كيف ستؤثر الحرب التجارية المتوقعة بين ترمب وبقية العالم على الزراعة الأفريقية؟
جوهانسبرغ (رويترز) - تراجعت أسواق الأوراق المالية في جنوب إفريقيا وقام المستثمرون بتخفيض الأصول ذات المخاطر العالية لصالح الاستثمارات الأكثر أماناً على خلفية خطر اندلاع حرب تجارية عالمية بسبب خطة التعرفة الأمريكية الخاصة بالصلب (الفولاذ)، حيث أثارت خطة ترمب المخاوف من اندلاع حرب تجارية وقلق بشأن تأثيرها السلبي المحتمل على أكبر اقتصاديات العالم ما أدى إلى تباطؤ أسهم الأسواق الناشئة وتراجع العملات، وقال جميل أحمد رئيس استراتيجية الفوركس العالمية وأبحاث السوق "إنها حرب تجارية يخشاها الاقتصاد العالمي منذ أن أصبح ترمب رئيسا لها ... وهذا قد يعني ضعفاً في سوق الأسهم والسندات المالية في حين قد يتم تشجيع المستثمرين للنظر إلى صكوك الملاذ الآمن".
عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه سيطلب من الكونغرس فرض تعرفة بنسبة 25٪ على أكثر من 1300 من الواردات الصينية والتي تصل إلى ما يعادل 50 مليار دولار فإن العالم قد حبس أنفاسه ولاحظ علامات تبشر بحرب تجارية شاملة بين أكبر الاقتصادات في العالم، وكان الانتقام من الصين سريعاً والتصعيد اللاحق من الولايات المتحدة سريعاً أيضاً وهو ما يؤكد أن العلاقات التجارية بين البلدين قد تدهورت وبمشاهدة القوى عظمى تتجه نحو علاقات عدائية سينتشر الرعب في بقية أنحاء العالم.
تصدر جنوب أفريقيا وفقا لوزارة التجارة والصناعة (DTI) ما قيمته 950 مليون دولار من الفولاذ و375 مليون دولار من الألومنيوم إلى الولايات المتحدة وهو ما يمثل 1.4% و1.6% على التوالي من واردات الولايات المتحدة، وتعد الولايات المتحدة أيضاً أصغر سوق للألومنيوم والصلب بالنسبة لجنوب إفريقيا في حين تستورد آسيا وأوروبا كميات أكبر وبوتيرة أعلى، لكن الصناعة المريضة بالأساس لا تستطيع تحمل أي انتكاسات فسارعت جنوب إفريقيا إلى طلب إعفاءات من الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المبذولة في واشنطن وبريتوريا (العاصمة الإدارية لجنوب إفريقيا) إلا أن وزير التجارة والصناعة الأمريكي روب ديفيز لم يستلم بعد قرار إدارة ترمب حول موقع مصدري الصلب والألمنيوم في جنوب إفريقيا في الخارطة الاقتصادية الأمريكية الجديدة، وبالطبع قد تضر التعريفات الجمركية الجديدة بصناعة الفولاذ الأمريكية خاصة وأن المنافسين مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل قد تم إعفاؤهم مؤقتا من رفع الرسوم الجمركية، وقد تتأذى صادرات الألمنيوم في جنوب إفريقيا بالمثل الأمر الذي قد يكون ضربة مدمرة للشركات التي تزود شركة السيارات تيسلا بمكونات إنتاج السيارات الكهربائية، وعلى الرغم من أنها لا تزال صناعة صغيرة وجديدة إلا أن جنوب أفريقيا يجب أن تستفيد من زيادة إنتاج السيارات الكهربائية، والخطر الحقيقي هو أن صادرات الألمنيوم الصينية إلى الولايات المتحدة والتي هي أعلى بكثير من صادراتها من الفولاذ قد ينتهي بها الأمر إلى تحويلها إلى أسواق قد تؤثر على جنوب إفريقيا بشكل مباشر.
ويتوقع العديد من المحللين أن الزيادات في الرسوم الجمركية ستضر بالشركات الأمريكية والمستهلكين الأمريكيين على السواء لأنها ستؤثر ابتداءً من شركات تصنيع السيارات وانتهاءً بعلب المشروبات الغازية والكحولية الأساسية على الرغم من أن التعريفات تهدف بالأساس بحسب إدارة ترمب إلى حمايتهم من المنافسة الصينية، وقد تضمنت التعريفات الانتقامية في الصين زيادة بنسبة 15٪ على الواردات من الولايات المتحدة من النبيذ والجوز والفواكه، وتعد جنوب إفريقيا منافساً قوياً في هذه المنتجات وقد تستفيد من هذه الضرائب في السوق الصينية إذا استطاعت البلاد زيادة صادراتها بسرعة كبيرة، لكن جنوب إفريقيا تعاني بالفعل لتلبية حاجات سوق الاتحاد الأوروبي من هذه المنتجات فضلاً عن أثر الجفاف المستمر في كيب الغربية على إنتاج الفاكهة والنبيذ، وبرغم ذلك فإن معظم منتجي الجوز في جنوب إفريقيا محدودين في إمكانياتهم ومعظم الصادرات الإفريقية هي موجهة بالأساس إلى القارة الآسيوية وسيستغرق تطوير مزارع الجوز لجني محاصيل أكبر سنوات عديدة قبل الوصول إلى تلبية معقولة لحاجات السوق العالمية، وعلى نطاق أوسع يظهر التحليل الذي أجرته Citi أن تأثر جنوب أفريقيا بالسوق الأمريكية صغير نسبياً من منظور التجارة والسوق المالية مما يخفف من حدة أي تدهور اقتصادي قد يحدث في الولايات المتحدة.
أخيراً قد يؤثر عدم الأمان العالمي والحروب الاقتصادية على أسعار الذهب إيجابياً، إلا أن الأجواء المستقرة تلائم البلدان النامية مثل جنوب إفريقيا بشكل عام، ومما يثير القلق فعلاً هو أن حالةً من عدم اليقين أصبحت الآن الوضع الطبيعي الجديد.
Author Bio:
Luke Hatkinson-Kent worked as a Financial Analyst in London after graduating in Economics from the University of Manchester. Taking this experience and mixing in his passion for journalism, Luke has gone on to work for himself, writing Freelance financial news pieces. He has produced detailed reports on stock market movements as well as financial current affairs articles for a number of high profile online publications. You can contact Luke on [email protected].
Translate from English to Arabic:
Edward Roebuck, [email protected]
Review and display:
Mahmoud Salama El-Haysha, Egyptian writer and researcher, [email protected]
ساحة النقاش