الشاعر عبدالناصر الجوهري يفتح قلبه في حوار جريء مع محمود الهايشة
س: ما هي بدايتك مع الشعر؟
حكايتي مع البداية حكاية صدفة، اكتشفتني مُدرسة اللغة العربية وأنا في الصف الثاني الإعدادي، وقالت لي بالحرف الواحد أنت عندك موهبة الشعر، وسألتني هل عندك أحد يرعاك بالبيت؟، فكان ردي لا يوجد أحدٌ أبي رحل لدار البقاء وأمي أمّية تنتبه لهذا، فأشفقت عليّ ثم قدمتني بالإذاعة المدرسية، لم أكن أعلم أني لدي موهبة لولا هذه المُدرسة، هي التي نبهتني لهذا، جزاها الله كل خير. وهذا ليس بغريب على مُدرسي اللغة العربية.
س: ما هي القصيدة التي كتبتها واكتشفتك من خلالها المُدرسة؟
هل تتذكرها؟ كانت قصيدة عن الأم، وكتبتها في موضوع التعبير الذي كلفتنا به المُدرسة عن عيد الأم، اخترت كلمات اختلط بها العامية بالفصحى، وكانت هي البداية. ولازلت محتفظ بهذه القصيدة منذ أن كنت في الصف الثاني الإعدادي للذكرى، ثم قمت بعد ذلك بتهذيبها، بعد أن ازدادت خبرتي وأدواتي، لأن لها ذكرى غالية في نفسي.
س: أنت من مدينة دكرنس، وكما هو معروف أنها عاصمة لمركز ريفي، فهل أثرت عليك البيئة التي نشأة بها في شعرك؟
لابد أن يتأثر الشاعر بالبيئة المحيطة به، فالإنسان جزءٌ لا يتجزأ من البيئة يتأثر بها وتؤثر فيها، وخير دليل على ذلك كتابتي، وأضرب لك مثال: (كرباجاً خلفك يا حوذي)، كذلك (سأصلي خلفك يا شيخ الشوارع). فهذه المقاطع ناتجة من تأثري بالحارة المصرية، والبيئة الشعبية التي ترعرعت فيها وانحيازي للبسطاء وهذا واضح جدا في قصائدي.
س: ما هي المسابقات الشعرية التي اشتركت بها؟
هناك الكثير من المسابقات التي اشتركت فيها سواء داخل مصر وخارجها، والحمدلله فزت بالكثير منها وهي عديدة، ومنها: المسابقة الأدبية المركزية لأحسن ديوان فصحى عام 2005 من الهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوان (ماذا جنت العصافير؟)؛ وكان من حُسن حظي تم تعييني بالهيئة العامة لقصور الثقافة بناءً على هذه الجائزة. وهناك جوائز أخرى كثير محلية: • جائزة مركز سعد زغلول الثقافي (بيت الأمة) للشعر الفصيح.. وكرمني الدكتور/ عبداللطيف عبدالحليم (أبوهمام). • جائزة جمعية الأدباء بالقاهرة.. في شعر الفصحى وتكريم من الشاعر الكبير/ محمد التهامي. • جائزة شباب العمال بالجامعة العمالية، وكرمتني الوزيرة/ عائشة عبدالهادي وزيرة القوى العاملة وكرمني أيضا الدكتور/ صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب. • جائزة إدارة ثقافة المرأة، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وكرمني رئيس الهيئة آنذاك السيد/ أنس الفقي وزير الإعلام المصري حالياً. • جائزة مجلة النصر العسكرية، وكرمني آنذاك الدكتور/ جابر عصفور، والدكتورة/ هدى وصفي. وهناك الكثير والكثير من الجوائز، ومن الجوائز التي حصلت عليها على مستوى الوطن العربي: • جائزة نادي تراث الإمارات للشعر الفصيح لعام 2003. • جائزة المربد الأدبية بالأردن على شبكة الإنترنت لعام 2007. • جائزة أمير الشعراء - الموسم الثاني عام 2008 بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم اختياري من ضمن أفضل 35 شاعراً بالوطن العربي.
