احداث الساعة الحساب 

MENU, أخبار ومقالات

زواج القاصرات بين الغرب والعرب

أدارت الحوار مديرة مكتب سوريا للإتحاد الدولي للصحافة والإعلام و مستشارة رئيس تحرير أحداث الساعة و مديرة مكتب سوريا لجريدة تحيا مصرالأديبة والشاعرة السورية

 ابنة حوران روعة محسن الدندن

ضيف حواري الصحفي السوري ابن حوران الأستاذ وليد العودة خريج كلية الحقوق بجامعة دمشقبعد الانتهاء من خدمته الالزامية التي أمضاها في البقاع الغربي بلبنان تمَّ تعيينه في مؤسسة الوحدة للصحافةوالطباعة والنشر أي جريدة الثورة عام ١٩٨٥وبقي فيها حتى أواخر العام ١٩٩٥وبعدها انتقل إلى جريدة تشرين وبقي فيها حتى أوائل العام ٢٠١٣ *من هي أو هو القاصر في المجتمع العربي؟

بداية حوارنا الحوراني الذي أشارت إليه الأستاذة روعة محسن الدندن المحترمة يتمحور حول ظاهرة اجتماعية وهي زواج القاصرات في حوراننا الحبيب وهي في العموم ظاهرة سلبية من وجهة نظري ونظر الكثيرين من أمثالي وأنا في هذا الحوار الذي شرفتني به الأستاذة روعة أعطي رأيي من موقعي كصحفي وكأب ليس أكثر علماً أنني كتبتُ تحقيقاً صحفياً حول زواج القاصرات في جريدة الثورة في ثمانينيات القرن الماضي وكذلك في مجلة زهرة الخليج التي تصدر في أبو ظبي وحينها دعمّتُ هذا التحقيق بشهادات لمختصين في علم الإجتماع وعدد من رجال الدين بالإضافة إلى لقاءات عديدة مع بعض السيدات اللواتي تزوجن في سن مُبكرة وكل واحدة كانت تتحدث عن تجربتها الخاصة والسلبيات والمنغصات الكثيرة التي تعرّضت لها في بداية زواجها وهي كثيرة جدا وهنا سألتني الأستاذة روعة من هو القاصروالجواب البديهي على هذا السؤال أن القاصر هو الجاهل أي الذي يجهل بالشيء الذي سيُقدم عليه وهذا الأمر ينطبق على كلا الجنسين بكل تأكيد * كيف تنظر إلى مسألة زواج القاصرات؟ في العموم زواج القاصرات هي ظاهرة اجتماعية تفشت في المجتمعات الريفية بسبب الجهل الشديد عند أولياء الأمور عموماً والذي كان منتشراً في معظم القرى والأرياف ولعلّ من أسبابها الفقر الشديد ومخافة البعض من عنوسة بناتهم الى جانب الموروث الاجتماعي والعادات والتقاليد التي كانت متبعة بين العشائر والقبائل حيث كانوا لا يجدون في زواج بناتهم القاصرات أي غضاضة بل بالعكس كانوا ينظرون إلى ذلك بمنظور إيجابي وكأن حملاً ثقيلاً انزاح عن كواهلهم من خلال تزويج بناتهم القاصرات وأما الطامه الكبرى فهي عدم أخذ رأي هذه الفتاة أو تلك من القاصرات بل أولياء الأمور هم من يأخذون قرار المصير لبناتهم في أمرٍ خطير كهذا نعم انه مستقبل وحياة فتاة لا تستطيع أن تقول لا بوجه أباهاوعموماً زواج القاصر يُمثّلُ جريمة من وجهة نظري وهي عادة سيئة للغاية في مجتمعاتنا الريفية*برأيك ماهي الأضرار الناجمة عن زواج القاصرات المبكر ؟
بكل أسف الأضرار كثيرة جداً في عمومها ويأتي في رأس القائمة منع هذه القاصر من الاستحواذ على فرص التعليم الذي يشكّل لها الدعامه الأولى في إثبات شخصيتها واستقلالية قرارها ومن ثمّ نضوجها التام حيال رسم معالم مستقبلها جانب اخر ومهم وهو أن هذه القاصر تتعرّض للكثير من المشاكل الصحية في هذه السن الصغيرة وقد أثبت ذلك الكثير من الأطباء المختصون
*برأيك هل يقتصر زواج القاصر على الإناث أم أن الذكور أيضاً يتم أدراجهم تحت هذا الاسم ؟

