الملتقى الثقافي بالجمعية النسائية لتحسين الصحة بدكرنس (قصة خبر)
متابعة: محمود سلامة الهايشة:
أقامت الجمعية النسائية لتحسين الصحة بمدينة دكرنس، الملتقي والأمسية الشعرية والفنية، وذلك يوم الثلاثاء 25 رمضان 1430هـ الموافق 15 من سبتمبر 2009م، وبدأت الاحتفال في تماما التاسعة مساءً واستمر حتى الساعة الحادية عشر والنصف، والجمعية تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية، ومدينة دكرنس هي عاصمة مركز دكرنس من كبرى مراكز محافظة الدقهلية، بجمهورية مصر العربية، وكان الاحتفال تحت رعاية السيدة/ وجيدة شفيق الحديدي (رئيسية الجمعية)، والأستاذ/ أحمد المصري (مدير النادي الاجتماعي الثقافي بالجمعية)، قام تنظيم الاحتفالية والإعداد لها وأدرها الأستاذ الشاعر/ عبدالناصر الجوهري (أحد أبناء مدينة دكرنس وعضو اتحاد كُتاب مصر)، وقد ضمن برنامج الأمسية كوكبة متميزة من الشعراء والفنانين الرائعين، الأستاذ/ رفعت عبدالوهاب المرصفي (الشاعر والأديب وعضو اتحاد كُتاب مصر) جاء من القاهرة خصيصاً لحضور هذا العرس الشعري الفني في ليلة بديعة من ليالي رمضان الجميلة، والأستاذ/ مختار سليمان (الشاعر والموسيقار والملحن وعازف العود)-أحد أبناء مركز ميت غمر دقهلية-الذي أمتعنا وأمتع جميع من أحضروا فقاعة الاحتفالات بالجمعية، والأستاذ/ ياسر أنور (الشاعر والمهندس والصحفي وعضو كٌتاب مصر) جاء من القاهرة، والأستاذ/ أشرفي عزمي (الشاعر والصحفي ورئيس نادي أدب أجا- دقهلية)، وكان من ضمن يضيف الاحتفال الدكتور/ رضا غالب (ابن دكرنس وأستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون والمخرج المسرحي). وقد اشتمل برنامج الحفل تقديم المواهب الشابة من الشبان الموهوبين من أبناء دكرنس من النادي الأدبي وخارجة، فمنهم من كانت هذه هي المرة الأول التي فيها موهبته على الجمهور وأمام شعراء وفنانين، ولابد لنا اليوم أن نذكر أسمائهم حتى يكون لنا السبق في عرضها قبل أن يصبحوا شعراء وفنانين كبرى بأذن الله تعالى، وهم على حسب ترتيب ظهورهم بالأمسية: الأستاذ/ جابر علي شطا (شاعر من أبناء مدينة دكرنس وعضو النادي الاجتماعي الثقافي بالجمعية)؛ الأستاذة/ جيهان النجار (شاعره تكتب الشعر العامي) وهي أول مرة تلقى بزجلها الشعبي الجميل في ندوة أو ملتقى، وهي اكتشاف السيدة وجيدة الحديدي رئيسة الجمعية، وقد ألقت جيهان النجار قصيدة زجلية بعنوان (طابور العيش)، الأستاذ/ سامح المهدي (أحد أبناء دكرنس وهو عازف جيتار) وقد عزف على مسامع الحاضرين مقطوعة موسيقية لأحد أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، وقد حدث لافتة إنسان رقيقة جدا من الأستاذ الفنان الشاعر الجميل مختار سليمان، فبمجرد أن أخبره الشاعر عبد الناصر الجوهري بوجود شاب عازف للجيتار، قام من على الكرسي الذي يجلس عليه وهو يحمل عوده، لكي يترك ويفسح المكان لهذا الشاب الموهوب، لكي يستطع أن يجلس أمام الحامل الذي يحمل سماعات الميكروفون، وجلس بعيداً وعندما نظر الفنان مختار سليمان لسامح المهدي قبل أن يبدأ شعر أنه خاف، فقال له: لا تخف اعزف ولا تخف من أي شيء، فبتسم سامح وبدأ يأخذ الثقة والطمأنينة، فقال شخص من الجمهور: هو لن ينافسك يا أستاذ مختار، فرد الأستاذ الشاعر/ أشرف عزمي: يا جماعة هذا فن شرقي وهو يشير للأستاذ مختار، وهذا فن غربي وهو يشير لسامح، فردت إحدى السيدات الجالسات في الصف الأول والتي عرفنا بعد ذلك أنها أم سامح المهدي قائلة: يا رب يكون مثلك يا أستاذ مختار، فرد الأستاذ مختار بروحة الجميلة وخفت ظلة التي ملأت المكان موجهاً كلامه لسامح: لا، لا لن تكون مثلي، أني أصلع وأنت لست أصلع، فضحك وقهقه الجمهور، وبدأ سامح عزفه للمقطوعة الموسيقية التي اختارها، وصفق له الحاضرون. وتلي سامح الأستاذ/ أحمد البالسي (موهبة شعرية شابه من أبناء دكرنس وعضو الملتقي الثقافي بالجمعية)، وبدأ شعره ب (الحب مش ممكن تشتريه؟!)، ثم بقصيدة (شيء يرجعلك). وكان أخر المواهب التي تقدم تقديمها في هذا الليلة الرائعة هي الشاب الموهوب "محمد فوزي" والذي همست باسمه إحدى سيدات الجمعية في أذن الشاعر الجوهري، ولكنه عرض الأمر على الحضور فقال لهم: يا أحبائي الآن كان لابد أن نختم احتفالاً بالموسيقي مع فنانا الجميل مختار سليمان، ولكن عرفت أن هناك موهبة شابة مازالت موجودة داخل القاعة، فهل ننهي الحفل دون أن نسمعها أم نقدمها اليوم حتى يكون يوم ميلاد لموهبة شابه، فأشار له الجميع:لا نسمعها قبل أن نختم، وبالفعل تقدم "محمد فوزي" وأمسك بالميكروفون وشكر الأستاذ الجوهري، وألقى قصيدة جميلة جدا بعنوان (خلف الستار).