س: كيف تم اختيارك لمسابقة أمير الشعراء لعام 2008؟، وما هي أجواء المنافسة في تلك المسابقة العربية؟ وهل كانت رحلة ناجحة؟
تم اختياري من بين 7 آلاف شاعر وشاعرة من 22 دولة عربية، عن طريق إرسال مجموعة من قصائدي إلى لجنة المسابقة، فتم ترشيحي للسفر لكي أشارك في منافسات الجولة الأولى، فحزت على إعجاب لجنة التحكيم وبرنامج أمير الشعراء، فتم تصعيدي للجولة الثانية بجدارة للمنافسة من بين أفضل 35 شاعراً في الوطن العربي للفوز على مسرح شاطئ الراحة بمدينة (أبوظبي) بالإمارات، والحمد لله نلت إعجاب المشاهدين والأدباء بالوطن العربي، وكانت رحلة ناجحة، لأنني كنت اختبر فيها مشروعي الأدبي وهو اهتمامي بالشعر المقروء وليس المسموع، وأعلم أين أنا؟ وأين قدمي بين النخب العربية، كما استفدت أيضا من صداقتي مع بعض الشعراء الذين تعرفت إليهم في هذه المنافسة، أذكر منهم الشاعر الأردني مهند ساري، والشاعر اليمني أمين العقاب، والشاعر الفلسطيني سامح كعوش، والشاعر الإماراتي سعيد المنصوري، والشاعر الموريتاني آدي ولد آدبا، والشاعر المغربي أحمو الحسن، والشاعر المصري الجميل ياسر أنور، وغيرهم كثيرين تعرفت إليهم واستفدت من تجاربهم الإنسانية والشعرية.. ولازالت أتذكر كلمات د.عبدالملك مرتاض الجزائري لي (يا عبدالناصر.. شعرك ليس منبريا ولا خطابيا وقصائدك تعج بالشاعرية المفرطة..) فتأكدت من شاعرية المكتوبة وليست المسموعة.
س: كيف ولماذا تم فصلك من الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة؟
علمت بقرار فصلي من الهيئة من بعض الأصدقاء في مصر عندما كنت أشارك في برنامج أمير الشعراء بالإمارات، وكنت على وشك الانسحاب من المسابقة لولا تدخل بعض الشعراء والأصدقاء العرب، لأني كنت أمثل مصر ولا يجب أن انسحب فأنا أمثل الوطن الغالي، ولا أمثل نفسي، ورغم ذلك تألقت في هذه المسابقة وأبليت بلاءً حسناً، والحمد لله لولا تدخل الدكتور/ أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الذي أصدر قراراً بعودتي للعمل، واعتبار أيام اشتراكي في المسابقة إجازة بدون مرتب، فتحية لهذا الرجل الوطني دكتور/ أحمد مجاهد.. وأسامح من فصلني لأن التاريخ سيقتص منه. كما لا أنسى وقوف الأدباء بجواري كالشاعر الكبير/ سعد عبدالرحمن مسئول الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة، ولا أنسى أيضا الأديب الكبير محمد السيد عيد الذي دعمني كثيراً حتى أكون موظفاً بين حنايا هذه الهيئة. س: ننتقل الآن إلى الإصدارات الشعرية، فما هي وكم عدد دواوينك الشعرية؟ أول ديوان صدر لي كان (الشجو يغتال الربيع) عام 1998، وهو كالعادة على نفقتي الخاصة، ثم الديوان الثاني (حّباتٌ من دموع القمر)، فالثالث مسرحية شعرية بعنوان (الشمس تلملم أسمالها) وهو الإصدار الوحيد الذي أصدرته لي الوزارة، أما الديوان الرابع (لا عليكِ)، الديوان الخامس (المهرجُ لا يستطيع الضحك)، الديوان السادس (لمن تُهدرين شجوني؟)، الديوان السابع (مكلومٌ هدَّه الشوق)، الديوان الثامن (ماذا الآن أُسميكِ؟)، أما الإصدار التاسع فهي مسرحية (في الواق واق) عام 2009.
