كتب - عبد الرحيم خير حسين
وانتشر الخصام وكثرت الصراعات والخلافات والاختلافات
وامتلأت الصدور والحقد والغل والكراهية
وصار التخطيط في سواد الليل البهيم لالحاق الضرر والإصرار
للاضرار
وكل متخاصم متنازع يعد عدته
وينشط أصحاب ازكاء الصراعات لزيادة امد الخصام !!!
ولكن لو فطن وايقن أطراف النزاع والخصام
الي أن الأمم السابقة كانو يسجدون سجده تعادل أعمارنا
لو ايقنوا والمخالفات الشرعية وغضب الله وعدم عرض الأعمال علي الله عز وجل
لو تصرفا أصحاب الخصام واتباع الطريق الذي رسمة إسلامنا الحنيف
لما وصلت كثير من الخلافات إلي ما وصلت الية وتكدبر الأمن والأمان وانعدامهما وتشتيت المجتمع
وينشط شياطين الإنس لازكاء الصراع دون النظر العواقب
مفسد للقلوب مهلك للشعوب
«إن الإنسان الذي يخاصم وينازع تراه دائما مهموم القلب مضطرب النفس متذبذبا في عمله ومترددا في أقواله قلقا على حياته خائفا من مستقبله لا يهدأ له بال ولا يستقر له حال، فلا فائدة ترجى منه ولا عمل يقوم به. خسر نفسه وأهله ومجتمعه، وهو بهذا قد لبى نداء الشيطان وسلك مسلك الفجار. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ». أي أن الشيطان سيبث العداوة والبغضاء بينهم ويسعى في تفريق جمعهم وبث الخصام والشحناء وإشعال الفتن والحروب بين المسلمين».
الإنسان كما قيل مدني بطبعه يحب الألفة والتآلف والتعاون، وهو بفطرته التي خلقه الله تعالى عليها لا يستطيع أن يعيش وحيدا منفردا ومنعزلا عن محيطه الاجتماعي؛ ولهذا كان ديننا الإسلامي دين الفطرة؛ لأنه دين اجتماعي دعا إلى الاجتماع والتعاون والتعاضد في جميع أوامره وفرائضه، وقد جعل الله تعالى العبادة الأعم نفعا والأشمل والأكثر جمعا أكثر أجرا وأعظم ثوابا من العبادة الانفرادية التي لا يعم خيرها ولا ينتفع بها إلا فرد واحد، وهذه من مميزات ديننا الإسلامي، فهو يدعو إلى الوحدة والألفة والتعاون، ويبغض الفرقة والخصام والتباغض بل حذر الإسلام من كل عمل يؤدي إلى فرقة وخصام وبغضاء، وذلك من خلال رد الأعمال وعدم قبولها في حال النزاع والخصام والشحناء، كما جاء في الحديث في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا »
فأي خسارة أعظم من رد أعمالك وتأخير قبولها وعدم دخولك في مغفرة الله ورحمته. إنها خسارة عظيمة فلا ينبغي أن تخاصم وتبغض وتقاطع وتدابر إخوانك وأصحابك من أجل أمر دنيوي أو عصبية مقيتة أو هوى في النفس فتخسر من أجل ذلك كل أعمالك بل وحياتك الأخروية، وفي الدنيا تعيش في قطيعة وخصام وعداوة بين أحبابك وأصدقائك ..
إن النزاع والخصام مفسد للقلوب مهلك للشعوب مدمر للحياة مخرب للعمران مبدد للثروات والأموال مفقر للمجتمعات، وقد نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه، فقال سبحانه ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، فلا تقوم للمجتمع قائمة ولا يكون له ذكر ولا قيمة إن كان أهله في نزاع وخصام وشحناء، ولو تمعنا فيما يحدث حولنا لوجدنا أثر ذلك واضحا بينا، فكم من مجتمعات هلكت ودمرت ومحي ذكرها واندثر اسمها بسبب الخصام والنزاع بين أفرادها بعدما كانت تعيش في رخاء وهناء وسعادة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للناس في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: (لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) متفق عليه.
ولو تمسكنا بعرى الإسلام وثوابته لعصمنا أنفسنا من شر النزاع والخصام؛ لأن ديننا الإسلامي لا يقبل منا إلا كل محبة وود وتآلف وتراحم. قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. وفي حديث آخر عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ».
