هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

authentication required

انهيار عمارة في الجيزة بسبب التنقيب عن الآثار بطريقة غير شرعية

قامت أسرة لديهم منزل بمحافظة الجيزة بالقرب من المنطقة الأثرية بالحفر والتنقيب في إحدى الحجرات، وحفروا بعمق أربعة أمتار حتى وصلوا لسرداب يؤدى إلى حجرات لاعتقادهم بوجود آثار، إمكانياتهم بسيطة فانهارت الحفرة ، وحبسوا داخل السرداب، كان أحد الذين ينقبون معهم قد نجا، وفى الغالب هو الذي أبلغ عن الواقعة لإخراجهم من تحت الأرض، وفى حوار تليفزيوني على التليفون مع محافظ الجيزة، أكّد أنهم لم يستطيعوا إزالة التراب لإخراجهم فاستعانوا بشركة المقاولون العرب وقرروا هدم المنزل كله، وطبقا لأقوال شاهد العيان الذي كان ينقب معهم ، أنّ بنهاية السرداب حجرتين 4(×)4 متر وبالتالي صرح أنهم سيعثرون عليهم أحياء. هذا الخبر بتفاصيله يذكرنا بأحدث الفيلم الكوميدي (صعيدي رايح جاي) بطولة هاني رمزي وعبد الله فرغلي ويوسف داود وماجد الكدواني، الذي تدور أحداثه في إحدى قرى صعيد مصر المليئة بالآثار والكنوز، فكان عمدة وشيخ القرية ينقبان ويبحثان عن المقابر الفرعونية، وكانوا يتاجران في الآثار، مما جعلهم يحققنا ثروة طائلة، ومن ضمن المواقف الغريبة والعجيبة في الفيلم هو استعانتهم بشيخ من شيوخ الدجل والشعوذة لإخبارهم أين مكان المقبرة الفرعونية لكي يحدد لهم المكان الذي يحفرون فيه! ولكن الدجال لا يعرف هذه المرة أين مكان فتحة المقبرة بالضبط، فيتشاجرا معه ويتركهم ويمشي، وفجأة يأتي حمارهم ويتبول في المكان الذي يقف فيه فيتسبب بوله في إظهار أول درجات السُلم المؤدي إلى المقبرة الفرعونية الأثرية!! فمنذ عدة شهور وأنا راجع من مدينة فارسكور بمحافظة دمياط إلى مدينتي المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، كان يركب بجواري في الميكروباص الذي أستقله شخص من إحدى قرى مركز فارسكور، وقد علمت منه من خلال الحوار معه أنه يعمل نجار أثاث، وقد أخبرني بتفشي هوس وجنون البحث والتنقيب عن الآثار في قريته وبعض القرى المحيطة بها، لدرجة أن هناك بعض من يدعوا أنهم شيوخ وأصحاب كرامات، بأنهم يستطيعوا التنبؤ بأماكن وجود الآثار تحت الأرض، وحكي لي قصة أحدى أهالي القرية، أحضر أحد هؤلاء الشيوخ المزيفين، وأخبره هذا الشيخ بأن قطعة الأرض المجاور لبيت الذي يملكه ويسكن فيه هو وأولاده، بأن تحتها مقبرة أثرية، وكانت قطعة الأرض هذه ملك له أيضا، فقام وحفر معظم الأرض التي تقترب من قيراط أرض (أي 175 متر مربع)، وطلب منه يحفرها لعمق عشرة أمتار، وبالطبع تعرفون النتيجة حفر ولم يجد شيء!! والحمدلله لم يحدث انهيار أرضي ولم يسقط البيت الوحيد الذي يمتلكه ويسكن به وأبنائه وزوجاتهم وأحفاده، فهذا الرجل عمره ستين عاما، أي ليس صغيراً في السن، وقد خسر أكثر من ثلاثين ألف جنيه من حفر وردم!!، وإنا لله وإنا إليه راجعون؛ كل هذه الأحداث والأخبار التي تظهر كل فترة تدل على أن الناس على استعداد لفعل أي شيء مقابل الثرى السريع مهما كان هذا الشيء حتى لكفهم حياتهم كلها!

بقلم

محمود سلامة الهايشة

  • Currently 195/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 660 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2009 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,715,972