س: متى أصبحت عضوا في اتحاد كُتّاب مصر؟
أصبحت عضواً باتحاد كُتّاب مصر عام 2002، كما أنني صرت الآن عضوا في جمعية الأدباء بالقاهرة، وعضواً باتحاد كُتاب الإنترنت العرب بالأردن، وعضوا برابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضواً في منظمة الكُتاب الأفريقيين والآسيويين، كذلك عضواً في النقابة العامة للصحافة والإعلام.
س: ما هو أثر الوالدين في الشاعر والإنسان عبدالناصر الجوهري؟
بالنسبة لأبي ما يزال في ذاكرتي هذا الإنسان الطيب الجميل، الذي اصطدم بمملكة الغيلان، فتعلمت منه الطيبة ولكن طيبتي ليست استسلام، وأيضا تأجيل اصطدامي مع الغيلان والالتفاف من حولهم، وأتحمل مسئوليات أسرتي ولا أضيع من أعول وأن احترس من الأقرباء قبل الغرباء، هكذا تعلمت من الماضي الذي ظل تركه أبي في ذاكرتي، هذا الماضي ظل يطاردني أعواما كثيرة، رحم الله أبي، لم تشفع له طيبته مع الآخرين. أما أمي هذه الإنسانة الريفية الجميلة هي علمتني كيف أحب الآخرين وأن أعافر في الحياة وان أهرب إلى الإمام وليس للخلف وأن انتصر لها على طريقتي الخاصة، انتصاراً أدبياً، فكثيراً من كتاباتي أهديها لتلك المرأة التي تحملت عناء الشقاء، ولم أشعر في رحابها باليتم أو الفقد، فلولاها ما استمر مشروعي الأدبي، فقد خففت عني كثيراً وأنقذتني كثيراً من أعباء الحياة، رحم الله والدي وأسكنهم الله فسيح جناته.
س: ما هي جذور شاعرنا عبدالناصر الجوهري؟
بالنسبة لجذوري من ناحية الوالد، فقد رحل الجد الأكبر من الشام إلى مدينة السرو بمحافظة دمياط ثم انتقل إلى مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية؛ ثم التقى والدي بفتاة ريفية تتسم على ملامحها تباشير الفطرة، هي أمي الريفية الآتية من قرية "شها" الحبيبة، والتقى الحبيبان، وكنت أنا الابن الثالث لأبواي؛ وأنا من مواليد برج الأسد (شهر يوليو بالتحديد 28 يوليو) فقد ولدت بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عندالناصر بأشهر بسيطة عام 1970.
س: ما هي الأمور التي تعجبك شاعرنا في المشهد الأدبي المصري؟
يعجبني وطنية فؤاد حجازي، أستاذ أدب الحرب؛ ويعجبني التوازن الذي يخلقه الأديب الكبير محمد السيد عيد بين المؤسسة الأدبية الثقافية والأدباء؛ وتعجبني إدارة الكاتب الكبير/ محمد سلماوي لاتحاد كُتاب مصر وعشقه للمبدعين في الأقاليم، ويعجبني تواضع الدكتور/ أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ودعمه للإبداع وللشعراء الشباب، ويعجبني إنسانية وعطاء أستاذي الشاعر/ رفعت المرصفي، وثقافة الدكتور حسام عقل، ويعجبني إخلاص النقاد والشعراء أمثال: أحمد فضل شبلول، عبدالمنعم عواد يوسف، الدكتور/ شريف الجيار، الدكتور/ محمد زيدان، الدكتور/ أيمن تعيلب، الناقد/ صبري عبدالله قنديل، الدكتور/ فوزي خضر، أحمد سامي خاطر، الدكتور/ محمود نسيم، والصحفي الكبير/ حزين عمر، المذيعة/ رباب البدراوي، والمذيع/ عبدالله يسري، والمذيع/ محمود شرف؛ والصحفي/ خيرات عبدالمنعم والأديب الكبير/ خيري شلبي. ويعجبني كذلك الحب والتواصل الإنساني من الشاعر/ أحمد عبدالمعطي حجازي، ويعجبني شموخ الشاعر أحمد سويلم، والله أخشى أن أنسى أحداً، لأنني صنيعة هؤلاء وغيرهم من الكثير من أصدقائي خارج المشهد الأدبي، فلهم مني كل الحب والتقدير. س: الآن وبعد أن عرفنا ما الذي يعجبك في المشهد الأدبي، جاء الدور على ما الذي لا يعجبك فيه؟ لا يعجبني في الساحة الأدبية الشللية وسيطرت بعض أنصاف المواهب، وتلك الطائفية الأدبية بين قصيدة النثر والشعر العمودي الأصيل، وتلك الطائفية الأدبية بين الشعر العامي والشعر الفصيح؛ وتلك الصراعات الموجودة في نوادي الأدب والتي لا مبرر لها، وهذه الأنا المتضخمة لدى بعض الأدباء. ويغضبني خدمة الجماعة للفرد، وأتمنى أن يصبح الفرد في خدمة الجماعة، والتركيز فقط على الإصلاح الثقافي والعمل على تثبيته، لأن الصورة غير جيدة، كما أنه يغضبني إصرار معول الهدم على الإطاحة بإنجازات المبدعين، والتربص بقوافلهم المبدعة، فأتمنى أن يكف هذا المعول عن الهدم، وأن يكون في خدمة البناء.. والغريب أني أصبحت كالرحالة.. انتقل في وظيفتي من مكان لآخر.. حتى لا اصطدام بهم.. مستخدما أسلوب الكر والفر.. ربنا يهديهم.
س: ما هي الصعوبات التي تقابلك في الوقت الحاضر المشهد الأدبي؟
أول عائق يزعجني هو شبح النشر الذي يطاردني كثيراً، فإني أطبع على نفقتي الخاصة في سلسلة أدب الجماهير في مصر التي يشرف عليها الأديب الكبير/ فؤاد حجازي. فإلى متى سأظل أطبع على نفقتي الخاصة؟ فهل السلاسل الأدبية في المؤسسات الثقافية لدينا حكراً على جوقة بعينها، فأعتقد أن هذه طامة كبرى، أما دور النشر في مصر متورطة أيضاً في الطبع والنشر فقط للأسماء اللامعة ولم ينتبهوا للجيل الثاني القادم من الشعراء المبدعين في مصر، ونسوا رسالتهم لدعم المبدع المصري الشاب!؛ ولا أخفيك سراً أن هناك أيدي خفية تعبث في الساحة الأدبية. س: عبدالناصر الجوهري موظفاً، هل ترى نفسك سعيداً بهذه الوظيفة؟ بعد تجربة فصلي عندما كنت أشارك بمسابقة أمير الشعراء، لم أعد سعيداً بهذه الوظيفة، فأنا أخشى على نفسي وعلى إبداعي اليوم أكثر من الأمس، فأنا الآن تحت رحمة كلاليبهم وأنا بين شقي الرحى، الشللية من ناحية وكوني موظفاً تطارده شعراء السلطة، لكن رسالتي البسيطة إلى رَّبة الشعر فأقول لها أنقذي عبدالناصر الجوهري، وإلا سوف أعشقك أكثر فأكثر.
س: كيف يرى الشاعر عبدالناصر الجوهري القضية الفلسطينية؟
وهل تناولتها في كتاباتك؟ هي قضية مركزية ليست قاصرة على الصراع العربي الصهيوني فقط، ولكن أيضا يتأثر بها الشرق الأوسط والعالم كله، واعتقد أن هناك معسكرين هما الممانعة (مقاومة) والآخر المعتدلين (المطبعين)، واعتقد أيضا أنه يوجد صراع عربي-عربي يؤثر بالطبع على مسار القضية الفلسطينية حيث أن الفصائل الفلسطينية نفسها منقسمة في هذين المعسكرين. فتحول الصراع من صراع فلسطيني-صهيوني إلى صراع فلسطيني-فلسطيني، دولة في الضفة ودولة في غزة، وأتمنى أن ينمحي هذا المشهد القاتم وان يعود جسر التواصل مرة أخرى بينها للتصدي لهذا العدو الغادر. أما في كتاباتي فأنا انحاز لتلك القضية المهمة.. إلى جانب الرومانسي والذاتي في أشعاري؛ ومن قصائدي السياسية الشهيرة (ممر في جدار الاغتراب) و (لا حرة تزني) وغيرها التي تثبت انتمائي العروبي والقومي.
