زيارة نتنياهو للأسكندرية| نفي صهيوني وتأكيد مصري وغضب شعبي عارم.. ومؤيدو "السيسي" ينقلبون عليه
منذ 8 يوم عدد القراءات: 29530
زيارة نتنياهو للأسكندرية| نفي صهيوني وتأكيد مصري وغضب شعبي عارم.. ومؤيدو "السيسي" ينقلبون عليه
قالت صحيفة "معاريف" العبرية أن التحريض المصري ضد تل أبيب يدخل مرحلة جديدة وذلك ردًا على الغضب الشعبي الذي اندفع بعد أنباء نشرتها مواقع إخبارية دولية تفيد أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" سيزور محافظة الإسكندرية، خلال أيام، لإعادة افتتاح معبد النبي إيلياهو اليهودي بالمدينة الساحلية.
هذا ما أكدته صحف مصرية مواليسة للسيسي حيث قالت صحيفة "التحرير" نقلًا عن ما اسمتهم "مصادر رفيعة المستوى" أن زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني للإسكندرية محتملة حيث لم تنف هذه المصادر خبر الزيارة مشيرة إلى أنه في حالة تأكيد إتمام زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني فستكون معلنة ولن تخفى علي أحد.
أسباب الزيارة المعلنة "وهمية"
وبحسب الأخبار المتداولة فأن زيارة "نتنياهو" تأتى فى اطار افتتاح معبد يهودي بالمدينة الساحلية وهذا ما كذبته "معاريف" حيث أكدت أن معبد النبي إلياهو بالإسكندرية لم يغلق أبدًا، والسياح الراغبون في زيارته يمكنهم الحصول على إذن من الطائفة اليهودية والجهات الأمنية المصرية.
"معبد إلياهو هانبي" هو كنيس يهودي يقع في شارع النبي دانيال في وسط مدينة الإسكندرية ويحتوي الكنيس علي مكتبة مركزية قيمة تحوي نحو 50 نسخة قديمة من التوراة ومجموعة كتب أخرى يعود تاريخ بعضها إلي القرن الخامس عشر وهو يستخدم الأن لإقامة بعض الصلوات التلمودية وكمزار سياحي.
وتأكيدًا على كذب الأسباب المعلنة للزيارة فيقول "محمد الصعيدي" البالغ من العمر 56 عامًا وهو من أصحاب المحلات التجارية بشارع النبي دانيال الواقع فيه المعبد أن المعبد لم يغلق قط بل تأتيه الأفواج بشكل علنى وصريح غير أن هناك عدد هائل من قوات الأمن تحيط بالمكان.
وعن انطباع سكان المنطقه وروادها من الزيارة أكد "الصعيدي" أن يرفضون أن يدنس هذا الرجل أرض مصر بعد كل ما فعله جنود الاحتلال بمصر إبان الاحتلال وما يفعلوه الان من قتل ودمار بحق الفلسطنيين قائلاً: "مهما كان بينا وبين الناس بتوع حماس مشاكل بس احنا ولاد بلد واتربينا ان انا واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ومهما كان احنا دوم واحد".
المصلحة !
وأكدت "معاريف" خلال تقريرها الذي نشرته عن الزيارة المرتقبة انه لا شك في وجود مصالح مشتركة بين كل من القاهرة وتل أبيب في الواقع الإقليمي وهذا هو السبب المركزي في التقارب بين الجانبين ولربما يكن أول أسباب الزيارة.
وقالت الصحيفة العبرية أن السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه الآن: هل هناك نيه لدى النظام المصري ببذل جهود لتغيير ميراث الكراهية الموجود لدى عشرات الملايين من المصريين ضد إسرائيل؟ هل يمكن للنظام جعل المصريين يدركون إمكانية تطبيع العلاقات؟.
بين النفي والتأكيد
وذكرت الصحيفة على لسان مسؤولين أمنيين مصريين وصفتهم بـ"من أعلى مستوى" لم ينفوا الأمر بل أكدوا وجود استعدادات أمنية بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، كما أعلنوا أنَّ هناك تقديرات باحتمال حدوث معارضة محلية للحدث.
وأوضحت أن رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيليتين أوضحتا أنه لا أساس لهذه الأنباء وأنها غير حقيقية، وأن قراءة بسيطة لهذه الأنباء تكشف الهدف من ورائها، وهو استمرار التحريض الإعلامي المصري ضد تل أبيب.