كل هذه التوجيهات الحكيمة والتحذيرات النبوية الكريمة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الخصام والنزاع سم قاتل ينخر في المجتمعات ويعبث بأمنها ويصادر حريتها ويقتل هممها ونشاطها فلا ينبغي أن للمسلم أن يقارف شيئا ولو بسيطا يؤدي للنزاع بينه وبين أخيه أو صاحبه أو قريبه أو صديقه، فلو فسدت العلاقة وفشا الخصام والنزاع لأدى ذلك إلى العداوة والفجور والكفر والعياذ بالله وتقطعت الأرحام وانكشفت الأسرار وكثر الكذب والافتراء بين الناس وظهر النفاق، وكما جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ». فالخصام يقود إلى الفجور، والفجور يعني الكذب والفساد والميل عن الحق.
ولا يعني هذا أن الخصام لا يحدث بين الإخوة والأقارب والأصدقاء، فهذه طبيعة البشر والله تعالى أمر نبيه بالعفو الصفح والإعراض عن الجاهلين، ثم وصف المتقين بأنهم يرجعون ويعودون للحق إذا مسهم طائف من الشيطان قال سبحانه: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» الأعراف.
واستمع ماذا قال سبحانه في آية أخرى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ»، وقال سبحانه: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). كل هذه الآيات وغيرها كثير تبين لك أيها العاقل اللبيب أن الإسلام ينبذ العنف والخصام والنزاع والشقاق ويحث أتباعه على العفو والصفح والمحبة والمودة والألفة والاجتماع ويقضي على كل الأسباب التي تؤدي إلى الخلاف والشقاق؛ لأن عاقبة النزاع والخصام وخيمة وآثاره على الفرد والمجتمع خطيرة وكبيرة ..
إن الإنسان الذي يخاصم وينازع تراه دائما مهموم القلب مضطرب النفس متذبذبا في عمله ومترددا في أقواله قلقا على حياته خائفا من مستقبله لا يهدأ له بال ولا يستقر له حال، فلا فائدة ترجى منه ولا عمل يقوم به. خسر نفسه وأهله ومجتمعه، وهو بهذا قد لبى نداء الشيطان وسلك مسلك الفجار. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ». أي أن الشيطان سيبث العداوة والبغضاء بينهم ويسعى في تفريق جمعهم وبث الخصام والشحناء وإشعال الفتن والحروب بين المسلمين.
إن فساد ذات البين اعتبرها النبي الكريم والرسول الأمين حالقة للدين تمحو كل الحسنات وتسقط صاحبها في أسفل الدركات وتهوي به في أدنى الدرجات، فقد ورد في الحديث عن الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِي الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُون الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُم».
وأختم لكم حديثي عن سلامة الصدور وصلاح النفوس بهذا الحديث الذي رواه أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: «كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَطْلُعُ الآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»، فَطَلعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَنْصَارِ تَنْظِفُ لِحْيَتُهُ ِمنْ وُضُوئِهِ قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ الشِّمالِ، قَالَ: فَتَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍوَ وَذَهَبَ إلى بَيْتِهِ وَبَقِى عنْدَهُ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَلَمْ يَرَهُ كَثِيرَ صَوْمٍ وَلاَ صَلاَةٍ فَقَالَ لهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنِّةِ»، وَلَمْ أََرَكَ عَمِلْتَ كَبِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلاَّ ما رأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي لأِحَدٍ مِنَ المُسْلِمينَ غِشًّا وَلاَ أَحْسُد أَحَداً عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاُه اللهُ إِيَّاهُ، فَقَال عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو: هَذِهِ التي بَلَغَتْ بِكَ». [أَخْرَجَهُ أَحمدُ وَالنَّسائيُّ].
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب آمين..
والعود والعود أحمد
العوده إلي الشرع وسنه محمد صل الله علية وسلم
حتي تطمئن القلوب وتسعد النفوس
وكشف ودحر تخطيطات شياطين الإنس لنشر الفوضي والفتن
ومن هذا المنبر الصحفي
يا اهل الخير
يا محبي الخير
انشطوا واسعوا لإنهاء الخصومات والاختلافات والخلافات لحماية المجتمع والحفاظ علي امنه وامانه
ساحة النقاش