س: ماذا تمثل الأنثى في عالم عبدالناصر الجوهري؟
الأنثى كائن رقيق يعشق الكلمات المعسولة، ولكن أحذر من إغضابها فهي تصير كالقنبلة الموقوتة، فإنها في قصائدي هي القمر والحب والحرية التي أبحث عنها، ولكن خلية النحل لا تأخذ عسلها إلا بعد وخذات عديدة.. وقد أهاجمها في شعري أحيانا.. من أجل العودة لحيائها؛ مثل قولي في إحدى قصائدي (عودي إلى مهج البراءة يا هبة).
س: بماذا تنصح البراعم والشعراء؟
للشعر شروط أولاً: الطبع (الموهبة)، ثانياً: الدراسة وتحصيل الأدوات، ثالثاً: الدربة، أي المشي على درب المخضرمين من الشعراء، رابعاً: المعرفة، معرفة شيء عن كل شيء، خامساً: الذكاء، فهل كان المتنبي يعيش وحدة؟، مؤكد كان حوله مئات من الشعراء ولكنه بذكائه وابتكاره الشعري نجح في أن يتميز ويتفرد، سادساً: الاستمرارية، سابعاً: كل هذا يؤدي إلى النضج الفني، العنصر الحاسم في معادلة الإبداع.
س: بماذا تشعر الآن؟
أشعر بالغربة في وطني، لأن الغربة نتاج سلبية الوظيفة التي أراها أمامي ولا أستطيع تغيريها وشللية المشهد الأدبي التي تحاصرني، وصراخ البسطاء من حولي وعدم وجود الحوار بيننا وبين بعضا البعض، وأخشى أن نقتل بعضا البعض من أجل لقمة العيش يوم ما في هذا الوادي الضيق.
س: لماذا قدم الشاعر عبدالناصر الجوهري استقالته من نادي أدب قصر ثقافة المنصورة؟!
كان تواجدي بنادي أدب المنصورة بشروط ضمنيه بيني وبين نفسي، وهي احتواء جميع الأطياف الفكرية والأدبية ومحاولة تجميد رصيد الشللية ومساعدة البراعم والمواهب، ولكن قد نفذ صبري ولم أعد احتمل أيضا تدخل المؤسسة في إقصاء الأدباء والشعراء في المؤتمرات وحرمانهم من النشر وطباعة إصداراتهم لأسباب واهية. لقد قدمت استقالتي عدة مرات، ولكن هذه المرة لا رجعة فيها مع اعتذاري للجمعية العمومية بالنادي التي أعطتني غالبية الأصوات في انتخابات النادي عام 2008.
س: سؤال أخير لشاعرنا الكبير، هل تعتقد أنك آخر أجيال المبدعين لمدينتك؟
مدينة دكرنس ليست بعاقر فقد أنجبت في مجال العلم د. أحمد مستجير و د. حسن أبوالعنين؛ وفي مجال الموسيقى الفنان والملحن/ أحمد الشابوري؛ وفي مجال التمثيل المثل/ جلال معوض الهجرسي؛ وفي مجال الدعوة فضيلة الشيخ/ محمد حسان؛ وفي مجال الرياضة الكابتن/ نادر السيد؛ ومجال الجمعيات الأهلية الحاجة نعم الباز ونجاح الباز؛ وفي مجال الشعر الإعلامي/ جمال الشاعر، والشاعر والناقد د. يسري العزب؛ وفي مجال المسرح الناقد المسرحي د. رضا غالب؛ وذلك على سبيل المثال لا الحصر. واعتقد أنني أمثل الجيل الجديد الذي يحاول الخروج من النفق.. وأتمنى أن يحاول آخرون مثلي البحث عن مكانة لهم في مصر والوطن العربي.
حوار
م. محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري
ساحة النقاش