المصريون يرفضون التطبيع
وأستنكرت الصحيفة لكراهية الشعب المصري لـ"إسرائيل" رغم العلاقات الدافئة بين مصر وإسرائيل والتى أعلن عنها قائد الانقلاب صراحة فى أحد خطاباته والتعاون العسكري والاقتصادي المتزايد بينهما ، مشيرة إلى أن هذا الأمر تعلمه المصريون على مدار أجيال ومثل هذه الأنباء تهدف إلى تشجيع هذه الكراهية ضد إسرائيل.
واستغلت الصحيفة مبارة الجودو التى جمعت اللاعب المصري "إسلام الشهابي" ولاعب الكيان الصهيوني "أور ساسون" فى الأولمبياد زاعمة أن ردود الفعل المصرية على عدم المصافحة لم تتسم بالروح الرياضية، وإنما كانت تتميز بالعداء لإسرائيل، فوسائل الإعلام الرسمية التي تعتبر بوقا للدولة والنظام، انتقدت ما فعله لاعب الجودو، لكن قنوات أخرى أكثر شعبية دعمت الشهابي وقالت إنه يعبر عن الشعور المصري الحقيقي تجاه إسرائيل، ووصفت تقارير إعلامية انتصار الإسرائيلي على المصري بنكسة 2016.
الغضب الشعبي يشتعل.. ومؤيدو السيسي يستنكرون الزيارة
وقد سادت حالة من الغضب بين القوى السياسية وأهالي الإسكندرية على خلفية الأنباء التى تفيد بزيارة رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" للإسكندرية المرتقبة لافتتاح المعبد اليهودي الواقع بشارع النبي دانيال.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي آراء موحدة برفض تلك الزيارة، باعتبارها موافقة صريحة من النظام الحاكم على التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى ما يقوم به من مجازر في فلسطين، واغتصابها من الشعب الفلسطيني بالقوة.
فقد اعتبر الناشط السياسي وعضو حركة 6 إبريل السابق "أيمن محمود" ان زيارة نتنياهو تعد تحد واضح وفج لكل ما هو مسلم وقومي ولكن الشعب المصري حريص على ان يزرع في أبناؤه وسيظل، ان الكيان الصهيوني ليس بدولة ولكنهم بنو صهيون مغتصبي الأرض، وسيحاربون حتى النصر، إن لم يكن بالأسلحة سيكون بالدعاء.
وقال ان تلك الزيارة التي تعد خنجرًا في قلب كل شاب عاصر موت محمد الدرة وشاهد المجازر على قطاع غزة، تدل على ان الانقلاب يصر على عمل ما هو ضد إرادة الشعب، مشددًا على رفضه للزيارة من الوجهتين الدينية والسياسية والاجتماعية، فرئيس حكومة الكيان الصهيوني غير مرحب به في بلادنا.
ومن جانبها فقد أبدت "سحر الغرياني" أحد أهم وأكبر داعمي الانقلاب بالأسكندرية اعتراضها على زيارة نتنياهو لمصر وللاسكندرية تحديدًا، واصفة إياها بـ"الطعنة" الموجهة للشعب المصري الذي اقتحم السفارة الإسرائيلية بعد وضع سور خرساني حولها، ليأتي مسؤلي الدولة اليوم في تحد لإرادته المعارضة لزيارة سابقة لوزير الخارجية المصري للكيان الصهيوني.
وأضافت ان زيارة نتنياهو ستنقل صورة عكسية للعالم بترحيب مصر بالتطبيع وبرئيس حكومة الكيان الصهيوني، وهو ما يرفضه الشعب شكلاً وموضوعًا، ولدحض تلك المعتقدات المتوقعة، فعلى الشعب أن يرفع في ذلك اليوم الأعلام المصرية والفلسطينية، وارتداء ملابس مدون عليها عبارة "الانتفاضة الفلسطينية" لإعلان رفضه القاطع لتلك المهزلة.
وكانت قوات أمن قد ألقت القبض على الناشط السياسي "باسم جاي" عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، يوم السبت الماضي على خلفية وقوفه منفردًا بين طريقي كورنيش منطقة ميامي بالإسكندرية، رافعًا لافتة يعلن فيها عن رفضه لزيارة نتنياهو للإسكندرية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، قبل إخلاء سبيله بعد ساعات.
ساحة النقاش