هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

مشاهد حيه من حياتنا وحياة من حولنا (2)

 

المشهد الثالث: بعنوان "نظرة على وضع الفلبينيات الوافدات بدول الخليج العربي":

يجب أن نعلم أن لكل قاعدة شواذ، وليس كل ما ينطبق على فرد أو مجموعة أفراد جنسية معينة من الضروري ينطبق على كل أفراد تلك الجنسية.

وللأسف الشديد فهناك صورة سيئة للإنسان العربي الخليجي تعرفها تلك الفلبينيات قبل وصولها لتلك الدول للعمل بها، مما يجعلهم يتسرفون بشكل عجيب وغريب، الأمر الذي أدى لانتشار المفاسد والموبيقات ما ظهر منها وما بطن، من دعارة و زنا و خمور و مخدرات... الخ.

      ففي مساء أحد الأيام وأنا وأحد الأصدقاء نمشي بأحد شوارع إحدى المناطق الرقيقة بالكويت، فوجدنا بالشارع الكثير من البنات الفلبينيات تسير على جانبي الطريق، وفي هذه اللحظة كانت تمر أحدي سيارة الشرطة، وكان في تلك أيام "ثورة الجياع" .. ثورة العمالة البنغالية، وكانت الشرطة في كل مكان توقف أي شخص مقيم (وافد) رجل كان أو سيدة، تسأله عن الهوية، حتى تعرف هل هو/أو هي مقيم/أو مقيمة بشكل قانوني أم مخالفون لقانون الإقامة... فسألت صديقي هذا هل توقف الشرطة هؤلاء الفلبينيات، فنظرا لي نظرة استغرب وتعجيب وابتسم..!!

فسألته على الفور.. لماذا تبتسم هكذا؟!

فقال: حتى لو أوقفتهم الشرطة.. فماذا تتوقع؟

فقلت: يعني أتوقع أنهم لو مخالفين إقامة يتم توقيفهم وإلقاء القبض عليهم.. وإداعهم في سجن الأبعاد .. واتخاذ كافة الإجراءات القانونية المعروفة والمتبعة في مثل هذه الحالات..

فقال: حكيلك قصة قد عرفتها من مجموعة من البنات الفلبينيات كانوا يعملون معي في عمل سابق منذ أربعة سنوات..

قلت: فما هي تلك القصة؟

قال: تقول الواحدة منهن إذا أوقفني رجل الشرطة، وسأل عن هويتي.. فأشير إلى صدري وأقول هذه هي الهوية؛ وإذا سأل عن جواز سفري... فأشير إلى فرجي وأقول هذا هو الجواز ... فماذا تريد؟

فكان ردي: لا تعليق

ملحوظة: ليس الكل هكذا.. فهناك من يخاف الله رب العالمين..

 

المشهد الرابع: بعنوان "الخادمة تخدع صاحب العمل (كفيلها) رجل الأمن":

فقد حدثني منذ فترة صديقي "عبدالباسط" وهو سائق مصري كنت أعمل معه منذ فترة في مكان عمل سابق؛ عن حكاية أحد المواطنين الخليجيين وخادمته الهندية، حيث كان الرجل على خلق ودين وكان يعاملها معاملة إنسانية، وأكبر دليل على ذلك أنه كان يأخذها بسيارته الخاصة لكي يوصلها إلي وسط العاصمة، وذلك كل يوم جمعة وهو يوم إجازتها الأسبوعية، حيث يتم كل الخدم والعامل من كافة الجنسيات الآسيوية في ذلك اليوم، وسط المدينة، لكي يلتقوا ويتسوقوا، ويذهب المسيحي منهم إلى الكنيسة التابع لها، حيث يتوفر في وسط العاصمة ثلاثة كنائس لثلاثة مذاهب مسيحية مختلفة..

فكان هذا المواطن (والذي كان يعمل ضابط شرطة) يأخذ خادمته صباح كل يوم جمعة ويوصلها لنفس المكان كل أسبوع بوسط العاصمة، ويتركها بالشارع وينطلق بسيارته لكي يرجع لأولاده وزوجتها حتى يقضي معهم يوم الإجازة الأسبوعية، ثم يرجع في نهاية اليوم لكي يأخذها إلى بيته مره أخرى، واستمر هذا الرجل على ذلك المنهج طوال سنة ونصف، حتى جاء في يوم من الأيام بعد أن تركها وذهب، إذا بمركز شرطة وسط العاصمة يتصل عليه...