فهي مواهب تستحق الاهتمام والاحتضان والتنمية والتطوير، وذلك بشهادة المنصة الحضور، وثناء الجمهور الكبير من أهالي مدينة دكرنس، فالجمهور ملء القاعة عن آخرها وكان عدد النساء أكبر من عدد الرجال بحكم أن الجمعية المنظمة جمعية نسائية، وبالرغم من ذلك لم يستطع أحد من الجمهور ترك الاحتفالية وظلوا جالسوا يستمتعون ويتذوقون الشعر والموسيقي والمواهب الشابة، مما يدل على أن الشارع المصري، والإنسان المصري البسيط يريد الفن الرقي المحترم، وليس الإسفاف والفن الهابط كما يقال دائما في وسائل الإعلام، فكانت ليلة لنا ينساها كل من حضر هذه الأمسية من ضيف الحفل الكبار والجمهور المتشوق دائما لسماع ورؤية الأحسن والأفضل وحتى القائمون على الاحتفالية وحتى أهالي الشارع والمنطقة التي يوجد بها الجمعية النسائية لتحسين الصحة بدكرنس وذلك من خلال سماعهم للسماعة الخارجية التي كانت تخرج ما يجري داخل قاعة الحفل الرمضاني.
وقد بدأ الشاعر عبد الناصر الجوهري بافتتاح الأمسية بآيات من الذكر الحكيم، وقد قام بالتعريف بالجمعية النسائية لتحسين الصحة بدكرنس، وهي إحدى الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وأثنى على السيدة الفاضلة وجيدة الحديدي رئيسة الجمعية، والتي للأسف الشديد لم تحضر الاحتفالية لظروف صحية منعتها من الحضور، وقد تأسس النادي الاجتماعي الثقافي بالجمعية العام 2005 وكان من مؤسسي هذا النادي الشاعر عبد الناصر الجوهري، ثم أعطيت الكلمة إلى الأستاذ أحمد المصري (مدير النادي) وألقى كلمة رقيقه عبر فيها عن سعادته البالغة بحضور هذه النجوم اللمعة وتشريفهم للجمعية وأهالي دكرنس المتذوقون للفن والشعر والأدبي، وكان أهم ما يميز هذه الأمسية الفنية، هي الإدارة المتميز للأستاذ الشاعر الجوهري للمنصة والاحتفال بحكمة واقتدر، فكان في جميع فواصل الاحتفال وبين كل فقرة وفقرة يلقي بعض الأبيات من شعره، فكان الاحتفال والمكان يمتلأ شعراً وموسيقي، وقد قال عبارة في ختام الحفل لتشجيع المواهب الشابة التي ظهرت، قال: اليوم سمعنا مواهب كانت مفاجأة كبير لي، لدرجة أننا لن استطيع أن أنام هذه الليلة من شدة إعجابي بها، فكيف تتواجد هذه المواهب بدكرنس ولم تكتشف إلى الآن، ونحمد الله أن أثمرت هذه الاحتفالية بإظهار واكتشاف تلك المواهب الشابة، ثم وجه كلامه إلى الأستاذ/ أحمد المصري، يدعوه فيها لرعاية وتبني تلك المواهب من خلال النادي الاجتماعي الثقافي، والذي رد: بأن البركة فيك أنت يا أستاذ عبدالناصر.