القاصر نقصد به الذكور والإناث فالصبي الذي يبلغ عمره أربعة عشر عاماً هل هو مؤهل للزواج ؟ بالقطع لا وهنا دعيني أقول لك أنني شخصياً شهدتُ زواج صبي بهذا العمر في بلدتي الحارّة أوائل سبعينيات القرن من فتاةٍ عمرها اثنا عشر عاماً لاغير وكان الجميع في بلدي بحالة ذهول من هذا الزواج بين قاصرين في هذه السن الصغيرة وعندما كنتُ أنظر إليهما وهما في الزفّة أشفق عليهما وعلى المستقبل المجهول لكلاهما وسبحان الله أنجبت له تلك الفتاة العديد من الذكور والإناث وفي فترة لاحقة تزوج بأخرى وصار عنده ما يزيد على الدزينة من الأولاد والبنات وجميع أهل بلدتي يعرفونه وتشاء الصدف أيضاً أن أشهد عُرساً مشابهاً هنا في القاهرة لشاب في السادسة عشر من عمره وفتاة في الرابعة عشر من عمرها وهما من عائلة دمشقية وجيران لنا في ذات العمارة التي أسكن فيها وأيضاً وسط ذهول الحاضرين من الضيوف أذا زواج القاصر ينسحب على كلا الجنسين*برأيك على من تقع المسؤولية في زواج القاصرات الأهل أم من وافق على زواجه بقاصره؟بالدرجة الأولى المسؤولية تقع على أهل تلك الفتاة القاصر ولا شك لأنهم هم أصحاب القرار في ذلك وهم من أعطوا موافقتهم دون الرجوع لتلك الفتاة القاصر وأخذ رأيها ومن ثمّ تقع أيضاً على العريس وخاصةً اذا كان كبيراً في السن حيث نشهد في مجتمعاتنا الريفية الكثير من حالات الزواج برجال كبار في السن من فتيات قاصرات لأسباب كثيرة قد تكون الحاجة المادية والفقر دافعاً لقبول أهل الفتاة القاصر بالقبول في ذلك وهو العامل والمحفّز الأكبر في إتمام هذا الزواج *ماهي وجهة نظر الاسلام في زواج القاصرات ؟هذا السؤال يفضل أن يجيب عليه أحد علماء الدين من الأساتذة الأفاضل وعموماً أقول أن السن الشرعي لزواج القاصر أن يكون قادراً على الجماع ولم يُحدّد الشرع سناً معينة للزواج لكلا الجنسينهذا وقد حضَّ الاسلام على الزواج بين الشباب على وجه الخصوص يؤكد على ذلك حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاءٌ*ما يسمى بزواج القاصرات يسمى عند الغرب حرية للاناث فهل هذا تناقض أم هو لمهاجمة الاسلام وتشويههتحت عنوان حقوق المرأة ؟الإسلام هو من كفل حقوق المرأة في كل ما يخص شؤونها وشتان ما بين حقوق المرأة في الإسلام وما هو عليه في دساتير وقوانين الغرب وعلى سبيل المثال زواج الصغيرة في الإسلام لايتمُّ إلا برضاها بعد أن تبلغ النكاح وأيضاً أن يكون برضاها ورضا ولي أمرها الى جانب شرط الاشهار أمام الناس بينما في أمريكا والغرب عموماً لا توجد قوانين ولا دساتير تمنع الفتاة أن تتزوج في سن ال ١٢ أو ١٣ أو ١٤ من عمرها ولا حتى في أعرافهم الاجتماعية وهناك مئات الآلاف من القاصرات في هذه السن يمارسن الزنا في الغرب مع أكثر من رجل فهل هذه هي حقوق المرأة التي يفهمونها اذا هم يحاولون تشويه الاسلام بحجّة حقوق المرأة متناسين أن الاسلام يرفع من قيمة المرأة ويحافظ على كرامتها على غير ماهو حال المرأة عندهمأخيرا لابد من التنويه بأن دولاً كثيرة سنّت قوانين في الأحوال الشخصية حدّدت فيه سناً معينة للذكور والإناث تؤهلهم فيها للزواج وهي سن الثامنة عشر من العمر ومن بينها الدول العربية وفي رأيي أنه كلما تأخر سن الفتاة تصبح أكثر نضجاً وعقلاً والأمر ذاته ينطبق على الشابشكرا لك أستاذة روعة محسن الدندن المحترمة على استضافتك لي في لقاء على الأثير بين القاهرة ودمشق وأتمنى أن يستمر هذا التواصل في المقبل من الأيام

 

الشكر موصول لك الصحفي الراقي الأستاذ وليد العودة على قبولك دعوتي للحوار وتشرفت بإستضافتك في حوارات روعةتحياتي وتقديري لشخصكم النبيل من دمشق للقاهرة

المصدر: الكاتبة الصحفية الأستاذة روعه محسن الدندن
elmaystro2014

الموقع الرسمى لجريدة أحداث الساعة - رئيس التحرير: أشرف بهاء الدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 302 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2020 بواسطة elmaystro2014

ساحة النقاش

ASHRAF BAHAAUDDIN

elmaystro2014
جريدة أحداث الساعة : الصوت الحر من الشعب و الى الشعب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

247,411