السلام عليكم السيد (فلان).

فرد: نعم أنا.

فسأله ضابط الشرطة المتصل: كل تعمل عندك الخادمة (فلانه)؟

قال: بلي تعمل عندي.. خيرا ماذا فعلت؟

فرد الشرطي: نعم هي عندنا وممسوكة في قضية دعارة!!.. فرجاءاً تحضر لمخفر شرطة وسط العاصمة..

فرد الرجل المسالم: حاضر يا فندم.. نصف ساعة وأكون عندك

وبالفعل جمع الرجل نفسه وألتقط تليفونه الجوال وسلسلة المفاتيح.. وتوجه فوراً إلى سيارته، ولم يرد حتى على أسئلة زوجته وأولاده حيث قاموا يسألوه أين تذهب.. فرد ساعة وراجع .. لا تقلقوا..

وبالفعل ركب سيارته وانطلق ووصل خلال أقل من عشرين دقيقة إلى مخفر الشرطة.. وتوجه إلى مكتب الضابط.. السلام عليكم ، أنا "فلان" وقد أتصل حضرتك منذ قليل بخصوص الخادمة "فلانه" .. فماذا حدث وما هي حكيتها؟!

رد عليه الضابط: أهلا وسهلا بك أخي، تفضل أولاً اجلس وارتاح.. فجلس الرجل لكي يأخذ نفسه..

فال الضابط: كانت سيارة الشرطة تقف في الشارع الرئيسي وسط البلد .. وبدأ أحد رجال الشرطة يلاحظ وينتبه لسيارة نصف نقل (هاف لوري) مركب عليها من الخلف صندوق حيث أنها مقفلة من جميع الجهات، ومغلقه أبوابها الخلفية، لحظها تلف وتدور وتروح وتأتي في نفس الشارع لمدة ساعة ثم تقف في أحد جوانب الشارع، وتنفتح أبوابها الخلفية ونزل منها رجلين، ثم يركب مكانهما رجلين غيرهما، ثم تغلق الأبواب، وتبدأ السيارة تتحرك بالشارع وتصل إلى نهاية ثم تلف وتأتي إلى أوله، وأحيانا يلف سائق السيارة حول دوار كبيرة متواجد في أحد مخارج الشارع الرئيسي، عدة مرات متتالية!!!!

فستعجب واستغرب الشرطي لهذا المنظر العجيب الغريب، وبدأ ينتابه الشك من أمر تلك السيارة... وبعدة عدة ساعات هو يراقب تلك السيارة وهي تفعل ما تفعل؛ فتصل الشرطي على مركز الشرطي من تليفون سيارته المتواجد بها، يحكي ما لحظة وشهادة لمركز العمليات، وبالفعل في دقائق معدودة تواجهة سيارة شرطة أخرى بها مجموعة من الضباط والعسكر لمكان سيارة الشرطي.. وأوقف السيارة النصف نقل.. وفتحوا أبواب الصندوق الخلفي....

وإذ بإن الصندوق عبارة عن غرفة نوم للدعارة بجميع التجهيزات وبه امرأتين ورجلين.. وخادمة المواطن كانت واحدة منهمن!!!

فنظر المواطن للضابط وهو يتعجب ويخبط بيديه، ويقول غير معقول هذا، يعني كل كان يحدث كل أسبوع، وأنا بنفسي أأتي بها إلى هذه السيارة في أول النهار، وأرجع أخر النهار أأخذها مرة أخر، ولمدة عام ونصف... يا لها من مصيبه!!!

فالرد عليه الضابط: لا تتعجب.. هذا ما كان يحدث بالفعل وهي شبكة دعارة منظمة.. حيث أن الرجل يركب السيارة لكي يمارس الرذيلة، حيث يدفع  5 دينار مقابل الساعة، حيث يسلم الفلوس للسائق قبل أن يركب السيارة، ثم يغلق السائق الباب تمام ويركب الأقفال، ويشغل عدد الوقت، وعندما تنتهي الساعة، يدق جرس على من في الصندوق لإخبارهم بأن الساعة انتهت، وبعدها بخمس دقائق يُوقف السيارة ويفتح الباب، وينزل الرجلين، ويركب رجلين أخرين يكون جاهزين على الأرض، حيث يوجد سمسار يحضر الزبائب ويراقب الشارع من الشرطة!!!

 

بقلم

محمود سلامة الهايشة

كاتب ومهندس وباحث مصري

[email protected]

 

  • Currently 77/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 748 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2008 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,718,834