كما فى قوله تعالى : ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله زيسعون فى الأرض فساداً ان يقتَّلوا أو يصلَّبوا أو تقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ فى الدنيا ولهم فى الآخرةِ عذابٌ عظيم ) .آية 33 من سورة المائدة .

ونرى فى هذه الآية الكريمة تشديد القرآن الكريم على تحريم الفساد على نحوٍ كليٍٍّ  وان لمرتكبيه الخزي فى الحياة الدنيا والعذاب الشديد فى الآخرة .

وتعريف الفساد : ليس له معنى محدد ولكن هناك اتجاهات مختلفة تتفق فى كون الفساد هو اساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص ويحدث الفساد عادةً عندما يقوم الموظف بفبول او طلب ابتزاز رشوة لتسهيل عقد او اجراء طرح لمناقصة عامة .

كما يمكن للفساد ان يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة بتعيين الاقارب ضمن منطق المحسوبية والمنسوبية .

وهذه الظاهرة تعتبر طبيعية فى المجتمعات الرأسمالية وتختلف درجات هذا الفساد الى اختلاف تطور مؤسسات الدولة ونحن فى بلدنا العالم الثالث فان لفساد مؤسسات الدولة وتدني مستويات الرفاهية الاجتماعية تصل الى أقصى مدى لها .

وهذا ناتج عن درجة التخلف وازدياد معدلات البطالة . فالفساد قد ينتشر فى البنية التحتية فى الدولة والمجتمع . زفى هذه الحالة يتسع وينتشر فى الجهاز الوظيفي ونمط العلاقات المجتمعية فيبطئ من حركة تطور المجتمع ويقيد حوافز التقدم الاقتصادي .

أما الحديث عن مظاهر الفساد المتعددة فى المجتمع فالقاصى والدانى يدركه وتراه أينما ذهبت فى مختلف مناحي الحياة .

ولمعالجة حالة الفساد  عدة أمور هامة منها تبسيط وسائل العمل وتحديد مهل انجاز المعاملات 

ويعتبر اهم عامل فى طريق مكافحة الفساد لأنه يتضمن  عدة أمور :

1- انجاز معاملات بأقل نفقة ممكنة .

2- انجاز معاملات بأسرع وأقرب مكان ممكن وبالتالى أسرع وقت ممكن ظ

3- اجراء تنقلات دورية بين الموظفين كلما أمكن ذلك حيث يمكن ان يسهل ويعمل علة تخفيف حالات الرشوة السائدة.

4- تشكيل لجان خاصة لوضع نظام متكامل لآداء الموظفين حيث تقوم باجراء تفتيش دوري بين الدوائر والوزارات واعداد التقارير الخاصة بذلك .

5- وضع مصنف يختض بتصنيف وتقسيم الوظائف العامة على وقف طبيعة مهامها الى فئات رتب تتطلب من شاغليها مؤهلات ومعارف من مستوى واحد ( اى اعتماد الكفاءة والخبرة ) 

6- تحديد سلسلة رواتب لكل فئة من الفئات الواردة فى المصنف بعد اجراء دراسة مقارنة للوظائف المتشابهة فى القطاعين العام والخاص .

7- انشاء نظام رقابي فعال مستقل مهمته اشراف زمتابعة الممارسات التى تتم من قبل الموظفين والعاملين فى كل وزارة ومؤسسة .

8- اشاعة المدركات الأخلاقية والدينية والثفافية والحضارية بين عموم الموظفين !

------------------------------------------------------------------

بقلم : هانى فرج الشرقاوي 

محرر صحفى بجريدة أحداث الساعة

 

المصدر: مقال - هانى - الشرقاوى
elmaystro2014

الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة

ساحة النقاش

ASHRAF BAHAAUDDIN

elmaystro2014
جريدة أحداث الساعة : الصوت الحر من الشعب و الى الشعب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

240,508