وقد ألقى الأستاذ الكبير رفعت المرصفي، مجموعة كبيرة من قصائده وأشعار والتي تنوعت بين العاطفي والسياسي والديني، وقد ألقى قصيدة خاصة عن رمضان وبالأخص ليلة القدر بمناسبة أن الاحتفال يوم الخامس والعشرين من رمضان، ولما أحس الأستاذ المرصفي أن الأستاذ الفنان مختار سليمان أبكى الحاضرون بغنائه قصيدة رائعة عن غزة وأهل غزة وما حدث في غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، أصر بأن يلقى قصيدة مفرحة تحمل الكثير من التفاؤل بعنوان (عينكي). وقد ألقى الشاعر المهندس ياسر أنور مجموعة من قصائده الكلاسيكية، فهو كما وصفه الشاعر الجوهري بأن ياسر أنور من شعراء مصر الذين يكتبون المعلقات، منها قصيدة بعنوان "آخر أخبار ليلى العامرية" والتي يمزح فيها الماضي بالحاضر والقديم بالحديث، وقد ألقى كذلك قصيدة خفيفة الظل يعلن فيها استلامه للمرأة ووقف الحرب معها، وقد هاجت وصاحت النساء والسيدات المتواجدين بالقاعة بمجرد ما عرفوا عنوانها، فهي بعنوان "بياناً عسكرياً للنساء".
وقد تحدث الأستاذ الدكتور رضا غالب في كلمته القصيرة والتي لم يرغب في الإطالة فيها لأنه كما قال عن نفسه، أنا ناقد أدبي ومخرج مسرحي ولست شاعر أكتب الشعر كالأساتذة الكبرى الذين أجلس بجوارهم الآن على المنصة، فأني لا أستحق أن أجلس بجوارهم لأني أكتب النثر، ولكنه تحدث عن سيرته الذاتية ومشوار حياته مع الفن والنقد والأدب والتمثل والمسرح، وقال عبارة بليغة جدا "إذا أردت أن تعرف شعباً، أعراف شعرائه".
بينما ألقى الشاعر والصحفي أشرف عزمي مجموعة من قصائد ديوانه الأخير "رباعيات"، ومنها: رباعيات الوجع، رباعيات الشجر، رباعيات الحلم، مالك أنت ومال عيوني، رغم أننا متفرقين، هو أنت ممكن تنسي؛ ومن القصائد التي ألقها وأعجبت الجمهور قصائد: خلاص عشقنا ورحنا، يشيليني، وقصيد "الوطن" وهي قصيدة وطنية مزج فيها الشاعر المظاهر المعاصر وأدخل فيها بعض الكلمات والمصطلحات الانجليزية التي يستخدمها الشباب اليوم عندما يتكلموا عن الكمبيوتر ومشاكل الكمبيوتر ك delete, format, refresh.
وآه ثم آه ما هذا الفنان المشاغب مختار سليمان ابن قرية كوم النور مركز ميت غمر، فنان جميل، وشاعر فذ يمكن أن نطلق عليه خليفة سيد درويش، ويمكنني اليوم أن أطلق عليه شاعر الشارع، شاعر البسطاء والمقهورين والمظلمين، فقد أسعد وأوجع وأبهج وأحزن كل من شاهده وسمعه ورآه، فهو كما يقول عن نفسه :أنا شغلتي مصحصحتي للوطن على العود"، فقد عزف وتغني للمرأة المصرية المسكينة المقهورة ، وتغني وأنشد للقدس، وقد غنى وعزف أغنية جميلة من ألحانه وكلماته بعنوان "البحر مكعر ليه؟؟!!وممر ليه شهد القُلل؟!!" على وزن أغنية البحر بيضحك ليه؟!وأنا نزله أدلع أملا القُلل؟!".. يصور فيها الواقع السيئ الذي وصلنا إليه، وقد انهي مختار سليمان واختتم الاحتفال بقصيدة طويلة يعتبر بمثابة صرخة شاعر ومواطن بعنوان "انتباه"!!، ولم يترك أحد بالاحتفال مختار سليمان إلا وأخذ أرقام تليفوناته حتى يتواصل معه!
وفي الختام؛ لا أنسى أن أذكر الحفاوة البالغة التي قوبل بها ضيوف الحفل منذ لحظة وصولهم لموقف سيارات دكرنس، ووصولهم لمقر الجمعية النسائية لتحسين الصحة بدكرنس، وإلى إيصاله الضيوف مرة أخرى إلى السيارة التي استقلوها للرجوع إلى حيث أتوا، مع أطيب التمنيات لهم بالتوفيق والسداد الدائم في حياتهم، وقد أبد جميع العاملين في الجمعية إعجابهم الشديد بهؤلاء الضيوف وتمنوا أن يروهم مرة أخرى، في مدينتهم الجميلة دكرنس!!
لمن يريد أن يشاهد الشاعر والملحن مختار سليمان، بالصوت والصورة، فليدخل على هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=o6N9d0kr4Rw
ساحة النقاش