المرأة الأكثر تضررا من الأزمة الغذائية

<!heade>
كتبت: سعدية شعيب
المرأة هي أول من يتأثر بالفقر الغذائي‏,‏ وهي التي تتحمل مسئولية تغذية ابنائها ورعايتهم مما يستلزم الالتزام بمبدأ العدالة في توزيع المعونات الغذائية باعطاء الأولوية للنساء خاصة المعيلات‏,‏ ومساعدة المزارعات من خلال برامج التمويل وايضا يجب الاهتمام بتحسين مستوي معيشة المرأة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وتأثيراتها علي البلدان النامية‏.‏

كان هذا من أهم اسباب اقامة ورشة عمل حول دور المرأة العربية والإفريقية في مواجهة أزمة الغذاء العالمية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة برعاية د‏.‏ حسام الدين كامل رئيس الجامعة ورئاسة د‏.‏ عادل الحسنين عميد المعهد‏.‏

وتقول د‏.‏ هويدا عبدالعظيم مدير مركز البحوث الإفريقية ومقررة ورشة العمل إن النساء في‏30‏ دولة تظاهرن مؤخرا للتعبير عن غضبهن بسبب الغلاء ونقص الغذاء الذي اضطرهن إلي بيع حليهن ومصاغهن للإنفاق علي طعام أطفالهن‏,‏ فلم يعد لديهن مدخرات ولم يشبع الابناء ولم تنته الأزمة التي أجبرت الفلاحات علي بيع مواشيهن والقيام بأنفسهم بكل أعمال الزراعة والري‏,‏ فالشكوي من نقص الغذاء أو سوء التغذية أو الجوع مازالت مستمرة ويتبعها تدهور الأحوال الصحية نتيجة عدم حصول الأطفال علي وجبات غذائية غنية بالمعادن التي يحتاجونها للنمو‏.‏

وأوضح د‏.‏ مجدي نزيه عزمي رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية ان المرأة يقع عليها اكبر عبء في توفير الطعام لأطفالها وإلا تعرضت صحتهم وحياتهم للخطر‏,‏ وأشار إلي أن تقارير منظمة الصحة العالمية تكشف عن أن سوء التغذية يسبب‏54%‏ من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بطريق مباشر أو غير مباشر‏,‏ كما تبين أن سوء التغذية يقع علي رأس قائمة أهم عشرة عوامل خطرة ومسببة للوفاة المبكرة أو الإعاقة‏

كما أوضحت نتائج بحوث المعهد القومي للتغذية أن نحو‏65%‏ الأطفال في سن ما قبل المدرسة لا يحصلون علي احتياجاتهم الغذائية من الطاقة‏,‏ وأن‏35%‏ منهم لا يحصلون علي احتياجاتهم من البروتين و‏53.5%‏ من الأطفال لا يحصلون علي احتياجاتهم من فيتامين‏A‏ و‏83.3%‏ منهم لا يحصلون علي احتياجاتهم من فيتامين‏C‏ ولا يحصل‏86.1%‏ علي احتياجاتهم من عنصر الحديد‏,‏ كما أن الرضع وصغار الأطفال هم أكثر الفئات قابلية للاصابة بسوء التغذية‏.‏

ويعتبر سوء التغذية أحد الأسباب المهمة التي تؤثر علي التنمية‏,‏ كما أن قصور التنمية يؤدي إلي مزيد من سوء التغذية وهكذا تستمر الحلقة المفرغة‏.‏

ولأن جميع الدراسات أكدت أن المرأة هي أول من يتأثر بالفقر الغذائي‏,‏ وأنها تتحمل عبء توفير الغذاء والطاقة وتوفير الرعاية في المنازل‏,‏ فقد طالبت د‏.‏ هويدا عبدالعظيم بضرورة مراعاة العدالة في توزيع المعونات الغذائية وضرورة مساعدة المزارعات عن طريق برامج التمويل الصغيرة وتعليمهن طرق تخزين المحاصيل وزراعة البذور عالية الانتاجية مع تيسير نقل منتجاتهن إلي المستهلكين‏,‏ يبقي دور الحكومات والمجتمع المدني في مساعدة المرأة باعتبارها الضحية الأولي‏.‏

وتؤكد د‏.‏ سحر حافظ استاذ القانون البيئي ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ضرورة العمل بجدول أعمال القرن‏21‏ الذي ينص علي انه ينبغي للبلدان اتخاذ تدابير عاجلة لتفادي التدهور البيئي والاقتصادي الجاري في البلدان النامية الذي يؤثر بصفة عامة في معيشة النساء والأطفال‏,‏ وتنشيط دور الجمعيات الأهلية التي تخدم المرأة وتساعدها في الحصول علي حقوقها‏,‏ والاعتراف بمشاركة المرأة في المشاكل الغذائية يعتبر أمرا عربيا وإفريقيا مهما في ظل الأزمة الغذائية العالمية‏.‏
elmasrya

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

  • Currently 94/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 199 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2009 بواسطة elmasrya

ساحة النقاش

م/محمد المصرى

elmasrya
نعمل فى مجال المقاولات والتشطيبات والديكور لدينا مجموعة متخصصة من مهندسين فى جميع المجالات نقوم ببناء وحدات ابنى بيتك (مفاجاة) وبيع وشراء »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

498,607