أوباما يصنع التاريخ ويصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة
المرشح الديمقراطي يفوز بأغلبية‏52 %‏ من الأصوات الشعبية
و‏349‏ صوتا في المجمع الانتخابي
في خطاب النصر‏:‏ الرئيس المنتخب يتعهد بمواجهة الأزمة المالية
والانسحاب من العراق

واشنطن ـ من عاصم عبدالخالق‏:‏

الرئيس المنتخب اوباما يلقى خطاب النصر فى شيكاغو حقق المرشح الديمقراطي باراك أوباما فوزاساحقا في انتخابات الرئاسة الأمريكية‏,‏ ليعيد كتابة التاريخ ويصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة من خلال انتخابات استثنائية شهدت إقبالا جماهيريا غير مسبوق‏.‏ ليفوز أوباما بـ‏349‏ صوتا في المجمع الانتخابي في مقابل‏141‏ صوتا فقط لمنافسه الجمهوري جون ماكين‏,‏ وذلك وفقا للنتائج الرسمية شبه النهائية‏.‏ كما أكد المشرفون علي الانتخابات حصول أوباما علي‏52%‏ من أصوات الناخبين المسجلين ـ أي أكثر من‏61‏ مليون صوت ـ في مقابل‏46%‏ لماكين وهو ما يوازي أكثر من‏54‏ مليون صوت تقريبا‏.‏ وحصل المرشح المستقل رالف نادر علي‏1%‏ فقط من الأصوات‏,‏ في حين لم يحصل أي من الواحد والعشرين مرشحا الآخرين علي أي صوت‏.‏ وشهدت انتخابات أمس الأول إقبالا جماهيريا غير مسبوق‏,‏ حيث تشير التقديرات إلي مشاركة مالا يقل علي‏94%‏ من الناخبين المسجلين في الاقتراع سواء يوم الثلاثاء الماضي أو من خلال الاقتراع المبكر علي مدي الأسابيع القليلة الماضية‏,‏ ليدلي بذلك نحو‏175‏ مليون ناخب ـ من بين‏187‏ مليون ناخب مسجل ـ بأصواتهم لاختيار الساكن الجديد بالبيت الأبيض خلفا للرئيس المنتهية ولايته جورج بوش‏.‏ ووقف أوباما ـ عقب تأكيد النتائج الأولية لفوزه الكاسح ـ وسط حشد ضخم من أنصاره تجاوز‏200‏ ألف شخص من مختلف الأعراق والانتماءات بوسط مدينة شيكاغو بولاية إلينوي‏,‏ وسط إجراءات أمنية مشددة‏.‏ وألقي بخطاب النصر‏,‏ أكد خلاله أن التغيير قادم لأمريكا مطالبا الأمريكيين بكل توجهاتهم بالاتحاد في مواجهة التحديات التي تنتظرهم خلال الفترة المقبلة‏.‏ وقال إن الطريق مازال طويلا والعقبات كثيرة‏,‏ حيث تعاني البلاد حربين وأسوأ أزمة مالية في القرن الحالي‏.‏ وشدد في خطابه علي قيم الأمل والوحدة الوطنية‏,‏ وقال إنه يحدوه أمل كبير في أنهم سيتجاوزون هذه الأزمات العنيفة ويحققون أهدافهم في النهاية‏.‏ وذكر أوباما في خطابه التحديات التي تواجه الأمريكيين في الوقت الراهن‏.‏ مثل الحرب علي العراق‏,‏ وشدد علي أنه يعتزم سحب القوات الأمريكية في غضون‏16‏ شهرا تقريبا‏,‏ ولكن بطريقة مسئولة بالاتفاق مع القادة الميدانيين‏.‏ كما تعهد أوباما بقطع الضرائب عن الذين لا يتجاوز دخلهم المائتين وخمسين ألف دولار سنويا‏.‏ وأعرب عن اعتزامه الاجتماع مع قادة وزعماء الدول المعادية للولايات المتحدة بدون شروط مسبقة‏,‏ ضاربا المثال علي ذلك بإيران وكوبا وفنزويلا‏,‏ ولكن أوباما حرص علي التأكيد لأنصاره أن تحقيق هذه الأهداف ربما يستغرق أكثر من عام وربما أكثر من فترة ولاية واحدة‏.‏ يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء أن نسبة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات الرئاسية الحالية ربما تكون الأعلي خلال قرن من الزمان تقريبا‏.‏ وأوضح مايكل ماكدونالد من جامعة جورج ماسون أن نسبة المشاركة الحالية تعد الأعلي من نوعها منذ عام‏1908,‏ حيث شارك نحو‏65.7%‏ من الناخبين المسجلين‏,‏ كما تفوق نسبة المشاركة التي تقدر بنحو‏63.8%‏ في عام‏1960‏ لدي انتخاب الأمريكيين لقائمة الرئيس الراحل جون كينيدي ونائبه ريتشارد نيكسون‏.‏ ولا يقتصر الانجاز التاريخي الذي حققه أوباما أمس الأول علي كونه أول أمريكي من أصل إفريقي يقود الولايات المتحدة‏,‏ ولكنه حقق هذا النصر بشكل مشرف حيث سحب البساط من المعسكر الجمهوري في الولايات المتأرجحة‏,‏ وأيضا في الولايات المتحدة التي تعتبر معقلا للجمهوريين ليوجه ضربة عنيفة لمنافسيه في عقر دارهم‏,‏ فالأرقام تؤكد أن أوباما تمكن من كسر تقليد شعبي دام أكثر من‏40‏ عاما في ولاية فيرجينيا‏,‏ حيث صوت أهلها للمرة الأولي لمصلحة مرشح ديمقراطي بعدما اعتادوا خلال الفترة الماضية الإدلاء بأصواتهم لمصلحة المعسكر الجمهوري بمختلف مرشحيه‏.‏ وفيرجينيا ليست الوحيدة التي نهجت هذا النهج‏,‏ ولكن تبعها الكثير من الولايات الحمراء‏,‏ متمثلة في فلوريدا وإنديانا‏.‏ وكذلك ولاية أوهايو التي اشتهرت بالإدلاء بصوتها لمصلحة المرشح الفائز بمنصب الرئاسة‏,‏ كما تقدم في ولاية أيوا المتأرجحة التي لم تحسم موقفها من المعركة الانتخابية سوي في اللحظات الأخيرة من العملية الانتخابية‏.‏ كما سيطر علي ولاية بنسيلفانيا التي راهن عليها منافسه الجمهوري جون ماكين كثيرا علي مدي الفترة الأخيرة‏